مدبولي يوافق على مقترحات شراكة مع القطاع الخاص لإدارة مدارس "النيل" واليابانية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، اليوم؛ لبحث زيادة فرص الشراكة مع القطاع الخاص في قطاعي التعليم قبل الجامعي والجامعي، واستعراض عدد من الفرص المتاحة، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، واللواء يسري سالم، رئيس هيئة الأبنية التعليمية، والدكتور محمد الشرقاوي، مساعد وزير التعليم العالي للشئون الاقتصادية، ووائل زيادة، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للشئون المالية والاستثمار، وإيهاب رزق، المدير التنفيذيّ لصندوق مصر الفرعي للتعليم والأغذية والزراعة، وعدد من المستثمرين في قطاعي التعليم قبل الجامعي والجامعي.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع اليوم يأتي في إطار حرص الحكومة وتشجيعها للقطاع الخاص على الدخول في العديد من الأنشطة، وتعزيز دوره، ومنها الاستثمار في قطاع التعليم، الذي يزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية الهائلة.
ولفت رئيس الوزراء إلى جهود الدولة المستمرة للنهوض بقطاع التعليم، والعمل على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة من خلاله لمختلف شرائح المجتمع، مشيراً إلى الجهود المبذولة على كافة المسارات الخاصة بمختلف عناصر المنظومة التعليمية، موضحاً أن تعزيز دور القطاع الخاص، وزيادة نسبة مشاركته في قطاع التعليم، من شأنه أن يسهم في جهود النهوض بهذا القطاع المهم وتلبية احتياجات شريحة كبيرة من المواطنين، من خلال اتاحة فرص تعليمية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة.
وأكد "مدبولي" أن الحكومة تتكفل بتوفير فرص التعليم لمختلف الشرائح غير القادرة من المواطنين، ولكن تظل هناك شريحة كبيرة أخرى تحصل على مستوى جودة أعلى في مراحل التعليم المختلفة، وفرصًا أفضل، وهذا دور القطاع الخاص، مشيرًا إلى المبادرة المتميزة من جانب صندوق مصر السيادي بالشراكة مع القطاع الخاص، في هذا الشأن، سواء في التعليم قبل الجامعي، أو الجامعي، والتي برزت في التعليم قبل الجامعي من خلال تجربة مجموعة المدارس التي تم تنفيذها في أرض القرية الكونية، بمدينة حدائق أكتوبر، وكذا فكرة الجامعات الأهلية التي تم إنشاؤها، مشيراً إلى أنه يتم حالياً العمل على إيجاد نظام للشراكة مع القطاع الخاص، بعد أن قامت الدولة بإنشائها، لتحسين جودة الإدارة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء: نجتمع الآن لبحث أي فرص للتوسع في المشروعات التعليمية المختلفة، بما يخدم هدفنا نحو تمكين وتشجيع القطاع الخاص.
وفي ذات الإطار، أكدت الدكتورة هالة السعيد اهتمام الدولة بملف التعليم، وذلك في ضوء اهتمام المواطن المصري أيضًا بوجود فرص تعليم متميزة لأبنائه، موجهة الشكر للمستثمرين في هذا القطاع، الذين أثبتوا اهتمامهم بتوجيه الاستثمارات الخاصة لقطاع التعليم.
وخلال الاجتماع، أشارت الدكتور هالة السعيد إلى ما يتم بذله من جهود للارتقاء بمنظومة التعليم في إطار رؤية مصر 2030، موضحة أنه فيما يتعلق بالتعليم قبل الجامعي، يتم العمل على توفير بنية تحتية قوية داعمة للتعلم، تتضمن التوسع في إقامة المزيد من المعامل، والمكتبات، ومرافق لممارسة الأنشطة، وتوفير الاتصال بالإنترنت، هذا إلى جانب مختلف المقومات التي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية.
وأوضحت الوزيرة أنه يتم العمل أيضاً على زيادة متوسط نصيب الطالب من الإنفاق على التعليم، مع إعادة توزيع الإنفاق العام على مستويات التعليم المختلفة بصورة تتماشي مع الارتقاء بجودة منظومة التعليم ككل، وربط مناهج التعليم باحتياجات سوق العمل، وكذا تطوير تلك المناهج بما يضمن اكتساب قيم ومبادئ التنمية المستدامة لدى الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، هذا إلى جانب بناء كوادر أكاديمية متميزة، وزيادة المنح والبعثات الخارجية، للنهوض بالبحث العلمي ونقل الخبرات.
وأضافت الدكتورة هالة السعيد: تتضمن محاور العمل على تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030 للتعليم، في قطاع ما قبل الجامعي، العمل على تفعيل قواعد الجودة والاعتماد المسايرة للمعايير العالمية، وتحسين مستوى تعلم العلوم والرياضيات ومهارات التواصل وتوظيف التكنولوجيا لتصبح منافسة دولياً، إلى جانب العمل على تحسين مؤشرات التعليم في تقارير التنافسية الدولية.
