كيف قدّم الغزيون درساً للعالم في "المقاومة الأسطورية"؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
كان للحرب في غزة، أثراً بالغاً على تشكيل الذاكرة الإنسانية، إذ تمكنت هذه المشاهد الدموية رغم مأساويتها وأضرارها الجسيمة، أن تنسج حالة وجدانية عربية، استطاع الغزيون ترسيخها.
يستعرض الخبير الاجتماعي حسين الخزاعي، تأثير الوضع القائم على إعادة تشكيل الحياة الاجتماعية في غزة، قائلاً: "شهد أهالي غزة خلال أشهر الحرب الماضية، مشاهد مأساوية ودموية، لم تزدهم إلا صموداً".كيف يحب الغزي أرضه؟
أوضحت معالم الحرب، التي فصلت شمال غزة عن جنوبها وأجبرت سكانها على اللجوء داخل القطاع، ما يفسره الخزاعي لـ 24، "إثبات للعالم كله كيف يهوى هذا الشعب أرضه؟"، إذ أن ما نشاهده من صمود الغزيين "هو محاولات دائمة لاستمرار آخر ما تبقى من ملامح الحياة في غزة".
وبحسب الخزاعي، قدّم الشعب الغزي حالة من "المقاومة الأسطورية"، لا يزال الإعلام يحاول نقلها للعالم بشتى الطرق، إذ أن الترابط بين أفراد المجتمع والالتصاق في الأرض وعدم التفريط فيها، يُعد "تمثيلاً لأقدس العادات الدينية، وتطبيق للتقاليد التي يتميز بها الإنسان العربي".
وبحرقةٍ بدت في صوته، يصفُ الخزاعي ما يعيشه الغزيون هذه الأيام، قائلاً: "يؤسفني أن تتمثل صور التلاحم بين أبناء هذا الشعب في مشاهد مأساوية، كالتي نشهدها اليوم في حرب غزة".
ويطرح الخزاعي في حديثه مثال قصف مستشفى أو حي بأكمله، قائلاً: "عندما يتم قصف أحد أحياء مدينة غزة، ستجد الجميع يساند ويحمل الركام عن أشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم، أو يصحب المصابين والأطفال والنساء إلى أقرب مستشفى".
ووفقاً لما يراه الخزاعي "فإن التحدي والبطولة والرمزية نابعة من التمسك بالأرض، وعدم التفريط بها.. إننا اليوم نشاهد ذلك من خلال محاولاتهم لتحدي الصعاب والموت في مرمى النار".
وبالرغم من أنه تحدي بطولي يعيشه الغزيون كل يوم، إلا أن رفض الخضوع والاستسلام "يكلف الشعب الغزي روحه وماله وعائلته فداءً للأرض"، كما يصفه الخزاعي.
ويعدد الخزاعي في حديثه لـ24 بعض هذه الصفات التي رسمتها الحرب على سمات الغزيين، قائلاً: "الجرأة، وعدم الاستسلام، ومساعدة الغريب، والتأقلم مع كافة ظروف الحياة، هو ما جعلهم متفردين عن غيرهم من الشعوب التي تعاني الحروب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
ماهي الرسالة المهمة من رحلة عراقجي إلى لبنان
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية السبت، بأن وزير خارجية البلاد عباس عراقجي حمل رسالة مهمة في زيارته الجمعة إلى لبنان مفادها أن طهران لا تترك بيروت وحدها.
ونقلت الوكالة عن السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني قوله، تعليقا على زيارة عراقجي، إن "إيران لن تسمح بتغيير مصائر المنطقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأن المستقبل ستقرره دول المنطقة وستكون جبهة المقاومة على رأسها"، وفق تعبيره.
وأضاف أماني، "أن زيارة عراقجي إلى لبنان كانت رحلة شجاعة وموثوقة وستكون لها تأثيرات إقليمية مهمة، مشيرا إلى أن إيران أظهرت دائما أنها ستبقى مع لبنان في المواقف الصعبة".
وكان وزير الخارجية الإيراني قال الجمعة، إن وجوده في بيروت، هو دليل على أن إيران تقف إلى جانب حزب الله بكامل ثقلها، مشيرا إلى أن المشاورات مستمرة مع باقي الدول للوصول إلى وقف لإطلاق النار بشرط مراعاة حقوق اللبنانيين".
وأضاف عراقجي "واثقون من أن جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصرا، ونحن ندعم مساعي لبنان للتصدي للجرائم الإسرائيلية".
كما أكد عراقجي أن بلاده تدعم أي هدنة يعقدها لبنان شريطة أن تقبلها المقاومة اللبنانية وأن تحفظ حقوق الشعب اللبناني وتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار في قطاع غزة.