العمل المدني مع غزة أقل واجب للنصرة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
في ظل حرب الإبادة على غزة، التي يشنها الاحتلال الاستعماري لفلسطين ، وتداعي الدول الاستعمارية الغربية، والأنظمة الموالية لها، في شرق العالم وغربه، انفجر الشارع الغربي على غير عادته، في أمريكا وبريطانيا، وجميع العواصم الأوروبية، بصوت عالي ضد ممارسة الاحتلال بحق أطفال ونساء غزة، وسقطت سردية الاحتلال التي تروجها مؤسسات وقنوات إعلامية منذ اكثر من نصف قرن، وتحول السوشيال ميديا إلى ميدان فلسطيني، وفضاء فلسطيني، يعري الاحتلال، ويفند خرافاته واحدة تلو الأخرى.
لأول مرة في التاريخ تصبح قضية فلسطين، قضية كل بيت وإنسان حر في العالم، تتوالي الصور والفيديوهات التي تقدم لنا كل يوم صورة من صور التضامن الغربي لأجل غزة، في الجامعات، القنوات، الشوارع، المؤسسات، المواقف، وفي المقابل كان من المفترض أن يتحرك المجتمع العربي، والشارع العربي في مقابل الخنوع الرسمي، ويرسلون رسائل واضحة للعالم، ويشكلون ورقة ضغط لبلورة موقف عربي يرتقي إلى مستوى الحدث والتضحيات، ندرك أن المقارنة ظالمة بين الشارعين، فالشارع العربي يفتقد للحرية، والأمان الاقتصادي، ويعاني من تهشيم مؤسسات المجتمع المدني التي كان لها دورا فاعلا في تحريك الجماهير، واعتقل أعضاؤها أو أجبروا على هجرة الأوطان، لكن هذا لا يعفينا في ظل العالم الجديد، الذي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي، والاستغاثة الدائمة للدماء والأشلاء والأمهات للأمة العربية أن نبقى سلبيين، نتفرج، كان مفترضا أن يتحرك العالم العربي والإسلامي، في نسق موحد من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب .
ـ حركة طلابية تشل المدارس والمعاهد في مقابل ما يتعرض له طلاب غزة وتلاميذها، ترسل رسائلها أننا مع طلاب غزة وفلسطين لن نتخلى عنهم، ويتحرك الطلاب في المدن إلى السفارات التي تدعم الاحتلال أو تطبع معه .
ـ إضراب شامل للمعلمين العرب وينسق مع الخارج لوقف استهداف المعلمين والمؤسسات التعليمية المدرسية، يقدموا وسائل احتجاج قوية للمؤسسات الرسمية أو الدولية، وتطالب بموقف سياسي واضح.
لأول مرة في التاريخ تصبح قضية فلسطين، قضية كل بيت وإنسان حر في العالم، تتوالي الصور والفيديوهات التي تقدم لنا كل يوم صورة من صور التضامن الغربي لأجل غزة، في الجامعات، القنوات، الشوارع، المؤسسات، المواقف..ـ حركة جامعية طلابية وأكاديمية بالتوازي مع التدمير المتعمد للجامعات في غزة، واستهداف منازل الأكاديميين في قطاع غزة، تضامناً وانتصارا للجامعات الغزاوية التي قصفت أمام أعين الجميع، واحترام لدم الأكاديميين الذين استهدفوا قصدا لحرمان فلسطين من عقولها .
ـ تحرك الأطباء والممرضين في كل القطاعات العربية والإسلامية للمطالبة بوقف الحرب، والضغط على الأنظمة لاتخاذ موقف قوي وحازم، والمطالبة بوقف استهداف المشافي والأطباء، وإطلاق المختطفين منهم، بالضغط لتقييم التسهيلات للمشاركة في إغاثة غزة وتقديم واجب المشاركة في إنقاذ الجرحى .
ـ الفنانون والممثلون يمكنهم إحياء أسبوع فلسطين شعبيا في الميادين والشوارع والمسارع ردا على الإبادة، إحياءا للقضية الفلسطينية، تذكير بتاريخ فلسطين والفلكلور الثقافي، وتلقين هذا الجيل قضية فلسطين، وتعريفهم بمسار الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعب في ظل صمت عربي وعالمي معيب .
ـ إعلان الموظفين والعاملين في القطاع العام الحكومي، والخاص، وغيرهم التبرع بيوم عمل لصالح غزة، ندرك أن ذلك يسير، لكنه فعل تضامني كبير، يدفع الحكومات الصامتة للتحرك في هذا الجانب وتقديم رسالة عالمية لأبناء غزة والعالم أننا معكم ونتضامن مع قضيتكم .
ـ توسيع حملة المقاطعة الاقتصادية، للبضائع والمأكولات، ويجب أن تتوسع لتشمل البنوك وشركات النقل والتكنولوجيا، خاصة للشركات التي أعلنت مساندة ودعم العدوان، بل حتى السياحة الصيفية، هناك بلدان صديقة وجميلة في الشرق وأفريقيا وأمريكا الجنوبية .
ـ تنظيم اعتصامات مفتوحة أمام السفارات الأمريكية والأوروبية والمطبعة حتى تقف الحرب، وإرسال رسائل عن غضب الأمة عن سلوكها الإجرامي، وعليها القيام بدور أكبر، وأن احترامها في الشرق مرتبط بموقفها من قضايا وفي مقدمتها فلسطين.
