«الخطوط الجزائرية»: إقلاع أول رحلة إلى لبنان وسوريا وفتح خط تجاري مطلع يناير المقبل
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أقلعت رحلة جوية تابعة للخطوط الجزائرية، اليوم الخميس، من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، نحو مطار بيروت الدولي كأول محطة ثم نحو مدينة اللاذقية في سوريا.
وأوضح المتحدث الإعلامي بالخطوط الجوية الجزائرية، أمين أندلسي، في تصريحات صحفية، أن الشركة الجزائرية، استأنفت اليوم الخميس رحلاتها باتجاه العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة اللاذقية السورية، وذلك بعد عدة سنوات من تعليق هذا الخط نتيجة الأزمة الصحية (كوفيد-19)، والحظر المفروض على سوريا.
وأضاف أن عملية استئناف هذا الخط الجوي ستبدأ برحلة واحدة في الأسبوع نحو لبنان ثم سوريا، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار تعزيز برنامج رحلات الخطوط الجوية الجزائرية الرامي إلى تعزيز علاقات التعاون بين الجزائر وسوريا ولبنان.
كما كشف المتحدث الإعلامي بالجوية الجزائرية عن برمجة خط تجاري نحو البلدين مع مطلع شهر يناير المقبل، في إطار تعزيز علاقات التعاون مع البلدين.
كانت مراسم حفل استئناف هذا الخط الجوي (الجزائر العاصمة-بيروت-اللاذقية-الجزائر العاصمة) بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، جرت بحضور المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، ياسين بن سليمان وسفير لبنان بالجزائر، محمد حسن، وكذا ممثلين عن وزارة النقل الجزائرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجزائر بيروت اللاذقية
إقرأ أيضاً:
لبنان وسوريا: خوف من نموذج الحرب والتهجير
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": بعد تطورات الشهرين الأخيرين، وحملة التدمير الممنهج من الجنوب الى البقاع والضاحية، تكررت المخاوف، من جانب حلفاء حزب الله، من أن يكون الهدف خلق غزة ثانية، بالمعنى العسكري والميداني، عن طريق محو كل ما يقف في طريق خطة إسرائيل لمستقبل غزة. لكن
النظرة المغايرة، تضع سوريا كنموذج لما يحصل في لبنان حالياً وليس غزة، أولاً لجهة مفهوم الوطن والدولة القائمة بغضّ النظر عن النظرة إليها في لبنان وسوريا والجغرافيا المعترف بها، بما هو مختلف تماماً عن غزة، وثانياً، لتشابه تركيبتَي لبنان وسوريا الى حدّ كبير لجهة التنوع الطائفي والسياسي، وثالثاً أن حرب سوريا التي بدأت تدريجاً وانفجرت في صورة عشوائية وعنيفة أدّت الى حركة نزوح داخلية كبيرة على قاعدة طائفية واجتماعية كما يحصل في لبنان اليوم، ورابعاً أن حركة النزوح من سوريا نحو دول الجوار بدأت تفرض إيقاعها، وإن بأعداد أقلّ، من لبنان في اتجاه سوريا والعراق، عدا عن مغادرة اللبنانيين جماعاتٍ بلدهم، وإن كانت هذه المغادرة أكثر تمايزاً لجهة واقع الانتشار اللبناني والعمل والدراسة في الخارج. بذلك يصبح النموذج السوري، وبما وصل إليه من ارتدادات وتدخلات خارجية وانهيار داخلي، أقرب الى الحالة اللبنانية. لكن ذلك يعكس مخاوف تنذر حتى الآن بالقلق خشية تفاقمها.
ما قبل الحرب الأخيرة، ومع ارتفاع الكلام عن الفيدرالية لدى بعض المجموعات والشخصيات عبر إطلالات سياسية وإعلامية، كان جمهور حزب الله وحلفاؤه أكثر الذين انتقدوا مروّجي هذا الكلام، عدا عن شخصيات مسيحية لا تزال تتمسك حتى الآن بفكرة لبنان القائم وفق نظام اتفاق الطائف وتركيبته الحالية. لكن في الوقت نفسه، كان الحزب متهماً بأنه يطبق نوعاً من الفيدرالية في مجتمع منسجم ومندمج في مناطق الجنوب والبقاع، بما يخدم خصوصية الثنائي الشيعي من دون غيره، وهذا الكلام كان معززاً بشواهد عن التفاعل ضمن بيئة من لون واحد بعيداً عن المجتمعات الأخرى. مع حركة النزوح الأخيرة، خرج جمهور الثنائي وقاعدته من هذا الإطار الى مناطق الداخل، مندمجاً مجدداً مع قواعد الطوائف والأحزاب الأخرى، وهو أمر مرشح لأن يطول بفعل استمرار الحرب وآلة التدمير التي لا تسمح للنازحين بالعودة قريباً. وهنا يصبح الكلام أكثر دقّة بين انفلاش سجال حول ثلاثة اتجاهات، واحد يرى ما يحصل احتضاناً لبنانياً صافياً وتلقائياً وتهليلاً لفكرة العيش المشترك، وآخر لا يرى فيه إلا تجاوزات من المجتمع المضيف الحزبي الخصم لحزب الله لا المجتمع النازح ويلوّح بحسابات مستقبلية معه، وثالث لا يرى في الحركة القائمة إلا مشهد التجاوزات المرشحة للتفاعل. والاتجاهات الثلاثة لها طواقمها السياسية والإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا يصبح الكلام عن الترويج المستمر لفكرة الحرب الأهلية التي لا يزال الفرنسيون يتخوّفون منها ويصرّون على التداول بها، أقرب الى مثال سوريا. ولبنان الذي خبر أنواعاً من هذه الحروب، طوال خمسين عاماً، بات يحتاج الى جهود مضاعفة لكبح مسار أي تحوّل من الحرب الإسرائيلية الى تفلّت داخلي، يصاحبه تدهور تدرّجي يشكل عامل إفادة لكثير من العناصر الداخلية والخارجية في الانتقال من مرحلة الى أخرى.
عام 1975، لم يظنّ اللبنانيون أن حروبهم ستمتدّ خمسين عاماً، وحين اندلعت تظاهرات سوريا لم يتوقّع السوريون أن تمتد حربهم 13 عاماً. لذا يصبح اللجوء الى تماسك داخلي في اللحظات الحرجة الحالية مطلباً أكثر إلحاحاً من السنوات السابقة، وحزب الله واحد من المطالَبين بذلك، لأن الحرب الإسرائيلية لا تقلّ خطراً عن كل ما يرتسم من مخاوف خارجية على الوضع الداخلي.