أخصائية نفسية: ضرورة تطوير أسس الذكاء العاطفي لدى الأطفال
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
يكتسب الأطفال العديد من المهارات خلال سنواتهم الأولى، ويحرص الوالدان على تقديم المساعدة لهم من خلال القدرة على فهم وإدارة مشاعرهم لتعزيز الذكاء العاطفي لديهم وتنميته بطرق مختلفة وفعالة، مما ينتج عنه التواصل الفعال مع البيئة المحيطة وتطوير العلاقات الاجتماعية.
تقول فاطمة بنت محمد القيوضية: يعد تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال منذ الصغر من أحد الجوانب المهمة في حياتهم، لما لها من أهمية في مساعدتهم على إدارة العواطف مع التحكم فيها وموازنتها بشكل صحيح وتحقيق النجاح في الكثير من المجالات، موضحة أن النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال يمر بمراحل متعددة ليصبح متكاملا في السنوات اللاحقة، مع ضرورة العمل على تطوير العلاقات الصحية بين الطفل والبيئة المحيطة من أجل مساعدته على تنمية ذكائهم العاطفي، كما يحتاج الآباء إلى تنظيم العواطف بشكل مباشر وجيّد كوضع بعض آليات التكيف الواقعية التي يمكن للأطفال تقليدها بشكل إيجابي وفعال، حيث ينجذب الأطفال إلى تقليد آليات التكيف التي يتبعها أحد الوالدين، مثل تمارين التنفس العميق أو التواصل المفتوح حول مشاعرهم المختلفة أو الحوار المنطقي بين أفراد الأسرة.
وتضيف مروة بنت أحمد المزروعية: من الطرق الفعالة في تنمية الذكاء العاطفي هي محاولة خلق أجواء مريحة للأطفال حيث يمكنهم التنفيس بسهولة ويسر، وتشجيعهم على التحدث عن مشاعرهم التي يمرون بها والتحقق من صحة تجاربهم خاصة في البيئة المدرسية مع زملائهم، وأكدت على ضرورة تعليمهم أن جميع المشاعر التي تواجههم طبيعية ومقبولة ولا داعي للخجل في الحديث عنها، كما يتيح هذا النوع من التواصل المفتوح إدماج الطفل مجتمعيا وتنميته عاطفيا وخلق التوازن المطلوب، مما يساعدهم في تعمل الكثير من الدروس وسهولة حل المشكلات لاحقا.
وسيلة فعالة
ويشير المنذر الغافري إلى أن قراءة الكتب والقصص التي تركز على العواطف والتعاطف يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال خاصة التي تفعل أساليب نظرية مدعومة بالصور والتي تثير فضولهم حيال التفكير والتمعن، مشيرا إلى أهمية اختيار الكتب المناسبة لعمره والتي تسلط الضوء على الشخصيات التي تتعامل مع مختلف المشاعر والمواقف، والاستماع إلى طريقة فهمه للقصص ومناقشته عن أهم الدروس التي استفاد منها، كما يفضل أن يحكي الطفل القصة حسب طريقة فهمه لها ونقل مشاعر الشخصيات وكيفية التعامل معها، إلى جانب أن تعزيز الذكاء العاطفي يتمثل في الاستماع باهتمام عندما يتحدث طفلك وإظهار فهم لمشاعره، وطرح أسئلة مفتوحة لاستكشاف مشاعرهم بشكل أعمق بدلا من التدخل عندما يتحدثون عن تجاربهم، وطرح الحلول المشتركة في حال عدم فهمهم للمشكلة.
الثقة التامة
وتطرقت رحمة بنت هلال الفارسية إلى أن السنوات الأولى في عمر الأطفال يصبح لديهم صعوبة في القدرة على التفكير بشكل مستقل، لذا من الضروري أن نفكر معهم ليدركوا حقيقة المشاعر التي يواجهونها من أجل مساعدتهم على التفريق بين المشاعر والأفكار والأفعال والمواجهة، مشيرة إلى أهمية توفير الثقة التامة للطفل بحيث يعبر بحرية عن مشاعره وما يقلقه في المنزل والمدرسة، باعتبارها أول المجتمعات التي يندمج فيها، حيث تساعد هذه المهارات في نضج الطفل وتطور ذكائه العاطفي، مما ينتج عنه قدرته على تبني موقف إيجابي من الدروس التي يمر بها، إلى جانب إدارة الصراعات بطريقة إيجابية وسلسة، وإدارة العواطف السلبية بكفاءة وتجنب تأثيرها المدمر في حياتهم، كما يسمح ببناء علاقات أفضل مع المجتمع المحيط، ومحاولة التعلم المستمر في مواقف أخرى.
وقالت ميساء البلوشية أخصائية نفسية: يعد الذكاء العاطفي من الأساسيات التربوية التي يجب على الأبوين الاهتمام بتنميتها عند أطفالهم منذ الصغر، لما لها من أهمية كبيرة في توظيف العديد من المهارات مستقبلا، مشيرة إلى الاستفادة منها على المدى الطويل في حياتهم الشخصية، وسيجعلهم أشخاصا أفضل وتكوين علاقات صحية، وقادرين على التحكم في غضبهم ويحسنون فرز واستخدام عواطفهم الذاتية في جميع المواقف التي يمرون بها.
التفاعل والانخراط
وأضافت: هناك العديد من الطرق الفعالة التي تساعد الآباء في غرس مبادئ الذكاء العاطفي لدى أطفالهم كتعليمهم التفاعل والانخراط في المجتمع ومع أقرانه خاصة في البيئة المدرسية، كأن يتم تسجيله في الأندية الرياضية أو الاشتراك في الأنشطة المختلفة التي تقام في الفعاليات المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة منح الطفل مساحة للتعبير عن مشاعره وآراءه بشكل يومي، والانصات لكل ما يقول سواء مواقفه الإيجابية أو السلبية، ومحاولة فهم كل ما يقول لأن حرية التعبير تضمن تنمية الذكاء العاطفي وتقويته.
مشيرة إلى أن تطوير أسس الذكاء العاطفي لدى الأطفال يسهم في قدرتهم على التحكم بانفعالات وردود الأفعال أثناء التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى تمتع الأطفال بشخصية قوية قادرة على اتخاذ قرارات سليمة والتفكير بشكل أفضل، كما يساعده في الحفاظ على صحته العقلية من خلال قدرته على التعبير عن المشاعر السلبية التي يشعر بها كالحزن والغضب والقلق والخجل أولا بأول، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ﻃﺮق وﻗﺎﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات الجوية
تعانى أغلب الامهات مع أطفالهن من تكرار التغيرات اليومية فى درجات الحرارة من بارد إلى معتدل أو ساخن، وحدوث الامطار ثم العودة للجو المعتدل، مع تيارات الهواء المحملة بالأتربة وحبوب اللقاح، وارتداء الاطفال ملابس ثقيلة جدا مع البرودة ثم تخفيف الملابس، ما يؤدى إلى التهابات الجهاز التنفسى والحساسية الصدرية المزمنة، خاصة عند الأطفال ذوى الاستعداد الوراثى، وذلك كما يقول الدكتور زياد محيى الدين، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة.
وبدأت التغيرات والتقلبات الجوية السريعة المفاجئة تظهر بوضوح منذ أيام قليلة، ما بين رياح شديدة مصحوبة بالاتربة والغبار، ثم اعتدال الجو أو الحرارة الشديدة خلال ساعات النهار، ثم الامطار فى بعض المناطق، ثم اعتدال درجات الحرارة، أو البرودة ليلًا فى بعض الاحيان، ويتأثر الأطفال بتغيير العوامل البيئية بطريقة واضحة ومؤثرة فى حالتهم الجسمانية والنفسية، ومن المؤكد أن تغيير العوامل الجوية والطقس يزيد من معدل إصابات الأطفال بأمراض الجهاز التنفسى والهضمى والأمراض الجلدية والحساسية.