ـ يجب أن تقوم المساجد والعلماء بدورهم التنويري، وتعريف الشارع أن الإسلام دين التعايش مع الأديان، وأنه لم يعتدي على أحد، ومن أجل إحياء يقظة الشعوب التي أريد لها أن تتبخر مع موجة التطبيع، ولا بد من إصدار مواقف مشتركة إسلامية مسيحية يهودية مما يحدث في فلسطين.
ـ القانونيون والحقوقيون العرب والمسلمون والأحرار في الغرب والشرق، يشكلوا حلفا للعدالة، والضغط داخليا نحو إصدار قوانين عربية تجرم التطبيع، وتمنح الحق في محاكمة مجرمي الحرب في فلسطين، والتحرك العالمي أمام المؤسسات الجنائية والقضائية الدولية والشاملة، لا نترك مجالا للإفلات من العقاب، فالجرائم مشهودة، والنصوص المُجَرِمة حاضرة.
ـ مظاهرات كبيرة جدا، تدعم موقف أبناء غزة من التهجير، وتحذير العالم والعرب من الانكسار أمام رغبات إسرائيل والغرب، والوقوف مع صاحب الأرض أن يتجذر في تراب أرضه، وإعانته في بناء بيته، والعيش بسلام واستقلال.
ـ وأخيرا تشبيك إعلامي عالمي، على السوشيال ميديا، يكشف الإعلاميين المشاركين في الجريمة، القنوات، المواقع، والأهم استمرار صناعة الوعي لعشر سنوات قادمة، توحيد المصطلحات، السرديات، التوصيفات، المرجعيات .
أدرك أنها أماني لكنها ممكن أن تتحول إلى حقائق بالتضامن والتنسيق، فالفضاء الإلكتروني منحنا فرصة اللقاء في أي وقت، للتشاور، وتبادل الأفكار، والانطلاق بصوت عالمي واحد، حان وقت تحرر النفوس من العجز، "هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال فلسطيني العدوان احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تعاون بين "جامعة التقنية" و"الطيران المدني" لتعزيز الشراكة في التعليم والتدريب
مسقط- جنان آل عيسى
وقعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية وهيئة الطيران المدني، الثلاثاء، برنامج تعاون مشترك لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي والتدريبي، بما يدعم تحقيق الأهداف المشتركة للطرفين. مثّل الجامعة في التوقيع سعادة الدكتور سعيد بن حمد بن سعيد الربيعي رئيس الجامعة، ومن الهيئة سعادة المهندس نايف بن علي بن حمد العبري رئيس الهيئة.
أكد الطرفان أهمية هذا البرنامج في توحيد الجهود لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات الأكاديمية والتطبيقية، وبناء القدرات والكفاءات المتخصصة التي تسهم في تحقيق رؤية سلطنة عُمان المستقبلية 2040.
ويهدف برنامج التعاون إلى وضع إطار شامل لتعزيز الشراكة بين الجانبين في مجالات التعليم، والبحث العلمي، والتطوير، والتدريب، كما يركز على تنظيم دورات تدريبية مشتركة وحلقات عمل يتم الاتفاق عليها بشكل دوري، إضافة إلى تبادل الأبحاث والدراسات العلمية والخبرات التقنية والتطبيقية بما يُسهم في تطوير قطاع الطيران المدني وتأهيل الطلبة بمهارات تتناسب مع احتياجات سوق العمل.
ويشمل التعاون دعم منظومة الأرصاد الجوية والإنذار المبكر من حيث البحوث والتطوير والابتكار، مع توفير فرص تدريب عملية لطلبة الجامعة داخل هيئة الطيران المدني تتماشى مع برامج الجامعة الأكاديمية والتقنية، وإتاحة الزيارات الميدانية التي تساهم في تعزيز الخبرات العلمية، وإمكانية رصد التحديات المشتركة بين الجانبين وإدراجها ضمن مشاريع تخرج الطلبة.
كما يتضمن البرنامج أوجه تعاون إضافية، كتطوير البرامج الأكاديمية والتدريبية المشتركة حسب المعطيات والموارد المناسبة لها، ودعم البرامج التطويرية، وبراءات الاختراع، وتصنيع وتنفيذ مخرجات الأبحاث العلمية، ويتيح أيضا البرنامج لطلبة الجامعة المشاركة في الأنشطة والمشاريع التي تنظمها الهيئة، ووضع وتنفيذ الخطط والمشاريع الاستراتيجية المتبادلة، إلى جانب تخصيص ركن لهيئة الطيران المدني في الفعاليات المحلية والدولية التي تستضيفها الجامعة.
ويمثل توقيع برنامج التعاون خطوة محورية نحو تعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية وقطاع الطيران المدني والقطاعات المرتبطة به، إذ وتسعى الجامعة إلى توسيع دائرة الشراكات الفعالة والمثمرة مع مختلف الجهات وعلى كافة المستويات والقطاعات لتكون مساهمة في تنفيذ خطط التنمية، وإعداد قدرات بشرية وطنية المؤهلة؛ تمتلك الجاهزية للتعامل مع متطلبات سوق العمل والمهارات والكفايات المطلوبة، وذلك بإيجاد شراكات فاعلة تسهم في الاستمرار في تطوير وتحديث البرامج العلمية وتحديثها والعمل مستقبلا على تقديم دورات ومنح شهادات احترافية وفق متطلبات قطاعات العمل وحسب التصنيف المهني للوظائف والمهن المستقبلية التي يحتاجها كل قطاع.