من يخرق جدار الحرب في غزة؟.. مصر تحاول وإسرائيل ترفض
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
بانتظار خرق ما في الجدار المسدود الذي دخلته الحرب على قطاع غزة في يومها الـ76، يواصل الفلسطينيون رواية فصل جديد من معاناة هذا الشعب، الممتدة من 75 عاما، ويكاد يكون الفلسطينيون بمفردهم، في مواجهة جيش مجهز بأحدث التقنيات، ومدعوم من أعتى القوى العسكرية و السياسية في العالم.
ينتظر الفلسطينيون، ما تقول القاهرة إنها محاولات حثيثة تقوم بها للوصول إلى وقف مؤقت أو نهائي لإطلاق النار، لكن مع تمسك كل من حماس “بوقف الحرب قبل أي مفاوضات بشأن الاسرى” و إسرائيل ” بضرورة إنهاء ملف الاسرى قبل إنهاء الحرب” يبدو واضحا أن الجميع في مأزق، و المسافات في السياسة بعيدة جدا، رغم أنها في المواجهة باتت (المسافة صفرا).
وفي هذا الجور السياسي المخيب للآمال، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 76 على قطاع غزة.
وذكرت وكالة وفا أن الطيران الاسرائيلي شن غارات جوية عنيفة على جباليا شمال القطاع وعلى حيي الشجاعية والشيخ رضوان في مدينة غزة وعلى عدة مناطق وسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وتدمير منازل عدة.
وقصفت الزوارق الإسرائيلية بكثافة شواطىء رفح وخان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين.
وأوضح الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى الضحايا بسبب القصف المكثف.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن القوات الإسرائيلية تواصل حصار أحد مراكزه الإسعافية في جباليا ما يهدد سلامة 127 فلسطينياً موجودين فيه بينهم كوادر طبية و22 جريحاً، محذراً من أن 800 ألف فلسطيني موجودين في شمال القطاع باتوا محرومين من أي خدمات طبية.
من جانب آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل ضابطين وجندي، وإصابة 8 آخرين خلال الاشتباكات في قطاع غزة.
ومع هذا الإعلان يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء توغله البري في القطاع إلى 137 قتيلا.
وكانت الفصائل الفلسطينية أعلنت أمس أنها تمكنت خلال الساعات الـ 72 الأخيرة من قتل 25 جندياً إسرائيليا وإصابة العشرات، إضافة إلى تدمير 41 آلية عسكرية.
سياسيا أعلنت الولايات المتحدة إن مفاوضات “جادة للغاية” تجري حول هدنة جديدة في غزة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق لا تزال غير واضحة مع إصرار حماس على عدم مناقشة أي أمر غير الإنهاء الكامل للهجوم الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني.
وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مصر يوم أمس للمرة الأولى منذ أكثر من شهر لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين الذين يسعون للتوسط في هدنة أخرى.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن المبعوثين يركزون في مناقشاتهم على تحديد الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم في حال إبرام هدنة جديدة وكذلك المحتجزين الفلسطينيين الذين قد تفرج إسرائيل عنهم في المقابل.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن رئيس المكتب السياسي سيزور مصر في الأيام المقبلة .
المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي قال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أمس “إن هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية، ونأمل أن تؤدي إلى نتيجة ما”.
أما طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية قال لرويترز إن الحركة ليست مستعدة لمناقشة إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ويزيد حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات، إن إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال المسنين المتبقين وربما تتضمن قائمة السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم مدانين بجرائم خطيرة.
هيئات الإغاثة الدولية تؤكد أن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على حافة كارثة نتيجة الدمار الشامل الذي دفع 90 بالمئة منهم إلى ترك منازلهم فيما يعاني كثيرون من سوء التغذية ونقص شديد في المياه النظيفة والرعاية الطبية.
ولم تعلق إسرائيل علنا على المحادثات في مصر. لكنها استبعدت وقفا دائما لإطلاق النار وتقول إنها لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد آخر لإسرائيل.
في هذا الوقت ينتظر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم على مسعى لزيادة المساعدات لقطاع غزة بعد تأجيل بناء على طلب الولايات المتحدة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسماعيل هنية الجهاد الإسلامي رهائن غزة مبادرة مصرية هدنة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يشمل نزع سلاح غزة.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإسرائيلي الأخير بشأن الرهائن
القدس (CNN)-- قال مسؤول في "حماس" لشبكة CNN، إن الحركة تدرس مقترحا إسرائيليا لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين.
ويحدد الاقتراح، الذي تسلمته حركة "حماس"، الاثنين، إطارا مبدئيا لهدنة مدتها 45 يوما في قطاع غزة، يهدف الجانبان خلالها إلى التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، طبقا لما أفاد المسؤول.
كما يدعو المقترح الإسرائيلي أيضا إلى "نزع سلاح غزة"، وهو ما كان يعتبر في وقت سابق "خطا أحمر" بالنسبة لـ"حماس"، مما يجعل من غير المرجح موافقة الحركة المسلحة على المقترح. كما لا توجد ضمانة لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما طالبت به "حماس" كجزء من اتفاق شامل.
وتواصلت شبكة CNN مع مسؤولين إسرائيليين للتعليق.
وبحسب المسؤول في "حماس"، فإنه بموجب الاقتراح، سيتم إطلاق سراح الرهائن على مراحل، بدءا بالإفراج عن الإسرائيلي- الأمريكي عيدان ألكسندر في اليوم الأول من الهدنة "كبادرة خاصة" تجاه الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول أنه سيتم إطلاق سراح 9 رهائن إسرائيليين آخرين على مرحلتين مقابل 120 سجينا فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد وأكثر من 1100 معتقل محتجزين لم يتم توجيه تهم إليهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما يطالب الاقتراح الإسرائيلي حركة "حماس" بتقديم معلومات عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء المتبقين لديها، "مقابل معلومات عن السجناء الفلسطينيين"، وتسليم جثث 16 رهينة إسرائيليا متوفيين، مقابل رفات 160 فلسطينيا متوفيين تحتجزهم إسرائيل.
وأضاف المسؤول في حركة "حماس" أن "وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 45 يوما" سيشمل أيضا وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات إلى غزة، بالإضافة إلى "آلية متفق عليها لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين فقط".
ويتضمن المقترح كذلك إدخال المعدات اللازمة لإيواء النازحين الفلسطينيين في غزة.
والتقى وفد من "حماس" مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولم تذكر إسرائيل علنا ما إذا كانت قد أرسلت فريقا إلى المفاوضات.
ومنذ أوائل مارس/آذار الماضي، أوقفت إسرائيل عن غزة إمدادات المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء، وحذرت وكالات الإغاثة من أن وضع المدنيين في القطاع، البالغ عددهم مليوني نسمة، قد تدهور بشكل خطير، وازداد سوءا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية قبيل استئناف هجومها العسكري على القطاع، وهو ما وصفته بأنه محاولة للضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وفرض شروط جديدة على وقف إطلاق النار الذي كان ساريا في ذلك الوقت. وقُتل أكثر من 1500 فلسطيني في غزة منذ منتصف مارس الماضي، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وبموجب المقترح الجديد لوقف إطلاق النار، سينسحب الجيش الإسرائيلي لمدة سبعة أيام من أجزاء من غزة، بما في ذلك مدينة رفح الجنوبية، وبعض المناطق الشمالية والشرقية من مدينة غزة، بحسب المسؤول بحماس.
وقال المسؤول بحركة "حماس" لشبكة CNN، إن المقترح الإسرائيلي ينص على "نزع سلاح قطاع غزة" والتفاوض على "إعلان وقف دائم لإطلاق النار"، على أن يبدأ في اليوم الثالث من الهدنة.
وأضاف المسؤول أن "المفاوضات بشان الوقف الدائم لإطلاق النار يجب أن تكتمل في غضون 45 يوما"، وبعد ذلك سيتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، الأحياء منهم والأموات، إلى إسرائيل.
وأوضح أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار المؤقت، فيمكن تمديده بشروط ولمدة يتفق عليها الطرفان، وإذا انتهت الفترة دون اتفاق، فسيتم تمديده مقابل إطلاق سراح سجناء جدد".
ويتضح أن بعض التفاصيل التي ذكرها المسؤول في حماس تتطابق مع بعض جوانب المقترح الذي أكده مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لشبكة CNN في وقت سابق.
وكان المسؤول الإسرائيلي قال في وقت سابق لشبكة CNN، إن المقترح الإسرائيلي الأخير يقضي بالإفراج عن 10 رهائن من غزة، بالإضافة إلى إطلاق سراح ألكسندر كبادرة حسن نية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسيتضمن المقترح مراحل تقدم خلالها حماس معلومات عن جميع الرهائن المتبقين، طبقا لما ذكره المسؤول الإسرائيلي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، أن هناك "خطوات جارية" للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال حديثه مع عائلة الرهينة إيتان مور.
وأكد "منتدى تكفا"، وهو إحدى المجموعات التي تمثل عائلات الرهائن، إجراء المحادثة، وقال إن نتنياهو أطلع عائلة مور "على تقدم المفاوضات لإطلاق سراح 10 رهائن أحياء".
كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المفاوضات تهدف إلى إطلاق سراح 10 رهائن، لكن مكتب رئيس الوزراء لم يؤكد العدد.
وقال محمود مرداوي، المسؤول الكبير في حماس، عبر تيليغرام، الأحد، إنه في حين أن حماس لديها موقف إيجابي تجاه أي مقترح "مبني على وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال، فلن نقبل بالانتقال نحو عملية مجتزأة تقتصر على صفقة الغذاء مقابل السجناء والرهائن".