دمشق-سانا

سنواته الستون وفقدانه لأطرافه الأربعة بعد إصابته بداء بورغر لم تمنع العم سعيد عبيد من الاعتماد على نفسه وإيجاد فرصة عمل تناسب وضعه الصحي وتعينه وعائلته على مواجهة أعباء الحياة.

وقال عبيد الملقب أبو فهد وهو من سكان مدينة دوما لمراسلة سانا “كنت أعمل سائق شاحنة لمسافات طويلة لمدة تجاوزت 27 عاماً، حيث كنت أنقل البضائع الى دول الجوار واكتسبت جراء ذلك خبرة كبيرة في أنواع الشاحنات وحركتها وأعطالها وآلية إصلاحها، ولكني بعد هذه الرحلة الطويلة من العمل أصبت بداء بورغر الذي أدى إلى بتر أطرافي الأربعة وتوقفي عن العمل ومكوثي في المنزل”.

وأضاف: بعد بتر أطرافي الأربعة وجدت نفسي بلا عمل ولدي عائلة مؤلفة من ثلاثة أفراد إضافة إلى عائلة ابني الشهيد، لذلك قررت البحث عن فرصة عمل وكوني أمتلك الإرادة والقوة والخبرة الطويلة بالحافلات قررت صناعة حافلة صغيرة “توك توك” من تصميمي لأعمل عليها بما يتناسب مع وضعي الصحي”.

عبيد الذي تلقى الدعم والمساعدة من أهل الخير في مدينته لصناعة الحافلة ذكر أنه وضع تصوراً لشكلها ونقل فكرته إلى الحداد الذي قام على الفور بتطبيق ذلك على أرض الواقع، كما وضع فرامل يدوية للتحكم بالآلية، واستعان بفني الكهرباء ليقوم بتركيب ألواح طاقة شمسية فوق الحافلة، ويربطها مع عداد يبين كمية الشحن الموجودة داخل البطارية حتى يتمكن من نقل زبائنه ضمن دوما.

ولفت عبيد إلى أن محبته للناس وسمعته الحسنة كانت طريق عبور إلى قلوب الكثيرين الذين لجؤوا إليه لنقلهم إلى وجهاتهم كطلاب المدارس والسيدات وغيرهم مقابل أجر ضئيل يترك للزبون تقديره وبات الكثير من أهالي المدينة يطلبونه عبر الهاتف الخليوي لينقلهم من مكان لآخر إضافة إلى استعانة الكثير من ربات المنازل به لجلب حاجاتهم ونقلهم.

ويؤمن عبيد بأن القناعة كنز لا يفنى وهو راض بما آل إليه حاله طالما هو قادر على تأمين لقمة عيشه، لذلك يشعر بالفرح والسعادة وهو يزاول عمله ولا سيما عندما يقوم بنقل الأطفال في الأعياد والمناسبات إلى أماكن التسلية والفرح، لافتاً إلى أن إعاقته الجسدية لم تثنِه عن ممارسة حياته، فالحياة بالنسبة له رغم الألم مليئة بالسعادة طالما هناك أصدقاء يرسمون الابتسامة ويصنعون التفاؤل ويعطون من فيض حبهم باستمرار.

وحول الصعوبات التي تواجهه في عمله، أوضح عبيد أنه يعاني في قيادة الحافلة خلال فصل الشتاء جراء طرقات المدينة المليئة بالحفر والمطبات والتي تؤدي إلى أعطال كبيرة فيها، كما أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يحول دون شحن بطاريات الحافلة لفترة كافية.

وينصح عبيد الأشخاص ذوي الإعاقة بعدم الاستسلام لظروفهم الصعبة وكسر جميع الحواجز وأخذ موقعهم في المجتمع لتكون لهم بصمة واضحة خاصة بهم، متمنياً أن يتمكن مستقبلاً من تطوير حافلته ودعمها بالبطاريات المناسبة ليعمل عليها لأطول وقت ممكن.

سكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

فقط.. أربعة أيام!

إيمان شرف الدين

أطل القائد البارحة في الثامنة والنصف، معلنًا أنه ليس من الإيمان ولا من المنطق التفرج على غزة، وأهل غزة، والسكوت تجاه انتهاكات العدوّ، ومماطلته لاتّفاق الهدنة، ووقف إطلاق النار، مستشعرًا خطورة ما يحصل، وتبعاته التي ستكون نتائج مؤلمة، قد تعصف بإنجازات كثيرة حقّقتها المقاومة.

العدوّ الصهيو أمريكي، صلف، متكبر، مراوغ، يحرص كَثيرًا على مصالحه، ويخطط؛ مِن أجلِ تحقيق أهدافه، في غير مبالاة بالأطراف الأُخرى، وهو في ذلك كله استغل ويستغل الصمت العربي المخيم على القيادات العربية العميلة.

ولذلك، أطل السيد القائد العلم، وأطلقه إنذاره الصادق، الذي توعد فيه هذا العدوّ، وأعطاه مهلة، لن تتجاوز الأربعة أيام!

السيد القائد مدرك أن القيادات العربية لن تحَرّك ساكنا، وستتفرج على غزة، وجوع أطفالها، وقتل نسائها، ورجالها، ثم تبعثر بعض التصريحات المخدرة لشعوبها، والحريصة على مصالحها الذاتية، هذه القيادات العميلة التي لم وَلن يرجى منها أي خير!

الموقف إذَا استدعى من السيد القائد هذا القرار، وجعله ضرورة لمساندة غزة، ولجهاد العدوّ وظلمه.

ولنراقب الأحداث خلال الأربعة الأيّام القادمة، بل خلال الساعات القادمة، هل سيستجيب العدوّ، ويعود إلى الالتزام الكامل باتّفاق وقف إطلاق النار، فيفتح المعابر، أَو أنه سيصر على أن تأخذه العزة بالإثم، فيتحقّق إنذار السيد وتعود العمليات البحرية من جديد؟

وفي محاولة لاستشراف ما بعد الأربعة أَيَّـام، أعتقد أن العدوّ الصهيو أمريكي يحتاج إلى جرعة إضافية من العمليات البحرية التي تعيده إلى صوابه قليلًا، فيفهم، أن البحر وورقة البحر، لم تكن أبدا في حسبان السيد القائد طيلة الحروب الظالمة والعدوان على اليمن، وأنها لم تتحَرّك، بل لم تخلق أصلا إلا لأجل غزة، ومناصرة غزة، بل والأمة العربية والإسلامية كافة مستقبلا.

فلننتظر ما بعد الأربعة أَيَّـام، ولنثق تمامًا أن القائد العلم صادق الوعد، منفذ الوعيد، حق الكلمة، إن قال فعل، وإن فعل، أوجع، ونكل بالعدو أيما تنكيل!

مقالات مشابهة

  • رسمياً.. العراق يوقع عقد تطوير حقول كركوك الأربعة مع شركة BP البريطانية
  • تيارت: إيداع سائق الحافلة المتسبب في حادث مرور أدى لوفاة تلميذين الحبس المؤقت
  • اعتزال نجم ألعاب القوى بركات الحارثي بعد مسيرة حافلة بالإنجازات
  • بعد فقدانه لأيام.. نهاية مأساوية لصبي يعاني من التوحد جنوبي العراق
  • فقط.. أربعة أيام!
  • مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
  • بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن .. مريض يروي تجربة فقدانه البصر
  • متعب الحربي يمازح اليامي وكوليبالي داخل حافلة الهلال.. فيديو
  • وصول حافلة الزمالك إلى استاد القاهرة الدولي
  • حافلة الزمالك تصل ملعب القاهرة استعدادا لمواجهة مودرن سبورت