"لا ما ضاع عمري" أحدث إصدارات الإمارتي كرم مبارك
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
"لا ما ضاع عمري" قصة واقعية صدرت مؤخراً للكاتب والتربوي الإماراتي كرم مبارك، أثناء معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهي الإصدار الثالث للمؤلف بعد كتابيه "أنيس المريض" 1996، و"المجموع اللطيف"1997.
وتقع القصة في 71 صفحة، يسرد فيها المؤلف قصة فتاة تفقد أبويها معاً في حادث سير، ثم تنتقل للسكن في بيت عمّها مع عائلته المغرورة والمتسلطة، فتتعرض الفتاة إلى مواقف وصعوبات جمّة خلال مسيرة حياتها، ولكن بقوة إيمانها وصبرها تستطيع أن تصل إلى هدفها المنشود.
القصة منسوجة بأسلوب جميل وسرد شيّق، بمفردات سهله وواضحة، أراد لها الكاتب أن تصل إلى قلوب جميع أفراد المجتمع صغيرهم وكبيرهم، وقد احتوت على قيم ومبادئ اجتماعية وإنسانية راقية.
وعن انبثاق فكرة القصة قال كرم مبارك: "كنت ذاهباً لأداء فريضة الحج، وأثناء تصفحي لجريدة عكاظ في مقعدي بالطائرة، قرأت عموداً صحافياً، عن نهاية القصة، فشغلتني تلك القصاصة البسيطة طوال مراسم الحج ثم نسجت منها الحبكة والأحداث، وفي غضون أسبوع أنهيت كتابة المسودة الأولى، وذلك عام 2009، ولكن المراجعة والتصحيح والتنقيح، ثم الإضافة والحذف وغير ذلك من المسائل أخذت 3 أشهر، ثم نشرتها في المنتديات، التي كانت رائجة حين ذلك، وقست مدى نجاح القصة لدى الجمهور، لكني لم أصدرها في ذلك الوقت".وأضاف في حوار خاص لـ24: "كتبت الأحداث في عملية سرد متواصلة، محافظاً على عناصر القصة الرئيسية، من حيث الشخوص، والبيئة المكانية والزمانية، والحبكة للوصول إلى الهدف من القصة بطريقة مشوّقه تجذب القارئ، فلا يتركها قبل أن ينهي قراءتها، وتعمدت أن تكون صفحاتها أقل من 100، حتى تكون مناسبة للحمل وتكون أوراقها مريحة للعين، ومن أهم الأمور التي أدخلتها في القصة، هو الدعاء والتضرع إلى الله من الشخصية الرئيسية بشكل مؤثر يليق بالسياق، وينبه القارئ إلى أهمية الدعاء في وقت المحن والابتلاءات، ولم أرغب في زيادة الصفحات بالعناوين الفرعية ولا بالفهارس أو كتابة مقدمة أو خاتمة، كان هدفي أن أصل إلى القارئ في جلسة واحدة أو اثنتين".
وقال: "لدي عشرات القصص القصيرة والمقالات الاجتماعية واليوميات الحياتية التي لم تنشر بعد، وقد وصلتني عدة رسائل استحسان وثناء على الكتاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهدفي أن ترى كتاباتي الشخصية النور بإصدار المزيد من الكتب الهادفة التي تحتوي على قيم اجتماعية وإنسانية راقية".
وبما أن مبارك تربوي مخضرم، سألناه عن اقتراحاته من أجل تطوير مناهج اللغة العربية ومدى متابعته لها فأجاب: "نعم متابع للمناهج كأي أب فقط حيث إن طبيعة عملي في التربية تتعلق بجانب آخر، ولكن مناهج اللغة العربية في الدولة عامة جيدة، ولكن أعتقد أن الطلبة بحاجة إلى زيادة حصص اللغة العربية عمّا هي عليه الآن، والعودة إلى الاهتمام بالخط والإملاء والنحو مع التركيز على دراسة الشعر في العصر الجاهلي والإسلامي، فقد استفاد منها جيلنا فائدة عظيمة، ومما تشكر عليه وزارة التربية والتعليم إدراج القصص العالمية المرفقة بمناهج اللغة العربية، فهي رائعة وتنمي في نفس الطالب جوانب إبداعية وفكرية عديدة يحتاجها في حياته، وقد قرأت أغلبها، وأسعى إلى قراءة كلّ جديد يصدر من الوزارة".
وعن رأيه في استخدام مصطلح الأدب الإسلامي قال: "لست مع هذه المسميات والتقسيمات، فهي مستحدثة، وقد تؤدي إلى التحزب والتنافر وأن يسعي كل طرف لإقصاء الآخر، حتى وإن كان لديه جوانب قيّمة وجميلة، أو يسعى البعض لتأييد فريقه بالمطلق، حتى وإن وقع في زلل وشطط".
ويذكر أن كرم مبارك عضو في مجموعة "هتون الغيث" (واتساب) التي تضم أكثر من 2500 عضو من هواة وعشاق الأمطار ومطاردي الغيم والمطر، وتهدف إلى تغطية مباشرة لأخبار الأمطار والأجواء والأنواء، ونشر مقاطع مباشرة للأمطار وقت سقوطها في الإمارات والدول الخليجية والعربية المجاورة، وكذلك نقل كل ما يتعلق بالعواصف والأعاصير في العالم أولًا بأول، حيث أن مراسلي المجموعة، هم أعضاؤها، كل في منطقته ومدينته، ويرسلون لقطات ومقاطع مباشرة للأمطار، يتم نشر اللقطات المميزة كي يستمتع بها الناس، في خدمة تطوعية لأجل المجتمع والوطن الغالي.
ومن وحي المغامرات التي يعشقها مبارك كتب التالي:
اعتدت منذ فترة طويلة أن أراقب الغيوم وأتابع السحب وأقرأ حركة الرياح، لست من هواة الفلك وليس لي ناقة ولا بعير في معرفة النجوم أو الكواكب والشهب، ولكن الاهتمام الكبير بالسحب والغيوم هو لشوقي الكبير لاستقبال الغيث ورؤية الوديان ممتلئة بالسيول الجارية، فأينما وجدت غيمة فابن المبارك حتماً يستظل بظلها، أو يطاردها مطاردة العطشان للسراب في قلب الصحراء، وكم من مقالب ظريفة ولطيفة وأحياناً مرّة، وردت في علاقتي مع غيمة أو أخرى، تارة أطارد غيمة سوداء مليئة في شرق البلاد، وعلى أمل أن تسقط بحملها حولي، فإذا بغيمة أخرى تتسلل إلى حيث مقرّ منزلي وعقر داري لتسقط حملها في غيابي وتذهب، فأعود بخفي حنين، بل وبحسرة من لم يجن إلا الحصرم.
قصتي مع مطاردة الغيوم طريفة وممتعة أصيب فيها قليلاً، وأكثرها خائبة والحمد لله، لكن رحلتي إلى المطر رحلة شوق ومحبة، فالناس ترحل إلى الأماكن والمساكن، أما أنا فخليلي السحاب ونديمي الغيم وسلوتي المطر فأينما حلت حللت وأينما نزلت نزلت، فلا أكلّ ولا أملّ من المطاردة فهي متعتي وقمة سعادتي.
وفي هذا اليوم عدت من مطاردتي للغيوم وقد اكتحلت عيني بالأمطار الغزيرة والسيول الوفيرة والوديان المسيلة، وقد سمعت أمس بأمر المطر في بعض مناطق شرق البلاد، فكتمت الأمر عن الأسرة وأظهرت براعتي في التنبؤ والمعرفة الفلكية وأبديت لهم أن إحساسي وفراستي تدل على هطول الأمطار في منطقة مسافي في هذا اليوم .
تحركنا وخاب ظني فقد كانت المؤشرات تدل على عدم هطول المطر، فطلبت مني حرمنا المصون، بعد خروجنا من جامع الذيد الكبير، عقب صلاة الجمعة، أن نتناول طعام الغداء في أحد المطاعم ثم نعود أدراجنا للمنزل، وأن أترك " شغلة " الفراسة والأحاسيس وعلم الفلك وأعطي الخبز لخبازيه.
لم يكن ابن المبارك لينهزم في الشوط الأول فإما أن أهزم بالضربة القاضية أو أنتصر، لذا فلا مفر إلا أن أبدي للجميع أن حساباتي دقيقة وأحاسيسي عميقة.
نظرت إلى السماء يميناً ويساراً باحثاً عمّا ينقذني من ورطتي، فإذا بغيمة صغيرة فريدة بعيدة تتمايل مع الريح في كبد السماء فقلت: أترون تلك الغيمة هناك؟ هذه تحمل لكم الغيث هيا إلى مسافي فلا تراجع. .... إلخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
تدشين 3 إصدارات سينيمائية ضمن فعاليات "القاهرة السينمائي"
الرؤية- مدرين المكتومية
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال45 يسعى دائما لتقديم الافضل فقد
دشن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال45، وبالتزامن مع إعلان المكرمين في الدورة عددا من الإصدارات، اثنان منهما تخصصان المكرمين المصريين، الفنان أحمد عز والمخرج يسري نصر الله، والكتاب الثالث هو مجموع من المواد المختارة من مجلة الفن السابع والذي حمل عنوان "مختارات"، وفي هذا الصدد تعاون المهرجان مع دار ريشة للنشر والتوزيع.
