5 مراحل للاحتراق الوظيفي.. كيف تتعافى منه في 3 أشهر؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
إذا كنت تشعر أنك مستنزف تماما في العمل، ولا تحصل على إجازات كافية، وأن عملك بدأ يؤثر في صحتك، فأنت مُعرض للإصابة بما يُسمى "الاحتراق أو الإنهاك الوظيفي".
ويعرّف "الاحتراق أو الإنهاك الوظيفي" بأنه نوع من التوتر المرتبط بالعمل، لا يمكن تشخيصه بالفحص الطبي، وينتج عنه حالة من الإرهاق البدني أو النفسي، تتضمن إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، وفقا لما ذكره موقع "مايو كلينك".
أما منظمة الصحة العالمية، فعَرّفته بأنه "متلازمة ناتجة عن إجهاد مُزمن في مكان العمل، تتميز بثلاثة أبعاد هي، تنامي الشعور باستنزاف الطاقة، وتزايد المشاعر السلبية تجاه العمل، وانخفاض القدرات المهنية"، وصنّفته في عام 2019 باعتباره "ظاهرة مهنية، وليس حالة طبية".
وأصبحت هذه الظاهرة تشهد انتشارا واسعا في أنحاء العالم، حتى إن حوالي 22% من العاملين في المملكة المتحدة وحدها (أكثر من 7 ملايين موظف) يعانون منه، بحسب استطلاع أجرته مجلة "مايكروبيز" البريطانية في عام 2020، وشمل 1000 شخص.
وجدت دراسة نشرت في عام 2018، أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 35 عاما، وكذلك من بلغن 55 عاما وأكثر؛ هن الأكثر عرضة للتأثر بالاحتراق الوظيفي. في الوقت الذي تنخفض فيه فرص الإصابة إلى حد كبير، بين الرجال الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما.
كما توصل باحثون إسبان إلى أن من يعملون أكثر من 40 ساعة في الأسبوع، هم أكثر عرضة بنسبة 6 مرات للإصابة بالاحتراق الوظيفي.
مراحل الاحتراق الوظيفيمن مراحل الاحتراق التي حددها علماء النفس، هربرت فرويدنبرغر وجيل نورث:
الشعور بالفراغ الداخلي وتصور المستقبل كئيبا ومظلما. التركيز التام على العمل. إهمال احتياجات أساسية كالنوم والأكل والتفاعل الاجتماعي. النظر للهوايات باعتبارها غير ذات أهمية. التعصب والعدوانية والسخرية. الشعور بالتهديد والتوتر. النظر للآخرين كأنهم أغبياء أو كسالى وغير منضبطين.وفي معرض ردها على سؤال بخصوص مراحل الإرهاق، قالت الأميركية ميرا رولينز، خبيرة التدريب وتقديم الاستشارات للشركات، "إن هناك 5 مراحل أساسية للإرهاق، لكل مرحلة علاماتها من حيث الإنتاجية والإِبداع والالتزام والطاقة والتفاؤل"، وهي كالتالي:
1- قبول المسؤوليةوهي مرحلة يشعر فيها الشخص بالتفاؤل والإنتاجية، قبل أن تتسلل إليه أعراض التوتر، وتُعرف بمرحلة "شهر العسل"، حيث غالبا ما تبدأ الوظيفة بقدر كبير من الحماس، ويُصبح كل شيء يتعلق بالوظيفة مثيرا، وتأخذ كل عجلات الإبداع في الدوران لتقديم أقصى ما يمكن في العمل. ثم لا يلبث هذا الشعور المبهج في التراجع، بالتزامن مع بدأ الإرهاق.
وتشير الأبحاث إلى أن 30% من الموظفين في جميع المجالات، يبدؤون هنا في الشعور ببوادر ظهور الإجهاد، ومن ثم الإحباط.
2- ظهور الإجهادحيث يُصبح من الصعب البدء في مهمة ما، ويستغرق الأمر وقتا أطول وتصحيحا أكثر لإنجاز الأمور، بسبب تسلل الإحساس بالخمول والعصبية والقلق، وضعف التركيز، وانخفاض الإنتاجية، ونوبات الصداع، وتراجع جودة النوم.
يشعر العديد من الأشخاص الذين كانوا متحمسين للغاية للعمل، فجأة بالاستنزاف وعدم الاهتمام حتى بالتقدم لموقع جيد داخل مكان العمل. وذلك جَرّاء الانتقال من العصبية إلى التسويف واللامبالاة، والشعور بانعدام الجدوى من أي جهد أو تغيير إيجابي، والتعب المستمر والاستياء من الآخرين، والرغبة الدائمة في السخرية.
وتظهر الأبحاث أن حوالي 15% من الموظفين في جميع المجالات، يبدؤون هنا في الشعور بالإرهاق.
4- الإرهاقيتجاوز الشخص السخرية ليدخل في حالة من التشاؤم، وعدم الثقة بالنفس، والشك في الكفاءات والقدرات الذاتية، وإهمال الاحتياجات الشخصية، وتزايد الهواجس تجاه الآخرين، والميل إلى العزلة الاجتماعية، مع استمرار الصداع المزمن.
5- الإرهاق المُزمنوأخيرا، يحدث الإرهاق الكامل، حيث يتفاقم كل شيء، ويخيم الاكتئاب والحزن والإرهاق البدني والذهني المزمن، على الشخص المصاب.
"الإرهاق خطير جدا، لكنه ليس نقطة النهاية، بل قد يكون بداية حياة أكثر صحة"، هذا ما تقوله عالمة النفس الهولندية ناين غرامبرغ، مؤكدة أنه في حالة الإصابة بالإرهاق، فإن "التعافي منه قد يستغرق من 3 أشهر إلى سنة"، عبر 3 خطوات:
الاعتراف والقبول، حيث تبدأ أولى مراحل التعافي من الإرهاق، بالاعتراف بوجوده ومحاولة التعرف على كيفية نشأة التوتر المُسبب له، والمواقف والأفكار والأحداث التي تسهم في تفاقمه، ثم القبول بطلب الدعم من الأشخاص المقربين، وإشراكهم في النقاش حول النتائج، وأخذ الوقت الكافي للراحة من آثار الإرهاق. إنشاء روتين يومي، يتضمن قائمة بالأشياء التي تسبب التوتر وتجلب المشاكل، مثل الإجهاد في العمل، أو التشبث بالكمال والشعور القوي بالمسؤولية، أو التعرض لضغوط كبيرة، أو عدم القدرة على وضع الحدود. وذلك لاكتشاف ما يستنزف الطاقة، وما يتوجب فعله لاستعادة الطاقة المفقودة وتحقيق التوازن، مثل تناول الطعام في أوقات محددة، وتجنب الوقوع تحت ضغط كبير، والتأكد من الحصول على ما يكفي من الاسترخاء لإعطاء الجسم فرصة لإعادة الشحن. وضع الحلول، حيث يتضمن التعافي من الإرهاق، التوصل إلى الحلول التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها، عن طريق تعلم مواجهة المشاكل بسرعة أكبر، ووضع الحدود، والعيش وفقا للقيم الشخصية، ورفض ما لا يمكن القيام به. ثم محاولة وضع هذه الحلول موضع التنفيذ، واستعادة السيطرة والتوازن بين أوقات العمل، وتلك المخصصة للراحة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتراق الوظیفی أکثر من
إقرأ أيضاً:
لماذا نستمر في الأكل حتى بعد الشبع؟.. نصائح لتجنب عادة «الأكل العاطفي»
يعاني الكثير من الناس من مشكلة الإفراط في تناول الطعام، حتى في غياب الشعور بالجوع الحقيقي، كما يستمرون في تناول الطعام رغم الشعور بالشبع، ورغم عدم حاجة الجسم الحقيقي إلى تناول الطعام، هذا يدفعنا إلى التساؤل: لماذا يتناول البعض كميات تتجاوز حاجتهم اليومية؟.
كيف يتحكم الجسم بالجوع والشبع؟شبكة معقدة من الهرمونات والإشارات العصبية، وراء الشعور إما بـ الجوع أو الشبع وفقاً لخبراء التغذية في كلية «تي أتش تشان»، للصحة العامة في جامعة هارفارد، الإنجليزية، حيث يُعتبر هرمون الغريلين مسؤولاً عن الشعور بالجوع، بينما يعمل هرمون اللبتين على إرسال إشارات إلى الدماغ عند الشعور بالشبع، ما يساعد في تنظيم كمية الطعام التي نتناولها.
لماذا نفرط في الأكل؟ أسباب علمية وسلوكية وراء المشكلةأحيانا تختلط إشارات الجوع والشبع نتيجة عدة عوامل مثل:
العادات الغذائية السيئة.
تناول أطعمة غنية بـ السعرات الحرارية.
التأثيرات العاطفية مثل القلق أو الملل، ما يجعل الشخص يأكل رغم امتلاء معدته.
واحد من الأسباب وراء الاستمرار في تناول الطعام رغم الشبع هو الأكل العاطفي، إذ إن التوتر والإجهاد يؤديان إلى زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول، الذي يعزز الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون، وذلك بحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، والتي تشير إلى أن هذا يُفسّر ميل الكثير من الأشخاص إلى اللجوء للطعام كوسيلة للراحة بعد يوم مجهد، حتى وإن لم يكونوا بحاجة فعلية لتناول الطعام، يُعرف هذا السلوك بـ«الأكل العاطفي»، وهو من أبرز العوامل التي تسهم في السمنة واضطرابات الأكل.
لماذا نواصل الأكل رغم الشبع؟من أسباب مواصلة الأكل حتى بعد الشبع، هو تناول الوجبات الكبيرة والمشتتات أثناء الأكل خاصة في العزومات الرمضانية، لوجود أكثر من صنف في وجبة واحدة، وهذا ممكن أن يؤدي إلى إجهاد المعدة والتأثير على إفراز البنكرياس للإنسولين، كما أن مشاهده التلفاز أثناء تناول الطعام يقلل من انتباهنا لحجم ما نأكله، وذلك بحسب الدكتورة إيمان فكري استشاري التغذية وعلاج السمنة، وزميل كلية إسبن بفرنسا للتغذيه العلاجية.
وأشارت إلى إنه يجب الوعي بإشارات الجسم، وتجنب تناول الطعام بسرعة، والحد من الأطعمة المصنّعة، والتركيز أثناء الأكل دون مشتتات، هي خطوات بسيطة لكنها فعالة في التحكم بالعادات الغذائية، فهم العلاقة بين مشاعرنا والطعام هو المفتاح الأول للتغلب على «الأكل العاطفي» وآثاره السلبية.
من أهم النصائح التي تعزز العلاقة الصحية مع الأكل وتساعد في التحكم بالجوع، والتخلص من الأكل العاطفي:
لا تنتظر حتى تشعر بجوع شديد.
شرب الماء قبل الوجبات يساعد في تقليل الشعور بالجوع الكاذب.
تناول الطعام ببطء دون مشتتات ومضغ الطعام جيدا والاستمتاع بمذاقه.
ركز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين.
لا تحرم نفسك لكن كن معتدلا لأن الحرمان من الأطعمة المفضلة قد يؤدي إلى نوبات من الأكل بشراهة لاحقا.
اختيار نوع واحد للأكل من كل صنف.