100 سنة من "عظمة يا ست".. احتفالية غنائية ضخمة في ذكرى أول ظهور لـ "أم كلثوم"
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
بمناسبة مرور 100 سنة على ظهور صوت "كوكب الشرق"، تشهد مصر في شهر فبراير 2024، إحياء أول حفل غنائي ضخم في الوطن العربي، تزامنًا مع الذكرى المئوية لأولى حفلات أسطورة الطرب الأصيل "أم كلثوم"، وذلك بحضور نجوم الوطن العربي، وتحت رعاية الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
حفل غنائي لـ "أم كلثوم"
ويأتي هذا الحفل في إطار جهود الشركة المنظمة لـ "100 سنة أم كلثوم"، لإحياء التراث الفني والغنائي لمطربي الزمن الجميل، والحفاظ على الإرث الثقافي الذي تركه الفنانون الكبار في مصر والعالم العربي.
حفل أم كلثوم
ويتضمن الحفل الفني، غناء أكثر من أغنية لكوكب الشرق، التي مازالت في أذهان ووجدان محبيها وجمهورها حتى يومنا هذا، مثل «أنت عمري، سيرة الحب، أمل حياتي، لسه فاكر، هذه ليلتي، حيرت قلبي معاك، فات المعاد، للصبر حدود، يا مسهرني»، وغيرها من أعمال "كوكب الشرق" الخالدة والتي ما زالت تتصدر المشهد الغنائي في مصر والوطن العربي.
بيان الشركة المنظمة
من جانبه، قالت الشركة المنظمة: " نحرص دائمًا من خلال حفلاتنا على تقديم الجديد من الأغاني الأصيلة والمطلوبة من الجمهور، والاحتفال بتراث مصر الحافل بالأعمال الغنائية المحفورة في ذاكرتنا لمطربي الزمن الجميل، حبًا وتعلقًا بالفن القديم والمميز، لتقديم تجارب فنية مختلفة لا تنُسى ولم يسبق للجمهور المصري والعربي مشاهدتها، وذلك من أجل الترويج للسياحة المصرية، وإبراز الصورة الإيجابية للدولة المصرية أمام العالم، وسوف يتضمن الحفل المقبل إعادة تقديم روائع أغاني "سيدة الغناء العربي" للجمهور مرة أخرى مع إضافة لمسات عصرية دون المساس بجوهرها أو هويتها، وذلك بمناسبة إحياء ذكرى أول ظهور لـ "أم كلثوم في حفلاتها".
بدوره، قال رئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي: " أرى أنه حان الوقت للتفكير خارج الصندوق بتقديم حفلات فنية وثقافية تُروج للسياحة المصرية بأسلوب محترف، يرقى بالجمهور المحٌب للفنون المختلفة، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية، كما أود التعبير عن سعادتي بتكاتف الجهود في مختلف القطاعات سواء الحكومية أو القطاع الخاص، لوضع استراتيجيات وخطط طموحة من أجل الترويج للسياحة المصرية ووضع مصر على الخريطة العالمية للسياحة وجذب الاستثمارات المختلفة، الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على الدخل القومي لمصر".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ام كلثوم الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أم كلثوم كوكب الشرق كوكب الشرق أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
قلما يجود الزمان بمثلها..أم كلثوم وحكاية نصف قرن على الرحيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صوت انطلق من أعماق الوطن، ليتردد صداه في كل جنبات العالم، حاملًا نبض أمه تتوق إلى آفاق بعيدة من الحرية، إلى التحرر من قيودها والعبور نحو النور، ليعزف على أوتار القلوب، إنه صوت أم كلثوم، التي غنت وغنى الوطن العربي كله معها من المحيط إلى الخليج، في لحظات الانكسار وفي لحظات الانتصار، محفزة الهمم للبناء والعمل، وشاحذة عزم الرجال وقت المحن.
احتفاءً بالإرث الفني العريق الذي خلّدته كوكب الشرق أم كلثوم في وجدان المصريين والعرب، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن إطلاق "عام أم كلثوم 2025"، تزامنًا مع الذكرى الخمسين لرحيلها، ويتضمن العام سلسلة من الفعاليات والحفلات والمعارض والمسابقات التي تستمر على مدار العام، تكريمًا لمسيرة سيدة الغناء العربي وإحياءً لفنها الخالد.
في اليوم الثالث من هذا الشهر «فبراير» حلت ذكرى رحيل أم كلثوم الخمسين عن عالمنا بجسدها، ولإن باعد ذلك بيننا وبينها لكنها ما زالت تحيا في قلوب الأجيال، لنعيش حالة من الاحتفال بذكراها العطرة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق من المحيط إلى الخليج، وإلى الآن ما زالت تتردد عبارة «عظمة على عظمة يا ست»، التي لا تصلح إلا أن تقال لها على مر الزمان والعصور، كلما داعبت كلماتها أذاننا وحركت لواعج قلوبنا وحملتنا على أثير كلثومي عذب رقراق، ألحان وصوت عظمة على عظمة يا ست الكل ثومة، فكل أغنية من أغنياتها تعد قصة في حد ذاتها، فهي الموروث المتأصل في إرواء شجرة مشاعرك منذ كانت نبتة صغيرة وأنت تتلمس وتستكشف علاقاتك نحو الآخرين والكون منذ مراحل حياتك الأولى، وكلما كبرت كبر قبولها حتى تشغل مساحة من وجدانك، لتصبح مسيطرة على كيانك الشعوري وهذه ظاهرة شعورية يعيشها العاشقون، وخصوصًا الشرقيين، لأن أم كلثوم تتجاوز القيمة الموسيقية، لتصبح قيمة روحانية لا يمكن الاستغناء عنها.
فلا تزال أم كلثوم تتربع على عرش الغناء، وما زال صوتها له القدرة على الاستحواذ على عقل المستمعين؛ لأنها هي صاحبة السلطة الأولى الفنية للطرب الأصيل ولتظل رمزًا شامخًا لجمال مصر وسحرها وعظمتها وتاريخها العريق.
لم تكن كوكب الشرق فتاة مرفهة، بل عاشت قصة كفاح منذ مراحل الطفولة، حيث حفظت القرآن الكريم ثم جاءت إلى القاهرة بصحبة أبيها وكانت تعيش ما بين الإنشاد والتواشيح الدينية في بدايتها حتى سنحت لها الفرصة للتعرف على أمير الشعراء أحمد شوقي في أواخر أيامه، وتتم دعوتها للغناء أمام أمير الشعراء أحمد شوقي في منزله، لتذهب أم كلثوم مع والدها وشقيقها وغنت ليلتها كما لم تغن من قبل وبعد انتهائها إذ بأمير الشعراء يقدم لها هدية، تعبر عن إعجابه بصوتها، وهي قصيدة «سلوا كئوس الطلى هل لا مست فاها و استنجدوا الراح هل مست محياها»، وبالفعل غنتها أم كلثوم بعد رحيل أحمد شوقي عام 1932.
بدأت مشوارها الفني والطربي في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث امتلكت الست «ثومة » منذ بدايتها مشروعًا متكاملًا من كل الأركان كانت فروعه الصوت العظيم القوي المليء بالإحساس و الألحان، التي لا تكتب لغيرها، والقصائد التي لم تترك مفردة في الرومانسية والحب والعطاء والقوة الوطن والضعف الإنساني إلا وتغنت بها، حيث شاركت في أوائل الأفلام السينمائية الناطقة، ثم اتجهت للغناء في الحفلات وبمشاركة كبار الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي ومرسي جميل عزيز والحفناوي وغيرهم من شعراء الأغنية الطربية، التي اختفت منذ رحيل أم كلثوم وعن المدارس الموسيقية تعاملت أم كلثوم مع كل مدارس الموسيقى في مصر «السنباطي والقصبجي وموسيقار الأجيال عبدالوهاب وبليغ حمدي»، إنهم هم المدارس الحقيقية للطرب الموسيقى المصرى، فلا تتعجب أن تظل أم كلثوم مئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية.
مواقفها الوطنيةأم كلثوم تشع ثقافة بفن وطرب أصيل ولم تخلق للهرج والهذيان، ولها مواقف وطنية خالدة على مر الزمان وقدمت من أجل المجهود الحربي الكثير، ولن ينسى التاريخ موقفها، حيث شدت على أكبر مسارح العالم من أجل مصر و نالت احترام أمراء و زعماء العالم في جولتها التاريخية التي شملت فرنسا والكويت وليبيا والسودان والمغرب وتونس ولم تكتف، وعندما عادت من رحلتها الخارجية أقامت حفلات في محافظات مصر المختلفة، وليشهد كل عربي ومصري على حب وانتماء وولاء الشخصية الوطنية التي لن تتكرر على مر الزمان.
ورغم مرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق، إلا أنها حتى الآن الأعلى مشاهدة على «يوتيوب» لتتربع على عرش الغناء على مدار السنين إنها كوكب الشرق التي عاشت في مكانة أعلى من كل الملوك وعندما رحلت كانت كوكبًا يضيء بشعاع أقوى من كل الشموس، حقًا حين رحلت ودعها مليون مواطن بكت فيها الشوارع والميادين، حقًا إنها رحلت ولن تموت ومن الصعب أن يأتي الزمان بمثلها.