هل يكون "العصفور المفترس" سلاحاً إسرائيلياً كافياً لمواجهة إيران؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نصح الكاتب الإسرائيلي ماني برزيلي إسرائيل بتجنب السعي إلى فتح جبهات إضافية ضد إيران، ومواصلة العمل في الساحة السيبرانية، مع الحفاظ على تفوقها في هذا المجال.
وتحدث الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "عندما تزرع إسرائيل الذعر في طهران.. نظرة على مسرح المواجهة الرئيسية مع إيران"، عن الهجوم الذي نفذته مجموعة "العصفور المفترس" السيبرانية الإسرائيلية مؤخراً، وقال إنها استطاعت تعطيل 70% من محطات الوقود في إيران.
هجوم سيبراني إسرائيلي يعطل محطات الوقود في #إيران https://t.co/7MxBXaLkSx
— 24.ae (@20fourMedia) December 18, 2023
ضجة في إيران
أضاف أن هذا الحدث أثار ضجة بإيران، وعلى الرغم من أن القيادة في طهران أعلنت أن الأمر كان مجرد "خللاً برمجياً"، كانت هناك طوابير طويلة أمام محطات الوقود.
وأشار إلى أن هذا الهجوم السيبراني ليس الأول الذي تنفذه مجموعة "العصفور المفترس" ضد إيران، مشيراً إلى أنها هاجمت من قبل بنجاح نظام السكك الحديدية في البلاد، فضلاً عن أهداف أخرى.
ووفقاً للكاتب، يلقي هذا الحدث بعض الضوء على جبهة الحرب السيبرانية المستمرة بين إسرائيل وإيران، والتي أصبحت الجبهة الرئيسية في الصراع المستمر بين البلدين، خصوصاً خلال الحرب الحالية.
"الدودة السيبرانية".. نقطة تحول
واستعرض الكاتب الإسرائيلي نقطة التحول الإيرانية في هذا المجال، وقال إن اللحظة التي غيرت فيها إيران نهجها، فيما يتعلق بأهمية تطوير القدرات السيبرانية الهجومية، كانت اكتشاف هجوم ستاكسنت (الدودة الإيرانية) في عام 2010.
و"ستاكسنت" هي "الدودة السيبرانية"، وهي الفيروس الأكثر تطوراً الذي عرفه العالم حتى الآن، وهدف إلى إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني من خلال تعطيل نشاط أجهزة الطرد المركزي في منشآت تخصيب اليورانيوم في البلاد، وقد تم تنفيذ ذلك بنجاح كبير، وبحسب مصادر أجنبية، فإن الدودة هي نتاج التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "فيروس ستاكسنت" كان نقطة رئيسية في تطور الجبهة السيبرانية بين إسرائيل وإيران (والعالم بأسره بشكل عام)، وأدى إلى نوع من سباق التسلح الرقمي.
كان نجاح ذلك الفيروس بمثابة حقبة جديدة في الحرب السيبرانية، من خلال إظهار قدرة الأسلحة الرقمية على التسبب بأضرار مادية، وبدأ العالم يدرك أن الإنترنت قادر على إغراق السفن، وإسقاط الطائرات، وتفجير المصانع، والقتل، بحسب الكاتب.
سباق التسلح
وحتى يومنا هذا، تستثمر إسرائيل وإيران بشكل كبير في تطوير قدراتهما السيبرانية، وقد جعلت إيران، التي كانت بحاجة إلى اللحاق بالركب، الجبهة السيبرانية جزءاً لا يتجزأ من نظريتها القتالية.
وفقاً للكاتب، يعد الاستثمار في تطوير القدرات السيبرانية أمراً مربحاً من الناحية الاقتصادية، لأنه، على عكس تطوير القدرات العسكرية الكلاسيكية، فإن تطوير القدرات السيبرانية الهجومية المتقدمة يعد أمراً رخيصاً نسبياً.
وقال الكاتب: "على سبيل المثال، يمكن أن تتجاوز تكلفة طائرة هجومية واحدة من الجيل الخامس 100 مليون دولار، ولكن بتكلفة طائرة واحدة تستطيع الدولة إنشاء وحدة إلكترونية هجومية كاملة، وشراء معدات كمبيوتر لها، والاستثمار في التدريب المهني المتقدم، وسيظل لدى الدولة فائض لشراء بعض الأسلحة للحرب العادية".
وبحسب الكاتب، ليس هناك شك في أن الاستثمار في الفضاء السيبراني يؤتي ثماره، وكل دول العالم تدرك ذلك، وخصوصاً إيران، التي تعلم أنها على المستوى العسكري الكلاسيكي لا تشكل تهديداً حقيقياً طالما أنها لا تمتلك أسلحة نووية، ولكن في البيئة السيبرانية، يمكن أن تكون خطراً حقيقياً وعدواً قوياً وخطيراً.
الميزة السيبرانية
وأضاف الكاتب أن الهجمات السيبرانية تتمتع بالعديد من المزايا مقارنة بالهجمات المادية، لأنها أرخص، وأكثر هدوءا، وينظر إليها العالم على أنها أكثر شرعية، لكن الميزة الأكبر هي حقيقة أن الدولة المهاجمة لا تعرض حياة جنودها للخطر.
