قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن موجة من التحليلات الجديدة التي أجرتها وكالات استخبارات أميركية حذرت من أن مصداقية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتأثيرها زادا بشدة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها خلال الشهرين الماضيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن حماس نجحت في وضع نفسها في بعض أجزاء العالم العربي والإسلامي كمدافعة عن القضية الفلسطينية ومقاتلة فعالة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أطلقت عملية طوفان الأقصى.

كما ذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية -بحسب الشبكة- أن حماس لم تكن منظمة ذات شعبية كبيرة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها أصبحت اليوم أكثر شعبية.

وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يراقبون عن كثب العديد من المؤشرات الرئيسية التي تشير إلى أن الدعم لحماس تزايد في الأراضي الفلسطينية وأماكن أخرى في المنطقة.

وبحسب الشبكة، فقد أظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن تأييد حماس في الضفة الغربية المحتلة ارتفع من 12% في سبتمبر/أيلول الماضي إلى نحو 44% في ديسمبر/كانون الأول الجاري. وفي الأردن، حيث أكثر من نصف السكان من أصل فلسطيني، هتف المتظاهرون في الشوارع دعما لحماس.

وقال مسؤول المخابرات السابق المتخصص في المنطقة، جوناثان بانيكوف، إن حماس الآن، خاصة في الضفة الغربية المحتلة، "يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها المجموعة الوحيدة التي تفعل شيئا فعليا ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وبحسب الشبكة، فإنه تم تداول التقييمات المختلفة داخل الحكومة الأميركية حيث بدأ مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن يحذرون علنا من أن عدد القتلى المدنيين بسبب القصف الإسرائيلي يهدد بزيادة شعبية حماس في الأراضي الفلسطينية، وبينما يحذر المحللون من أن "القصف قد لا يؤدي إلا إلى إلهام المزيد من الإرهاب هناك وفي الخارج"، بحسب سي إن إن.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن هذه التقييمات الصارخة تؤكد الصعوبة الكامنة -إن لم تكن الاستحالة- في إصرار إسرائيل على أنها سوف "تقضي" على حماس.

ويخشى بعض المحللين داخل الحكومة الأميركية أن يكون لمواصلة إسرائيل حربها ضد حماس -بما فيها الحملة الجوية العقابية التي أدت إلى استشهاد أكثر من 20 ألف شخص- تأثير غير مقصود يتمثل في إضفاء الشرعية على حماس سياسيا وإلهام المزيد من "الإرهاب"، بحسب تعبير شبكة "سي إن إن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سی إن إن

إقرأ أيضاً:

أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة

كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا بـ"صياغة جديدة" لبعض أجزاء الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وإطلاق سراح الرهائن في غزة.

واستند "أكسيوس" في تقريره إلى تصريحات من 3 مصادر مطلعة على المفاوضات المتعثرة، مشيرا إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يعلن عنها من قبل، هي "تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب، وأعلن عنه بايدن في خطاب ألقاه الشهر الماضي".

وقالت المصادر الثلاثة إن الجهود الأميركية التي تتعاون فيها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين، "تتركز على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية، الرامية إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة".

كما أشارت المصادر، وفق أكسيوس، إلى أن حماس "ترغب في أن تركز تلك المفاوضات على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي أو رهينة من المحتجزين في غزة".

يأتي ذلك في حين ترغب إسرائيل في أن تكون لديها "القدرة على إثارة مسألة نزع سلاح غزة، بجانب قضايا أخرى خلال تلك المرحلة من المفاوضات"، وفق أكسيوس.

الجيش الإسرائيلي يتوغل في مدينة غزة ويأمر الفلسطينيين بالتحرك للجنوب توغلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى داخل أحد أحياء مدينة غزة، الخميس، وأخبرت الفلسطينيين أثناء دخول الدبابات أن عليهم التحرك نحو الجنوب وقصفت مدينة رفح الجنوبية، فيما تقول إنها المراحل الأخيرة من عملية ضد مسلحي حركة حماس هناك.

وأضافت المصادر أن المسؤولين الأميركيين "طرحوا صياغة جديدة للمادة الثامنة من أجل تقليل حجم الفجوة بين الجانبين، ويضغطون على قطر ومصر من أجل دفعهم للضغط على حماس للقبول بالمقترح الجديد".

وقال أحد المصادر: "تعمل الولايات المتحدة جاهدة للوصول إلى صياغة تسمح بالتوصل إلى اتفاق"، فيما أوضح آخر أنه حال موافقة حماس على الصياغة الجديدة "فإن ذلك سيسمح بإتمام الصفقة".

ورفضت حماس "الاقتراح الإسرائيلي" الذي سبق أن أعلنه بايدن، وكررت مطالبتها بأن أي اتفاق يجب أن ينص على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.

والإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل لا تزال ملتزمة باقتراحها الخاص بوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.

وذكر نتانياهو في كلمة أمام الكنيست الإسرائيليك "نحن ملتزمون بالاقتراح الإسرائيلي الذي رحب به الرئيس (الأميركي جو) بايدن. موقفنا لم يتغير. الأمر الثاني الذي لا يتعارض مع الأول، هو أننا لن ننهي الحرب قبل القضاء على حماس".

وجاء ذلك بعد زوبعة أثارتها تصريحات نتانياهو أثناء مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، والتي كشف فيها عن أنه يوافق على صفقة تبادل جزئية يتم في إطارها تحرير عدد من المختطفين مقابل استمرار الحرب.

نتانياهو يعدل عن تصريحاته بشأن المختطفين ويتحدث عن انتهاء عملية رفح تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن تصريحاته بشأن إطلاق عدد من المختطفين في قطاع غزة مقابل استمرار الحرب، وفقا لما أفاد به مراسل "الحرة" في تل أبيب، الاثنين، فيما تحدث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في رفح.

وقال نتانياهو: "مستعد لصفقة جزئية نعيد بها بعض المختطفين، لكن سنستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".

وفي الأسابيع الأخيرة، هدد شريكان لنتانياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف، هما الوزيرين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط الحكومة إذا تحوّل الاقتراح إلى اتفاق.

وحشدت إدارة بايدن دعما دوليا واسع النطاق للاقتراح، وتمكنت من جعل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمرر قرارا يؤيده.

وردت حماس رسميا على الاقتراح بعد أسبوعين تقريبا من خطاب بايدن. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 12 يونيو، إن حماس طلبت تغييرات في الاقتراح وطرحت مطالب جديدة تتجاوز مواقفها السابقة.

وقال بلينكن في ذلك الوقت إنه في حين قبلت إسرائيل الاقتراح، فإن حماس لم تقبله.

مقالات مشابهة

  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة
  • جرافيتي ومنشورات ورقية.. أهل غزة يطالبون حماس وإسرائيل بإنهاء الحرب
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • معاريف تكشف عدد الآليات العسكرية التي تضررت في غزة
  • الكشف عن تفاصيل خطة غالانت لـ اليوم التالي في غزة
  • أميركا تدعو خارجية إسرائيل ودول عربية لقمة الناتو
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • الحروب الثقافية وحرب غزة.. كيف صاغ السابع من أكتوبر مفهوم الأمة؟
  • السودان.. مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة