حصاد 2023.. عام الانقلابات داخل إفريقيا
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
سيظل عام 2023 في ذاكرة العالم بوصفه عام عودة الانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية، حيث تم في يوليو احتجاز الحرس الرئاسي النيجيري للرئيس محمد بازوم في القصر الرئاسي بنيامي، حيث أعلنوا عبر التلفزيون الرسمي إنهاء حكمه، مبررين ذلك بـ "إنهاء الوضع الأمني المتدهور وسوء الحوكمة".
انقلاب النيجرتُعد النيجر، الواقعة في غرب إفريقيا، إحدى الدول الأكثر تعرضًا لهجمات الجهاديين، ويتزايد التوتر بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته قبل شهرين، وقرار سحب أكثر من 1500 جندي فرنسي من البلاد قد يزيد من تعقيد الوضع.
على الرغم من الرفض الدولي، خاصةً من قبل الاتحاد الأفريقي وتحذير باريس للانقلابيين بالتراجع عن قرارهم، إلا أن المجلس العسكري أعلن تنصيب عبدالرحمن تشياني، قائد قوات الحرس الرئاسي، رئيسًا جديدًا للبلاد بعد أيام قليلة من الانقلاب. هذا الإعلان أثار مخاوف القوى الغربية التي اعتبرت نيامي حليفًا رئيسيًا لها في المنطقة، خاصةً في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة في الساحل الأفريقي، مما يؤثر أيضًا في المصالح الاقتصادية والتجارية للقوى العظمى، وبشكل خاص فرنسا التي تعتمد على نيامي للحصول على المواد الخام مثل اليورانيوم.
انقلاب الجابونبعد شهر تقريبًا من انقلاب النيجر، أعلنت مجموعة من كبار ضباط الجيش في الغابون احتجاز الرئيس علي بونغو، بعد دقائق من إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة. أكد الانقلابيون إلغاء نتائج الانتخابات، مشددين على أنها لم تلبِ شروط الاقتراع الشفاف. اتهموا نظام بونغو بتفاقم التماسك الاجتماعي، معلنين قرارهم "باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام الحاكم".
تم تعيين الجنرال بريس أوليغي نغيما رئيسًا للمرحلة الانتقالية في وقت لاحق. يظهر أن موجة الانقلابات العسكرية لم تبدأ في عام 2023 فقط، حيث شهدت المنطقة الوسطى والغربية في إفريقيا ثماني انقلابات منذ عام 2020. هذا يأتي بعد فترة استقرار حققتها المنطقة خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث تخلصت من التيارات المسلحة وشجعت على مبدأ التداول السلمي للسلطة. وعززت القارة السمراء هذا الاتجاه باتخاذ الاتحاد الأفريقي مبدأ "عدم الاعتراف بأي نظام يأتي بالانقلاب العسكري"، إلى جانب ظهور تجارب ديمقراطية محدودة.
حرب السودانبدأت حرب السودان بعد اختلاف حمدتي قائد قوات الدعم السريع وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان على الاتجاه الذي تسير فيه البلاد وعلى مقترح الانتقال إلى حكم مدني.
نشأت اشتباكات السودان المسلحة في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي.
بدأت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم، خاصةً في محيط القصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي، لكنها انتقلت في الأيام التالية إلى مدن وبلدات أخرى في الولايات الشمالية وولايات دارفور.
تفاقمت الوضع الإنساني في السودان جراء هذه الاشتباكات، محدثة موجات نزوح كبيرة، حسب إحصائيات نقابة أطباء السودان حتى 22 أبريل، تم تسجيل مقتل نحو 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين. منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أرقام أعلى، ويُتوقع أن تكون الأرقام أكبر بكثير نظرًا لاستمرار المعارك وصعوبة الحصول على إحصائيات دقيقة من الميدان.