ولفتت الوزيرة إلى أن مستهدفات التعليم العالي ضمن رؤية مصر 2030، تتضمن الارتقاء بمستوى جودة حياة المواطن المصري، وتحسين مستوى معيشته، من خلال إتاحة التعليم للجميع دون تمييز، وتحسين تنافسية مخرجات التعليم الجامعي.
وأضافت الدكتورة هالة السعيد: إن من بين الآليات التي يتم العمل عليها لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، العمل على تعزيز قدرة المنشآت التعليمية (في مستويات التعليم الجامعي، والفني) على توفير الأماكن الكافية لجميع الفئات الاجتماعية في الريف والحضر، مع أخذ المواصفات اللازمة لذوي الإعاقة في الاعتبار، هذا إلى جانب وضع آلية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص والجمعيات الأهلية على الانخراط في إقامة المؤسسات التعليمية، وتحديث البنية التحتية للمنشآت التعليمية وتجهيزها بأحدث الإمكانيات اللازمة لتدريب وتعليم الطلبة، وزيادة التوعية وتحسين النظرة المجتمعية إلى أهمية التعليم بصورة عامة والتعليم الفني بصورة خاصة.
ونوهت الوزيرة إلى أنه من المستهدف الوصول بعدد الجامعات في عام 2030 إلى 132 جامعة، وذلك بإضافة عدد 40 جامعة إلى العدد الحالي بتكلفة 250 مليار جنيه، مشيرة إلى حجم الفرص الاستثمارية المتاحة للقطاع الخاص في هذا الصدد والذي يقدر بحوالي 150 مليار جنيه، وهو ما يسهم في تعزيز مشاركة القطاع الخاص في إتاحة الخدمات التعليمية من 25% حالياً إلى 40 % على الأقل بحلول عام 2030، مستعرضة تطور معدل الالتحاق بالتعليم العالي.
وتطرقت الوزيرة خلال العرض إلى موقف المُجمع التعليمي بالقرية الكونية، المقرر أن يتضمن إقامة 5 مدارس تستهدف متوسطي الدخل، إلى جانب إقامة ناد رياضي، موضحة أن صندوق مصر السيادي نجح في إغلاق صفقتين لإنشاء 4 مدارس من خلال مشاركة مستثمرين ومشغلين ذى سابقة أعمال من القطاع الخاص، حيث قام الصندوق بالاكتتاب في الشركات من خلال مساهمة عينية بالأرض تتمثل في أراض قيمتها 267 مليون جنيه، وتم بالفعل إقامة تلك المدارس، مضيفة: قام الصندوق خلال الشهر الماضي بالتوقيع مع مشغل من القطاع الخاص لإنشاء المدرسة الخامسة داخل المجمع.
وخلال الاجتماع، أشار / إيهاب رزق إلى موقف عدد من الشراكات المبرمة من جانب صندوق مصر السيادي وعدد من مؤسسات القطاع الخاص المتخصصة في مجال التعليم قبل الجامعي وما تم إنجازه في هذا الصدد، لافتاً إلى أن المساهمات العينية المقدمة من جانب الصندوق، تساهم في إقامة 5 مدارس، وتم افتتاح عدد 4 مدارس منها بالفعل، ومن المقرر افتتاح الخامسة عام 2025.
ونوه / إيهاب رزق إلى موقف الشراكة مع هيئة دعم وتطوير الجامعات، وما تم من إجراءات في هذا الصدد بغرض توفير وسائل تعليمية بما يتفق مع معايير الجودة العالمية وتقديم خدمات تعليمية متنوعة، لافتا إلى أن الصندوق والهيئة يدرسان إقامة شراكات مع عدد من شركات القطاع الخاص في مجال التعليم الجامعي لإنشاء جامعات تكنولوجية وأفرع لجامعات دولية في مباني الجامعات الأهلية.
وتطرق / إيهاب رزق، خلال الاجتماع إلى عدد من المستهدفات خلال المرحلة القادمة فيما يتعلق بشراكات الصندوق مع القطاع الخاص للارتقاء بمنظومة التعليم في إطار رؤية مصر 2030، بما يسهم في زيادة الاتاحة والجودة التنافسية في هذا المجال، سارداً عددا من المحافظات المستهدفة لإنشاء مدارس وجامعات مع القطاع الخاص.
من جانبه، أوضح الدكتور رضا حجازي، أن مؤسسات التعليم الخاص تُمثل نسبة 10% من التعليم قبل الجامعي، مضيفاً أن هناك احتياجاً كبيراً لهذه النوعية من التعليم لتلبية متطلبات الأسر.
وأشار الوزير إلى أنه في ظل اهتمام الدولة بزيادة فرص القطاع الخاص في مختلف المجالات، كان هناك توجيه بالتوسع في الشراكة مع القطاع الخاص في مجال التعليم، وإعطائهم الفرصة الكاملة، مستعرضاً في هذا الصدد أبرز الفرص الاستثمارية الواسعة لتعزيز هذه الشراكة في مجال التعليم قبل الجامعي.
وخلال الاجتماع، تناول وزير التربية والتعليم موقف الأراضي المُرشحة لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع القومي لبناء وتشغيل واستغلال المدارس الرسمية للغات بالمشاركة مع القطاع الخاص، وذلك بإجمالي 54 موقعاً بمحافظات: القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، والسويس، ودمياط، والشرقية، والقليوبية، والمنوفية، والاسماعيلية، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء، بينها 33 موقعاً تتبع هيئة المجتمعات العمرانية تحتاج إلى استصدار قرارات بإعادة التخصيص، و 5 مواقع ستستقطع من مدارس قائمة، و 16 موقعاً تتبع المحافظات.
وأضاف الوزير أن هناك مواقع لأراضٍ إضافية مُرشحة لتنفيذ مشروعات تعليمية بالشراكة مع القطاع الخاص، وتشمل 28 موقعاً جميعها متوافرة إلا أن بعضها يتم استيفاء المستندات الخاصة بها، وتقع تلك الأراضي بمحافظات: السويس، ودمياط، والقليوبية، والبحيرة، والجيزة، وبني سويف، والفيوم، والقاهرة، والدقهلية، والمنيا، وأسيوط، وجنوب سيناء.
وتطرق الدكتور رضا حجازي إلى فرص الاستثمار في مجال التعليم الفني، مستعرضاً عدداً من مراكز التدريب الإنتاجي المتاحة لإعادة تأهيلها كمدارس تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع القطاع الخاص، وعددها 18 مركزاً بمحافظات: البحيرة، وبورسعيد، والغربية، ودمياط، وبني سويف، والشرقية، والمنيا، وأسيوط، والإسماعيلية، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، والمنوفية، وجنوب سيناء، بالإضافة إلى 58 مدرسة في أنواع تعليم متنوعة مُرشحة لتحويلها إلى مدارس تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع القطاع الخاص أيضاً، وذلك بمحافظات: أسوان، والإسماعيلية، والأقصر، والبحيرة، والشرقية، والغربية، والفيوم، والقليوبية، وأسيوط، وبني سويف، وبورسعيد، وجنوب سيناء، ودمياط، وسوهاج، وشمال سيناء، وقنا، وكفر الشيخ، ومرسى مطروح، ودمياط، والسويس، والوادي لجديد، والدقهلية.
كما عرض الوزير خلال الاجتماع قطعة أرض مقترحة بمساحة 4 آلاف م2 بالعامرية بمحافظة الإسكندرية، لإقامة مجمع مدارس بنظام الشراكة مع القطاع الخاص، للتعليم العام أو الفني.
وتقدم وزير التربية والتعليم بالشكر لقطاع التعليم الخاص على العديد من التجارب الناجحة مثل تنفيذ مدارس القرية الكونية بالتعاون مع الصندوق السيادي، كما توجه بالشكر إلى اتحاد الصناعات على التوسع في نموذج مدارس التكنولوجيا التطبيقية، لافتاً إلى ان دور الدولة في هذا الخصوص يتمثل في توفير الأراضي، والإسراع في إجراءات الترخيص، والمشاركة في الإدارة.
وأشار الدكتور أيمن عاشور، خلال الاجتماع، إلى جهود التنسيق المستمرة بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية والتعليم والتعليم الفني، لافتا إلى أن ذلك يأتي تأكيداً على أهمية قطاع التعليم، وحرص الدولة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة من خلاله، مؤكدًا دور القطاع الخاص المهم في هذا الصدد، باعتباره شريكا استراتيجيا في تحقيق رؤية الدولة لقطاع التعليم.
وتناول وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالشرح، خلال الاجتماع، دور هيئة دعم وتطوير الجامعات، كهيئة اقتصادية تهدف إلى تحقيق رؤية الدولة في إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الأجنبية، والجامعات الدولية المرموقة، من خلال العمل على مساندة الجامعات الحكومية في إنشاء جامعات أهلية أو أهلية تكنولوجية، أو التوسع في القائم منها، وإنشاء المعاهد العليا الخاصة، وأيضًا إنشاء مباني وفروع جامعية أجنبية أو تجهيزها والتوسع في استضافتها، مع تعزيز فرص التعليم العالي الدولية داخل الدولة، وتقديم ما يلزم من خبرات واستشارات، ودراسات وأبحاث في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وفقًا للآليات والسبل التي من شأنها نشره، وبما يكفل معايير الجودة العالمية.
كما تطرق الوزير لدور شركة "صندوق مصر لدعم وتطوير التعليم" التي تسعى نحو دعم وتوفير فرص للتعليم العالي للارتقاء به، وتوفير وسائل تعليمية بما يتفق مع معايير الجودة العالمية وتقديم خدمات تعليمية متنوعة، بالإضافة إلى تقديم خدمات واستشارات في مختلف المجالات للمؤسسات التعليمية، واستغلال وإدارة تلك المؤسسات، وأيضًا الاستثمار في الخدمات الطلابية المختلفة المقدمة للطلاب، والاستثمار في المنشآت الطبية التعليمية.
وفي غضون ذلك، استعرض الدكتور أيمن عاشور أيضًا الفرص الاستثمارية المتاحة ونماذج الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، قائلًا: لدينا 26 جامعة، و16 مستشفى جامعيًا جاهزة للاستثمار مع القطاع الخاص، وبالفعل بدأنا نتلقى العديد من العروض من قبل المستثمرين في هذا القطاع، منهم مستثمرون حاضرون في هذا الاجتماع.
واستمع الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، إلى مُداخلات الحضور من المستثمرين في قطاعي التعليم قبل الجامعي والجامعي، والتي تضمنت مقترحاتهم وآرائهم بشأن الفرص المتاحة، وتصوراتهم لكيفية تعظيم مشاركة القطاع الخاص في هذين القطاعين المهمين.
وأكد المستثمرون استعدادهم للشراكة مع الحكومة لحُسن استغلال الأصول التي تمتلكها الدولة في هذين القطاعين، بما يُعظم العائد، ويُحافظ على هذه الاستثمارات، ويُحسن من المخرجات التعليمية، ويتيح في الوقت نفسه عدم المبالغة في المصروفات، مؤكدين استعدادهم على سبيل المثال لتولي إدارة مدارس "النيل" وإحداث نقلة نوعية في هذه المدارس.
وعَقّبَّ رئيس الوزراء على هذا الطرح، داعياً إياهم لتقديم مقترح بآرائهم، مؤكداً أن الشراكة مع القطاع الخاص في مدارس النيل والمدارس اليابانية مطروحة، ومرحب بها.
كما أشاد المستثمرون خلال الاجتماع بالتجربة التي تمت مع الصندوق السيادي، وطرحوا عدداً من المحفزات المطلوبة، التي تتعلق بأسعار الأراضي، والفائدة، ليتمكنوا من توفير مستوى تعليمي متميز، دون المبالغة في المصروفات الدراسية، معبرين عن رغبتهم في تصدير خريجين على أعلى مستوى من التعليم.
وعَقّبَّ رئيس الوزراء، مؤكداً أنه مُنفتح على كل الاقتراحات والآراء، داعياً إياهم لتقديم رؤية متكاملة بالمحفزات المطلوبة، لبحثها على الفور.
كما طالب المستثمرون بأن يتم السماح للجامعات الخاصة بإنشاء جامعات تكنولوجية، أو معاهد وطالبوا بتعديلات تشريعية تيسر إقامة أفرع للجامعات القائمة في مناطق أخرى.
وطالب رئيس الوزراء المستثمرين بإعداد نموذج يتم من خلاله إعطاء تيسيرات في أسعار الأراضي، وفي المقابل ضمان ألا تتم المُغالاة في المصاريف الدراسية، وأن تكون مناسبة لشريحة متوسطي الدخل، وتُقدم تعليماً بجودة متميزة.
كما طرح المستثمرون طلبات بان يتم السماح بإقامة مدينة تعليمية متكاملة للقطاع الخاص، وعَقّبَّ رئيس الوزراء بأنه ينتظر مقترحاً بذلك لبحثه، ثم عرضه على مجلس الوزراء.
وبشأن التعديلات التشريعية المطلوبة في هذين القطاعين، طالب مدبولي الوزراء المعنيين ببحث التعديلات المطلوبة بالتيسيرات والمُحفزات لسرعة عرضها على مجلس الوزراء.
