إلى أين يقود إعلان الحوثيين التعبئة لنصرة غزة؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
كتب كل من ألكسندر كاربوف ويكاتيرينا كييكو وفلاديمير دوون مقالا على موقع RT باللغة الروسية تناول تداعيات إعلان الحوثيين في اليمن للتعبئة لتقديم مساعدة محتملة لقطاع غزة.
وجاء في المقال المنشور اليوم الخميس 21 ديسمبر:
أعلن الحوثيون في اليمن عن تعبئة شعبية عامة لإعداد مقاتلين للمشاركة إلى جانب الفلسطينيين في الصراع مع إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة، وسط هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، قد أعلنت في وقت سابق إطلاق عملية "حارس الازدهار" لضمان الملاحة الآمنة، والتي تشارك فيها إلى جانب الولايات المتحدة كل من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، فيما يشير الخبراء إلى أن هناك خطر تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
في شمال اليمن، الخاضع لسيطرة الحوثيين (حركة "أنصار الله")، تم الإعلان عن تعبئة عامة شعبية لتدريب المقاتلين للمشاركة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحسب ما قال خزام الأسد عضو المكتب السياسي للحركة، الذي قال: "أما فيما يتعلق بالتعبئة الشعبية العامة لنصرة أهلنا في قطاع غزة، فقد انطلقت في كافة المحافظات، وافتتحت معسكرات تدريب، وتطوع عشرات الآلاف من الشباب لتعلم المهارات العسكرية، وقد تخرجت بالفعل عدة مجموعات في مختلف المحافظات اليمنية".
وبحسب عضو المكتب السياسي، فإن المقاتلين سيشاركون في الصراع "إذا ما توفرت الظروف والفرص للوصول إلى قطاع غزة والمشاركة في العمليات العسكرية".
المعركة البحرية
وكان الحوثيون قد أعلنوا نهاية أكتوبر الماضي عن بدء عمليات عسكرية ضد إسرائيل دعما للفلسطينيين. وبحلول ذلك الوقت كانت عدة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية قد أطلقت على إسرائيل من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.
كما وجه ممثلو حركة "أنصار الله" تهديدات ضد الولايات المتحدة التي تدعم تل أبيب، وأعلن الحوثيون في وقت لاحق عزمهم مهاجمة أي سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ووصفوا أفعالهم بأنها رد على "العدوان الإسرائيلي الأمريكي" في قطاع غزة.
وبعد تقارير التعبئة، كرر ممثلو الحركة مرة أخرى التهديدات ضد الولايات المتحدة، معلنين استعدادهم لمهاجمة السفن الأمريكية إذا استمرت في التدخل في شؤون البلاد أو مهاجمة اليمن.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي: "سنجعل السفن الأمريكية هدفا لصواريخنا، ويجب ألا نخاف من هذه التهديدات".
وقد تعرضت السفن التجارية في البحر الأحمر لهجمات متكررة من الأراضي اليمنية، وتم الاستيلاء على عدد منها.
من جانبها، اعترضت السفن الحربية التي وصلت إلى المنطقة مع مجموعات حاملة الطائرات الأمريكية لدعم إسرائيل عدة مرات طائرات مسيرة وصواريخ بالستية تم إطلاقها من اليمن.
كما أوقفت شركة "ميرسك" Maersk، إحدى أكبر الشركات اللوجستية في العام النقل في البحر الأحمر بسبب القصف المستمر والاستيلاء على السفن من قبل الحوثيين، وحذت حذوها عدد من الشركات، وعلى وجه الخصوص، رفضت شركة النفط والغاز العملاقة BP أيضا نقل النفط عبر هذه المنطقة.
وردا على تصرفات الحوثيين، أعلنت الولايات المتحدة، 18 ديسمبر الجاري، عن بدء عملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر.
ونص بيان صادر عن البنتاغون باسم رئيسه لويد أوستن على أن "التصعيد الأخير لهجمات الحوثيين المتهورة من اليمن يهدد التدفقات التجارية الحرة، ويعرض حياة البحارة الأبرياء للخطر، ويتعارض مع القانون الدولي"، وأكد البيان على أن البحر الأحمر أحد أهم الطرق البحرية التي لا يمكن تصور حرية الملاحة بدونها، كما أنه ممر تجاري رئيسي يضمن التجارة الدولية، وهذا "تحد دولي يتطلب عملا مشتركا" على حد تعبير البيان.
