نصح الكاتب الإسرائيلي ماني برزيلي إسرائيل بتجنب السعي إلى فتح جبهات إضافية ضد إيران، ومواصلة العمل في الساحة السيبرانية، مع الحفاظ على تفوقها في هذا المجال.

وتحدث الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "عندما تزرع إسرائيل الذعر في طهران.. نظرة على مسرح المواجهة الرئيسية مع إيران"، عن الهجوم الذي نفذته مجموعة "العصفور المفترس" السيبرانية الإسرائيلية مؤخراً، وقال إنها استطاعت تعطيل 70% من محطات الوقود في إيران.

 

هجوم سيبراني إسرائيلي يعطل محطات الوقود في #إيران https://t.co/7MxBXaLkSx

— 24.ae (@20fourMedia) December 18, 2023

 


ضجة في إيران

أضاف أن هذا الحدث أثار ضجة بإيران، وعلى الرغم من أن القيادة في طهران أعلنت أن الأمر كان مجرد "خللاً برمجياً"،  كانت هناك طوابير  طويلة أمام محطات الوقود.
وأشار إلى أن هذا الهجوم السيبراني ليس الأول الذي تنفذه مجموعة "العصفور المفترس" ضد إيران، مشيراً إلى أنها هاجمت من قبل بنجاح نظام السكك الحديدية في البلاد، فضلاً عن أهداف أخرى.
ووفقاً للكاتب، يلقي هذا الحدث بعض الضوء على جبهة الحرب السيبرانية المستمرة بين إسرائيل وإيران، والتي أصبحت الجبهة الرئيسية في الصراع المستمر بين البلدين، خصوصاً خلال الحرب الحالية.

 


"الدودة السيبرانية".. نقطة تحول

واستعرض الكاتب الإسرائيلي نقطة التحول الإيرانية في هذا المجال، وقال إن اللحظة التي غيرت فيها إيران نهجها، فيما يتعلق بأهمية تطوير القدرات السيبرانية الهجومية، كانت اكتشاف هجوم ستاكسنت (الدودة الإيرانية) في عام 2010.
و"ستاكسنت" هي "الدودة السيبرانية"، وهي الفيروس الأكثر تطوراً الذي عرفه العالم حتى الآن، وهدف إلى إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني من خلال تعطيل نشاط أجهزة الطرد المركزي في منشآت تخصيب اليورانيوم في البلاد، وقد تم تنفيذ ذلك بنجاح كبير، وبحسب مصادر أجنبية، فإن الدودة هي نتاج التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "فيروس ستاكسنت" كان نقطة رئيسية في تطور الجبهة السيبرانية بين إسرائيل وإيران (والعالم بأسره بشكل عام)، وأدى إلى نوع من سباق التسلح الرقمي.
كان نجاح ذلك الفيروس بمثابة حقبة جديدة في الحرب السيبرانية، من خلال إظهار قدرة الأسلحة الرقمية على التسبب بأضرار مادية، وبدأ العالم يدرك أن الإنترنت قادر على إغراق السفن، وإسقاط الطائرات، وتفجير المصانع، والقتل، بحسب الكاتب.


سباق التسلح

وحتى يومنا هذا، تستثمر إسرائيل وإيران بشكل كبير في تطوير قدراتهما السيبرانية، وقد جعلت إيران، التي كانت بحاجة إلى اللحاق بالركب، الجبهة السيبرانية جزءاً لا يتجزأ من نظريتها القتالية.
وفقاً للكاتب، يعد الاستثمار في تطوير القدرات السيبرانية أمراً مربحاً من الناحية الاقتصادية، لأنه، على عكس تطوير القدرات العسكرية الكلاسيكية، فإن تطوير القدرات السيبرانية الهجومية المتقدمة يعد أمراً رخيصاً نسبياً.
وقال الكاتب: "على سبيل المثال، يمكن أن تتجاوز تكلفة طائرة هجومية واحدة من الجيل الخامس 100 مليون دولار، ولكن بتكلفة طائرة واحدة تستطيع الدولة إنشاء وحدة إلكترونية هجومية كاملة، وشراء معدات كمبيوتر لها، والاستثمار في التدريب المهني المتقدم، وسيظل لدى الدولة فائض لشراء بعض الأسلحة للحرب العادية".
وبحسب الكاتب، ليس هناك شك في أن الاستثمار في الفضاء السيبراني يؤتي ثماره، وكل دول العالم تدرك ذلك، وخصوصاً إيران، التي تعلم أنها على المستوى العسكري الكلاسيكي لا تشكل تهديداً حقيقياً طالما أنها لا تمتلك أسلحة نووية، ولكن في البيئة السيبرانية، يمكن أن تكون خطراً حقيقياً وعدواً قوياً وخطيراً.

 


الميزة السيبرانية

وأضاف الكاتب أن الهجمات السيبرانية تتمتع بالعديد من المزايا مقارنة بالهجمات المادية، لأنها أرخص، وأكثر هدوءا، وينظر إليها العالم على أنها أكثر شرعية، لكن الميزة الأكبر هي حقيقة أن الدولة المهاجمة لا تعرض حياة جنودها للخطر.


أهداف الهجمات السيبرانية

وعندما تنفذ أي دولة هجوماً سيبرانياً على دولة أخرى، فإنها تفعل ذلك لعدد من الأهداف، مثل الإضرار بالبنية التحتية  واستهداف الغاز أو محطات ومرافق تخصيب اليورانيوم، وجمع المعلومات الاستخبارية عن طريق اختراق صناديق البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين أو السيطرة على الهواتف، فضلاً عن الاستيلاء على الأصول مثل الأموال والأوراق المالية والأسرار التجارية، والترويج لأهداف سياسية واجتماعية من خلال المنشورات الكاذبة، التي تهدف إلى الإضرار بالموقع القيادي في البلاد أو إضعاف قوة الجبهة الداخلية.


أضرار كبيرة لإسرائيل

وقال الكاتب إنه على الرغم من أن إسرائيل أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مقارنة بإيران التي تستخدم أنظمة كمبيوتر قديمة أكثر عرضة للخطر ، إلا أن إيران ستكون قادرة على إحداث أضرار كبيرة في إسرائيل إذا لم تواصل تل أبيب الاستثمار في قدراتها.

 

#واشنطن: مكافأة بـ 10 ملايين دولار لمن يرشد على 3 "هاكرز" إيرانيين https://t.co/JJascq4YWo

— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2022

 


اتساع الصراع السيبراني

ورأى أن الصراع السيبراني بين إسرائيل وإيران سيشتد ويتطور، وسيصبح أكثر تطوراً وخطورة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ظهور التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتي تخلق قدرات وتحديات جديدة سواء في مجال الهجمات السيبرانية أو في مجال الدفاع، وبناء على ذلك، سيستمر كلا البلدين في الاستثمار في تطوير القدرات الهجومية السيبرانية وستصبح الساحة السيبرانية المحلية والعالمية أكثر نشاطا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران إسرائيل تل أبيب طهران إسرائیل وإیران تطویر القدرات الاستثمار فی بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مايكروسوفت تكشف عن شريحة ستمثل ثورة بصناعة الكمبيوترات فائقة القدرات

كشفت شركة مايكروسوف، عن اختراق قد يمهد الطريق، للحصول على أجهزة كمبيوتر فائقة القدرات عبر تطوير شريحة جديدة لزيادة قوة المعالجة.

طورت شركة التكنولوجيا شريحة تقول إنها تردد صدى اختراع أشباه الموصلات التي جعلت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات اليوم ممكنة من خلال التصغير وزيادة قوة المعالجة بحسب صحيفة الغارديان.

وتعمل الشريحة بأول موصل فائق طوبولوجي في العالم، والذي يمكنه إنشاء حالة جديدة من المادة ليست صلبة أو سائلة أو غازية - مما يجعل من الممكن تصميم أنظمة كمومية تناسب شريحة واحدة أصغر من راحة اليد، وإنشاء أجهزة أكثر موثوقية، وفقا لتقرير بحثي تمت مراجعته من قبل الأقران نشر في مجلة "نيتشر".

وقال بول ستيفنسون، أستاذ الفيزياء في جامعة صَري، إن مايكروسوفت قد تكون "منافسا جادا للغاية" في السباق لبناء أول أجهزة كمبيوتر كمومية موثوقة إذا نجحت الشركة في البناء على هذا البحث.

وأوضح: "الأبحاث الجديدة هي خطوة مهمة، ولكن كما هو الحال مع الكثير من الأعمال الواعدة في الحوسبة الكمومية، فإن الخطوات التالية صعبة وحتى يتم تحقيق الخطوات التالية، فمن السابق لأوانه أن نكون أكثر من متفائلين بحذر".



