خلافات جوهرية.. لماذا تتعثر صفقة الرهائن وهدنة غزة؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تواجه إمكانية عقد صفقة جديدة لتبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحركة حماس، الكثير من العقبات والصعاب، في ظل خلافات واضحة بين الجانبين، وذلك رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذل على عدة جبهات، لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ونقلت وكالة رويترز، الخميس، عن بيان للفصائل الفلسطينية، جاء فيه: "هناك قرار وطني فلسطيني بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل، إلاّ بعد وقف شامل للعدوان" على قطاع غزة.
والأربعاء، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن باسم نعيم، وهو مسؤول كبير في حماس، قوله إن إسرائيل "ستحتاج إلى الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار، والسماح بدخول مساعدات غير محدودة إلى قطاع غزة"، قبل أن تبدأ الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، مناقشة إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وبحسب الصحيفة، يشكل هذا الطلب خروجاً عن الموقف الذي اتخذته حماس في صفقة الرهائن السابقة التي تم التوصل إليها في نوفمبر، عندما تمت مناقشة إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.
وقال نعيم في رسالة نصية: "لا توجد مفاوضات تحت النار"، مضيفا: "يجب السماح بدخول جميع المساعدات اللازمة. وبعد ذلك يمكننا أن نبدأ مفاوضات شاملة".
وفي رد على تصريحات الفصائل الفلسطينية وحماس، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن بلاده "ستستمر في الحرب حتى تحقق كل أهدافها، وإعادة جميع المختطفين".
أما الأربعاء، فكان مسؤول إسرائيلي قد قال لـ "نيويورك تايمز"، إنه "تم إحراز بعض التقدم" في المفاوضات، لكنه أكد أنه "لا يوجد اتفاق حتى الآن".
وتأتي هذه الاختلافات في مطالب كل جهة، بعد يوم من توجه رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، إسماعيل هنية، إلى مصر، حيث أفاد مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس، الأربعاء، أن ذلك جاء لمناقشة "هدنة مؤقتة لمدة أسبوع، مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين".
ماذا نعرف عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة حتى الآن؟ قالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من مئة شخص لا يزالون في قطاع غزة بقبضة حركة حماس والمجموعات المسلحة الأخرى، وذلك في وقت تتواصل الجهود من أجل الوصول إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح المختطفين ووقف إطلاق النار.وأضاف المصدر: "هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم بشأن فئات ومعايير جديدة للتبادل" مشيرا إلى أن هذه "أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية".
لكن مصادر قريبة من الملف ذكرت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ولصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن هذه المفاوضات "لم تفض إلى أي نتيجة".
وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، أن أمينها العام، زياد النخالة، سيتوجه أيضا إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، حسب فرانس برس.
"انفصال عن الواقع"من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في فيديو نشره مكتبه، الأربعاء: "لن نتوقف عن القتال حتى.. القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد الآتي من غزة"، مضيفا: "من يعتقد أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع".
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد فشل مرة أخرى، الأربعاء، في إصدار قرار يمكن أن يضغط على إسرائيل للحد من العنف في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وإذا لم يتمكن الدبلوماسيون من إيجاد حل قبل أن يطرحه المجلس على التصويت، فسيتعين على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن تقرر ما إذا كانت "ستثير غضب الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أو إسرائيل حليفتها القديمة في الشرق الأوسط"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وقالت سفيرة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، للصحفيين بعد مغادرة اجتماع متوتر للمجلس: "لقد عملنا لساعات طويلة.. ونحن نقدر صبركم على المجلس".
إسرائيل تأمر بإخلاء منطقة واسعة جنوبي قطاع غزة.. وحصيلة القتلى تبلغ 20 ألفا أمرت إسرائيل بإخلاء منطقة واسعة في كبرى مدن جنوب قطاع غزة خان يونس بينما تتواصل الجهود، الخميس، للتوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.ويرى المسؤولون الأميركيون أن وقف إطلاق نار شامل سيترك القدرات العسكرية لحماس سليمة ويمنح تلك الجماعة، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نصرا سياسيا.
كما أن لدى المسؤولين الأميركيين مخاوف بشأن إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى غزة، ففي الوقت الحالي، تتفقد إسرائيل الكمية الصغيرة من المساعدات الإنسانية وشحنات الوقود التي تشق طريقها إلى غزة، عبر معبر رفح الحدودي من مصر، ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وقال خبير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، ريتشارد جوان: "الجميع في نيويورك يفترض أن هذا يعود إلى قرار شخصي من جانب بايدن الآن".
وتابع: "ليس سراً أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد ترغب في التوصل إلى صفقة. ولكن بينما كانت إسرائيل تضغط على البيت الأبيض لاستخدام حق النقض، فإن هذا يعود في النهاية إلى حدس بايدن".
وقال مسؤول أميركي لـ"واشنطن بوست" مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن البيت الأبيض وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، "متفقان على البحث عن حل، حيث لا نمارس حق النقض".
وكان بايدن، قد قال، الأربعاء، إنه "لا يتوقع التوصل قريبا" إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقال بايدن للصحفيين خلال رحلة إلى ميلووكي بولاية ويسكونسن: "نحن نضغط"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إذ صوتت 153 دولة لصالح الخطوة، التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضدها في مجلس الأمن.
وانتهت الهدنة السابقة، التي استمرت 7 أيام، في الأول من ديسمبر. وخلال تلك الفترة أطلقت حماس سراح رهائن وتم إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وكانت هناك زيادة في وصول المساعدات إلى غزة.
وفي 7 أكتوبر، اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، بعد هجمات نفذتها الأخيرة على مناطق وبلدات في غلاف غزة.
"جثث مرصوصة".. شمالي قطاع غزة "بلا مستشفيات قادرة على العمل" قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن شمالي قطاع غزة" لم يعد به مستشفيات قادرة على العمل"، في ظل نقص الوقود والأطقم والإمدادات.وأسفرت تلك الهجمات، عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل قصفا متواصلا على القطاع، أسفر عن مقتل 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية، وتدمير البنية التحتية للقطاع، ووضعه تحت حصار كامل.
وعلى خلفية الحرب، ازدادت التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في ظل قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
كما يشهد البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، هجمات متزايدة من المتمردين الحوثيين، على سفن شحن، وذلك في إطار دعمهم لحركة حماس في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة إطلاق النار وحرکة حماس إطلاق سراح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقدم عرضا لحماس: ملايين الدولارات وممر آمن.. ما المقابل؟
أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قدم عرضًا لحركة حماس في غزة، يتضمن «ملايين الدولارات وممرًا آمنًا لإطلاق سراح المحتجزين»، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم».
نتنياهو يعرض علي حماس مبالغ مالية كبيرةذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو عرض على حركة حماس مبالغ مالية كبيرة مقابل كل محتجزة تُطلق سراحها، وذلك في إطار مساعي تأمين إطلاق سراح المحتجزين الموجودين في أيدي حماس.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن رئيس وزراء الاحتلال عرض أيضًا، بجانب عرض المال، توفير ممر آمن خارج غزة لمن يطلقون سراح المحتجزين.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أصدر توجيهات بشأن ذلك خلال مشاورات أمنية الليلة، بالإضافة إلى أنه ناقش هذه الجهود بشكل علني الشهر الماضي، إلا أنها لم تكتسب زخمًا.
هاجم يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو، قائلًا إنه «يرسل الجنود إلى المعركة ويبيع دماءهم بثمن بخس»، معربًا عن اعتقاده أن الهدف من التسريبات الكاذبة والمزورة هو إفشال صفقة تبادل المحتجزين.
حماس تؤكد استعدادها للتعاون مع أي مقترح لوقف العدوانوعلقت حركة حماس على التسريبات من مكتب نتنياهو، مؤكدة أنها استخدمت كذرائع لأخذ قرارات أو تبريرها في إطار الحرب ضد الشعب الفلسطيني، موضحة أن كل ما جرى كان مخططًا له مسبقًا.
وأعلنت حماس استعدادها للتعاون مع أي مقترحات تساهم في وقف العدوان، وانسحاب القوات من غزة، مع التأكيد على ضرورة عودة اللاجئين وكسر الحصار وإعادة إعمار القطاع، كما شددت على ضرورة إنجاز صفقة تبادل أسرى حقيقية.