كانت الانقلابات العسكرية في إفريقيا حدثًا منتظمًا بعد الاستقلال، إلا أنها أصبحت، على ما يبدو، تزايدًا في العقود اللاحقة. في الشهور الأخيرة، شهدت الغابون والنيجر تولي عسكريين السلطة، وتسجلت محاولات في بوركينا فاسو، غينيا بيساو، غامبيا، وجزيرة ساو تومي وبرينسيبي، وفي 2021، شهدت إفريقيا ست محاولات انقلاب، نجحت أربع منها، مما أثار قلقًا في الاتحاد الأفريقي بشأن "عودة التغييرات غير الدستورية للحكومات"، يلاحظ أن عدد محاولات الانقلاب كان ثابتًا بين عامي 1960 و2000، بمعدل نحو أربع محاولات سنويًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القارة السمراء مطار الخرطوم عام 2023 الرئيس علي بونغو حصاد 2023 اشتباكات السودان حرب السودان انقلاب الجابون عبدالفتاح البرهان محمد حمدان دقلو عبد الفتاح البرهان القارة الافريقية النيجر الانتخابات الرئاسية
إقرأ أيضاً:
التسلح ومحاربة الإرهاب في الساحل الأفريقي.. محاور نقاش بمنتدى أنطاليا
ناقش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، أمس الأحد، المشاكل والتحديات التي تمر بها منطقة الساحل بغرب أفريقيا وعلاقات حكوماتها مع منظمة إيكواس، والاتحاد الأفريقي، وكذا العلاقات بين تركيا وكونفدرالية تحالف دول الساحل، وسبل تطويرها لتشمل مجالات تنموية متعددة.
وتحت عنوان "منطقة الساحل ومستقبل الاندماج الإقليمي" خصصت جلسة على هامش المنتدى لتقديم المقترحات والتصورات التي يمكن أن تقدم حلولا للمشاكل الأمنية والسياسية لمجموعة تحالف دول الساحل.
وشارك في الجلسة وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وعدد من الدبلوماسيين الأفارقة والدوليين الذين يشاركون في المؤتمر من بلدان مختلفة.
وأتاحت الجلسة لقادة الدبلوماسية في منطقة الساحل الأفريقي التحدث أمام نظرائهم وشرح وجهات نظرهم إزاء العديد من الملفات التي تخص بلدانهم.
الوصول إلى السلاحوقال وزير خارجية مالي عبد الله ديوب إن تحالف دول الساحل الذي يجمع بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو منفتح ومستعد للتعاون مع جميع الدول، والعمل معها على الاندماج الإقليمي.
وانتقد ديوب الأمم المتحدة، وطالبها بالتوقف عن إحصاء القتلى في منطقة الساحل لأنها لم تفعل شيئا في ما يخص مكافحة الإرهاب حسب تعبيره.
وانتقد رئيس الدبلوماسية في مالي ما سماه محاولات بعض القوى الغربية فرض عقوبات تحظر وصول بلدانهم إلى المعدات العسكرية.
إعلانوقال "لهذا السبب توجهنا إلى تركيا والصين وروسيا، ومكنونا من الحصول على ما نحتاجه، ولم تكن أسلحتهم مجانا، بل تم شراؤها".
وأضاف ديوب أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأفريقي على بلدان دول الساحل ليست بناءة ولا تعتبر حلا نهائيا.
الشراكة مع تركيامن جانبه، قال وزير الخارجية والمغتربين في النيجر باكاري سانغاري إن الانسحاب من منظمة إيكواس كان بسبب خروجها عن الأهداف التي تأسست عليها وعدم تركيزها على مصالح الدول الأعضاء.
وأكد سانغاري أن تركيا تعتبر شريكا مهما بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، وباتت تحظى بحضور كبير بين بلدان التحالف.
وفي الجلسة ذاتها، تحدث وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو تراوري عن التحديات التي تواجه بلاده، حيث قال إنها كانت تحت احتلال إرهابي في عام 2022 بنسبة 50%، لكنها مع حلول بداية 2025 استطاعت تحرير 71% من أرضها.
وقال تراوري إن تعاون بلاده مع تركيا لا يقتصر على المجال العسكري، بل يشمل جميع المجالات التنموية.
وقد انطلقت النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي يوم الجمعة الماضي، واختتمت أمس الأحد في مدينة أنطاليا بتركيا.
ويعد المنتدى منصة دولية تعقد سنويا برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويهدف إلى تعزيز الحوار وحل الملفات الشائكة بين الدول.