خبير اقتصادي يوضح أسباب توجه سلطنة عمان لخفض الحيازات الدولارية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
قال الدكتور أحمد بن سعيد كشوب، رئيس مركز المؤشر للاستشارات الاقتصادية والمالية، بأن تعدد أو تنويع العملات الأجنبية في البنوك العمانية خطة مدروسة منذُ عدة سنوات في سلطنة عمان، ولكن الدولار هو العملة السائدة -أي يعني مهما حاولت أن تنوع سلة العملات يظل في النهاية الدولار هو المسيطر-.
جاء تعليق الدكتور أحمد لـ“أثير“ إثر تصريح لسعادة طاهر بن سالم العمري، الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني، لوكالة بلومبيرغ الأمريكية- عن خطط السلطنة لتنويع احتياطياتها الأجنبية البالغة 15 مليار دولار تقريبا، وقـال إن عمان تهدف إلى خفض حيازاتها من الدولار إلى حوالي 65% خلال السنوات الخمس المقبلة مقارنة مع 80٪ حاليا، مع زيادة تعرضها لليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي.
وأكد سعادته أن عمان ملتزمة بربط الريال بالدولار الأمريكي. واستطرد قائلا: ”استفدنا من ربط الريال بالدولار، وأعتقد أن هذا الربط سيتواصل مستقبلا؛ غير أن الأمر الذي قد يجعل الربط غير مجد، أن نشهد تحولا عالميا أكبر، وهذا أمر مستبعد على المدى القريب“.
العملة المسيطرة
قال الدكتور أحمد بأن 65٪ من التعاملات التجارية العالمي ما يزال الدولار هو المسيطر عليها، حتى أن كافة عمليات بيع النفط ما تزال بالدولار، فنحن مهما حاولنا أن نغير من سياسة العملة، يظل الدولار هو السائد وهو العملة الأكثر قوة، فلذلك يعني احتفاظ السلطنة بنسبة 80٪ من العملات الاحتياطية هي الدولار، وسيظل على مدى سنوات المسيطر والمهيمن على الاقتصاد العالمي، حيث أن أسعار النفط لا تباع إلا بالدولار، كذلك تعاملاتنا في التصدير والواردات أيضًا ما يزال الدولار يسيطر عليها، فإذن هذه كانت قضية لا مناص منها.
ولكن لماذا 65٪؟
ذكر الدكتور أحمد بأن التغيير في العالم بسبب الحروب الجيوسياسية وما حصل أثنائها، على سبيل المثال خلال الحرب الروسية – الأوكرانية كانت هناك فكرة بين الصين ومجموعة دول البريكس أن يتم إيجاد بديل آخر عن عملة الدولار، فأصبح هناك نوعا من التشابك بين الصين والهند وروسيا، فعدة دول تبحث في إيجاد عملة أخرى، وبالطبع لا يمكن ذلك، حيث أن عملة الدولار مسيطرة على 65٪ من أسعار التعاملات العالمية، فتحتاج العملية إلى وقت طويل جدا لتصحيح مسار هذه العملات.
توسيع في مجال الاستثمار والاقتصاد
أشار الدكتور أحمد إلى سلطنة عمان تتجه لتوسيع مساحتها الجغرافية في مجال الاستثمار والاقتصاد، فلدينا على سبيل المثال جهاز الاستثمار العماني كذراع استثماري خارجي، ولدينا أيضًا القطاع الخاص، واستقطاب استثمار أجنبي صيني، هندي، كوري، ياباني وأسترالي، ولدينا من التوجيهات حول إيجاد منافذ واستثمارات أخرى مختلفة.
وأكد الدكتور بأن الحكومة الرشيدة تتجه إلى استثمارات بالمليارات في قطاع الهيدروجين، فكثير من الدول المتمكنة والمتخصصة في هذا القطاع يعني مثل ألمانيا، الهند، روسيا متقدمة في هذا القطاع، فقد يكون من اليسر أن نتعامل بعملة تكون مرنة يسهل استخدامها عندما يكون الطرف الآخر يطالب أن يبيع أو يشتري منه أو بعملة أخرى مختلفة، فهذا التوجه للتخفيض التدريجي من الدولار 80٪ – 65٪ هو اتجاه جيد، ولكن يحتاج إلى فترة طويلة جدا.
