على إحدى الفضائيات، قال مواطن فلسطيني "جرحنا من غياب أهلنا العرب عما يحدث لنا أكبر بكثير من جرح الحرب مع الاحتلال"
وأقول له:
يا أخي، حينما يحب الله عبدا يبعد عن القريب والغريب وينقيه من كل مقومات الحياة الدنيا حتى يسلم نفسه وقلبه وروحه ومصيره كاملا لله رب العالمين، فأيهما أولى بأن نأمن لصحبته، البشر أم رب البشر؟
إنكم والله شعب الله المختار، شعب الله الذي قدم أرواح أطفاله ورجاله ونسائه وخيرة شبابه قرابينا على مذبح الحرية وطريق الأقصى المقدس.
وأي أطفال هؤلاء الذين يطاردون الدبابات والآليات العسكرية بالحجارة وهم يعرفون أن الحجارة لن تفعل لها شيئا وأن رد الاحتلال سيكون طلقة في القلب أو الرأس، ورغم هذا لا يهربون ولا يهابون الدبابات ولا الجنود المحصنون المدججون بأعتى الأسلحة؟!
وأي شيوخ هؤلاء الذين يجلسون فوق أنقاض منازلهم المدمرة وتحتها جثامين زوجاتهم وأولادهم وأحفادهم، فيقولون بيقين وإيمان وصبر "كلنا فداء أرضنا"!!!
وأي صغار هؤلاء الذين إذا ما خرجوا لتوهم من تحت الأنقاض معبئون بالتراب ومثخنون بالجراح وغارقون في دمائهم ورغم هذا كله يرفعون علامات النصر في تحد لكل قوى العالم الفاجر البائس الذي يقف إما داعما أو مساندا للمحتل!!
يا سادة فلسطين الحرة إنا والله نقف أمام أسطورة مقاومتكم منبهرون ومذهولون وعاجزون عن استيعاب صبركم وصمودكم..
يا سادة العالم، يا سادتنا، يا من ترفعون راية الحرية والنضال والكرامة والشرف لا تسألون عمن يدعمكم ولا من راح أو جاء، فمن يباركه ويدعمه الله لا يهمه أحد ولا يهتم لأحد ولن يغلبه أحد..
يا شعب الجبارين والصابرين والقادرين وأصحاب الكرامات العظيمة، رفقا بنا فنحن من نحتاج نفحة من صبركم وإيمانكم ويقينكم..
فكما قال قرآننا العظيم [ إن تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم] أنتم من نصرتم الله لهذا لن يغلبكم أحد، لن يغلبكم أحد..
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: غزة شعب الله المختار
إقرأ أيضاً:
السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا
كشف برنامج الغذاء العالمي، أمس الأحد، أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا، فيما بين المجلس النرويجي للاجئين إن الأزمة في هذا البلد، أسوأ من أزمات أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين، وأكد البرنامج الأممي، زيادة عملياته في جميع أنحاء السودان، كجزء من جهود توسيع النطاق للوصول إلى ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وعزلة في السودان.
وقال إن أكثر من 700 شاحنة تحمل مساعدات غذائية للبرنامج في طريقها إلى المجتمعات المحلية في أنحاء السودان، وتستهدف إطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر واحد.
وأوضح أن السودان يضم نصف سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا (المستوى الخامس للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
وزاد، يعاني ما يقدر بنحو 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، من سوء التغذية الحاد، مما يؤكد الحاجة إلى تقديم المساعدات دون انقطاع والدعم الدولي المستمر.
في السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد جرّاء النزاع الدائر منذ أبريل /نيسان 2023.
وأضاف أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، لافتا إلى أن “أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا إلى الداخل والخارج منذ بداية الصراع”.
إلى ذلك، قال إيان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين.
وأوضح في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية بعد زيارته لمنطقة دارفور غرب السودان ومناطق أخرى “حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان”.
كما أضاف: “نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها”.
وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط لا يجب أن تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان.
وأضاف: “إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان في العالم، إذن ستكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن”. وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع، المستمر منذ 600 يوم.
وقال إنه رأى في الكثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل فيها المجلس سابقا ” دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. منزل بعد منزل ومنطقة بعد منطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب”.
وحذر من أن الوضع “على وشك الانفجار” مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية.
وقال “لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك”.
وأضاف أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في إثناء المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضا هو ” الأمر الوحيد” الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي، دخل السودان دوامة حرب مستعرة خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين، إلى جانب عمليات تخريب واسعة طالت المشاريع الزراعية والبنية التحتية مما أدى إلى واقع اقتصادي ومعيشي في غاية التردي والسوء.
الخرطوم – «القدس العربي»: