استطلاع: تراجع تعاطف الأمريكيين مع إسرائيل.. وتزايد الاستياء الشعبي من دعم بلادهم للاحتلال
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "بوليتيكو" استطلاعا للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك"، أظهر استياء الأمريكيين من دعم بلادهم للاحتلال مع اقتراب الحرب على غزة من الشهر الثالث.
وذكر الاستطلاع، "أن الأمريكيين يشعرون بالاستياء من الدعم الأمريكي لإسرائيل حيث ويواجه الجيش الإسرائيلي اتهامات متزايدة باستهداف المدنيين بشكل غير متناسب في قطاع غزة".
وبين الاستطلاع أن تأييد إرسال المساعدات لأوكرانيا لا يزال ثابتا بشكل عام لكنه يتراجع بين الجمهوريين.
وقال تيم مالوي، محلل استطلاعات الرأي بالجامعة، "بينما تستمر الجهود الحربية الإسرائيلية في الحصول على الدعم الكامل من الحزب الجمهوري، فمن الواضح أن الناخبين الجمهوريين بدأوا ينفد صبرهم تجاه دعم أوكرانيا".
وقال 45 بالمئة فقط من الذين شملهم الاستطلاع "إنهم يؤيدون إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل"، وهو انخفاض عن الشهر الماضي عندما أعرب 54 بالمئة عن تأييدهم لمزيد من المساعدات العسكرية.
كما أظهر الاستطلاع "أن الجمهوريين ما زالوا يؤيدون تقديم المزيد من المساعدة للمجهود الحربي الإسرائيلي، وما زال أغلبية الناخبين يقولون بشكل عام إن دعم إسرائيل يصب في مصلحة الولايات المتحدة".
من جتهم قال 58 بالمئة من الديمقراطيين و48 بالمئة من المستقلين إنهم يعارضون المساعدات، للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وبحسب الاستطلاع "فإن 60 بالمئة من الناخبين من ذوي الأصول الأسبانية و56 بالمئة من الناخبين السود لا يوافقون على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل".
وانخفض التعاطف مع الاحتلال على نطاق واسع، من 54 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر إلى 49 بالمئة هذا الشهر.
وينقسم الناخبون أيضا حول ما إذا كان رد الاحتلال على هجمات السابع من أكتوبر مناسبا.
وقالت بولوتيكو، إن الولايات المتحدة أصبحت أحد حلفاء إسرائيل الرئيسيين في المجتمع الدولي، حيث قدمت لها الدعم اللفظي والعسكري منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في سعيها للقضاء على الحركة.
وأضافت، أن هذا الموقف أثار ردود فعل عنيفة من العرب الأمريكيين والتقدميين في الداخل، فضلاً عن الدول الأخرى التي دعت إلى وقف إطلاق النار وأدانت إسرائيل لسلوكها في الحرب.
وأدى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين إلى ظهور مزاعم بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف عمدا المستشفيات والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية.
ويقول 55 بالمئة من الناخبين إنهم يؤيدون تقديم المساعدات لأوكرانيا في إطار صدها للغزو الروسي، حتى مع تعثر المجهود الحربي وتقييد الشتاء للتقدم في ساحة المعركة.
وذكرت الصحيفة أن الفجوة الحزبية واسعة، إذ يؤيد 77 بالمئة من الديمقراطيين و51 بالمئة من المستقلين تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بينما يعارضها 51 بالمئة من الجمهوريين.
ويتزامن هذا مع محاولة الكونغرس التوسط للتوصل إلى اتفاق تسوية يسمح بتقديم المساعدات لأوكرانيا ويضمن تمويلًا أكبر لأمن الحدود.
شمل استطلاع جامعة "كوينيبياك" 1647 شخصا مسجلاً في جميع أنحاء البلاد في الفترة من 14 إلى 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ويبلغ هامش الخطأ فيه 2.4 نقطة مئوية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة استطلاعات الرأي الولايات المتحدة الاحتلال الولايات المتحدة غزة نتنياهو الاحتلال استطلاع رأي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المساعدات العسکریة بالمئة من المزید من
إقرأ أيضاً:
سفير سابق للاحتلال يحذر: الشعب المصري يرانا العدو الأول.. القدرات العسكرية للقاهرة مقلقة
تصاعدت تحذيرات محافل أمنية للاحتلال، من تعاظم القوة التسلحية للقاهرة، والحديث عن استثمار مبالغ ضخمة في التعزيز العسكري، والطلب من تل أبيب عدم تفسير هذه الخطوات العسكرية بنوايا إيجابي، خشية حدوث تغيرات في الوضع السياسي بمصر.
ديفيد غوبرين سفير الاحتلال السابق في القاهرة زعم أن "مصر تخالف الملحق العسكري في معاهدة السلام، إذ أرسلت عدداً من القوات لسيناء أكبر مما نص عليه الملحق، ويتجاوز ما وافق الاحتلال على تقديمه، خاصة زيادة قواتها هناك التي تحارب المنظمات المسلحة، وهي تستثمر مبالغ ضخمة في التعزيز العسكري، رغم عدم وجود دولة تهددها، ورغم وضعها الاقتصادي الصعب، لكنها تنفق أموالا طائلة على بنيتها التحتية العسكرية والمدنية شرقي قناة السويس".
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها "عربي21" أن دولة الاحتلال "مطالبة بأن تأخذ بعين الاعتبار القدرات العسكرية التي تبنيها مصر، وألا تعتمد على تفسير ذلك لنواياها الإيجابية، لأنها قد تتغير بسهولة مع تغيير النظام كما حدث في 2012 مع صعود جماعة الإخوان المسلمين".
كيان إمبريالي مصطنع معاد
جاءت أقوال غوبرين مع صدور كتابه "الشراكة في ظل التنافس" عن علاقات القاهرة مع تل أبيب بعيون مصرية، شارحا أن "الطريقة التي ينظر بها المصريون للإسرائيليين تتسم بالتنافر والتناقض، فهم يشعرون بالعداء والكراهية تجاههم، لأنهم يعتبرون إسرائيل كيانا إمبرياليا أجنبيا مصطنعا، واليهود جاؤوا من كل العالم ليستقروا في المنطقة العربية، ويحتلوا ويغتصبوا حقوق الفلسطينيين وأرضهم، ويهددوا هويتهم الثقافية العربية الإسلامية، فضلا عن كونها منافس لمصر إقليمياً ودولياً".
واستدرك بالقول إن "مصريين آخرين يرون في إسرائيل تتمتع بقدرات علمية عالية، وقوة تكنولوجية، ومستوى معيشي مرتفع، لكن النمط السائد بين المصريين هو خوض نضال ثقافي ودبلوماسي ضد اسرائيل، ومعارضة التطبيع، ومقاطعة النقابات التي تتواصل معها، ومواجهتها على الساحة الدبلوماسية الدولية، مع أن مصر الرسمية ترفض الاعتراف بمزاعم اليهود في الأراضي الفلسطينية، وادعاءات إقامة وطن قومي لهم فيها، وترفض الحركة الصهيونية بوصفها استعمارية، تحتل أرض الفلسطينيين، وتحرمهم من حقوقهم".
وأوضح أن "المصريين يعتبرون إسرائيل كيانا سياسيا وُلد بالخطيئة، وإذا كانت في الماضي علامة استفهام بشأن اعترافهم بها في حدود 67، فاليوم وبعد هجوم حماس في أكتوبر هناك علامة استفهام بشأن الاعتراف الفعلي بها في حدود 48 أيضاً، وبالتالي فإن السياسة المصرية تجاه إسرائيل تحكمها عدة مبادئ توجيهية، فهي من جهة تقيم علاقات دبلوماسية رسمية وسفارات وتعاون عسكري واقتصادي، لكنها في الوقت ذاته لا تقيم علاقات مصالحة وتطبيع وعلاقات ثقافية بين الشعبين".
العدو التاريخي
وأكد أن "مصر كونها أكبر دولة في المنطقة، وتلعب دورا مركزيا فيها، لا تستطيع تحمل القدرات النووية غير التقليدية لإسرائيل، ولا تقبل أن تهددها، مما يضرّ بصورتها الذاتية والوطنية، وهيبتها ومكانتها السياسية في المنطقة، ولذلك تعمل على تعزيز المبادرات على الساحة الدبلوماسية بشكل ثابت ومتواصل منذ عقود، من أجل إجبار الاحتلال على تفكيك تلك القدرات، لأن مصر ترى أن إسرائيل تمثل تهديدا لها نظرا لقدراتها العسكرية المتقدمة، وهي منشغلة كل عام بالذاكرة الوطنية لانتصار 1973، وتحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يهزم"، مما يسلط الضوء أكثر على حقيقة أن إسرائيل هي العدو التاريخي لمصر".
ولاحظ السفير أن "إحدى السمات الرئيسية لحكم عبد الفتاح السيسي منذ وصوله للسلطة في 2014، وجود عملية تحديث واضحة وتعزيز هائل للجيش المصري في الجو والبحر والبر بتكلفة مليارات الدولارات، وبجانب تجهيزه بوسائل حربية متقدمة، تستثمر مصر الكثير من الموارد في تدريبه، وتحسين قدرته العملياتية، وبناء القواعد العسكرية والبنى التحتية ذات الطبيعة الدفاعية والهجومية".
وزعم أن "هذه التطورات تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد، مثل توسيع المطارات العسكرية شرق القاهرة في سيناء والعريش، وبناء مخابئ وخزانات جديدة، ومضاعفة الذخيرة، والاحتياطيات وتخزين الوقود؛ وإنشاء سبعة أنفاق أسفل قناة السويس، أربعة في الإسماعيلية وثلاثة في بورسعيد؛ واتساع طرق المرور الرئيسية في سيناء إلى طرق سريعة".
واستدرك بالقول إن "هناك تآكلا مستمرا في الملحق العسكري لاتفاقية السلام، مما يتجلى في إدخال المزيد من التعديلات على عدد القوات المصرية الذي سمحت إسرائيل بدخولها لسيناء كجزء من حرب مصر ضد الجماعات المسلحة، بما يعزز الجيش المصري، رغم أن مصر تتمتع بواقع جيو-ستراتيجي مناسب لا يوجد فيه تهديد لها من جيرانها، ومع ذلك يجري التعزيز العسكري رغم وضعها الاقتصادي السيئ، خاصة زيادة الديون الخارجية، وارتفاع التضخم بـ20 بالمئة، وانخفاض معدل التسرب بـ2.4 بالمئة، ومعدل المواليد المرتفع للغاية 2.85 بالمئة".
رفض التطبيع
وزعم أن "وجود جمهور معاد على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي يحرمه من حقه في الوجود، لأنه يعارض التطبيع، بالتزامن مع عملية التعزيز الهائل للجيش المصري، الذي يرى في إسرائيل التهديد الرئيسي، مما يشكل خطراً على الاحتلال، لاسيما في ظل الظروف المتغيرة من جهة تغيير النظام كما حدث في مصر عام 2012 مع صعود جماعة الإخوان المسلمين".
وأكد أن "أحد الدروس المهمة التي تعلمها الاحتلال من هجوم حماس في السابع من أكتوبر أنه لا يثق في تفسيره للتطورات من حوله لنوايا الطرف الآخر، بل المطلوب دراسة ثقافته ولغته وطريقة تفكيره بعمق، ومتابعة بناء قدراته عن كثب، مطالبا بالانتقال مع مصر من "ثقافة الصراع" إلى "ثقافة السلام"، مع أنها ليست مهمة سهلة في ظل معارضة قطاعات كبيرة من الجمهور المصري، بما فيها العناصر الإسلامية والناصرية، لأن مثل هذا التحول يتطلب استئصال المفاهيم القديمة والأحكام المسبقة والأيديولوجيات المعادية لإسرائيل".
وختم قائلا إن "كل هذا يتطلب تغييرا عميقا في الوعي والاجتماعي والثقافي المصري فيما يتعلق بإسرائيل، والطريق لذلك يمرّ عبر الكتب المدرسية ووسائل الإعلام والسينما والأدب، وهي عملية طويلة ومعقدة، لكنها ضرورية، في ضوء عدم وجود توجيه واضح وضوء أخضر من قادة النظام المصري لإقامة علاقات سلمية مع إسرائيل من جهة، بل زرع العداء والشكوك تجاهها، وهي وصفة أكيدة لنقل الصراع إلى الأجيال القادمة".