وأضاف: يظل الدولار هو العملة السائدة الذي يملك السيطرة في السوق، وأعتقد أن هذا التوجه إيجابي ويخدم السوق المحلي والسوق الأجنبي والمستثمر الآخر، إلا أن قضية التحول نحو البنك وهي المالية الرقمية، فهناك تحول نحو جوانب أخرى في استخدام التقنية الرقمية أو المالية الرقمية والعملات المعدنية.
الجدير بالذكر، بأن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- قد أشار في كلمته خلال زيارته إلى الهند، لصوت الجنوب العالمي، وهي قمة دعت لها الهند، لتجمع دول الجنوب معا؛ لتوفير فرص تنمية عادلة ومستدامة، وتركيز الاهتمام الدولي على أولوياتها، وإيجاد حلول للتحديات العالمية الملحة.
كما أكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم ، وزير الثقافة والرياضة والشباب اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يتعلق بعدم الثقة في النظام الاقتصادي والمالي الغربي، وازدواجية معاييره، وضرورة البحث عن بدائل أخرى، حيث قال: إن ما يمر به العالم الآن من متغيرات متسارعة يستدعي التركيز على تعزيز آليات التبادل المالي والتجاري غير المقيدة بالآيدلوجيات المختلفة، وتحكم المعايير المزدوجة القائمة على إرادة أحادية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الدکتور أحمد الدولار هو
إقرأ أيضاً:
إشغالات الفنادق في سلطنة عمان تلامس الذروة خلال موسم الشتاء
مديرو التسويق بالفنادق لـ"عمان" : الجهود التسويقية المكثفة والتسويق الرقمي، والعروض الموسمية بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة ساهمت في تعزيز الإقبال.
الجنسيات الخليجية تتصدر مشهد السياحة الشتوية في سلطنة عمان .
80- 100% نسب الأشغال في الفنادق
تمتلك سلطنة عمان العديد من المقومات التي تجعلها وجهة مفضلة للسياحة الشتوية، وأطلقت وزارة التراث والسياحة العديد من المبادرات لتشجيع السياحة الشتوية، بما في ذلك تحسين المرافق والخدمات السياحية، وتنظيم مهرجانات الشتاء في المحافظات، والترويج للوجهات السياحية عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي حيث تمثل السياحة الشتوية في سلطنة عمان فرصة للاستمتاع بالطبيعة والهدوء والمغامرة في آنٍ واحد، ومع تنامي الاهتمام العالمي بهذا النوع من السياحة، فإن سلطنة مهيأة لتحقيق قفزات نوعية في هذا القطاع الحيوي .
وشهدت الفنادق في سلطنة عمان ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الإشغال خلال موسم الشتاء، حيث ارتفعت نسب الإشغال لتلامس الذروة في عدد من المواقع السياحية. مدعومة بإقبال محلي وخارجي قوي، وخطط تسويقية مبتكرة لاستقطاب الزوار، وفي استطلاع صحفي أجرته " عمان" مع عدد من مديري التسويق في الفنادق كشفوا أن نسبة الإشغال تراوحت بين 80- 100% ، وتصدرت الجنسيات الخليجية، وخاصة العمانيين والإماراتيين، قائمة النزلاء، بينما احتلت الجنسيات الأوروبية مثل الألمان والفرنسيين مراكز متقدمة، ولفت المشاركون إلى استقطاب محافظة ظفار جنسيات جديدة مثل الأوزبكستانيين والرومانيين والهنغاريين، مما يعكس تنوع الأسواق السياحية المهتمة بسلطنة عمان ونجاح الجهود التسويقية لوزارة التراث والسياحة لاستقطاب الزوار من الأسواق العالمية.
وارتفع عدد نزلاء الفنادق حتى نهاية نوفمبر الماضي بنسبة 3.9% بالمائة مسجلًا 1.929 مليون نزيل مقارنة بـ 1.8 مليون نزيل في الفترة المماثلة من العام الماضي، كما ارتفعت نسبة الإشغال 1.5% وسجلت 48.7 % بنهاية نوفمبر من العام الجاري مقارنة بـ 47.9 % في الفترة ذاتها من عام 2023 وفق آخر نشرة إحصائية صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
نسبة الإشغال
وقال سالم البوسعيدي مدير دائره المبيعات والتسويق بفندق فريزر سويتس مسقط أن نسبة الإشغال خلال شهر ديسمبر بلغت 90% مع توقعات بارتفاعها حتى نهاية الشهر. وحسب الجنسيات أوضح أن أكثر النزلاء في الفنادق العمانيون والإماراتيون ومن ثم الجنسيات الأوربية من المملكة المتحدة وفرنسا.
وفيما يتعلق بالخطط لتوسيع قاعدة الزبائن المحتملين أشار البوسعيدي إلى أنه منذ سنوات يعمل الفندق بالتعاون المثمر مع وزاره التراث والسياحة العمل على تحديث الخطط وإيجاد الفرص للتوسع في أسواق جديدة وأيضا تعزيز الشراكة مع الأسواق التي تعاون معها الفندق سابقا مع أهمية الاستمرار في تجويد الخدمات المقدمة إلى السائح والتجديد المستمر في المنتجات المقدمة لهم والتأكيد على حصوله على تجربة سياحية مثرية.
وتحدث البوسعيدي عن استراتيجيات التسويق والعروض الخاصة لجذب السياح وقال إن الفندق يقوم بتقديم العروض المناسبة لكل موسم لاستقطاب الفئة المناسبة لكل مرحلة ومع موسم الشتاء نجد القبول والإقبال على عروض الفنادق من قبل العوائل والسياح الأفراد سواء بالسوق المحلي أو الخارجي.
تنافس متزايد بين الفنادق
من ناحيته أوضح بن علي صاري - مدير التسويق في فنادق شذا وفنادق مسك في الشرق الأوسط أن الجنسيات الخليجية تُشكل الغالبية العظمى من النزلاء، مع تمثيل قوي من الإماراتيين، والقطريين، والكويتيين، والسعوديين ومشيرا إلى استقبال الفنادق عددا كبيرا من الضيوف من السوق الهندية والدول الأوروبية مثل ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا حيث بلغ معدل الإشغال منذ بداية العام 82% مع توقع ارتفاعها على نهاية ديسمبر وبداية شهر 1 تزامنا مع إجازة نهاية العام وإجازة نصف السنة.
وأوضح بن علي أن مجوعة مسك وشذا تستثمر بشكل كبير في التسويق الرقمي لاستهداف أسواق متنوعة، بالإضافة إلى ذلك، المشاركة في أبرز المعارض السياحية حول العالم لتوسيع نطاق خدماته وبناء علاقات مثمرة.
وِأشار بن علي إلى أن الجهود التسويقية قوية للغاية وتشمل التسويق عبر القنوات التقليدية والرقمية حيث تعمل المجموعة على إطلاق العديد من الحملات الإعلانية المدفوعة وتنفيذ استراتيجيات فعالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تعزيز العلامة التجارية في السوق. وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على ردود فعل الضيوف، حيث حصدت فنادق شذا ومسك على العديد من الجوائز والكؤوس المرموقة على إنجازاتهم.
وفي ذات السياق قال حسن محمد مدير مبيعات فندق جولدن توليب مسقط ونزوى أن نسبة الإشغال منذ بداية شهر أكتوبر بداية الموسم الشتوي بلغت حوالي 80% وتختلف علي حسب الموقع كون لديهم إدارة فندقين جولدن توليب مسقط وجولدن توليب نزوى.
وأوضح حسن محمد أن أكثر الجنسيات القادمة إلى سلطنة عمان من الجنسية الألمانية وفرنسا وإيطاليا وبالنسبة لدول المجلس فتتصدر الجنسية العمانية قائمة أكثر النزلاء في الفندق تليها الجنسية الإماراتية ثم السعودية. وبين حسن محمد أن الخطط التسويقية لجذب النزلاء من خلال التطوير المستمر في الأداء والترويج والمشاركة مع وزارة التراث السياحة في المعارض الداخلية والخارجية، ومشيرا إلى وجود عروض خاصة للغرف والأغذية والمشروبات ومستمرة على مدار العام لإرضاء كافة الزبائن مع توفير الخدمة الممتازة للاستمتاع بالإقامة لدى الفنادق.
وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين
من ناحيتها أوضحت أصيلة الغافري من فندق روتانا صلالة أن نسبة الإشغال في الفندق بلغت 100% مع تزايد وإقبال مستمر كون محافظة ظفار تتميز بسياحة شتوية تجعلها تستقطب جنسيات متعددة من مختلف دول العالم ونظرا لموقعها الاستراتيجي مما يجعلها أيضا مرفأ للعديد من السفن السياحة الفاخرة.
وتابعت أصيلة الغافري حديثها قائلة : " إن أكثر الجنسيات تواجد في فندق ومنتجع روتانا صلالة من الجنسية البولندية والألمان وسلوفاكيين مع توافد أيضا جنسيات جديدة مثل الرومان والهنغاريين والفرنسيين والأوزبكستانيين.
وحول الخطط لتوسيع قاعدة العملاء المحتملين إضافة باقات جديدة من الخدمات لجذب العملاء مثل خدمة “ VIP” ، إضافة إلى الإعلانات والخصومات والباقات الجديدة وتنويع الباكيج من حيث السكن، وقائمة الطعام وعروض مميزة للمناسبات الخاصة.
84.8 ألف رحلة
وحسب النشرة الإحصائية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تجاوز عدد المسافرين عبر مطارات عمان 13.2 مليون مسافر بنهاية نوفمبر حيث ارتفع عدد القادمين عبر المطارات بنسبة 2%، كما ارتفع عدد المغادرين بنسبة 4% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغ عدد الرحلات الدولية الدولية القادمة والمغادرة عبر مختلف مطارات سلطنة عمان 84.8 ألف رحلة.
ووفقا للبيانات عن نمو حركة الطيران المحلية والدولية عبر مطار مسقط الدولي، ارتفع إجمالي عدد الرحلات بنسبة 1.4% بنهاية نوفمبر الماضي، وبلغت 88 ألف رحلة، مقارنة بـ86.8 ألف رحلة خلال الفترة المماثلة من العام السابق، كما سجل إجمالي عدد مسافري الرحلات المحلية والدولية (القادمون والمغادرون وتحويل الرحلات) ارتفاعا بنسبة 2.7%، ليتجاوز عددهم 11.7 مليون مسافر.
وعلى صعيد الرحلات الدولية عبر مطار مسقط الدولي ارتفعت إلى 79.6 ألف رحلة دولية وبنسبة 1%، خلال نوفمبر الماضي، منها 39.6 ألف رحلة قادمة، و40.4 ألف رحلة مغادرة، كما ارتفع عدد المسافرين عبر المطار إلى 10.6 مليون مسافر وبنسبة 2.5% مقارنة بشهر نوفمبر من عام 2023م، والبالغ عددهم 10.3 مليون مسافر. في حين بلغ عدد الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي 8.3 آلاف رحلة مرتفعة بنسبة 4.9% مقارنة بـ 7.9 رحلة في ذات الفترة من العام الماضي، منها 4.313 ألف رحلة قادمة، و4.014 رحلة مغادرة، وبلغ عدد مسافري الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي أكثر من 1.8 مليون مسافر.
وبلغ إجمالي عدد رحلات الطيران الدولية (المغادرة والقادمة) من مطار صلالة 9.751 ألف رحلة خلال نوفمبر الماضي، وبلغ عدد مسافري الرحلات الدولية (القادمة والمغادرة) 1.4 مليون مسافر .
وفي مطار صحار بلغ عدد رحلات الطيران الدولية (المغادرة والقادمة) 610 رحلات خلال نوفمبر الماضي، وبلغ عدد مسافري الرحلات الدولية (القادمة والمغادرة) 66.5 ألف مسافر.
وبلغ عدد الرحلات الداخلية (المغادرة والقادمة) في مطار الدقم 570 رحلة في نوفمبر الماضي، وبلغ عدد المسافرين 55.5 ألف مسافر .
تتواصل الجهود الحكومية والخاصة في سلطنة عمان لدعم قطاع السياحة والفنادق، مما يساهم في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة رائدة للسياحة الشتوية في المنطقة.
ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالسياحة الشتوية، تبدو سلطنة عمان مهيأة لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع بفضل جهودها المستمرة لتحسين التجربة السياحية وتعزيز تواجدها على الساحة الدولية.