شفق نيوز/ اعتبر موقع "لوو فير" الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات او من يسميهم "وكلاء إيران" على القوات الامريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه "إشارات سياسية" الطابع الى واشنطن، وانه برغم ان هذه القوى لا تسعى الى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة، إلا أن المخاطر والتحديات لا تزال خطيرة وكبيرة.

وبعدما استعرض التقرير الامريكي، المنشور باللغة الانجليزية، وترجمته شفق نيوز، الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في أنحاء المنطقة، وخصوصا في العراق وسوريا التي وصفها بانها الاكثر قلقا بالنسبة الى الولايات المتحدة، قال ان ايران تستخدم هذه الهجمات للاشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل بأنها قادرة على توسيع الصراع، وان طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات، فإنها تسعى أيضا الى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية لاسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن "الوكلاء" يستفيدون من هذه الهجمات من اجل تحقيق اهدافهم السياسية المستقلة، مثل طرد القوات الامريكية من المنطقة.

واوضح التقرير انها ليست المرة الاولى التي يتم فيها استخدام الهجمات المدعومة من إيران على المنشآت الامريكية في العراق وسوريا، لتوجيه اشارات سياسية، مذكرا بامثلة كما جرى في نيسان/أبريل 2021، حيث وقعت سلسلة من الهجمات على القوافل اللوجستية وقاعدة بلد الجوية في الفترة التي سبقت اجتماع الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق. كما أنه في ديسمبر/كانون الأول 2018، وقع هجوم بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتها الى قاعدة الاسد الجوية الأمريكية.

وتابع التقرير قائلا إنه كانت هناك هجمات مماثلة في السنوات الـ5 الماضية ومحدودة بشكل متعمد من حيث عدد القتلى واستهدفت بدرجة اولى توجيه إشارات سياسية، حتى لا تستدعي رد فعل امريكي كبير.

ولفت التقرير الى ان الهجمات الاخيرة التي تخطت الـ100 هجوم على القوات الامريكية في العراق وسوريا، وبرغم أنها ظلت محدودة من حيث تأثيرها المدمر وبالتالي فانها كانت تحمل طبيعة سياسية، ولكنها تبدو أكثر استمرارية من ضربات الرسائل السياسية السابقة، حيث انه في الماضي كانت الضربات الجوية الامريكية تردع وقوع المزيد من الهجمات، الا ان الضربات الامريكية هذه المرة لم تحقق ذلك.

من يرسل الإشارات ولمن؟

وبعدما لفت التقرير إلى أن السبب الجذري للزيادة الاخيرة في الهجمات هو الحرب في غزة، قال إن رسالة "التضامن مع الفلسطينيين" العامة هذه تثير الكثير من الغموض، فيما يتعلق بأهداف إيران السياسية وأهداف وكلائها، موضحا انه يبدو ان هناك هدفين يدعمان علاقة ايران بالضربات: الاشارة الى قوتها الاقليمية لواشنطن لتوسيع الصراع في حال اختارت ذلك، والإشارة الى سيطرتها على الميليشيات المدعومة من إيران، مذكرا بتصريح وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أمام الأمم المتحدة بان الولايات المتحدة "لن تنجو من هذه النيران" إذا استمرت العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة، وهي تصريحات رددها قائد قوة القدس الإيراني العميد إسماعيل قاآني، بينما قال المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي، خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي في طهران ان ايران والعراق تحتاجان الى التعاون لممارسة ضغوط سياسية على الولايات المتحدة واسرائيل.

وتحدث التقرير عن معلومات استخباراتية تشير الى تشجيع طهران لوكلائها والى اجتماعات عدة عقدت بين قوة القدس وميليشيات عراقية، وكيفية الاستفادة من حزب الله للتصعيد في جنوب لبنان، والمقاومة الاسلامية في العراق، مشيرا الى تواصل التنسيق الاستراتيجي والعملياتي الذي يحدث داخل "غرفة العمليات المشتركة" التي يقودها فيلق القدس و"حزب الله" بين الجماعات العراقية والفلسطينية واليمنية في "محور المقاومة".

واوضح التقرير برغم ذلك، أنه من الصعب أن نعرف بشكل قاطع إلى اي مدى تتصرف الميليشيات بمحض ارادتها او بناء على طلب ايران، الا انه اشار الى ان سيطرة طهران على وكلائها محدودة، حيث أن السيطرة المطلقة أمر نادر بالنسبة للجهة الراعية. وعلى سبيل المثال، لفت التقرير الى ان عصائب اهل الحق، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله، هم اعضاء بارزون في الهيكلية الامنية المتمثلة بالحشد الشعبي، وغيرهم من الجماعات العراقية الوكيلة، ولديهم احزابهم ومصالحهم السياسية الخاصة ومستقلون عن الاتجاه الإيراني بل ويتنافسون فيما بينهم فيما يتعلق بالسكان المحليين وإيران.

وتابع التقرير انهم يريدون القول ان هذه الميليشيات تريد ان تقول للسكان المحليين انها بمثابة لاعبين موثوقين في المنطقة ولديهم القدرة على الحاق الضرر باسرائيل والقوات الامريكية، مشيرا الى انه "سيكون من الصعب الحفاظ على موقع مهم في محور المقاومة من دون القيام ببعض الهجمات".

وتابع التقرير انه بالاضافة الى اظهار عملها من اجل غزة، فإن هذه المليشيات في العراق ربطت هجماتها بإخراج القوات الامريكية من العراق، وهو هدف معلن منذ سنوات، ويبدو ان الميليشيات تستخدم الازمة الحالية لتسريع عملية إخراج الأمريكيين.

لكن التقرير قال انه بينما تتخذ كل من إيران ووكلائها موقفا عدائيا للإشارة إلى نفوذهم وشرعيتهم، إلا أنه لا يبدو ان أيا منهم يمتلك حوافز لاستخدام اللحظة الحالية لايقاد صراع واسع النطاق مع الولايات المتحدة، وأن الهجمات التي تجري ضد الأمريكيين هدفها توجيه الإشارات السياسية، مذكرا بأن إيران فعلت ذلك في عامي

2021 و2022، من خلال الميليشيات لهدف يبدو أنه كان للضغط على الولايات المتحدة أثناء المفاوضات بشأن اتفاق نووي إيراني محتمل ولتحذير الولايات المتحدة من تعزيز الضغط الاقتصادي على إيران في حال فشلت المفاوضات.

وتابع قائلا ان العديد من المحللين يشيرون الى العدد المحدود من الهجمات والى ان ايران ووكلائها يسعون الى تجنب صراع أوسع نطاقا، ويؤكدون مجددا أن الهجمات تركز على اهدافهم السياسية المعلنة، وأنه لو كانت الميليشيات المدعومة من ايران تريد شن هجمات أكثر فتكا واثارة رد فعل أمريكي كبير، فإنه بمقدورها ذلك، مشيرا إلى أنها استخدمت في هجماتها الصواريخ والطائرات المسيرة، ولم تستخدم قدراتها الاكثر فتكا المتمثلة بصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.

واضاف التقرير انه في حين أن إيران ووكلائها ربما يتصرفون بعدوانية، الا انه يبدو أنهم يحاولون تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، حيث انهم لا يستخدمون النطاق الكامل لقدراتهم.

وتابع قائلا إن خطة إيران فرض تكاليف على الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة وانما من دون الحاق مستوى من الضرر من شأنه ان يؤدي إلى رد فعل أمريكي واسع النطاق.

وأشار إلى أن إيران تدرك أنها لا تستطيع الصمود أمام صراع تقليدي مع الولايات المتحدة.

واضاف انه على الرغم من أن إيران والجماعات الوكيلة لها من غير المرجح ان تسعى الى الحرب مع الولايات المتحدة، فان الاستمرار غير المسبوق للهجمات الاخيرة، يخلق تحديات تصعيد خطيرة للولايات المتحدة.

وحذر التقرير من الهجمات الحالية تختلف بشكل ملحوظ عن الهجمات السابقة في ثباتها و وتيرتها وتكتيكاتها، وهي تأتي بعد فترة هدوء طويلة بشكل غير عادي، حيث انه قبل 17 تشرين الأول/أكتوبر، لم تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران القوات الامريكية في المنطقة منذ اوائل نيسان/ابريل، ولم تتعرض القوات الامريكية لاطلاق النار سوى بضع مرات في العام 2023، وهو انخفاض كبير عن السنوات الماضية.

وقال التقرير ان الهجمات على الأهداف الامريكية في العراق وسوريا متواصلة على الرغم من الضربات الجوية الانتقامية المتعددة التي شنتها واشنطن، مذكرا بأنه في الماضي كان الاستعداد للرد على الهجمات التي ادت الى اصابة جنود اميركيين جانبا حاسما في ردع هذه الجماعات عن شن هجمات أكثر جرأة، وكانت هجمات الميليشيات تتراجع بعد الردود العسكرية الامريكية، لكنها هذه المرة تظهر المزيد من التصميم، وتستمر في ضرب القوات الامريكية في المنطقة على الرغم من الضربات الجوية الاخيرة.

وختم التقرير بالقول انه اذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تأسيس الردع، فإنه سيتحتم عليها أما تسلق سلم التصعيد فيما يتعلق بهجماتها، أو إيجاد طرق اقل علنية لردع وكلاء إيران.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي طهران العراق سوريا القواعد الأمريكية الامریکیة فی العراق وسوریا القوات الامریکیة فی مع الولایات المتحدة المدعومة من إیران الهجمات التی التقریر انه من الهجمات التقریر ان فی المنطقة أن إیران الى ان

إقرأ أيضاً:

الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!

يمانيون../
فرضت المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة وقوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – الغربي والعربي المدافعة عن “إسرائيل”، لأكثر من 14 شهراً، معادلات جديدة في المنطقة، وهذا التساؤل؛ ماذا يعني إسقاط الطائرات الأمريكية “MQ-9 Reaper” في اليمن!؟

الجواب وفق تقرير خبراء “المجلس الأطلسي للأبحاث الدولية”، أكد تطوّر قدرات الأسلحة الدِّفاعية والهجومية اليمنية، وتمكنها من إسقاط 14 طائرة أمريكية بدون طيار نوع “MQ-9″، التي تعتبر رمز قوة سلاح الجو والعمود الفقري للولايات المتحدة.

المجلس الأطلسي، ‏وهو مؤسسة بحثية أمريكية، تمتلك 10 مراكز بحثية تهتم في شؤون الأمن والاقتصاد بالعالم، ولها تأثير على الساحة الدولية، أكد أيضاً كشف أنظمة الدفاع اليمنية ضعف قدرات طائرات “إم كيو 9″، وأضعفت التفوّق القتالي لجيش واشنطن.

دقّة غير مسبوقة

وقال: “تشكِّل عمليات إسقاط الطائرات الأمريكية نقلة نوعية في الأداء العسكري للدِّفاعات اليمنية في مهارات التصويب والاستهداف بدقّة غير مسبوقة في معركة إسناد غزة، بشكل يلفت اهتمام الباحثين الإستراتيجيين والعسكريين الأمريكيين”.

وأضاف: “تلك الضربات اليمنية ليست مجرد نجاح تكتيكي، بل تحمل أبعاداً إستراتيجية مهمة، أدت إلى إضعاف أنظمة الاستخبارات والاستهدافات الأمريكية، وحدّت من قُدرات واشنطن على تنفيذ عمليات دقيقة في المنطقة، كما شكَّلت ضغطاً متزايداً على كفاءة تفوِّقها الجوي”.

مخاطر عمليات الإسقاط

في السياق، اعتبر موقع “أتلانتك كانسل” نجاح اليمنيين في إسقاط طائرات “ريبر أم كيو 9” الأمريكية يمثل ضربة لأنظمة الاستخبارات والاستهداف للجيش الأمريكي وحلفائه في المنطقة.

“أتلانتك كانسل”، وهو موقع أمريكي متخصص في الدراسات الجيوسياسية والعسكرية، حذَّر من مخاطر إسقاط المسيّرات الأمريكية المتطوّرة بوصول تقنياتها إلى خصوم الولايات المتحدة.

وفق الخبراء بالنسبة للقوات اليمنية، تحمل عمليات الإسقاط قيمة رمزية؛ فالخسائر الفادحة، التي ألحقتها في الأسطول الجوي الأمريكي، قد حققت أهدافاً تكتيكية وإستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي.

وتكمن عواقب تلك العمليات على طائرات “إم كيو 9″، التي تبلغ تكلفة واحدة منها أكثر من 30 مليون دولار، بكونها تعد مؤشراً سلبياً لامتداد الهجمات اليمنية على الأصول العسكرية لواشنطن إلى ما وراء الحدود.

عمود أمريكا

بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر طائرات “إم كيو 9” العمود الفقري؛ لدورها اللوجستي المهم وعُمقها التكتيكي في عمليات الرَّصد والتجسس والمراقبة وجمع المعلومات، للعسكريين الأمريكيين، وقدرتها على تحمّل ظروف التضاريس الوعرة في اليمن لأكثر من 24 ساعة، والتحليق بارتفاع 50 ألف قدم.

ومُنذ العام 2002، تنفذ الولايات المتحدة عبر الطائرات بدون طيار؛ مثل “إم كيو 9” عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية، وتوجيه ضربات جوية على عملاء ما يسمى “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، بعذر مكافحة الإرهاب.

المحسوم في قناعة عساكر الغرب هو أن قوات صنعاء حوَّلت ضعف قدرات طائرات “إم كيو9” إلى أغنية ساخرة بعنوان “بورت” (أصبحت عديمة الفائدة).

الخلاصة، تنتهي بنصيحة خبراء البحوث والدراسات العسكرية للولايات المتحدة بعد اكتشاف نقاط ضعف أنظمة الـ”إم كيو 9″، هي أن عليها استغلال هدوء الهجمات اليمنية لتعزيز أنظمة الحماية الذاتية لطائراتها؛ لضمان عدم تعرُّضها للهجمات؛ وخوفاً من استغلال خصومها.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • الجديد في العقوبات الأمريكية على إيران وأثرها على العراق: الضغوط والفرص
  • أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة
  • ترامب: ترحيل 8326 مهاجرا غير نظامى من الولايات المتحدة
  • ترامب: 8326 مهاجرا غير نظامي تم ترحيلهم من الولايات المتحدة
  • ترامب: 8326 مهاجرا غير نظامى تم ترحيلهم من الولايات المتحدة
  • رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
  • الاحتلال يضغط على واشنطن للحفاظ على ضعف سوريا من خلال بقاء القواعد الروسية
  • سياسية ألمانية تطالب باستقلال أوروبي أكبر عن الولايات المتحدة
  • ترامب سيعلن لغة رسمية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية