ما دلالات تعيين أحد أبناء الطوارق حاكما لكيدال شمال مالي؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
بعد 11 عاما من إعلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد في السادس من أبريل/نيسان 2012 الاستقلال وتأسيس دولة في الشمال المالي والاستيلاء على عدد من المدن والمحافظات، وصل الحاكم الجديد المعين من قبل الحكومة المالية الجنرال الحاج آغ غامو إلى عاصمة إقليم كيدال يوم 14ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويعتبر غامو الحاكم الأول الذي تعينه الحكومة منذ عام 2012 وتراهن عليه في استعادة الأمن والاستقرار، وهو يراكم خبرات كبيرة في إدارة الصراعات، ولديه معرفة بالقبائل والوجهاء والشخصيات المؤثرة، لكنه سيواجه بتحديات تتمثل في غياب عوامل الاستقرار، وسيادة منطق الأعراق والقبائل، وانتشار الحركات المسلّحة.
وقد أرسلت مالي في 10 من ديسمبر/كانون الأول الجاري كتيبة "المجموعة التكتيكية المشتركة" التابعة للقوات المسلحة إلى مدينة كيدال من أجل استعادة الأمن والمحافظة على الهدوء وحماية المواطنين ومملكاتهم.
وكانت منطقة كيدال الواقعة شمال شرق الدولة قد شهدت الشهر الماضي معارك ضارية بالتزامن مع الخروج النهائي لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما).
استعادة المدينة
وبعد أسابيع من المعارك الدامية وتبادل البيانات بين القوات المالية وحركات أزواد، أعلن الرئيس المالي العقيد آسيمي غويتا يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استعادة الجيش مدينة كيدال التي سيطر عليها المتمرّدون منذ سنة 2012.
وحسب بيانات الإطار الإستراتيجي لحركات أزواد فإن الجيش المالي استعان في معركته بقوات فاغنر الروسية التي لعبت دورا بارزا في حسم المعركة، لكن الرئيس المالي في كلمة له بمناسبة السيطرة على عاصمة الإقليم نفى ذلك ضمنا، وقال إن شجاعة القوات المسلحة وضرباتها هي التي مكنت من استعادة المدينة.
وتحظى مدينة كيدال بأهمية كبيرة لموقعها الإستراتيجي، فهي تقع شمال شرق جمهورية مالي، ويحدها من الغرب منطقة تمبكتو، ومن الجنوب منطقة كاو، ومن الشرق النيجر، ومن الشمال الجزائر، وتمتد منطقة كيدال بشكل عام على مساحة قدرها 151 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الصحراوية.
ويقول الإعلامي المختص في الشؤون الأفريقية ومدير إذاعة الصحراء الدولية محمد سيد أحمد للجزيرة نت إن مدينة كيدال منطقة في غاية الأهمية إذ تشكل نقطة عبور لكل أنواع الممنوعات، وهي بوابة للهجرة السرية نحو دول المغرب العربي، ومنها إلى أوروبا.
وقد اتخذها المهربون محطة لتفريغ طائرات الكوكايين الكوبية، لتوزع عبر عدة محطات برية حتى تدخل السوق الأوروبي.
ويضيف سيد أحمد أن منطقة شمال مالي اكتسبت شهرتها بفعل خطورتها إذ تصنَف مكانا للجريمة العابرة للقارات، لذلك فإن سعي الحكومة العسكرية الحالية هو السيطرة عليها من أجل كسب الرهان في حربها ضد "الإرهاب" وحركات "التمرد".
الجنرال غامو من أبرز العسكريين الطوارق في الجيش المالي (الفرنسية) تعيين حاكموفور دخول الجيش المالي للمدينة ورفع راية النصر فيها، أصدر العقيد غويتا مرسوما بتعيين الجنرال الحاج آغ غامو محافظا لإقليم كيدال.
واللافت أن غامو ينحدر من الطوارق من قبيلة إمغاد المنتشرة في مناطق الشمال المالي بكثرة، وسبق أن كانت جزءا من الصراع المحلّي.
ويعتبر الجنرال غامو من أبرز العسكريين الطوارق في الجيش المالي، ويتمتع بتجربة كبيرة في ميادين الحرب والقتال، ومحاربة الجماعات المسلحة وحركات التمرد على المستوى الصحراوي والساحلي.
وكان يشغل منصب المفتش العام للجيوش في مالي، قبل أن يقال عام 2021 ليتم تعيينه محافظا لكيدال بعد استعادتها يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويرى الباحث أن تعيين غامو في كيدال يأتي بمثابة اعتراف من الحكومة المالية بدوره المهم في حفظ السلام من جهة، وطمأنة للسكان من جهة أخرى إذ من يتولى شأنهم واحد من الذين استطاعوا قيادة قبيلة إمغاد ووفق في ذلك.
مستقبل الإقليموفي حديثه للجزيرة نت قال مدير إذاعة الصحراء الدولية إن حظوظ الجنرال غامو في نجاح مهمته تعتمد على مدى التكامل والتعاون بين القوات الحكومية، والمجتمع المحلّي والأطراف الإقليمية.
وأضاف المتحدث أن الحكومة المالية لا بدّ أن تسعى إلى عقد مصالحة، ومصالحة وطنية بين جميع الأطراف في المنطقة من أجل ضمان استقرار بعيد الأمد.
وحتى تقلع المجتمعات عن الحروب ومآسيها لا بد من إيجاد فرص اقتصادية، والعمل على إحياء التعليم بالتنسيق بين الحكومة المركزية والمنظمات الدولية.
اتفاق الجزائر
وبموجب السيطرة على إقليم أزواد من طرف الحكومة، يكون اتفاق الجزائر الذي أبرم أول مارس/آذار عام 2015 لإنهاء الحرب قد انتهى.
وقد نصّ الاتفاق على اندماج الحركات الأزوادية المسلّحة في الجيش واستمرار الحكومة في دعم الجماعات المحلية، وتخصيص بنود من الميزانية لها.
ومع خروج قوات حفظ السلام، والقوّات الفرنسية، من شمال مالي زادت الحركات المسلّحة من هجماتها على المدن الشمالية وتوسيع نطاق تحركها، وهو ما دفع المجلس العسكري مدعوما بقوات فاغنر إلى شن ضربات قوية حتى تمكّن الجيش من دخول المدينة.
وقد تعهّد العقيد غويتا بمواصلة السير حتى بسط السيطرة على جميع التراب الوطني، وذلك ما يعني مواصلة المعارك في المستقبل مع الحركات الأزوادية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش المالی
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد يشهد العرس الجماعي الـ 20 لـ76 شاباً من أبناء”الظفرة”
شهد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، العرس الجماعي العشرين، الذي أقيم أمس في حصن الظفرة وشارك فيه 76 شابا من أبناء المنطقة.
نظم العرس الذي أقيم تحت رعاية سموه، ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، بدعم من شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، وبحضور سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان، والشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ نهيان بن حمدان بن محمد آل نهيان، والشيخ زايد بن سعيد بن زايد آل نهيان، والشيخ حمدان بن سعيد بن زايد آل نهيان، والشيخ سلطان بن فلاح بن زايد آل نهيان، والشيخ حمدان بن شخبوط آل نهيان.
كما حضر العرس معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة، ومعالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وسعادة عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وعدد من المسؤولين في منطقة الظفرة.
وبدأ الاحتفال بوصول راعي الحفل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إلى حصن الظفرة؛ حيث كان في استقباله عدد من كبار المسؤولين وأعيان منطقة الظفرة الذين رحبوا بمشاركة سموه في أفراحهم، واشتملت فقرات الحفل على لوحة غنائية قدمتها الفرق الشعبية والعيالة والرزيف.
بعدها صافح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، العرسان، وهنأهم وبارك لهم هذه المناسبة وتمنى لهم حياة زوجية هانئة ملؤها المودة والألفة وتكوين أسر سعيدة تكون نواة طيبة لمجتمع دولة الإمارات.
وأكد سموه دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للمبادرات المجتمعية، والذي يعكس حرص القيادة على تعزيز استقرار أبناء الوطن ومساعدتهم على بناء أسر جديدة تسودها الألفة والترابط الاجتماعي.
وأشار سموه إلى الدور البارز للأعراس الجماعية في دولة الإمارات في ترسيخ قيم التعاون والتآلف بين الشباب، والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة، بما يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري وتخفيف أعباء الزواج؛ موضحا أن تنظيم هذه الأعراس في منطقة الظفرة، يجسد أهمية دعم الشباب وتمكينهم ليكونوا عناصر فعالة في بناء المستقبل، ومؤكداً أن هذه المبادرات خففت التكاليف عن العديد من أبناء المنطقة وأسهمت في تأسيس أسر إماراتية سعيدة ومستقرة.
وهنأ سموه العرسان وعائلاتهم بهذه المناسبة، داعياً إياهم إلى تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية والالتزام بالقيم الإماراتية الأصيلة، لما للأسرة من دور محوري في بناء مجتمع متماسك. كما أشاد بالدعم الذي قدمته شركة “أدنوك” لمبادرة ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة لتنظيم هذه الأعراس، ووجه الشكر إلى اللجنة المنظمة والقائمين على الحفل على جهودهم التي أسهمت في نجاح الفعالية ونشر البهجة بين الحضور.
وأشاد سموه بنموذج “مديم” لأعراس النساء، مؤكداً أنه يسهم في الحفاظ على التقاليد الإماراتية الأصيلة من خلال تنظيم حفلات زفاف بسيطة تتماشى مع احتياجات الشباب العصري، مؤكدا أن هذا النموذج يعزز القيم الإماراتية مثل الاعتدال والتواضع، ما يساعد في بناء حياة زوجية مستقرة وأسر متماسكة تواصل مسيرة النهضة الشاملة والمستدامة.
من جانبهم أعرب العرسان وأهاليهم عن امتنانهم لحضور ورعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، لهذه المبادرة، التي تجسد اهتمام القيادة الرشيدة بتخفيف أعباء الزواج على الشباب ودعم حياتهم الاجتماعية، بما يعزز استقرارهم ويسهم في رفعة الوطن.وام