عربي21:
2025-02-05@18:16:09 GMT

تركيا تدشن قرنها الأول بعد زوال معاهدة لوزان

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

بمناسبة ذكرى تأسيس قناة (تي أر تي) التركية يوم الجمعة الماضي ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان أمام الإعلاميين والدبلوماسيين خطابا مشحونا بالحق.

أولا حق العالم في أن يكتشف الحقيقة من وراء أحداث الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي ترتكبه سلطة اليمين العنصري المتطرف الإسرائيلي في قطاع غزة الشهيدة، وثانيا حق المستضعفين من شهداء الظلم والاستكبار الإسرائيلي وآلة القتل الممنهج في أن يشهد الرأي العام العالمي على مأساتهم فتتحرك الضمائر لوقف الإبادة ونصرة الحق.



ويلوم البعض عن حسن نية الرئيس أردوغان على البقاء عضوا في حلف الناتو، ولكن الحقيقة أن الدبلوماسية التركية لا يمكنها التحرك الناجع لفائدة غزة إلا بواسطة انتمائها لهذا الحلف، وآخر التحركات هي ما ورد من أنباء اللقاء بين وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة، حيث دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى استخدام نفوذ بلاده على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة.. جاء ذلك في اتصال هاتفي، الأحد، بحسب معلومات حصلت عليها وكالة الأناضول من مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية.

هذا الاتصال الذي جاء بناء على طلب من الجانب الأمريكي تناول خلاله الوزيران العلاقات بين البلدين إلى جانب القضايا الثنائية والإقليمية، وتم التأكيد خلال الاتصال على أهمية العمل بما يتناسب مع روح التحالف في العلاقات الأمريكية التركية كما أنه تم تقييم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومسألة طائرات "إف ـ 16"، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية وجرت أيضا مناقشة التصعيد الإسرائيلي.

وأشار فيدان إلى أن الوضع في غزة والضفة الغربية يزداد سوءا، داعيا الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على "إسرائيل" لوقف الهجمات وشدد فيدان على ضرورة جلب "إسرائيل" إلى طاولة المفاوضات لبدء عملية سياسية تهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين، وذلك بعد إعلان وقف كامل لإطلاق النار.

ونعود إلى إحياء ذكرى تأسيس قنوات (تي أر تي) حيث أشاد الرئيس التركي بالمبادرة الجريئة التي أتخذها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد غوتيريش والمتمثلة في استعماله للبند 99 من ميثاق المنظمة الذي استعمل لأول مرة منذ الخمسينات، وهو الذي يدعو الأمين العام للفت نظر مجلس الأمن إلى كل ما يهدد السلم والأمن الدوليين وينذر بحرب تتجاوز الأزمة، وهو عين ما فعله الأمين العام لأن الرجل يخشى أن يحسب عليه في التاريخ موقف المتفرج السلبي على الإبادة والاكتفاء بالعمل الإداري والدبلوماسي الروتيني!

وأعتقد شخصيا أن ما قاله الرئيس التركي عن قناة (تي أر تي) ينطبق تماما على مجموعة الجزيرة المجاهدة بقنواتها الخمسة وبثها المباشر ومراسليها المجندين على مدى الـ 24 ساعة لمخاطبة الرأي العام العالمي بشتى لغاته ومقاومة قنوات التزوير والبهتان التي تبث الأكاذيب من عواصم الغرب والشرق.

لا يفسر الهجوم العدواني على تركيا (وبشكل آخر على قطر) إلا بمواقف الحق والعدل التي استثنت هاتين الدولتين من جوقة التهليل والترحيب بكل أشكال الاستعمار الجديدلقد ربحت المقاومة معركة الرأي العام فأدرك الناس في مختلف القارات هول الفاجعة ونية التهجير والقتل وبداية الإبادة الجماعية لشعب مسالم طالب بحقه في الحرية والاستقلال!

وطبعا لا يفسر الهجوم العدواني على تركيا (وبشكل آخر على قطر) إلا بمواقف الحق والعدل التي استثنت هاتين الدولتين من جوقة التهليل والترحيب بكل أشكال الاستعمار الجديد.. أما تركيا فهي تستعد بقيادة زعيمها رجب طيب أردوغان لطي صفحة قرن العار الذي حدده لها الاستعمار القديم عام 1923 بمعاهدة لوزان المخزية التي انتقمت من القوة العثمانية موحدة الأمة الإسلامية بعد هزيمة الخلافة في حربها ضد التحالف اليهو / مسيحي أثناء الحرب العالمية الأولى (1914/1918).

ونتذكر بعض محطات العدوان أيام عملية نبع السلام التي نفذتها تركيا لتصفية ما تبقى من جيوب الإرهاب المعروف باسم داعش وللجمهورية التركية تاريخ طويل مع محاولات الزعزعة وزرع الفتنة وبذر بذور الحرب الأهلية آخرها تلك المؤامرة الانقلابية في 15 يوليو 2016، حين عاش الشعب التركي ليلة عجيبة بطولية أجهض خلالها المواطنون الأتراك بأيديهم العزلاء مؤامرة انقلابية قام بها بعض الضباط الأتراك بتمويلات ثبت بعد ذلك من أين جاءت ومن أي دول مصادرها ومسالكها وكيف تسربت إلى أيدي كمشة من الخونة اعتقدوا أنه بإمكانهم لي ذراع الديمقراطية والمجتمع التركي المدني فباؤوا بفشل ذريع وسريع وعاد أردوغان أقوى مما كان ليواصل بشعبه مسيرة التقدم والنماء.

وينتظر المسلمون موعد 2023 السنة التي سينتهي فيها مفعول معاهدة لوزان الموقعة في يوليو 1923 بين الأمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية والسلطات التركية لمدة قرن كامل ولكن بنودها لم تفعل إلا في أكتوبر 24 وهي معاهدة تصفد أيدي تركيا لمدة قرن كامل عقابا للسلطان العثماني على مشاركة تركيا في الحرب العالمية الأولى ضد الحلفاء، ومعاهدة لوزان (1923) هي المعاهدة النهائية للحرب العالمية الأولى، التي تم التوقيع عليها من قبل ممثلي تركيا (خليفة الإمبراطورية العثمانية) من جهة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا ومملكة الصرب والكروات والسلوفيين من جهة أخرى.

ولكي نفهم كيف كبلت المعاهدة أيدي تركيا وسلبتها حقوقها يجب أن نسمع الرئيس أردوغان الذي ألقى خطابا في 29 سبتمبر 2016 هاجم خلاله معاهدة لوزان التي وقعتها تركيا مع الحلفاء عام 1923، وأفرزت ميلاد الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض السلطنة العثمانية في خطابه قال أردوغان: "لقد حاولوا بيع لوزان لنا كانتصار سياسي لنا، وهو في الحقيقة انتصار لقوى الاستعمار وهزيمة وطنية لتركيا، حيث تخلينا عن جزر (بحر إيجة) القريبة منا لدرجة أنه يمكنك سماع صوتك عبرها جميعا إذا صرخت!. هل ذلك يعد نصرا؟ تلك الجزر كانت ملكنا وما تزال مساجدنا ومعالمنا وأضرحتنا هناك".

ثم أضاف: "أولئك الذين جلسوا على طاولة المفاوضات في لوزان (يقصد الوفد الذي أرسله أتاتورك) لم يستطيعوا التوصل إلى أفضل اتفاق واليوم نحن نعاني من عواقب ذلك"، مختتما بتأكيده على أن معاهدة لوزان "ليست نصًا مقدسًا فنحن سوف نناقشها ونسعى للحصول على اتفاق أفضل والأهم حسب القانون الدولي لنا أن تنتهي بعد قرن أي عام 2023 وتستعيد بلادنا قوتها وعافيتها، فنحن عام 2020 مصنفون خامس قوة صناعية وتصديرية وسابع قوة عسكرية في العالم".

فما هي معاهدة لوزان التي سوقها الغرب الاستعماري في شكل "اتفاق سلام" بينما هي إقرار الهيمنة على الشعب التركي وتكبيله بالأصفاد حيث تم توقيعها في مدينة لوزان السويسرية في الرابع والعشرين من شهر يوليو عام 1923 بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا من جانب وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا من جانب آخر أي مصطفى كمال أتاتورك، وقد تم توقيع المعاهدة في أعقاب حرب الاستقلال التركية ضد الحلفاء، وتم من خلالها ما سمي بـ"تسوية أوضاع الأناضول والقسم التركي الأوروبي من أراضي الدولة العثمانية" وعلى كل لم يبق لمعاهدة لوزان وزن بعد قرن احترمت الجمهورية التركية خلاله بنودها حيث سيخرج المارد من القمقم وهو ما تخشاه قوى الشر وصفقة الشر وتتنادى إلى الإسراع بإسقاط أردوغان قبل موعده، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الرأي تركيا الغربية تركيا الغرب رأي سياسات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالمیة الأولى معاهدة لوزان

إقرأ أيضاً:

أردوغان يعين رئيسا جديدا لهيئة الكوارث والطوارئ التركية

أنقرة (زمان التركية) – عين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، علي حمزة بهليفان رئيسا لهيئة الكوارث والطوارئ التركية.

ووفقًا للقرار الذي نُشر في الجريدة الرسمية بتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، تم تعيين علي حمزة بهليفان في المنصب الذي شغر بتعيين الرئيس السابق أوكاي ميميش، أمينًا عامًا لمجلس الأمن القومي.

من هو رئيس هيئة الكوارث والطوارئ؟

وُلد علي حمزة بهليفان في عام 1977 بمنطقة همشين في ولاية ريزه. وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في همشين، وأتم دراسته الجامعية لمدة 5 سنوات، بما في ذلك سنة واحدة من الصف التحضيري للغة الإنجليزية، في جامعة أنقرة، كلية العلوم السياسية، قسم الاقتصاد في عام 1999 بشهادة نجاح مع مرتبة الشرف. وفي العام نفسه، فاز في امتحان حاكم المنطقة المرشح الذي فتحته وزارة الداخلية وبدأ العمل كحاكم منطقة مرشح لمقاطعة أرتفين في مايو 2000. عمل كحاكم مقاطعة في مقاطعة ريز بازار، وأجرى تدريبه في مركز التفتيش المدني التابع لوزارة الداخلية.

بين أكتوبر 2000 ومارس 2001، تخرج من أكاديمية الأمن الوطني كخريج الدورة التاسعة والأربعين. بين مارس وسبتمبر 2001، شغل منصب نائب حاكم مقاطعة لاديك في منطقة لاديك في سامسون. بين عامي 2001-2002، حصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة إكستر بإنجلترا. كتب أطروحته للماجستير حول فهم ”المساءلة“ في ”عقود الخدمة العامة“، وهي واحدة من أحدث حزم الإصلاح التي تستند إلى حركات فكرية مثل الإدارة العامة الجديدة والحوكمة والدراسات الإصلاحية للحكومات البريطانية في مجال الإدارة العامة.

بعد أن شغل منصب حاكم مقاطعة بالنيابة في مقاطعة أكوش في أوردو لفترة من الوقت، حضر دورة حاكم المقاطعة التي نظمتها وزارة الداخلية. كتب أطروحة حاكم المقاطعة حول ”نهج الدولة الإلكترونية في العالم والهيكل الإداري التركي“. تم تعيينه حاكماً لمنطقة غيرسون-دوغانكنت في أبريل 2003.

شغل منصب حاكم مقاطعة أرزينجان-كيماه في الفترة من أكتوبر 2003 إلى أكتوبر 2006، ونائب حاكم مقاطعة هكاري في الفترة من 1 نوفمبر 2006 إلى 10/09/2008، وحاكم مقاطعة بيرعزيز في الفترة من 21/09/2008 إلى 12/03/2012، وكذلك نائب حاكم مقاطعة غيرسون (في الأشهر السبعة الأخيرة).

خلال فترة توليه منصب حاكم مقاطعة بيرعزيز، أكمل خدمته العسكرية لمدة 12 شهرًا كملازم ثانٍ برتبة ملازم أول بين ديسمبر 2008 وديسمبر 2009. وشارك في العديد من برامج التدريب أثناء العمل وبرامج الحلقات الدراسية. وفي هذا الإطار، شارك في حلقات دراسية حول الإدارة العامة والسياسات العامة والمالية والقانون والأمن والمواضيع المماثلة في جامعة فرجينيا كومنولث ضمن برنامج مدته 45 يومًا نظمته وزارة الداخلية في عام 2010، بالإضافة إلى رحلات إعلامية وتفقدية حول الدولة والقطاع الخاص والبنية الاجتماعية للبلد والمنظمات الدولية والأنشطة العلمية والتكنولوجية والقطاعية.

شغل منصب محافظ غوكسون في الفترة من 23.03.2012 إلى 25.07.2015، ومحافظاً لولاية إيزنك في الفترة من 28.06.2015 إلى 30.06.2017، ومحافظاً لولاية بايبورت في الفترة من 21.06.2017 إلى 29.07.2019، ومحافظاً لولاية شرناق في الفترة من 17.07.2019 إلى 12.05.2022.

وبموجب المرسوم الرئاسي رقم 2022/209 المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 12.05.2022، تم تعيينه والياً على مرسين.

تم تعيين بيهليفان رئيسًا لـ”آفاد“ بموجب القرار المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 04.02.2025.

علي حمزة بهليفان متزوج ولديه طفلان ويتحدث الإنجليزية بطلاقة.

Tags: أفادأنقرةإدارة الكوارث والطوارئ التركيةاسطنبولتركياعلي حمزة بهليفان

مقالات مشابهة

  • أمينة أردوغان تستقبل زوجة الشرع في العاصمة التركية أنقرة.. بماذا علقت؟
  • بين تركيا والسعودية.. هل تدشن دمشق مرحلة من العلاقات الخارجية المتوازنة؟
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع السيد الرئيس أحمد الشرع في أنقرة: أرحب بالسيد الشرع وممتن لاستضافته في أنقرة
  • استقبال الرئيس أردوغان للرئيس الشرع والوزير الشيباني في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يصل إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
  • وزير الخارجية التركي: العلاقات المصرية التركية باتت أقوى من أي وقت مضى
  • الخارجية تحتفل بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتوجه إلى تركيا في زيارةٍ رسميةٍ يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
  • أردوغان يعين رئيسا جديدا لهيئة الكوارث والطوارئ التركية
  • الرئيس التركي: وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون دائمًا