ولتنفيذ هذه العملية، قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي شمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
جدير بالذكر أن بيان البنتاغون لم يشر إلى أي أهداف عسكرية محددة سيحققها هذا التحالف وقواته. في الوقت نفسه، أوضح منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أنهم لن يرافقوا السفن المدنية باستمرار عبر البحر الأحمر لضمان الأمن.
إقرأ المزيد يوشكوف: الأزمة في البحر الأحمر ستنعكس على سوق الكربوهيدرات في العالموتابع كيربي: "ليست هناك حاجة لعقد أوجه تشابه هنا مع توحيد الأساطيل خلال الحرب العالمية الثانية. وستعمل هذه السفن كعناصر تشكيل واحد ضمن مجموعة خاصة. لكن انتشارها في البحر الأحمر سيكون متناسبا مع وجود السفن التجارية والتهديد الذي يشكله اليمن".
في الوقت نفسه، تجنب كيربي الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول سبب عدم مشاركة السعودية والإمارات، اللتين قاتلتا سابقا ضد الحوثيين في اليمن، في عملية "حارس الازدهار".
جغرافيا الصراع الجديدة
وفي حديث لـ RT، قال رئيس قسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، أندريه كوشكين، إن تصريح الحوثيين بشأن عزمهم إرسال مقاتليهم إلى غزة يشير إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد بدأ في توسيع حدوده.
ويتابع كوشكين: "لقد أراد الحوثيون القيام بدور نشط في الصراع من قبل، لكن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لم تسمحا لهم بالمرور عبر أراضيهم. ثم بدأوا في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ومهاجمة سفن الحاويات وناقلات البضائع الجافة. وبعد شهر، بدأت الولايات المتحدة عمليتها، لكن اليمن يواصل مهاجمة جميع السفن التي تقترب. ونحن نرى الآن كيف بدأ الصراع بين فلسطين وإسرائيل في التوسع جغرافيا بمشاركة أطراف أخرى".
وأضاف كوشكين أنه من الواضح أن الوضع الراهن يقلق الولايات المتحدة، لكن من غير الواضح كيف سيتمكن الأمريكيون وحلفاؤهم من تحييد الحوثيين. وتابع: "إن مجرد ضمان المرور الآمن لناقلات البضائع الجافة وسفن الحاويات المدنية هو أمر غير فعال. ومن الضروري القيام بعملية برية، لكن من غير المرجح أن تقرر الولايات المتحدة القيام بذلك".
وأشار الخبير إلى أن إدارة بايدن الآن لا تستطيع الاتفاق على التمويل العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل، والوضع في اليمن أصبح طارئا، ولا توجد أموال لعملية برية كهذه، كما أن "أعضاء التحالف الآخرين لن يرغبوا أيضا في تحمل مثل هذه النفقات" وفقا لكوشكين.
في الوقت نفسه، أكد الخبير أن الوضع في البحر الأحمر قد يؤثر بالفعل بشكل مباشر على الرفاهية الاقتصادية للدول الغربية.
ووفقا لكوشكين، "ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل كبير، حيث أن السفن التي تنقلهما تضطر الآن إلى الدوران حول إفريقيا للذهاب إلى أوروبا، ما يؤدي إلى إطالة الطريق البحري".
بدورها رجحت المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط والخبيرة بمجلس الشؤون الدولية الروسية يلينا سوبونينا، في حديث لها مع RT، ألا تتمكن حركة "أنصار الله" من المشاركة بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على خط المواجهة.
إقرأ المزيد أمريكا لا تفعل شيئا إزاء التحديات الإيرانية!وأضافت سوبونينا: "يطلق الحوثيون هذه التصريحات للاستخدام المحلي، وكذلك لتعزيز علاقاتهم الإقليمية. وليس لديهم القدرة المادية على إرسال مقاتلين إلى قطاع غزة، وهذا الجزء من الأراضي الفلسطينية يقع الآن تحت حصار كامل من قبل الإسرائيليين، كما أنه من المستحيل دخول القطاع من الجانب المصري. أقصى ما يمكن أن يفعله الحوثيون هو شن هجمات صاروخية. ومع ذلك، فإن الأهمية الرمزية لهذا التضامن مع الفلسطينيين هي بالطبع كبيرة جدا".
وبحسب الخبير العسكري إيفان كونوفالوف، فإن التعبئة التي أعلنها الحوثيون وبدء العملية البحرية الأمريكية تشير إلى أن الوضع في الشرق الأوسط قد أصبح متوترا وهذا التصعيد لا يتراجع.
ويتابع كونوفالوف: "يعود ذلك بالطبع إلى حد كبير إلى حقيقة أن الأطراف المتصارعة لا تستطيع إيجاد أرضية مشتركة، كما أن حلفاءهم من مختلف الأطراف لا يحاولون القيام بذلك أيضا. فالأطراف غير قابلة للتوفيق، ويجب اتخاذ تدابير جادة لتوجيه الوضع في الاتجاه التفاوضي. هناك احتمالات لذلك، لكن من الضروري أن يصر على ذلك أحد غير روسيا. مع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تبذل جهودا لضمان عدم انتهاء الصراع".
ويتشكك كونوفالوف في أن الولايات المتحدة ستكون قادرة بطريقة أو بأخرى على التأثير على الحوثيين من خلال الوسائل العسكرية، ويتساءل: "إن الحرب في اليمن مستمرة منذ فترة طويلة، ويخوضها تحالف تقوده المملكة العربية السعودية، وفي إطاره يتم تنفيذ ضربات ضد الحوثيين بانتظام، إلا أن هذا لم يغير في الأمر شيئا، لهذا يطرح السؤال نفسه: كيف ستغير ضربات الولايات المتحدة الوضع؟".
بدورها تعتقد يلينا سوبونينا أن خطر نشوب صراع كبير في المنطقة لا يزال قائما، حيث تقول: "لقد ابتعد الجميع الآن قليلا عن الهاوية التي تبدأ بعدها حرب إقليمية كبيرة، إلا أنهم لم يتحركوا بعيدا. كان شهر أكتوبر هو أخطر مرحلة في الصراع. لكن الجولة الجديدة من المواجهة، المرتبطة الآن بالحوثيين، تقربنا مرة أخرى من هذه الحافة. وشبح حرب كبيرة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم من جهة أخرى سيلوح في المستقبل القريب. ومع ذلك، فهناك شعور بأن الكثيرين، بما في ذلك واشنطن، يريدون تجنب ذلك. فالوضع خطير للغاية، لكن لا تزال هناك فرصة لتجنب العواقب الأكثر خطورة".
المصدر: RT
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: لحركة أنصار الله الولايات المتحدة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر حارس الازدهار بريطانيا البحرين كندا فرنسا إيطاليا هولندا النرويج إسبانيا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اليمن الحوثيين عبد الملك الحوثي أخبار اليمن الأزمة اليمنية البحر الأحمر البنتاغون الجيش الأمريكي الحرب على غزة الحوثيون السلطة الفلسطينية القضية الفلسطينية جو بايدن حركة حماس حركة فتح طوفان الأقصى عبد الملك الحوثي قطاع غزة قناة السويس لويد أوستن مضيق باب المندب منظمة التحرير الفلسطينية هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله فی الصراع الوضع فی قطاع غزة فی الیمن إلى أن کما أن
إقرأ أيضاً:
اعتراف أمريكي وبريطاني بهزيمتهم من اليمن
وفي تقريراً للموقع البريطاني نقل فيه عن القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي قوله إن اليمنيين هزموا إدارة بايدن لأنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لاستخدام القوة النارية الأثقل ضدهم”، حسب زعمه. وأضاف: “لقد انتصر اليمنيون وفشلنا.. إنهم يسيطرون على باب المندب”.مضيفاً: “عاجلاً أم آجلاً، سوف يحالفهم الحظ ويقتلون أفراد الخدمة الأمريكية”..فشلنا في التصدي أو الحد من العمليات العسكرية اليمنية.
وكان قائد الأسطول الخامس في الجيش الأمريكي نائب الأدميرال جورج إم. ويكوف،ف اعترف في التاسع من أغسطس 2024م بفشل الولايات المتحدة الأمريكية في التصدي أو الحد من العمليات العسكرية اليمنية.
ولفت ويكوف في حديثه لموقع “Breaking Defense” إلى أن القوات المسلحة اليمنية تواصل تطوير قدراتها العسكرية الهجومية لمستوى يشكل تهديد على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر، مضيفا أن اليمنيين يعملون على تنويع مصادر الإمداد والتكنولوجيا العسكرية المتطورة ما يؤهلهم إلى التحول إلى مصدرين لهذه التكنولوجيا مستقبلا.
وأوضح أن القوات البحرية الأمريكية وجدت نفسها في موقف دفاعي، تقوم بـ”امتصاص الصدمات” في الهجمات العسكرية اليمنية، ما يهدد قدرة واشنطن بفرض سيطرتها على المنطقة. اليمنيون ينتصرون ويزدهرون ونفوذهم أكبر ومكانتهم أبرز.
أما قائد الأسطول الأمريكي الخامس السابق والقائد السابق للقوات البحرية المشتركة المكونة من 32 دولة في الشرق الأوسط نائب الأدميرال كيفن “كيد” دونيجان فقال إنه وعلى الرغم من تعرضهم لضربات جوية دقيقة شنتها قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمدة تسعة أشهر فإن الحوثيين لم ينجوا فحسب، بل إنهم يزدهرون.
وأضاف إنه ووفقا لمجموعة من المقاييس فإن اليمنيين أصبحوا اليوم أقوى ويمارسون نفوذًا أكبر مما كانوا عليه قبل.
وقال الأدميرال كيفن “كيد” دونيجان، القائد السابق للأسطول الخامس الأمريكي قال في تقرير نشرته “شبكة الأمن القومي- سيفر بريف – The Cipher Brief” إن هذه الحقيقة التي تظهر في شن هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر ، على الرغم من تعرضهم لضربات جوية دقيقة شنتها قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمدة تسعة أشهر.
وأشار دونيجان إن اليمنيين إلى جانب قدرتهم على امتصاص الضربات الانتقامية من جانب إسرائيل، إلا أنهم لا ينجون فقط بل إنهم يتطورون.
وأكد ودنيجان أن سردية الأحداث تؤكد أن اليمنيين ينتصرون حيث لا يزال البحر الأحمر مغلقا أمام جميع خطوط الشحن الرئيسية رغما عن أمريكا ومساعيها لفتح المجال البحري في البحر الأحمر.
وأضاف قائلاً اليمنيون أسقطوا العديد من الطائرات بدون طيار الأمريكية من طراز ريبر وقد اكتسبوا مكانة بارزة بين محور المقاومة وزادوا من قدرتهم على تصنيع الأسلحة في اليمن..اليمنيون من جعلنا نشهد أول حرب فضائية على الإطلاق
من جانبه أكد قائد سابق في القوات البريطانية على ان اليمن جهة فعالة للغاية و يستخدمون الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.
وقال القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان العقيد ريتشارد كيمب لجريدة ” ذا صن – The Sun “ البريطانية” اليمنيون جعلونا نشهد أول حرب فضائية على الإطلاق عندما أطلقوا صاروخًا باليستيًا على “إسرائيل” وخرج مساره خارج الغلاف الجوي.
وأضاف .. لدى اليمنيين ” قدرات كبيرة و التعامل معهم ليس مهمة سهلة، وقد حاولت كل من الإمارات والسعودية وفشلتا في ذلك.
وتابع .. ما زالوا يتمتعون بقدرات كبيرة على الرغم من سلسلة الهجمات التي تعرضوا لها و لم يُلحق بـهم أي ضرر حتى الآن، ونحن بحاجة إلى الحذر من تهديد كبير محتمل أعظم مما نراه منهم الآن.