وأكد المستثمرون، في ختام الاجتماع، أنهم تقدموا بطلب لصندوق مصر السيادي لتكرار تجربة مجمع المدارس الذي تم إنشاؤه في "القرية الكونية" في باقي المحافظات، وذلك وفقاً لما تم من دراسات تؤكد أن هناك احتياجًا في عدد من المحافظات لتطبيق مثل هذا النموذج المتميز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی بالشراکة مع القطاع الخاص الشراکة مع القطاع الخاص وزیر التربیة والتعلیم الدکتورة هالة السعید التعلیم قبل الجامعی الفرص الاستثماریة صندوق مصر السیادی القطاع الخاص فی فی مجال التعلیم خلال الاجتماع التعلیم الفنی رئیس الوزراء قطاع التعلیم فی هذا الصدد وجنوب سیناء رؤیة مصر 2030 العمل على وبنی سویف إلى جانب من خلال فی قطاع من جانب التی تم عدد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخبير والباحث الأكاديمي الدكتور يوسف جبار لـ«علوم وتكنولوجيا»:الذكاء الاصطناعي هو مفتاح تحسين جودة التعليم الجامعي في اليمن رغم التحديات
في ظل التحول الرقمي المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي من العوامل المحورية في تطوير التعليم العالي، خاصة في الجامعات اليمنية.. وفي هذا السياق، يبرز بحث الخبير الأكاديمي يوسف جبار بعنوان «توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بالجامعات اليمنية في ضوء التجارب العالمية»، الذي فاز بجائزة جامعة صعدة للإبداع والبحث العلمي لعام 1445هـ – 2023م.. يناقش البحث سبل استفادة الجامعات اليمنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم رغم التحديات القائمة، ويقدم حلولًا مبتكرة لدمج هذه التقنيات ضمن الموارد المحدودة. لمزيد من التفاصيل، التقينا بالدكتور يوسف جبار وأجرينا معه هذا الحوار حول كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي اليمني:
حوار/ هاشم السريحي
ما الذي دفعك لاختيار هذا الموضوع لإجراء دراستك؟ وهل هناك عوامل خاصة بالواقع اليمني جعلته ذا أهمية خاصة؟
أساس فكرة الدراسة هو بحث بعنوان “توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بالجامعات اليمنية في ضوء التجارب العالمية”، والذي فاز بجائزة جامعة صعدة للإبداع والبحث العلمي لعام 1445هـ – 2023م.
دوافع البحث تنبع من التحولات السريعة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة، ومنها التعليم، حيث أصبح جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية عالميًا، لم يعد توظيفه في التعليم مجرد خيار، بل بات ضرورة لمواكبة الثورة الرقمية، سد الفجوة التقنية، وتحسين جودة التعليم العالي، خاصة في ظل العجز الذي تعاني منه المؤسسات التقليدية في التعامل مع الانفجار المعرفي، وقد أثبتت الدراسات أن عدم توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم قد يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للمؤسسات الأكاديمية عالميًا.
وتتوقع الدراسات أن يصل حجم السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في التعليم إلى 25.7 مليار دولار بحلول عام 2030م، ما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال، كما أكدت اليونسكو في مؤتمرها الدولي في بكين 2019م على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الذكاء البشري وتحقيق التنمية المستدامة.
أما في اليمن، فقد شهدت الجامعات، سواء الحكومية أو الأهلية، اهتمامًا متزايدًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال المؤتمرات العلمية، ورش العمل، وفتح برامج أكاديمية متخصصة، كما برز تنافس بين الجامعات في توظيف هذه التقنيات إداريًا وتعليميًا، ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات وتحديات تحتاج إلى دراسة دقيقة لفهم واقع التوظيف الحالي وتعزيز جوانب القوة ومعالجة نقاط الضعف بهدف تحسين جودة التعليم العالي ومواكبة التطورات العالمية.
ما هي أبرز الفجوات أو القضايا التي لاحظتها في توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي قبل بدء الدراسة؟
أدت جائحة كوفيد-19 إلى إغلاق المؤسسات التعليمية عالميًا، بما في ذلك اليمن، مما استدعى التحول الرقمي لضمان استمرارية التعليم، ورغم أن الجائحة كانت تحديًا، فقد شكلت أيضًا فرصة استثنائية لتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث تم تحقيق ما كان مخططًا لعقد كامل خلال عام واحد فقط.
في اليمن، تفاقمت التحديات بسبب الأوضاع السياسية والأزمة الاقتصادية، لكن المؤسسات التعليمية لم تتوقف، بل سعت إلى توظيف التعليم عن بُعد والاستفادة من تجارب مماثلة، ومن خلال عملي ضمن فريق مبادرات التحول الرقمي خلال الجائحة، لاحظت عدة فجوات تعيق توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، أبرزها: نقص البنية التحتية التقنية، قلة الكوادر المدربة، غياب سياسات واضحة، وضعف التمويل لتطوير التكنولوجيا الرقمية.
كيف ترى انعكاس هذه الدراسة على تطوير التعليم العالي في اليمن على المدى القريب والبعيد؟
قد تسهم هذه الدراسة والدراسات في هذا المجال في تطوير التعليم العالي باليمن ومواكبة التطورات العلمية والمعرفية والتكنولوجية من خلال تحديد الأولويات ومعرفة التحديات والفرص والإمكانيات المتاحة، والتشجيع على الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مؤسسات التعليم العالي، وعلى المدى القريب قد تساعد الدراسة في تحسين جودة التعليم العالي في اليمن وتعزيز الكفاءة والفاعلية، وعلى المدى البعيد قد تسهم الدراسة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية باليمن ومواكبتها للثورات الرقمية.
أشارت دراستك إلى أن درجة توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي كانت بمستوى منخفض.. برأيك، ما الأسباب الرئيسية لذلك؟
يعود انخفاض توظيف أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم والبحث العلمي إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل الجوانب المالية، المادية، التعليمية، والأمنية، ومن أبرز هذه العوامل: التدهور الاقتصادي وانقطاع المرتبات لسنوات، غياب الحوافز المادية والمعنوية لتعزيز التنافس الأكاديمي، محدودية التمويل المخصص لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي، وقلة الكوادر البشرية المؤهلة في هذا المجال.
كما يواجه توظيف الذكاء الاصطناعي تحديات أخرى، منها تقادم المناهج الدراسية وصعوبة تكاملها مع هذه التطبيقات، ضعف البنية التحتية التقنية، وعدم توفر برامج تدريبية كافية تواكب التطورات الحديثة، وإلى جانب ذلك، هناك قلة وعي بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة بأهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم، وضعف البرامج التدريبية المستمرة التي تهدف إلى تحديث مهارات الأكاديميين في استخدام التقنيات الرقمية.
توجد أيضًا مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي داخل القاعات الدراسية، حيث يرى بعض أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية أنه قد يشتت انتباه الطلبة ويؤدي إلى هدر الوقت والجهد، كما تتعلق بعض التحديات بالجوانب الأمنية والأخلاقية، مثل القلق بشأن الخصوصية، خاصة لدى الطالبات، والخوف من أن يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل دور أعضاء هيئة التدريس أو استبدالهم مستقبلاً.
ما أبرز التحديات التي تعيق دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي؟، وهل تعتقد أن هناك أولويات يجب العمل عليها أولاً؟
رغم التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، لا تزال مؤسسات التعليم العالي تواجه تحديات جوهرية تعيق دمجه بفعالية في العملية التعليمية، ومن أبرز هذه التحديات التزايد المستمر في إنتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعدد استخداماتها، وافتتاح تخصصات جديدة تستقطب أعدادًا متزايدة من الطلبة، في ظل غياب سياسات واضحة لتنظيم توظيف هذه التقنيات في التعليم العالي.
كما تمثل مقاومة التغيير من قبل بعض القيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والطلبة، وارتفاع نسبة البطالة الناتجة عن ظهور وظائف جديدة تلائم المستقبل، تحديات أخرى تزيد من تعقيد المشهد التعليمي، وإلى جانب ذلك، يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف تتعلق بـأنسنة الآلة وتأثيرها السلبي على السلوك البشري، فضلًا عن غياب الضوابط القانونية لتنظيم ورقابة استخدامه في المؤسسات الأكاديمية.
ويعتمد معظم قطاع التعليم العالي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف الجوانب الأكاديمية والإدارية، إلا أن ذلك يطرح إشكالات أخلاقية متعلقة بخصوصية البيانات، أمن المعلومات، وإدارة الوصول إلى الأنظمة الرقمية.
هذه التحديات تفرض على أنظمة التعليم العالي مسؤولية كبيرة في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة بمهارات تتماشى مع ثورة الذكاء الاصطناعي، ورفع جودة العملية التعليمية من خلال تسخير هذه التقنيات لتحسين نواتج التعلم وتزويد الطلبة بالمهارات الرقمية المطلوبة لمستقبل أكثر تطورًا، وبالتالي، فإن مواجهة هذه التحديات لم تعد خيارًا، بل ضرورة لضمان مواكبة التحولات المتسارعة في المشهد التعليمي العالمي.
كيف يمكن التغلب على مقاومة التغيير التي تواجهها بعض الجهات الأكاديمية تجاه استخدام التقنيات الحديثة؟
يمكن التغلب على مقاومة التغيير في توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي من خلال تعزيز الوعي بفوائده عبر برامج تثقيفية وندوات علمية ودورات تدريبية، مع تشجيع المشاركة الفعالة فيها، كما يعد رفع المخصصات المالية، وتقديم الحوافز لأعضاء هيئة التدريس المستخدمين للتقنيات الحديثة، وإعادة تصميم برامج تدريبهم لتواكب متطلبات العصر الرقمي، خطوات ضرورية لدعم التحول الرقمي.
إضافة إلى ذلك، من المهم تبني سياسات توعوية تشجع على استخدام تقنيات التعليم الحديثة، ووضع أطر أخلاقية وتنظيمية تضمن عدالة وشمولية التعليم، وتعزز مبدأ التعلم مدى الحياة.
