افتتح وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري، مؤتمراً دولياً حول "المعاملات المالية الإسلامية بين التشريع والتطبيق" في ضوء القانون الاتحادي رقم 50 لسنة 2022 بشأن المعاملات التجارية، الذي نظمه المركز الإسلامي الدولي للصلح والتحكيم "المركز" وتستمر فعالياته اليوم الخميس وغدا الجمعة في فندق سوفيتيل دبي، حيث يقام هذا المؤتمر تحت رعاية وزارة الاقتصاد.

وأكد وزير الاقتصاد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن دولة الإمارات أولت اهتماماً متزايداً، بخلق مناخ تنافسي للمؤسسات العاملة في الاقتصاد الإسلامي، عبر إطلاق المبادرات والاستراتيجيات الرائدة، وتطوير بنية تشريعية وتكنولوجية متقدمة للاقتصاد الإسلامي، وهو ما ساهم بدوره في تعزيز مكانة الإمارات كمركز رائد للاقتصاد الإسلامي تحت ظل القيادة الرشيدة. 

وقال: "يمثل مؤتمر المعاملات المالية الإسلامية بين التشريع والتطبيق، منصة بارزة وحيوية لتسليط الضوء على الجهود الوطنية الاستثنائية التي يقوم بها المشرع الإماراتي في مجال تقنين فقه المعاملات المالية الإسلامية ودعم الاقتصاد الإسلامي باعتباره أحد الروافد المهمة لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني ودعم تنافسيته على المستويين الإقليمي والعالمي".

 

منظومة رائدة للمعاملات

واستعرض أبرز المحاور التي تضمنها المرسوم بقانون اتحادي رقم 50 لسنة 2022 في شأن المعاملات التجارية، والهادفة إلى تطوير منظومة رائدة للمعاملات المالية الإسلامية والصيرفة الإسلامية في الدولة، ومن أبرزها استحداث القانون للمعاملات التجارية للمؤسسات المالية الإسلامية كأول تقنين تجاري للمعاملات المالية الإسلامية، بما يسهم في تنظيم العلاقات التعاقدية بين أطرافها ويعزز من استقرار معاملاتها، وحماية المتعاملين في العلاقات التعاقدية وتنظيم المعاملات التجارية الإسلامية بنصوص تشريعية وليس اتفاقية يحكمها فتاوى وأحكام تصدر عن جهات متخصصة، إضافة إلى استحداث القانون أحكاماً خاصة ببعض أنواع العقود والالتزامات التي تكون المؤسسات المالية الإسلامية طرفاً فيها مثل الوعد بالتعاقد والبيع بالتقسيط والمرابحة والتمويل بالاستصناع.

وسلط عبدالله بن طوق، الضوء على أبرز المؤشرات والنتائج التي تؤكد ريادة دولة الإمارات كعاصمة للاقتصاد الإسلامي، ومنها تحقيق التمويل الإسلامي نمواً بنسبة 8% خلال العام الماضي متفوقاً على البنوك الأخرى بنسبة 3%، وذلك بسبب استمرار الطلب العام المتزايد على المنتجات الإسلامية وشبكات التوزيع العميقة، ولا تزال الإمارات مركزاً رئيسياً للتمويل الإسلامي حيث شكل التمويل الإسلامي 29% من إجمالي تمويل القطاع المصرفي بنهاية عام 2022، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن وكالة "فيتش" العالمية، كما جاءت الدولة في المركز الثالث عالمياً، للعام الثالث على التوالي، في مؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2022.

الارتقاء بالمنظومة المالية للاقتصاد الإسلامي

وأشار إلى أن قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية يشكل جزءاً مهماً في الصناعة المالية بالإمارات، حيث استحوذ هذا القطاع الحيوي على 23% من إجمالي الأصول المصرفية في الدولة، بما يعادل 845 مليار درهم في عام 2022، وتمثل أصول النوافذ الإسلامية منها 25%، بما يعادل 214 مليار درهم، بالإضافة إلى قطاع التكافل وإصدارات الصكوك.

وأكد مواصلة الجهود الوطنية لتطوير المزيد من السياسات والتشريعات الاقتصادية الهادفة إلى الارتقاء بالمنظومة المالية للاقتصاد الإسلامي في الدولة ودفعها لمستويات جديدة من الريادة والتقدم، بما يسهم في استدامة الاقتصاد الوطني.

تنمية وتطوير الاقتصاد الإسلامي

من جانبه عبر رئيس مجلس أمناء المركز البروفيسور جاسم علي سالم الشامسي، عن امتنانه لوزير الاقتصاد، على رعايته وحضوره الشخصي لهذا الحدث المتميز، الأمر الذي يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتنمية وتطوير الاقتصاد الإسلامي الذي بلغت أصوله المالية الكلية حول العالم بحلول عام 2023 مبلغ 3.8 تريليون دولار، وبلغ عدد عملاء المصارف الإسلامية على مستوى العالم 100 مليون عميل.
كما تقدم بالشكر لكافة الجهات المشاركة في تنظيم المؤتمر ومنها معهد التدريب والدراسات القضائية ومركز الشارقة لتطوير الاقتصاد الإسلامي والرعاة مجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي .
وفي تقديمه للمؤتمر أفاد الأمين العام للمركز الدكتور رامي سليمان أبو دقة، بأن هذا المؤتمر يأتي في إطار نشاطات المركز التي تعنى بالجوانب القانونية الشرعية والفنية للاقتصاد الإسلامي فضلاً عن نشاط المركز الرئيس المتمثل في فض وتسوية النزاعات عبر الصلح والتحكيم المؤسسي بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وقال : "إن جهود التقنين تجد ترحيباً كبيراً من العاملين في الصناعة المالية الإسلامية الذي هم بأمس الحاجة لها لضبط معاملاتهم ومراكزهم القانونية، وقد نادى المركز منذ بداية نشاطه للعمل على تعزيز جهود التقنين على غرار التوصيات التي خرج به ملتقى القانونيين السادس في الصناعة المالية الإسلامية الذي عقده المركز في دبي سنة 2014 بعنوان: تقنين المعاملات المالية الإسلامية، وتنميط العقود".
وأكد أنه بإصدار هذا القانون وتحديداً الباب السادس منه، فقد أحرز المشرع الإماراتي نقلة نوعية على مستوى التشريعات العربية والإسلامية في تقنين المعاملات المالية الإسلامية،
واستعرض الأمين العام فعاليات المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة مميزة من المتحدثين إذ سيشهد المؤتمر في يومه الأول دراسة شاملة ومعمقة للمواد القانونية الذي تناولها الباب السادس من القانون، وبيان أحكامها وتفاصيل تلك المعاملات المالية الإسلامية التي تشمل الاستصناع، والسلم، والإجارة، والوعد بالتعاقد، والبيع بالتقسيط، والمرابحة، أما اليوم الثاني للمؤتمر فسيشهد انعقاد ورش عمل متخصصة يقدمها مدربون أكفاء حول المعاملات المالية الإسلامية، والتحكيم كآلية فعالة لفض النزاعات المالية الإسلامية.

توصيات المؤتمر 

وتابع: بالاطلاع على آراء ومقترحات المشاركين في المؤتمر من ذوي الخبرة والاختصاص، رصدنا بعض التوصيات التي يسعى المؤتمر للخروج بها، وهي:
تعزيز جهود التقنين من خلال العمل مع الجهات المختصة على صياغة مذكرات تفسيرية ومكملة للقانون، كي تضبط كافة الأحكام الخاصة بتلك المعاملات المذكورة في القانون، وربما تقنين معاملات إسلامية معاصرة أخرى.
تعميم تجربة المشرع الإماراتي في تقنين فقه المعاملات المالية الإسلامية للاستفادة منها على مستوى التشريعات العربية والإسلامية، والعمل على توحيد تلك التشريعات ومقاربتها باعتبار أن أصلها واحد وهو الشريعة الإسلامية الغراء، وتكثيف جهود التدريب والـتأهيل التي تعنى بها جهات الاختصاص على غرار معهد التدريب والدراسات القضائية، وزارة العدل ومركز الشارقة للاقتصاد الإسلامي، وذلك لتأهيل كوادر مهنية وقانونية وفنية ملمة بالجوانب القانونية والشرعية والفنية للمعاملات المالية الإسلامية، بالإضافة إلى العمل على صياغة عقود نموذجية لأبرز المعاملات المالية الإسلامية من أجل ضبط حقوق وواجبات أطراف تلك المعاملات من ناحية قانونية وشرعية وفنية في ضوء التشريع الإماراتي، فضلا عن الاستفادة من خدمات المركز وعلى رأسها تسوية النزاعات عبر الصلح والتحكيم المؤسسي بما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال إدراج بند التحكيم في العقود والاتفاقيات التي تضبط المعاملات المالية الإسلامية.
تجدر الإشارة أن المركز مؤسسة دولية مستقلة تعتبر أحد أهم مؤسسات البنية التحتية للصناعة المالية الإسلامية، والذراع القانوني لها، وهي الوحيدة من نوعها المستضافة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم خدماتها للصناعة المالية الإسلامية في العالم كله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الاقتصاد الإسلامی للاقتصاد الإسلامی

إقرأ أيضاً:

ولي عهد الشارقة يفتتح معرض ومركز صيانة المركز الميكانيكي للخليج العربي

الشارقة - وام


افتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم ، معرض ومركز صيانة المركز الميكانيكي للخليج العربي، وكيل مجموعة بي إم دبليو BMW في إمارة الشارقة، وذلك في منطقة الرقعة الحمراء على شارع الشيخ محمد بن زايد.
وتفضل سموه فور وصوله بقص الشريط التقليدي وإزاحة الستار عن اللوحة الجدارية إيذاناً بالافتتاح الرسمي للمركز، ليتجول سموه بعدها في المعرض، حيث اطلع على أحدث إصدارات السيارات التي يوفرها المركز، إلى جانب أبرز الخدمات التي يقدمها للجمهور.
ويمتد معرض ومركز صيانة المركز الميكانيكي للخليج العربي في إمارة الشارقة على مساحة 10 آلاف و881 متراً مربعاً، وتشكّل المنشأة امتداداً لشبكة من المنشآت المتطوّرة التي تهدف إلى الاستجابة لاحتياجات مستخدمي السيارات والدراجات، ويتضمن المعرض علامتي بي إم دبليو BMW وميني كوبر MINI في الشارقة والإمارات الشمالية، حيث تستوعب صالة العرض الجديدة 30 سيارة و8 درّاجات.
وجهز مركز الخدمة بكامل التجهيزات مع 32 محطّة عمل 8 منها ستكون مخصّصة حصرياً للخدمة السريعة، و4 محطّات للتشخيص و3 محطّات لغسيل السيارات و4 محطّات للاستشارة، ويتميز المركز بالقدرة لخدمة ما يصل إلى 100 سيارة في اليوم الواحد، كما تعمل على تقديم مختلف العناصر التي تقوم عليها استراتيجية التسوق المستقبلية لمجموعة BMW، وهي سلسلة من أحدث مزايا إشراك العملاء الموضوعة بهدف مساعدتهم على التميّز في الأسواق التنافسية.
وحضر الافتتاح كل من: الشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني المستشار بمكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ خالد بن أحمد القاسمي رئيس دار الوثائق، والشيخ محمد بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مجموعة البطحاء للسيارات، وعدد من الشيوخ والمسؤولين.

مقالات مشابهة

  • منتدى مكة للحلال يؤكد ريادة المملكة في دعم الاقتصاد الإسلامي
  • رئيس المركز الإسلامي بالبرازيل: الأعمال الصالحة مشروطة بالإيمان والإخلاص
  • وزير المالية خلال اجتماع صندوق النقد الدولي: نتوقع زيادة الإيرادات غير النفطية
  • المشاركون في مؤتمر الحوار الإسلامي يوقعون «نداء أهل القبلة»
  • ولي عهد الشارقة يفتتح معرض ومركز صيانة المركز الميكانيكي للخليج العربي
  • «الرقابة المالية» تصدر حزمة قرارات لرقمنة المعاملات غير المصرفية
  • السعودية تحتضن مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الثاني
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!
  • وزير الصحة يفتتح المؤتمر العلمي للأشعة التداخلية ويشيد بدورها في تطوير التشخيص والعلاج
  • وزير الصحة يفتتح المؤتمر العلمي الأول للأشعة التداخلية ويشيد بدورها في تطوير التشخيص والعلاج