إنترسبت: الإبادة الإسرائيلية لمدنيين غزة لن تهزم حماس.. وبايدن أجرم ويجب محاسبته
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
انتقدت مجلة ذا إنترسبت الأمريكية، الدعم اللامحدود (سياسيا وعسكريا) الذي تواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديمه للحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، مؤكدة على ضرورة خضوعه للمحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال بحق المدنيين في القطاع.
وحتى الأربعاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية بدعم أمريكي على قطاع غزة، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأوضحت المجلة أن الإبادة الجماعية للسكان المدنيين في غزة، والتي تستخدم فيها إسرائيل كافة الوسائل الصناعية الجديدة، لتسريع وتيرتها وتضخيمها، من أجل الإعلان عن نصر مصطنع؛ لن تلحق في نهاية المطاف الهزيمة بحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وأشارت إلى إسرائيل ارتكبت ولا تزال قائمة بلا نهاية من جرائم الحرب الموثقة جيدا، على مدار أكثر من شهرين في غزة، وعلى الرغم من ذلك، يأتي الرد من إدارة بايدن بإعلان دعم الحاسم لإسرائيل.
ولفتت إلى أن إدارة بايدن واصلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية تنفيذ حملة من الخداع، إذ تتظاهر بالقلق بشأن مصير سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بينما حافظت في الوقت نفسه على تدفق الأسلحة والاستخبارات والإمدادات العسكرية، والغطاء السياسي للنظام الإسرائيلي.
وبحسب تقارير حديثة، فإن بايدن الذي انحدرت شعبية قبل انتخابات 2024، على نحو غير مسبوق بسبب دعمه لإسرائيل، يريد أن تخفض آلة الحرب الإسرائيلية من كثافتها قصفها لغزة بحلول بداية العام المقبل.
ويعد هذا التطور، أحدث جهد تبذله إدارة البيت الأبيض لإعادة صياغة السرد العام حول دعمها المستمر لمذابح جيش الاحتلال الموثقة بحق سكان القطاع.
إرهاب دولة
واعتبرت المجلة أن إسرائيل مارست إرهاب دولة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، إذ قتلت أكثر من 25 ألف فلسطيني على مدار 10 أسابيع، بما في ذلك ما يقرب من 10 آلاف طفل.
كما هاجمت القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة 20 مستشفى، وقتلت حوالي 300 عامل صحي. كما أودى القصف والهجمات الإسرائيلية بحياة ما يقرب من 100 صحفي.
ومنذ بداية الحرب، لجأت إسرائيل إلى حرمان سكان غزة بشكل منهجي من الحد الأدنى من الضروريات الحيوية.
وحذرت منظمات الإغاثة الدولية من المجاعة وانتشار الأمراض المعدية، وتوسلت مراراً وتكراراً من أجل وقف فوري لإطلاق النار، لكن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي أكدت أن هذا لن يحدث.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعالت الأصوات الرسمية الأمريكية الرافضة للقصف العشوائي للقطاع، لكن إسرائيل تدرك جيداً أنه إذا كان البيت الأبيض يريد حقاً أن تتوقف إسرائيل، فيمكنه أن يفعل ذلك عن طريق تعليق كل المساعدات العسكرية الإضافية حتى تنتهي المذبحة.
إخفاق متعدد
ورأت المجلة إن الإخفاق العسكري الإسرائيلي فى غزة، رغم حقيقته إلا أنه لا يجرؤ الرئيس الأمريكي جو بايدن ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عنه علنا.
من الناحية العسكري، تكافح إسرائيل، المسلحة نوويا وتمتلك أنظمة أسلحة حديثة وقدرات استخباراتية، وتحظى بدعم كامل من أقوى دولة على وجه الأرض، لتحقيق نصر تكتيكي حقيقي على المقاومة الفلسطينية التي تنفذ حرب عصابات في غزة.
ومن الناحية الدعائية، وعلى الرغم من تخصيص إسرائيل موارد هائلة لتلك الجبهة، إلا جهودها في هذا الصدد فشلت في مواجهة مقاطع الفيديو الموثقة التي تنشرها كتائب القسام لاستهدافها شبه اليومية لجنود الاحتلال وآلياتهم.
وتقدم المقاطع القصيرة التي تنشرها كتائب القسام، لمحة عن جانب آخر من هذه الحرب، لا تريد إسرائيل والولايات المتحدة أن يراه الجمهور، إذ تتناقض تلك اللقطات الموثقة بشكل صارخ مع الرواية الإسرائيلية الرسمية.
وقالت المجلة إن مقاطع القسام تظهر فى واقع الأمر مستوى من التطور التكتيكي والاستعداد نادرًا ما شهدناه منذ أيام الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة بـ"الفيت كونج"
وفي حين، حاولت إسرائيل القيام بحملة معاكسة، نشر جيش الاحتلال مقاطع فيديو لوزير دفاعاها من داخل أنفاق، وردت حماس بمقطع مصور تحت عنوان "وصلت متأخرا"، وأوضحت أن الأنفاق التى دخلتها القوات الإسرائيلية تم إنشاؤه فقط لتنفيذ هجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد المنشأة العسكرية الإسرائيلية بالقرب من معبر إيريز.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: توترات داخل فريق بايدن بسبب صحته.. والرئيس الأمريكي يعيش "حالة إنكار" لسنه
وفي أعقاب ذلك، بدأت قصص تظهر بشكل متكرر في الصحافة الإسرائيلية تعبر عن القلق بشأن التزايد المطرد في عدد القتلى والجرحى بين الجنود الإسرائيليين.
واشتدت هذه المشاعر خلال الأسبوع الماضي، في أعقاب كمين في الشجاعية أسفر عن مقتل تسعة جنود إسرائيليين، فضلاً عن الكشف عن أن جنود الجيش الإسرائيلي قتلوا بالرصاص ثلاثة رهائن إسرائيليين كانوا عراة الصدر، ويلوحون بعلم أبيض، ويتحدثون العبرية.
كتب المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هاريل في صحيفة هاآرتس العبرية: "إن الإجماع على الدعم الشعبي لحرب إسرائيل بدأ يتضاءل، مع تلاشي الشرطين اللذين يرتكز عليهما: وجود هدف واضح للحرب وفهم أن النصر أمر ممكن التحقيق".
وأضاف "إن التأييد الشعبي الواسع للتوغل البري، والذي كان قوياً في أعقاب هجوم حماس أصبح الآن ممزوجاً تدريجياً بالقلق والشكوك.
اقرأ أيضاً
فاتورة الهزيمة في غزة.. من يدفعها أولا: بايدن أم نتنياهو؟
وتابع: "على الرغم من توسع الهجوم وخسائر العدو، إلا أننا نقترب من مرحلة خطيرة من التقدم التدريجي.. إن استمرار القتال بالشكل الحالي سيعني تدفقًا مستمرًا للأخبار عن مقتل جنود".
ولفتت المجلة إلى أن إسرائيل وحتى 19 ديسمبر/كانون الأول، اعترفت إسرائيل رسمياً بمقتل 130 من جنودها في غزة، مؤكدة أنه مما لا شك فيه فإن واشنطن وتل أبيب استخفتا بالقدرة العسكرية للمقاومة المسلحة التي تقودها حماس.
وعقبت أن انتزاع الفلسطينيين من شوارع الضفة الغربية وإخفائهم أمام نظام المحاكم العسكرية أمر مختلف، وهي ممارسة أتقنتها إسرائيل على مدى عقود.
كما أن هزيمة التمرد المسلح جيداً الذي قضى عقوداً من الزمن في بناء بنية تحتية ضخمة تحت الأرض تحت أراضيه والتدريب على هذه اللحظة بالذات أمر مختلف تماماً.
استراتيجيات عقيمة
ورأت المجلة إن محاولة إسرائيل قتل أو أسر زعيم حماس يحي السنوار أو قائد كتائب القسام محمد ضيف، لإعلان انتصار زائف على حماس، هي السيناريوهات تحظي بتأييد من إدارة بايدن.
في الأسبوع الماضي، ألمح مسؤول أمريكي كبير إلى أن الولايات المتحدة تشارك بنشاط في مطاردة هذه الأهداف ذات القيمة العالية (قادة حماس والقسام)، معلنًا أنه "يمكن القول إن أيام السنوار أصبحت معدودة".
لكن بحسب المجلة فإن فكرة القضاء على المقاومة المسلحة عبر قتل كبار قادة حماس تنم عن نفس النمط من التمني الذي تغلغل في التفكير الاستراتيجي الأمريكي منذ 11 سبتمبر/ أيلول.
وأضافت كل هذا يشير إلى أنه بدلاً من محاولة إنهاء معاناة سكان غزة، يبحث بايدن بدلاً من ذلك عن مخرج يتجنب ترسيخ صورة إسرائيل على أنها تشن حرباً غير مبررة فشلت تماماً في تحقيق أهدافها المعلنة.
وعلى صعيد أخر، كشف الكاتب الأمريكي المخضرم ديفيد إجناتيوس في عموده بصحيفة واشنطن بوسط، أن الولايات المتحدة تفكر في سيناريو "اليوم التالي" الذي من شأنه أن يشهد نشر قوة أمنية مشكلة من فلسطينيين لا ينتمون لحماس وعلى استعداد للتعاون مع القوات الإسرائيلية التي لا تزال تطوق الحدود.
ومن الناحية المثالية، سيتم تعزيز قوة الشرطة هذه بقوات أجنبية تعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة، قد تقوم قوات الكوماندوز الإسرائيلية بشن غارات على وسط غزة عندما تتلقى معلومات استخباراتية حول أهداف ذات قيمة عالية"
ورأت المجلة أن هذا التفكير العقيم يوضح مدى ضآلة اهتمام الولايات المتحدة بالقضية المركزية بالنسبة للفلسطينيين في الصراع المستمر منذ 75 عاما: إنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي وإقامة الدولة.
وأضافت أن حقيقة أن الإدارة تفكر في خطة لإضفاء الطابع الفلسطيني على الاحتلال من خلال استخدام المتعاونين مع قوات النظام الإسرائيلي هي نتاج مباشر لاستراتيجية "مكافحة التمرد" العقيمة التي سعت إدارة بوش إلى استخدامها لانتشال نفسها من الكارثة التي صنعتها من خلال غزوها واحتلالها للعراق.
كما يذكر هذا التفكير أيضا ً باستراتيجية مكافحة التمرد الفاشلة تماماً في أفغانستان في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي كل الأحوال، ترى المجلة أن بايدن اختار مواقفه اتجاه الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، ومهما كانت قصة النصر التي يريد بايدن ونتنياهو إعلانها عندما "تنتهي" الفترة المكثفة من الموت والدمار الوحشي، فلا ينبغي السماح لبايدن أبدًا بالهروب من الحقيقة الساطعة المتمثلة في أنه كان بمثابة تاجر أسلحة والداعي العام الأكثر أهمية لحرب اختيارية ضد السكان المدنيين العزل بأغلبية ساحقة.
وخلصت المجلة إلى أن المسؤولية عن النكسة التي ستنبثق حتماً من حقول القتل في غزة يجب أن تُلصق بقوة بميراث بايدن.
اقرأ أيضاً
فاتورة الهزيمة في غزة.. من يدفعها أولا: بايدن أم نتنياهو؟
المصدر | ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية على غزة جو بايدن الحرب الإسرائیلیة الولایات المتحدة المجلة أن إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.