قدمت توصيات مهمة في دراستك، مثل تطوير برامج تدريبية وزيادة الوعي. ما الخطوة الأولى التي تنصح الجامعات اليمنية بالبدء بها؟
تتمثل الخطوة الأولى التي يتم البدء فها من خلال إعداد استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وتوفير ميثاق أخلاقي لمستخدمي الذكاء الاصطناعي مع فرض حد أدنى من المعايير الأخلاقية حتى يلتزم بها المستخدمون، بالإضافة إلى تطوير السياسات والتشريعات لسد الفجوات الرقمية التي ستظهر مع اندماج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وإنشاء مراكز متخصصة للذكاء الاصطناعي في الجامعات اليمنية لإعداد الكفاءات المتخصصة في هذا المجال، بما في ذلك يكون من مهام تلك المراكز تدريب وتأهيل أعضاء هيئة التدريس والطلبة على التعامل السليم مع هذه التطبيقات والاستفادة القصوى من استخدامها لتحقيق الأهداف المرجوة، وتطوير برامج تدريبية لتعزيز القدرات التقنية لأعضاء هيئة التدريس، وتقديم برامج تثقيفية لزيادة الوعي حول فوائد وأهمية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي.
كيف يمكن للجامعات، في ظل الموارد المحدودة، تطبيق حلول مبتكرة لتجاوز العوائق المالية والتقنية؟
يمكن للجامعات اليمنية تطبيق العديد من الحلول المبتكرة لتجاوز العوائق المالية والتقنية، من أهمها: التدريب والتأهيل للكوادر من البشرية من خلال التعلم الذاتي والتدريب المستمر لضمان تقبلهم واندماجهم في التقنيات الرقمية بسلاسة، وإنشاء منصات رقمية موحدة لمؤسسات التعليم، تكون مهمتها إلى جانب التدريب والتعليم القيام أيضًا بالتوعية، بالإضافة إلى تحويل المعاملات الإدارية التقليدية بالأوراق إلى النظام الإلكتروني، بالإضافة إلى التعاون مع الشركات التقنية والهيئات الحكومية لتحقيق التكامل والاستفادة من الموارد المشتركة، تبادل الخبرات مع الجامعات المحلية والدولية للاستفادة من التجارب الناجحة، الاستفادة من التكنولوجيا المفتوحة المصدر لتحقيق التكلفة الفعالة، تطوير برامج تدريبية متعددة الأوجه لتعزيز القدرات التقنية، تشجيع البحث العلمي والابتكار لتحقيق الحلول المبتكرة، الاستفادة من التمويل البديل مثل: المنح والتمويل الخاص، بناء وتطوير شراكات مع القطاع الخاص لتحقيق الدعم المالي والتقني.
برأيك، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجهات الحكومية والخاصة في دعم توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي؟
يمكن أن تلعب الجهات الحكومية والخاصة دورًا حاسمًا في دعم توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي باليمن من خلال الآتي: توفير التمويل اللازم لتحقيق التطوير التكنولوجي، تطوير السياسات والتشريعات اللازمة لتحقيق التكامل والتنظيم، وإعادة النظر في المناهج والمقررات الجامعية وتطويرها بما يتوافق مع المتغيرات المستحدثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ودعم البحث العلمي والابتكار للاستثمار في هذا المجال، وتقديم الدعم التقني والتدريبي اللازم، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات بين مؤسسات التعليم العالي المحلية والعالمية والاستفادة من التجارب والمبادرات الرائدة والناجحة في هذا المجال.
هل هناك تجارب دولية ناجحة استلهمت منها أفكارًا أو استراتيجيات أثناء إعدادك للدراسة؟
نعم، استلهمت الرؤية المقترحة للدراسة من تجارب دولية رائدة وناجحة، مثل: جامعة ستانفورد الأمريكية وتجربتها في دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي باستخدام الروبوتات بهدف حل الصعوبات التعليمية، ودعم الطلاب والمعلمين في مختلف التخصصات الأكاديمية، وكذلك تجربة معهد جامعة جنوب كاليفورنيا للتقنيات الإبداعية لإنتاج بيئات وتطبيقات افتراضية ذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي والألعاب ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة الحاسوبية؛ لتطوير شخصيات افتراضية أصلية وتفاعلات واقعية، ويتكون النموذج من: المدرب الافتراضي، والواقع المعزز، والمعلم الذكي في برنامج التعلم عن بعد، تجربة جامعة سنترال فلوريدا من خلال استخدام برنامج تقنيات الواقع المعزز القائم على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تجربة جامعة سنغافورة الوطنية في تحقيق التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعليم، وغيرها من التجارب الرائدة.
ويمكن القول إن تمكين الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي من خلال أنظمته وتطبيقاته ليس كتقنيات التعليم السابقة، فهو ليس ممارسات لتقنيات تعليم فردية، بل مبادرات وسياسات تُطلِّقها الدولة وتُشرِّف عليها وزارات التعليم.. ومنذ بداية القرن العشرين بادرت مجموعة من الدول بصياغة إستراتيجياتها الوطنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ومن تلك الدول (اليابان، كندا، كوريا الجنوبية، سنغافورة، الصين، فنلندا، الهند، أستراليا، بريطانيا، الإمارات العربية المتحدة، قطر، السعودية، وغيرها)، وتبعها الكثير من الدول حتى اليوم، وما زالت الدول الأخرى في طريقها إلى ذلك؛ متى ما استدركت هذا الخطر وهذه التحديات التي ستواجهها.
