حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة، غدًا بعنوان "نداءات القرآن الكريم للمؤمنين"، وقرر الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، اختيار الشيخ يسري عزام خطيبًا لها وتنقل من مسجد عمرو بن العاص.

«نداءات القرآن الكريم للمؤمنين» موضوع خطبة الجمعة بالأوقاف غدا

وجاء نص خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة كالتالي:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) سورة آل عمران (102).


وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم. أما بعد: أيها المسلمون، فإنه من يتدبر آيات القرآن الكريم فإنه سيجد الخطابات في القرآن الكريم متعددة ومتنوعة، فمثلاً يجد خطاباً عاماً يراد به عموم الناس، كقوله تعالى: {يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض} (فاطر:3).

الأوقاف: توزيع 11 طن لحوم إطعام على الأسر الأولى بالرعاية الأسبوع المقبل الأوقاف: اعتماد 45 خطيب مكافأة من أعضاء هيئات التدريس وحملة الماجستير والدكتوراه

فالخطاب في الآية يشمل جميع الناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأجناسهم وأديانهم، وأكثر خطابات القرآن الكريم من هذا النوع ، ومثله أيضاً (يا بنى آدم) فهو خطاب يشمل الجنس البشري كله، قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأعراف (27)، ومثله أيضاً (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) وأيضاً (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ).

وتجد في القرآن الكريم خطابا يشمل رسل الله جميعاً كقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) سورة المؤمنون (51) كما نادى بعض الأنبياء بأسمائهم، مثل قوله تعالى ((يَا يَحْيَىٰ))، ((يَا زَكَرِيَّا))، ((يَا مُوسَى))، وخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)) وقال له أيضاً: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ))، كما تجد أيضاً خطاباً يخص أهل الكتاب كقوله تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ))، وقوله أيضاً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب)) كما تلاحظ أيضاً خطاباً يخص بنى إسرائيل كقوله تعالى ((يا بني إسرائيل))، أو خطاب آخر يخص اليهود أيضاً قال تعالى ((قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا))، كما إنك تجد أيضاً في القرآن الكريم خطاباً للكافرين قال تعالى ((يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة التحريم (7)، وقال أيضاً ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)).

أيها المسلمون، كما جاء الخطاب الخاص بفئة خاصة من عباد الله، ألا وهم المؤمنون، وهذا هو موضوع حديثنا اليوم، فقد نادى الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين، بإسناد الإيمان إليهم، وهو أرقى وأعظم ما ينتسب ويفتخر به المسلم، هذا الإيمان مشتمل على أركان يجب توافرها في الشخص حتى يطلق عليه لفظ مؤمن، كما قال تعالى ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) سورة  البقرة  (282).

كما جاء أيضا ما يؤيد ذلك في السنة النبوية الشريفة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في حديث جبريل المشهور المعروف، كما في صحيح مسلم عن عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: (بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ لِي: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة نداءات القرآن الكريم للمؤمنين وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القران الكريم السنة النبوية مسجد عمرو بن العاص القرآن الکریم خطبة الجمعة قال تعالى علیه وسل له أیضا

إقرأ أيضاً:

تكريم 50 طفلًا من حفظة القرآن الكريم في احتفالية بمسجد المصري بالإسكندرية

في احتفالية مهيبة أقيمت في مسجد المصري بالإسكندرية، تم تكريم أكثر من 50 طفلًا وطفلة وشابًا وشابة بجوائز لحفظ جزء عم، وذلك ضمن فعاليات تشجيعية تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم. شهد الحفل حضور الشيخ محمد جابر، محفظ القرآن الكريم، والشيخ خميس زكي، إمام المسجد، اللذان قاما بتسليم الجوائز للفائزين.

تجمع عدد كبير من الأمهات والآباء في المسجد لمشاركة لحظة تسليم أبنائهم شهادات التقدير والدروع والجوائز المالية التي وصلت قيمتها إلى 5000 جنيه. وأعرب أولياء الأمور الحضور عن فخرهم واعتزازهم بأبنائهم، مؤكدين على أهمية هذه المبادرة في تعزيز القيم الدينية والروحية في المجتمع.

من جانبه، الشيخ محمد جابر، أحد أمة المسجد في كلمته أن احتفالنا اليوم يعكس نجاح أبنائنا الذين أتموا حفظ جزء من كتاب الله عز وجل، وهو شرف عظيم أن نشاهد هذه الوجوه المنيرة التي تتمسك بكتاب الله وتسعى لحفظه وتعليمه، كما أشار إلى أن حفظ القرآن هو سبيل النور والهدى، داعيًا أبناءنا وبناتنا للاستمرار في هذا الطريق المبارك.

أعرب الشيخ خميس زكي، إمام المسجد، عن أهمية الاحتفال بقوله: إن هذا الحدث لا يقتصر فقط على توزيع الجوائز، بل يعد تشجيعًا لجميع أبناء المسلمين على الالتزام بكتاب الله وتعزيز العمل به. وأضاف أن القرآن الكريم يُعتبر دافعًا لنا نحو الخير والصلاح، لذا ينبغي علينا أن نحرص على تعليمه لأبنائنا وتشجيعهم على حفظه. نسأل الله أن يبارك فيهم ويجعلهم من أهل القرآن.

مقالات مشابهة

  • ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟
  • «زكاة الفطر ودورها في التكافل المجتمعي.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • وكيل أوقاف الفيوم: حفظة القرآن الكريم هم النماذج المضيئة التي يجب أن يحتذى بها
  • محافظ قنا يكرم 550 من حفظة القرآن الكريم بقرية أبنود
  • تكريم 50 طفلًا من حفظة القرآن الكريم في احتفالية بمسجد المصري بالإسكندرية
  • نداءات عاجلة من حركة حماس للدفاع عن غزة والقدس
  • 30 كلمة في القرآن يفهمها الناس خطأ.. اعرف معناها الصحيح
  • مستقبل وطن يكرم 150 من حفظة القرآن الكريم بالمنيا
  • فضل ليلة القدر 25 رمضان .. أسرارها ومعجزاتها وعلاماتها
  • ضوابط الاستماع إلى القرآن الكريم عبر الهاتف أثناء الصيام