أحمد عز
في البداية سأسلط الضوء على كتاب "حلم عز.. لرحلة الصعود إلى القمة" وهو من تأليف رامي المتولي، والكتاب الذي يأتي في 109 صفحات يتناول الرحلة التي خاضها الفنان أحمد عز للوصول إلى لحظة التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال45، وهو عبارة عن تحليل معمق لأفلامه وأعماله المختلفه من خلال خمس محاور رئيسية، وهي المسلسلات والأفلام التي قدمها بتسلسلها الزمني، والذي يسلط الضوء فيها على لمحة عامة عن مسيرته الفنية، وذلك من خلال سرد بعض ذكرياته ومواقفه مع بعض تلك الأعمال والتفاصيل التي كانت تحدث في مواقع التصوير بالإضافة إلى الجلسات التي عقدها المؤلف مع الفنان أحمد عز حتى ظهور هذا الإصدار.
وقد ذكر الكاتب وهو يمهد للكتاب قائلا: "تتجلى هنا إحدى أهم نقاط قوة أحمد عز، وهي قدرته على إدارة موهبته، فوجد الموهبة وحده لا يكفي، إذ غالبآ ما يحقق البعض نجاحا مؤقتآ، يتراجع سريعآ عند عدم قدرتهم على المنافسة أو عدم تطور مسيرتهم، في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، بزغت عدة أسماء في نجومية ساحقة، مثل كريم عبدالعزيز وعلاء ولي الدين ومحمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد القاه وكل منهم نال البطولة الأولى في تلك الفترة.
وأضاف: "وقد ظهر أحمد عز للمرة الأولى في السينما من خلال مشهد صغير في فيلم ضم نجوم التسعينيات من نجوم الشباك والصاعدين لقمة الإيرادات، ومن هنا بدأت رحلة النجاح التي جعلته في النهاية يقف على قمة شباك التذاكر مع اثنين من أبناء جيله، كريم عبدالعزيز، وأحمد السقا، وسط صعود وهبوط متتابع لنجوم آخرين".
يسري نصر الله
كما قدم المهرجان أيضا إصدار خاص بالمخرج يسري نصر الله تحت عنوان "يسري نصر الله.. حكايات ترغب في احتضان العالم" للمؤلف الناقد أحمد عزت عامر والذي يأتي في 173 صفحة، ويتناول فيه ملامح السينما الخاصة بالمخرج يسري نصر الله والكيفية التي كان يتعامل فيها مع اعماله، والآثر الذي تركه المخرج الراحل شادي عبدالسلام في حياته، وقدرة على التمرد على معهد السينما، والرحلة التي خاضها بأفكاره ونظرته للسينما، والخطوات الإبداعية الجريئة والمتمردة في كثير من الأحيان ولكنها صنعت الإبداع آنذاك، كما يستعرض الكتاب نقدا لأعمال المخرج يسري نصر الله ومشاريعه القائمة على رفع قيمة الفرد وتعظيمها.
وقال المؤلف عن يسري نصر الله في كتابه: "كان في السادسة من عمره حين ذهب للسينما للمرة الأولى مع أبيه وأخته لمشاهدة فيلم في سينما " كايرو" كان الفيلم بعنوان "رحلة إلى مركز الأرض" المأخوذ عن قصة جول فيرن الشهيرة، مسه الحب سريعآ، مسه الحب فعرف السينما هي أكثر ما يحب في هذا العالم، سأل الأب عن هوية من يصنع مثل هذا الفيلم، فأخبروه بأنه المخرج، ولحظتها عرف مصيره، في دفاتره المدرسية كان يكتب تحت شعار "سينما سكوب" من إخراج يسري نصر الله" ينتظر من الجمعة إلى الجمعة موعد الذهاب إلى السينما، وحين يمنع من الذهاب لمشاهدة فيلم ما فإنه يرسم إعلانه في دفتر المدرسة، ما يعرضه لعقاب والده ومدرسيه".
وفي الحقيقة أنني قرأت الكتاب وهو قصة الحب ومواعيد الغرام بينه وبين السينما.
مختارات
وصدر أيضا كتاب بعنوان " مختارات " وهي مختارات من الفن السابع والتي اعدها الدكتور ناجي فوزي، وهو استاذ بالمعهد العالي للنقد الفني، وذلك ليعيد الحياة لكل ما دون حول الفن والفنون والسينما من خلال مجلة " الفن السابع " التي تأسست في عام 1997 بمبادرة من الفنان محمود حميده، حيث يقدم الكتاب الذي يأتي في 257 صفحة اتفاصيل للاعمال السينمائية والبفن والفنانين للجيل الجديد الذي لم يشهد تلك الفنرة من فترات السينما العربية، وتعد " الفن السابع " اول مطبوعة عربية سينمائية متخصصة في صناعة السينما في الشرق الاوسط حيث كانت الاعمال الفنية سواء محلية او عالمية تأتي على صفحاتها بمختلف الوانها واتجاهاتها ليقوم فريق العمل بالقاء الضوء عليها وتحليلها من مختلف زواياها لتصل بعد ذلك الى المختصين والقائمين على هذه الصناعة وكذلك جمهور القراء بصورة صادقة وحيادية لذلك اعتبرها الدارسون لهذا النوع من الفن مرجعا تاريخيا لمختلف الاعمال سواء كانت محلية وعالمية.