هل يمكن أن تسلط الضوء على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل بين الجامعات وسوق العمل؟
يمكن للجامعات الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل مع سوق العمل من خلال: تهيئة وبناء الكوادر البشرية المؤهَّلة بالمهارات اللازمة لثورة الذكاء الاصطناعي، وتوظيف أنظمتها وتقنياتها في تحسين نواتج التعلم من خلال إكساب الطلبة المهارات المستقبلية القائمة على التطور الرقمي والمعرفي، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل سوق العمل وتحديد الاحتياجات من العمالة الماهرة، وتحديد الاحتياجات التدريبية من خلال تطوير برامج تدريبية تتناسب مع احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى التنبؤ بالمهن المستقبلية للطلبة بعد تخرجهم من الجامعة، وتطوير أدوات تواصل متقدمة لتحسين التفاعل بين الجامعات وسوق العمل.
وفي هذا الصدد على سبيل المثال أطلقت الحكومة اليابانية مبادرتين لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي بين الطلبة؛ بهدف إعدادهم لسوق العمل الرقمي والحياة المستقبلية لجميع الطلاب، وفي الولايات المتحدة يتم تقديم الموارد والمنح لمؤسسات ومنظمات معينة للبحث وتطوير منصات تعليمية مخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تتمتع بإمكانيات كبيرة لتعزيز الأداء الأكاديمي، من خلال تعميق المشاركة المعرفية للطلبة في تأدية أعماله ومهامه والقيام بتصحيحها من أجل تحسين الأداء في المستقبل، والحد من عدم المساواة التعليمية من خلال مساعدة الطلبة المحرومين وإكسابهم لمهارات المستقبلية القائمة على التطور الرقمي.
في ظل التوجه العالمي نحو الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن للجامعات اليمنية مواكبة هذا التوجه لتعزيز تنافسيتها؟
في ظل هذا التطور المعرفي والتكنولوجي يتحتم على الجامعات اليمنية إعادة التفكير في هندسة علاقتها المستقبلية لمواكبة احتياجات العصر، ومتطلبات التوجه العالمي نحو الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في البيئة التحتية التقنية الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج تدريبية تخصصية متقدمة في هذا المجال، وتحقيق التكامل مع الجامعات المحلية والعربية والدولية؛ حيث أن الجامعات اليمنية أمامها سجلاً واسعًا من الإمكانيات والتحديات التي تفتح آفاقا وفرصة لتبني توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي، وأكبر فرصة يمكن الاستفادة منها هي الأزمات التي تمر بها اليمن، حيث أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقدم حلول جديدة ومبتكرة لمشكلات التعليم وتحدياته، كما يمكن الاستفادة من تجربة أزمة جائحة كورونا (كوفيد- 19) كفرصة استثنائية وأحد المنطلقات الأساسية، مع ضرورة وضع رؤية وخطة مدروسة تكون واضحة المعالم نحو تحول المؤسسات التعليمية إلى الذكاء الاصطناعي، ويكون تطبيق ذلك بالتدرج وبخطوات منظمة ومرحلية.
كلمة أخيرة تود توجيهها للطلاب وأعضاء هيئة التدريس حول أهمية هذا التحول التكنولوجي في التعليم؟
أصبح التحول الرقمي في التعليم بمختلف تقنياته ومستحدثاته، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أمراً لا مفر منه، وضرورة حتمية في عصر التكنولوجيا الرقمية الحديثة، وذلك لمواكبة التطور السريع، وهو ما فرض على أعضاء هيئة التدريس أدواراً ومسؤوليات جديدة استلزمت ضرورة إعادة النظر في برامج التعليم؛ من حيث تعديل اللوائح والسياسات وتطوير المقررات الدراسية لكي تتلاءم مع اتجاهات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وإن الاستفادة الكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التعليمية، ستسهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم، مما يمهد الطريق للطلبة نحو مستقبل تعليمي أكثر ابتكاراً وتطوراً… ويجب أن يكون توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم أولوية قصوى لمؤسسات التعليم، وابتكار حلول للمعوقات والتحديات التي تواجهه، وتحسين الميزات التي يقدمها للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، ويمكن التغلب على التحديات التي تعيق تطبيقه من خلال تحليل الدراسات السابقة والبحوث لتجارب ومبادرات الدول الرائدة في هذا المجال، والاستفادة منها بما يتلاءم مع البيئة اليمنية.