سلّط المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الضوء على أهمية إعادة صياغة استراتيجية الغرب في التعامل مع الأزمة الروسية - الأوكرانية، معتبراً أن «تسييس» المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا، من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، يدعو إلى التشكيك في استراتيجية الغرب تجاه تلك الأزمة.

وأجاب المجلس الأوروبي في مقال منشور عبر موقعه الرسمي، على التساؤل الخاص «لماذا يحتاج حلفاء أوكرانيا إلى تحديث استراتيجيتهم؟»، موضحاً أنه على الرغم من وعود الغرب بدعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر من وقت، فإن المؤشرات تفيد بأنه وصل إلى حدوده القصوى لدعم كييف.

زيادة الإنتاج المشترك للأسلحة

وفق المقال، فإن أوروبا تحتاج إلى تحديث استراتيجيتها لدعم أوكرانيا، ويمكن أن يتم ذلك عبر زيادة الإنتاج المشترك للأسلحة، كما تساعد مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي، أوكرانيا في تحمل حرب طويلة الأمد، عبر الضغط على الاقتصاد الروسي.

وأكد المقال أن أوكرانيا يمكن أن تُصبح جزءاً من الغرب عبر الإعلان بشكل واضح عن تنفيذ جدول زمني لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، لافتاً إلى أن أوكرانيا تعتمد على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، للحصول على المساعدات العسكرية والاقتصادية منذ بداية الحرب.

على مدى الأشهر الـ18 الماضية، كرر المسؤولون الأمريكيون والزعماء الأوروبيون وحلفاء الناتو مقولة أنهم سيدعمون أوكرانيا طالما استغرق الأمر، وفق ما جاء في المقال، ومع ذلك، فإن الأزمات السياسية في بروكسل وواشنطن تضع هذه الاستراتيجية موضع التساؤل، وعلى الرغم من وعدها بمواصلة الدعم، فإن الاستراتيجية الغربية وصلت بالفعل إلى حدودها القصوى.  

الدوائر الدبلوماسية

وذكر المقال أن دعم أوكرانيا يمثل مشكلة حساسة للوقت، ولا تزال الدوائر الدبلوماسية متفائلة بأن الكونجرس سوف يتبنى الملحق الخاص بأوكرانيا في الشهرين المقبلين، ومن المرجح أن يؤيد المشرعون الدعم العسكري، خاصةً إذا تمكنت الإدارة الأمريكية من توضيح استراتيجيتها في أوكرانيا بشكل أفضل، وإيجاد حل وسط بشأن الخلافات الداخلية.

كما أن الزعماء الأوروبيين يثقون أيضاً في أن الاتحاد الأوروبي سيصادق على حزمة مساعدات لأوكرانيا في يناير 2024، ولكن هناك عدم يقين بشأن حجم الدعم الاقتصادي الذي سيخصصه المشرعون الأمريكيون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا الاقتصاد الروسي الأسلحة

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.

وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.

ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.

ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.

مقالات مشابهة

  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
  • من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
  • فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
  • بمشاركة حكومة دمشق لأول مرة.. المؤتمر الأوروبي لدعم سوريا.. ماذا يريد الطرفان؟
  • المجر تطالب بحماية التراث المسيحي وإغلاق الباب الأوروبي أمام أوكرانيا
  • حلفاء أوكرانيا يجتمعون لدراسة ضمانات أمنية لكييف
  • زيلينسكي يوجه نداء إلى حلفاء بلاده
  • وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!
  • صحف عالمية: التجويع المتعمد للمدنيين في غزة جريمة حرب
  • الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا