RT Arabic:
2025-04-07@18:37:37 GMT

إلى أين يقود إعلان الحوثيين التعبئة لنصرة غزة؟

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

إلى أين يقود إعلان الحوثيين التعبئة لنصرة غزة؟

كتب كل من ألكسندر كاربوف ويكاتيرينا كييكو وفلاديمير دوون مقالا على موقع RT باللغة الروسية تناول تداعيات إعلان الحوثيين في اليمن للتعبئة لتقديم مساعدة محتملة لقطاع غزة.

وجاء في المقال المنشور اليوم الخميس 21 ديسمبر:

أعلن الحوثيون في اليمن عن تعبئة شعبية عامة لإعداد مقاتلين للمشاركة إلى جانب الفلسطينيين في الصراع مع إسرائيل.

جاء ذلك نقلا عن بيان للمكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، جاء فيه أن المقاتلين سيشاركون في الصراع "إذا توفرت الظروف والفرص للوصول إلى قطاع غزة والمشاركة في العمليات العسكرية".

إقرأ المزيد وبدأ انهيار الولايات المتحدة الأمريكية

وكانت الولايات المتحدة، وسط هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، قد أعلنت في وقت سابق إطلاق عملية "حارس الازدهار" لضمان الملاحة الآمنة، والتي تشارك فيها إلى جانب الولايات المتحدة كل من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، فيما يشير الخبراء إلى أن هناك خطر تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.

في شمال اليمن، الخاضع لسيطرة الحوثيين (حركة "أنصار الله")، تم الإعلان عن تعبئة عامة شعبية لتدريب المقاتلين للمشاركة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحسب ما قال خزام الأسد عضو المكتب السياسي للحركة، الذي قال: "أما فيما يتعلق بالتعبئة الشعبية العامة لنصرة أهلنا في قطاع غزة، فقد انطلقت في كافة المحافظات، وافتتحت معسكرات تدريب، وتطوع عشرات الآلاف من الشباب لتعلم المهارات العسكرية، وقد تخرجت بالفعل عدة مجموعات في مختلف المحافظات اليمنية".

وبحسب عضو المكتب السياسي، فإن المقاتلين سيشاركون في الصراع "إذا ما توفرت الظروف والفرص للوصول إلى قطاع غزة والمشاركة في العمليات العسكرية".

المعركة البحرية

وكان الحوثيون قد أعلنوا نهاية أكتوبر الماضي عن بدء عمليات عسكرية ضد إسرائيل دعما للفلسطينيين. وبحلول ذلك الوقت كانت عدة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية قد أطلقت على إسرائيل من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

كما وجه ممثلو حركة "أنصار الله" تهديدات ضد الولايات المتحدة التي تدعم تل أبيب، وأعلن الحوثيون في وقت لاحق عزمهم مهاجمة أي سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ووصفوا أفعالهم بأنها رد على "العدوان الإسرائيلي الأمريكي" في قطاع غزة.

وبعد تقارير التعبئة، كرر ممثلو الحركة مرة أخرى التهديدات ضد الولايات المتحدة، معلنين استعدادهم لمهاجمة السفن الأمريكية إذا استمرت في التدخل في شؤون البلاد أو مهاجمة اليمن.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي: "سنجعل السفن الأمريكية هدفا لصواريخنا، ويجب ألا نخاف من هذه التهديدات".

وقد تعرضت السفن التجارية في البحر الأحمر لهجمات متكررة من الأراضي اليمنية، وتم الاستيلاء على عدد منها.

من جانبها، اعترضت السفن الحربية التي وصلت إلى المنطقة مع مجموعات حاملة الطائرات الأمريكية لدعم إسرائيل عدة مرات طائرات مسيرة وصواريخ بالستية تم إطلاقها من اليمن.

كما أوقفت شركة "ميرسك" Maersk، إحدى أكبر الشركات اللوجستية في العام النقل في البحر الأحمر بسبب القصف المستمر والاستيلاء على السفن من قبل الحوثيين، وحذت حذوها عدد من الشركات، وعلى وجه الخصوص، رفضت شركة النفط والغاز العملاقة BP أيضا نقل النفط عبر هذه المنطقة.

وردا على تصرفات الحوثيين، أعلنت الولايات المتحدة، 18 ديسمبر الجاري، عن بدء عملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر.

ونص بيان صادر عن البنتاغون باسم رئيسه لويد أوستن على أن "التصعيد الأخير لهجمات الحوثيين المتهورة من اليمن يهدد التدفقات التجارية الحرة، ويعرض حياة البحارة الأبرياء للخطر، ويتعارض مع القانون الدولي"، وأكد البيان على أن البحر الأحمر أحد أهم الطرق البحرية التي لا يمكن تصور حرية الملاحة بدونها، كما أنه ممر تجاري رئيسي يضمن التجارة الدولية، وهذا "تحد دولي يتطلب عملا مشتركا" على حد تعبير البيان.

ولتنفيذ هذه العملية، قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي شمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

جدير بالذكر أن بيان البنتاغون لم يشر إلى أي أهداف عسكرية محددة سيحققها هذا التحالف وقواته. في الوقت نفسه، أوضح منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أنهم لن يرافقوا السفن المدنية باستمرار عبر البحر الأحمر لضمان الأمن.

إقرأ المزيد يوشكوف: الأزمة في البحر الأحمر ستنعكس على سوق الكربوهيدرات في العالم

وتابع كيربي: "ليست هناك حاجة لعقد أوجه تشابه هنا مع توحيد الأساطيل خلال الحرب العالمية الثانية. وستعمل هذه السفن كعناصر تشكيل واحد ضمن مجموعة خاصة. لكن انتشارها في البحر الأحمر سيكون متناسبا مع وجود السفن التجارية والتهديد الذي يشكله اليمن".

في الوقت نفسه، تجنب كيربي الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول سبب عدم مشاركة السعودية والإمارات، اللتين قاتلتا سابقا ضد الحوثيين في اليمن، في عملية "حارس الازدهار".

جغرافيا الصراع الجديدة

وفي حديث لـ RT، قال رئيس قسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، أندريه كوشكين، إن تصريح الحوثيين بشأن عزمهم إرسال مقاتليهم إلى غزة يشير إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد بدأ في توسيع حدوده.

ويتابع كوشكين: "لقد أراد الحوثيون القيام بدور نشط في الصراع من قبل، لكن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لم تسمحا لهم بالمرور عبر أراضيهم. ثم بدأوا في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ومهاجمة سفن الحاويات وناقلات البضائع الجافة. وبعد شهر، بدأت الولايات المتحدة عمليتها، لكن اليمن يواصل مهاجمة جميع السفن التي تقترب. ونحن نرى الآن كيف بدأ الصراع بين فلسطين وإسرائيل في التوسع جغرافيا بمشاركة أطراف أخرى".

وأضاف كوشكين أنه من الواضح أن الوضع الراهن يقلق الولايات المتحدة، لكن من غير الواضح كيف سيتمكن الأمريكيون وحلفاؤهم من تحييد الحوثيين. وتابع: "إن مجرد ضمان المرور الآمن لناقلات البضائع الجافة وسفن الحاويات المدنية هو أمر غير فعال. ومن الضروري القيام بعملية برية، لكن من غير المرجح أن تقرر الولايات المتحدة القيام بذلك".

وأشار الخبير إلى أن إدارة بايدن الآن لا تستطيع الاتفاق على التمويل العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل، والوضع في اليمن أصبح طارئا، ولا توجد أموال لعملية برية كهذه، كما أن "أعضاء التحالف الآخرين لن يرغبوا أيضا في تحمل مثل هذه النفقات" وفقا لكوشكين.

في الوقت نفسه، أكد الخبير أن الوضع في البحر الأحمر قد يؤثر بالفعل بشكل مباشر على الرفاهية الاقتصادية للدول الغربية.

ووفقا لكوشكين، "ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل كبير، حيث أن السفن التي تنقلهما تضطر الآن إلى الدوران حول إفريقيا للذهاب إلى أوروبا، ما يؤدي إلى إطالة الطريق البحري".

 بدورها رجحت المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط والخبيرة بمجلس الشؤون الدولية الروسية يلينا سوبونينا، في حديث لها مع RT، ألا تتمكن حركة "أنصار الله" من المشاركة بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على خط المواجهة.

إقرأ المزيد أمريكا لا تفعل شيئا إزاء التحديات الإيرانية!

وأضافت سوبونينا: "يطلق الحوثيون هذه التصريحات للاستخدام المحلي، وكذلك لتعزيز علاقاتهم الإقليمية. وليس لديهم القدرة المادية على إرسال مقاتلين إلى قطاع غزة، وهذا الجزء من الأراضي الفلسطينية يقع الآن تحت حصار كامل من قبل الإسرائيليين، كما أنه من المستحيل دخول القطاع من الجانب المصري. أقصى ما يمكن أن يفعله الحوثيون هو شن هجمات صاروخية. ومع ذلك، فإن الأهمية الرمزية لهذا التضامن مع الفلسطينيين هي بالطبع كبيرة جدا".

وبحسب الخبير العسكري إيفان كونوفالوف، فإن التعبئة التي أعلنها الحوثيون وبدء العملية البحرية الأمريكية تشير إلى أن الوضع في الشرق الأوسط قد أصبح متوترا وهذا التصعيد لا يتراجع.

ويتابع كونوفالوف: "يعود ذلك بالطبع إلى حد كبير إلى حقيقة أن الأطراف المتصارعة لا تستطيع إيجاد أرضية مشتركة، كما أن حلفاءهم من مختلف الأطراف لا يحاولون القيام بذلك أيضا. فالأطراف غير قابلة للتوفيق، ويجب اتخاذ تدابير جادة لتوجيه الوضع في الاتجاه التفاوضي. هناك احتمالات لذلك، لكن من الضروري أن يصر على ذلك أحد غير روسيا. مع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تبذل جهودا لضمان عدم انتهاء الصراع".

ويتشكك كونوفالوف في أن الولايات المتحدة ستكون قادرة بطريقة أو بأخرى على التأثير على الحوثيين من خلال الوسائل العسكرية، ويتساءل: "إن الحرب في اليمن مستمرة منذ فترة طويلة، ويخوضها تحالف تقوده المملكة العربية السعودية، وفي إطاره يتم تنفيذ ضربات ضد الحوثيين بانتظام، إلا أن هذا لم يغير في الأمر شيئا، لهذا يطرح السؤال نفسه: كيف ستغير ضربات الولايات المتحدة الوضع؟".

بدورها تعتقد يلينا سوبونينا أن خطر نشوب صراع كبير في المنطقة لا يزال قائما، حيث تقول: "لقد ابتعد الجميع الآن قليلا عن الهاوية التي تبدأ بعدها حرب إقليمية كبيرة، إلا أنهم لم يتحركوا بعيدا. كان شهر أكتوبر هو أخطر مرحلة في الصراع. لكن الجولة الجديدة من المواجهة، المرتبطة الآن بالحوثيين، تقربنا مرة أخرى من هذه الحافة. وشبح حرب كبيرة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم من جهة أخرى سيلوح في المستقبل القريب. ومع ذلك، فهناك شعور بأن الكثيرين، بما في ذلك واشنطن، يريدون تجنب ذلك. فالوضع خطير للغاية، لكن لا تزال هناك فرصة لتجنب العواقب الأكثر خطورة".

المصدر: RT

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: لحركة أنصار الله الولايات المتحدة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر حارس الازدهار بريطانيا البحرين كندا فرنسا إيطاليا هولندا النرويج إسبانيا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اليمن الحوثيين عبد الملك الحوثي أخبار اليمن الأزمة اليمنية البحر الأحمر البنتاغون الجيش الأمريكي الحرب على غزة الحوثيون السلطة الفلسطينية القضية الفلسطينية جو بايدن حركة حماس حركة فتح طوفان الأقصى عبد الملك الحوثي قطاع غزة قناة السويس لويد أوستن مضيق باب المندب منظمة التحرير الفلسطينية هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله فی الصراع الوضع فی قطاع غزة فی الیمن إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

قائد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر: لسنا هنا لمحاربة الحوثيين ولا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية (ترجمة خاصة)

قال قائد القوات الأوروبية في البحر الأحمر (أسبايدس) الأدميرال فاسيليوس جريباريس، إن هدف قواته تختلف عن مهمة وأهداف القوات الأمريكية في المنطقة التي تشن غارات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن.

 

ونأى قائد عملية الدفاع البحري التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر بمهمته عن الضربات الأمريكية اليومية على الحوثيين، مع تزايد التوتر بين الأمريكيين والمتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.

 

وأضاف جريباريس في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" نحن لا نقاتل الحوثيين، نحن نتعامل مع أفعالهم ضد قطاع الشحن، ونحمي السلع العالمية المشتركة مثل حرية الملاحة، وأرواح البحارة. لم نتسبب في أي إصابات للحوثيين خلال جميع هذه العمليات التي قمنا بها في تلك المنطقة".

 

أطلق الاتحاد الأوروبي عملية "أسبايدس" - المسماة باليونانية "درع" - في فبراير 2024 ردًا على هجمات الحوثيين على سفن الشحن في خليج عدن والبحر الأحمر إلى قناة السويس. توفر العملية حماية وثيقة للسفن التجارية، وتعترض الهجمات الموجهة إليها، وترصد التهديدات المحتملة وتُقيّمها.

 

موارد محدودة لمواجهة هجمات الحوثيين

 

تمتلك "أسبايدس" حاليًا ثلاث سفن - السفينة الإيطالية "فيديريكو مارتينينجو"، وسفينة "إتش إس هيدرا" التابعة للبحرية اليونانية، وفرقاطة فرنسية - لتغطية منطقة مهمة شاسعة تمتد إلى شمال غرب المحيط الهندي.

 

نظراً لافتقاره إلى المزيد من الموارد من دول الاتحاد الأوروبي، ركّز الأدميرال غريبريس جهوده على منطقة شديدة الخطورة تمتد على طول 2200 كيلومتر، حيث شنّ الحوثيون معظم هجماتهم حول مضيق باب المندب، الممر المائي الذي يبلغ عرضه 26 كيلومتراً ويفصل اليمن عن القرن الأفريقي.

 

وقال القائد: "مشكلتي الكبرى تكمن في عدد الموارد المتاحة لي واتساع منطقة العمليات، لأنني لا أستطيع حماية الجميع هناك".

 

قد يُسهم توفير الاتحاد الأوروبي المزيد من الموارد للمهمة في تخفيف الانتقادات الأمريكية لأوروبا بأنها لا تبذل قصارى جهدها في تأمين الطرق البحرية. يمرّ ما يصل إلى 15% من حجم التجارة البحرية العالمية عادةً عبر البحر الأحمر.

 

ونُقل عن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، قوله في محادثة مسربة على منصة سيجنال الأسبوع الماضي: "أكره ببساطة إنقاذ أوروبا مرة أخرى"، وذلك دعماً لاقتراح ضرب الحوثيين.

 

ردّ وزير الدفاع، بيت هيجسيث: "نائب الرئيس، أشاركك تماماً كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمرٌ مؤسف".

 

ردًا على تلك الادعاءات، صرّح الأدميرال جريباريس بأن بعض السفن التي وفرت لها مهمته حماية وثيقة تابعة لشركات أمريكية، أو لها مصالح أمريكية.

 

وقال: "إذا أرادت الدول الأوروبية أن يكون لها دور أكبر، فعليها اتخاذ قرار بشأن ذلك، وأنا هنا بالفعل لأُنجزه". وأضاف: "لقد قدمتُ بالفعل أدلة للجميع على أنه على الرغم من عدم امتلاكي للأصول اللازمة، فإننا نبذل قصارى جهدنا، ونقدم الأدلة والأرقام".

 

في غضون عام واحد فقط، ساعدت المهمة في مرور أكثر من 740 سفينة، 440 منها مُجهزة بحماية وثيقة - وهي مهمة تستغرق حوالي ثلاثة أيام لكل سفينة. وقد اعترضت المهمة 18 طائرة مُسيّرة، وزورقَين مُسيّرَين، وأربعة صواريخ مضادة للسفن.

 

وقال الأدميرال جريباريس إنه لو لم تتحرك المهمة، "لكانت [الضربات] قد أصابت السفن التي كنا نحميها في ذلك الوقت"، مع احتمال "خسائر في الأرواح وأضرار جسيمة على متن السفن".

 

وحسب جريباريس فإن المخاوف الأوروبية بشأن الحرب في أوكرانيا والعبء المالي لتوفير الأصول لمهمة البحر الأحمر تُعدّ عوامل في محدودية أصول القوة. كما أن جيوش الاتحاد الأوروبي ليست جميعها مجهزة تجهيزًا مناسبًا لتوفيرها، حيث تفتقر إلى السفن البحرية اللازمة للدفاعات الجوية.

 

وقال إن "العبء المالي للسفن المقدمة يقع على عاتق الدول الأعضاء التي تقدمها، لذا قد يكون السبب ماليا إلى حد ما".

 

إن "تطور" قضايا أخرى في أوروبا، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا، يدفع بعض الدول إلى إعادة النظر، إن جاز التعبير، في كيفية توجيه قواتها.

 

استئناف الهجمات

 

بعد فترة هدوء ساهم فيها وقف إطلاق النار في غزة، استأنف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية في المنطقة عقب انهيار الهدنة، مما أثار مخاوف الأدميرال غريبريس من أن تصبح مهمته أكثر تعقيدًا.

 

وقال: "لا نعتقد أن أي تصعيد يمكن أن يُفاقم الوضع في تلك المنطقة أو يُسهم فيه".

 

في الأيام الأخيرة، أكدت القيادة المركزية الأمريكية شنّ ضربات متعددة على الحوثيين، مما يُشير إلى نهج هجومي يحرص الأدميرال غريبريس على إبعاد عملياته عنه.

 

يقول الأدميرال غريبريس إن عملية أسبيدس "مختلفة تمامًا" عن الجهود التي تقودها واشنطن، على الرغم من أن قواته تنسق مع عملية عسكرية منفصلة بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة، وهي عملية "حارس الرخاء"، لتجنب حوادث النيران الصديقة والحفاظ على الذخيرة من خلال عدم مضاعفة الردود على أي تهديد قادم.

 

وأضاف: "نحن لا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية. لذا، فهذا فرق كبير في كيفية عملنا".

 

كما تجنب القائد اتخاذ مواقف سياسية بشأن الصراع الذي أدى إلى بدء هجوم الحوثيين على الممر الملاحي.

 

وقال: "لسنا جزءًا من صراع غزة. نحن لا ندعم الإسرائيليين ولا الفلسطينيين". "نحاول التركيز على هذه المهمة تحديدًا، وكذلك وصف مهمتنا للدول المجاورة، وكذلك نقل رسائل مهمة ونسبية إلى الحوثيين حول ما نقوم به بالضبط".

 

وقال الأدميرال غريبريس إن الاتحاد الأوروبي لا يعترف رسميًا بحركة التمرد، لذا تصلهم الرسائل "بشكل غير مباشر". وأضاف: "العديد من الجهات الفاعلة في المنطقة تتواصل مع الحوثيين. ومن خلال التواصل مع هذه الجهات، تُنقل الرسائل أيضًا إلى الحوثيين".

 

تتبع الأسلحة و"السفن الخفية"

 

وقال الأدميرال غريبريس: "نعتقد أن الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين تأتي من مصادر محددة. لذا، إذا فهمنا بشكل أفضل مكان وكيفية وصول هذه الأسلحة إليهم، وتمكنا من السيطرة عليها إلى حد ما، فسيكون ذلك مفيدًا جدًا لأمن البحر الأحمر وخليج عدن".

 

تُعتبر طهران على نطاق واسع الداعم الرئيسي للحوثيين، على الرغم من أن الأدميرال غريبريس ليس على اتصال مباشر بإيران، وأن عملياته "تتوخى الحذر" من قواتها.

 

ولم يستبعد احتمال أن يزيد الحوثيون هجماتهم لزيادة نفوذ إيران على الولايات المتحدة في المحادثات بشأن برنامجها النووي، الذي تتردد طهران في التفاوض عليه في ظل سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها واشنطن.

 

وقال الأدميرال غريبريس: "إذا كان لدى الحوثيين القدرة والإرادة للقيام بذلك، فقد يفعلون". وأضاف: "حتى بالأمس، رأينا الإيرانيين يستولون على سفينتين تجاريتين ويصادرون حمولتهما. كانت الناقلتان تحملان وقودًا. وهذا يعني أن الإيرانيين أيضًا يضعون، لنقل، بعض الشحنات الإضافية في النار".

 

الحل طويل الأمد دبلوماسي

 

وقال الأدميرال غريبريس إن زيادة التعاون مع الدول المجاورة للبحر الأحمر "مطروح على الطاولة". كما تواصل مع الهند لمحاولة إشراكها؛ وبموجب تفويضه، يمكن للأدميرال غريبريس دعوة دول ثالثة من خارج الاتحاد الأوروبي للمشاركة في العملية.

 

وأضاف: "بعض هذه الدول تشارك بالفعل في تحالفات أخرى في تلك المنطقة لأسباب أخرى". "لذا، يمكنهم أيضًا الانضمام إلى تحالف دفاعي تمامًا."

 

ساهمت مشاركة البعثة في المساعدة على منع تسرب نفطي كارثي محتمل الصيف الماضي، وصد التهديدات القادمة، في تهدئة مخاوف بعض الدول المجاورة.

 

وقال الأدميرال جريباريس: "هذا دليل لهم على أننا جادون فيما نقوله وأننا دفاعيون تمامًا."

 

في الوقت نفسه، تريد شركات الشحن "ضمانات" بأن الطريق البحري آمن - وهو وعد لا يستطيع الأدميرال جريباريس تقديمه. وقال: "مع عدد القوات التي أملكها، لا يمكنني أن أضمن لأي شخص أنه يستطيع المرور بأمان تام هناك. لكنني أشير إلى أن السفن التي حميتها قد تمت حمايتها بشكل فعال."

 

في نهاية المطاف، يعتقد الأدميرال جريباريس أن الدبلوماسية يجب أن تحل محل الوسائل العسكرية في توفير حل طويل الأمد لتهديد الحوثيين.

 

وقال: "لا نعتقد أن هذه المشكلة لا يمكن حلها إلا بالعمل العسكري." على المدى البعيد، نحتاج إلى دعم اليمنيين. ستظل أوروبا بحاجة إلى طرق التجارة التي تمر عبر البحر الأحمر. لذا، علينا بناء شيء أكثر استدامة.

 

 


مقالات مشابهة

  • قائد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر: لسنا هنا لمحاربة الحوثيين ولا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية (ترجمة خاصة)
  • الولايات المتحدة تستعد لشن عملية برية ضد الحوثيين
  • تصاعد التوتر في البحر الأحمر| هل تنجح سياسة ترامب في ردع الحوثيين؟
  • تصريح من وزير الخارجية الأمريكي:لن نسمح للحوثيين في السيطرة على البحر الأحمر!
  • عملية برية قيد الإعداد ضد الحوثيين بدعم أمريكي سعودي إماراتي وتحرير ميناء الحديدة (ترجمة خاصة)
  • أبطال اليمن يواصلون فضح أمريكا في البحر الأحمر
  • أزمة البحر الأحمر…ناقلات نفط يونانية تتجه إلى آسيا عبر مسارات بديلة
  • أخبار العالم | الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر .. واحتجاجات ضد ترامب وإيلون ماسك تجتاح الولايات المتحدة وأوروبا.. وإسرائيل تمنع دخول نائبتين بريطانيتين لهذا السبب
  • ترامب يجبر الحوثيين على لاعتراف بمقتل وإصابة العشرات غربي اليمن
  • خبير: تكلفة الشحن حال مرور السفن من رأس الرجاء الصالح ترتفع إلى 300%