أهداف الهجمات السيبرانية
وعندما تنفذ أي دولة هجوماً سيبرانياً على دولة أخرى، فإنها تفعل ذلك لعدد من الأهداف، مثل الإضرار بالبنية التحتية واستهداف الغاز أو محطات ومرافق تخصيب اليورانيوم، وجمع المعلومات الاستخبارية عن طريق اختراق صناديق البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين أو السيطرة على الهواتف، فضلاً عن الاستيلاء على الأصول مثل الأموال والأوراق المالية والأسرار التجارية، والترويج لأهداف سياسية واجتماعية من خلال المنشورات الكاذبة، التي تهدف إلى الإضرار بالموقع القيادي في البلاد أو إضعاف قوة الجبهة الداخلية.
أضرار كبيرة لإسرائيل
وقال الكاتب إنه على الرغم من أن إسرائيل أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مقارنة بإيران التي تستخدم أنظمة كمبيوتر قديمة أكثر عرضة للخطر ، إلا أن إيران ستكون قادرة على إحداث أضرار كبيرة في إسرائيل إذا لم تواصل تل أبيب الاستثمار في قدراتها.
#واشنطن: مكافأة بـ 10 ملايين دولار لمن يرشد على 3 "هاكرز" إيرانيين https://t.co/JJascq4YWo
— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2022
اتساع الصراع السيبراني
ورأى أن الصراع السيبراني بين إسرائيل وإيران سيشتد ويتطور، وسيصبح أكثر تطوراً وخطورة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ظهور التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتي تخلق قدرات وتحديات جديدة سواء في مجال الهجمات السيبرانية أو في مجال الدفاع، وبناء على ذلك، سيستمر كلا البلدين في الاستثمار في تطوير القدرات الهجومية السيبرانية وستصبح الساحة السيبرانية المحلية والعالمية أكثر نشاطا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران إسرائيل تل أبيب طهران إسرائیل وإیران تطویر القدرات الاستثمار فی بین إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعد لـ"رد قاس وحاسم" بعد تهديدات إيران
ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية، أنه مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة، تزايد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية رسائل متضاربة من إيران وتهديدات بمهاجمة إسرائيل، موضحة أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدرس ما إذا كان عليها التريث أو شن ضربة استباقية.
وأضافت الـ14 الإسرائيلية، أن المؤشرات التي تشير إلى أن إيران قد تشن هجوماً قريباً، تزايدت مع اقتراب الانتخابات الأمريكية على خلفية زيادة التهديدات والرسائل المتضاربة من القيادة الإيرانية في الأسابيع الأخيرة.
وقالت القناة، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الأعلى علي خامنئي وجها رسائل مختلفة ومتضاربة، متسائلة: "لماذا يتم توجيه رسائل متضاربة، وهل هناك فرصة أن تستغل إيران توقيت الانتخابات لتنفيذ الهجوم؟"
وتقدر مصادر سياسية إسرائيلية، أن إيران لن تتخذ أي إجراء حقيقي قبل انتهاء الانتخابات، موضحة أن نتائج الهجوم قد يكون لها تأثير مباشر على الاتجاه الذي ستتخذه طهران، وتساءلت القناة: "لكن ماذا سيحدث إذا قررت إيران الاستفادة من يوم الانتخابات؟".
وأشارت القناة إلى أن الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة تجد صعوبة في تقييم مدى تأثير ذلك الأمر على دعم الرأي العام الأمريكي للمرشحين، ولكنها تفترض أن القرار النهائي الذي ستتخذه إيران لن يؤثر بشكل مباشر على الرأي الداخلي.
خيارات إيران الخمسة في الرد على الهجوم الإسرائيليhttps://t.co/clZUDknPuI pic.twitter.com/7OSv8bEsaN
— 24.ae (@20fourMedia) November 4, 2024 الرد الإسرائيلي.. الانتظار أم الهجوم؟ووفقاً للقناة، بينما تتخذ إسرائيل نهجاً محسوباً، هناك أصوات تطالب بعدم انتظار هجوم إيراني آخر واتخاذ المبادرة، مشيرة إلى الأحداث الأخيرة التي شملت محاولة لاستهداف منزل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وهو حدث اختارت إسرائيل عدم الرد عليه، ولذلك هناك أصوات في الحكومة تدعو إلى اتخاذ موقف استباقي وعدم انتظار المزيد من الهجمات.
ويشير تقييم الوضع في الجهاز الأمني، إلى أنه بحال وقوع هجوم من جانب إيران، فإن إسرائيل سترد بقسوة وستدفع إيران ثمناً باهظاً، ونقلت عن مسؤول سياسي كبير أن "إسرائيل ترسل رسائل واضحة، وإذا حدث هجوم من إيران فإن الرد سيكون قاسياً وحاسماً".
وتقول القناة، إن الأمريكيبن، الذين يعرفون جيداً مدى التوتر في الشرق الأوسط، يدركون أن أي هجوم على إسرائيل هو في الواقع هجوم على المحور الغربي برمته، وكجزء من دعمها لأمن حلفائها، أوضحت الولايات المتحدة أنها سوف تتدخل، إذا لزم الأمر، للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
ماذا تبقى من الدفاع الجوي الإيراني بعد الضربة الإسرائيلية؟https://t.co/rTl5gbXwAG
— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2024 تغيير مُحتمل في إيرانوأضافت أن الأزمة الحالية تشكل فرصة لاختبار الحكومة الإيرانية وقوتها على الساحة الدولية، ويحذر الخبراء من أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى تغييرات عميقة في إيران، ويتكهنون بأن الإدارة الأمريكية المقبلة سيتعين عليها التعامل مع المزيد من التطورات في الشرق الأوسط.
واختتمت التقرير قائلة: "بينما تدرس إسرائيل خطواتها التالية، تظل مسألة ما إذا كانت ستشن ضربة استباقية في إيران مفتوحة".