وقال جورج بوث، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة كينغز كوليدج لندن، إن البحث يمثل "إنجازا تقنيا مثيرا للإعجاب"، وإن كان من المحتمل أن تتضح قيمته فقط بعد فوات الأوان. وقال: "سوف يظل من غير الواضح ما إذا كان ادعاء سنوات بدلا من عقود قبل التطوير الهادف دقيقا".

وتزعم مايكروسوفت أن الموصلات الفائقة الطوبولوجية تقدم مسارا لتطوير أنظمة كمومية يمكنها التوسع إلى مليون كيوبت - اللبنات الأساسية الدقيقة لأجهزة الكمبيوتر الكمومية التي تشبه أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم نظام العد الثنائي حاليا.

وقد ينتج عن هذا في النهاية أقوى أجهزة الكمبيوتر على الإطلاق، استنادا إلى ميكانيكا الكم بدلا من الفيزياء الكلاسيكية، والتي ستكون قادرة على حل المشكلات الصناعية والمجتمعية المعقدة للغاية.

ويمكن أن يشمل ذلك تفكيك البلاستيك الدقيق إلى منتجات ثانوية غير ضارة؛ اختراع مواد ذاتية الشفاء للبناء أو التصنيع أو الرعاية الصحية؛ حل مشاكل سلسلة التوريد اللوجستية المعقدة؛ أو كسر أكواد التشفير.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اختارت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأمريكية (داربا) موصلات مايكروسوفت كواحد من مسارين للحوسبة الكمومية التي تستكشفها كجزء من برنامج يهدف إلى تحديد ما إذا كان من الممكن بناء كمبيوتر كمومي مفيد صناعيا بحلول عام 2033، أسرع بكثير من معظم التوقعات.

والنهج الآخر تم إنشاؤه بواسطة  PsiQuantum، التي تستخدم الفوتونيات القائمة على السيليكون، أي تقنية تعتمد على الموجات الضوئية، لإنشاء كمبيوتر كمومي يعتمد على نسيج يشبه الشبكة من الخانات الثنائية الكمومية الفوتونية.

وكانت شركة مايكروسوفت قد زعمت في السابق أنها طورت كيوبتات طوبولوجية في ورقة بحثية كان لابد من سحبها بعد الإشارة إلى العيوب العلمية.

وقال بوث إنه على الرغم من أن تقدم مايكروسوفت كان بطيئا نسبيا مقارنة ببعض الشركات الأخرى، إلا أنها بدلا من ذلك "ركزت على اللعبة الطويلة من خلال العمل على نظام أكثر مرونة بطبيعته للضوضاء والتداخل" من أجهزة الكمبيوتر الكمومية الأساسية الهشة التي كان المنافسون يبنونها لبضع سنوات.



وقال: "تحمي كيوبتات الطوبولوجيا هذه المعلومات التي تحملها باستخدام خصائص نوع جديد من الجسيمات الناشئة، وهو فيرميون ماجورانا، مما يعني أنه من الصعب فقدان هذه المعلومات أثناء معالجتها. ومع ذلك، هناك طبقة إضافية من التعقيد عند بناء كيوبتات الطوبولوجيا هذه عند مقارنتها بالهندسة المنافسة".

ولم يتم رؤية أو صنع جزيئات ماجورانا هذه من قبل. وقالت مايكروسوفت إنه كان لابد من "إقناعها بالوجود باستخدام المجالات المغناطيسية والموصلات الفائقة"، وهذا هو السبب في أن معظم أبحاث الحوسبة الكمومية ركزت على مناهج أخرى.

وقال بوث إن البحث يمثل خطوة في اتجاه منصة مختلفة تماما يمكنها "التنافس مع التقنيات الأكثر نضجا التي ابتكرتها شركات مثل غوغل"، على الرغم من أنه أضاف أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لإثبات إمكانية توسيع نطاق التكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • الرفض العربي لمخطط التهجير ليس كافيا
  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • وفاة الروائي و الكاتب السوداني محمد خير عبدالله متأثرا بداء الكوليرا
  • المنتدى الاقتصادي العالمي يستعرض أبرز التهديدات السيبرانية المتوقعة في 2025
  • الكاتب ياسمينة خضرا يشكر رئيس الجمهورية على تهنئته له بعد فوزه بجائزة عالمية
  • "خلق الإنسان باحثا".. إصدار يسلط الضوء على القدرات الكامنة لدى البشر
  • تخريج 180 مُشاركًا في برنامج "بناء القدرات" لإدارة الهُوية الترويجية لعُمان
  • إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال
  • مايكروسوفت تكشف عن شريحة ستمثل ثورة بصناعة الكمبيوترات فائقة القدرات
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