ويوضح الدكتور زياد محيى الدين، أن تغير الجو ونمط البيئة المحيطة بالطفل «قلة النشاط والحركة والاعتماد على الاطعمة السريعة والحلوى» تؤدى إلى الكثير من الأوبئة، ونقل الأمراض المعدية للجهاز الهضمى، مثل الاصابة بأمراض النزلات المعوية والجفاف وأمراض الالتهاب الكبد الوبائى الفيروسى، وذلك نتيجة نشاط الفيروسات والميكروبات والطفيليات المؤذية والضارة للأطفال والكبار على حد سواء، وكذلك التأثير الضار على جلد الإنسان وخاصة فى مرحلة الطفولة، والذى يكون متأثرًا بالعرق وإفرازات الجسم صيفًا، نتيجة قلة اتباع احتياطات وأدوات النظافة الشخصية.
وفى فصل الشتاء مع زيادة معدلات البرد والطقس المتقلب، ونتيجة لرغبة الأمهات فى عدم استحمام الأطفال خوفا من البرد وانخفاض درجات الحرارة، وهو شىء غير طبى، وغير نظيف على الإطلاق، ولذلك نجد أن الأمراض الجلدية حاليا من التهابات وحساسية أصبحت أمراضا على مدار شهور العام، وليست أمراضا فى الصيف كما كانت فى أكثر الأحوال.
ويقول الدكتور زياد محيى الدين، يضاف إلى تغيير العوامل البيئية، قلة النشاط الرياضى لكثير من الأطفال، والجلوس فى المنزل والاماكن المغلقة لفترات طويلة، ما يؤدى إلى الإصابة بأمراض سوء التغذية، بداية من النحافة لضعف الشهية، أو السمنة الناتجة عن الاكثار من تناول الحلويات والأكلات الدسمة، مع قلة الحركة، وأيضا من العوامل المؤثرة والهامة فى البيئة المحيطة للطفل هو استخدام الطفل الأجهزة الإلكترونية فترات طويلة على مدار اليوم، مثل الهاتف المحمول والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر، وللاسف تترك الامهات الاطفال مع الاجهزة الالكترونية لانها تستحوذ على عقل الطفل وحواسه كاملة، ولا يسبب اى مشاغبات طفولية بالبيت، ولكن هذا يؤدى إلى قلة النوم والتركيز، ما يؤثر على درجة الإبصار وأمراض الجهاز الحركى، من انحناء والتواء فى العمود الفقرى، وهذا بالإضافة إلى أعمال المدرسة الذهنية وزيادة حجم وثقل شنطة المدرسة غير الآدمية بالنسبة لسن وحجم الطفل.
ويشير الدكتور زياد محيى الدين، إلى أن أطفال اليوم غير محظوظين لصعوبة تحمل البيئة المحيطة بهم، من عوامل جوية وغذائية وعادات صحية سيئة وأسلوب الحياة، لكن الأمهات فى الاجيال السابقة كن أقدر من الأمهات حاليا فى الاهتمام بالأطفال، بسبب عامل الوقت وقلة الطموح اللامتناهى الاستهلاكى للأطفال.
وينصح الدكتور زياد محيى الدين، الأمهات والآباء بضرورة الاهتمام بالصحة العامة للطفل، والحرص على التغذية الصحية السليمة المعتمدة بالاساس على تناول الخضروات والفاكهة، والاقلال قدر المستطاع من الحلويات والسكريات والوجبات السريعة الطهى، واتباع الاساليب البسيطة للنظافة الشخصية، وتعليم وتشجيع الأطفال على ممارسة النشاط الرياضى فى المنزل، وعدم السماح للطفل بالاسترسال فى استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة لضررها البالغ على صحته، وحالته النفسية. ويختتم الدكتور زياد محيى الدين، أخيرًا لا بد أن نعى جميعا أن البيئة ليست هى فقط العوامل الجوية، بل هى أيضا التغذية الصحية السليمة المناسبة حسب سن الطفل، والنظافة الشخصية والنشاط البدنى، وهى عوامل مؤثرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الطفل وعلى حاضره ومستقبله.