أنقذوا السودان.. حملات على منصات التواصل تسلط الضوء على الأحداث
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
#أنقذو_السودان #لا_للحرب_في_السودان، #السودان_خارج_التغطية_الإعلامية #talkaboutsudan، #KeepEyeOnSudan جميع هذه الوسوم بالعربية والإنجليزية أطلقها رواد شبكات التواصل في السودان لتسليط الضوء على ما يجري هناك من انتهاكات من قبل قوات الدعم السريع بحق المدنيين خاصة بعد دخولهم ود مدني ثاني أكبر مدن السودانية.
وعبر هذه الوسوم، نشر ناشطون سودانيون مشاهد للانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع مثل اقتحام البيوت والاستيلاء على الأموال وتخريب الممتلكات، وتداولوا مقطع فيديو يظهر استيلاء عناصر تابعة على مبالغ مادية كبيرة من البنوك في مدينة ود مدني بعد السيطرة عليها وانسحاب الجيش منها بحسب قولهم، وأضافوا بأن العالم منشغل بما يحدث في غزة، وقوات الدعم السريع ترتكب أبشع الانتهاكات بحق أهالي مدني في ظل تعتيم كامل على الأحداث التي تجري في المدينة.
يا أهلنا الأفاضل واصدقاءنا في كل مكان ..ها هي الميليشيا تسرق بيد وتحرس اللصوص بيد أخرى ..إن الميليشيا العدمية تريد لشعبنا الفوضى والتشرد ولوطننا الدمار …لذلك يكرههم السودانيون ويهربون من قيمهم المتخلفة التي ترى في السرقة والاغتصاب والقتل ضد شعبنا أمر مباح #السودان_جيش_تاريخي pic.twitter.com/7p0BS2djlg
— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) December 20, 2023
ونشر مدونون مقاطع لعملية نزوح أهالي المدنية وقالوا إن هذه المشاهد ليست لنزوح أهالي غزة إنما هي من ود مدني، وعبر آخرون عن عدم قدرتهم استيعاب ما حصل في المدينة وكيف أصبحت مستباحة من قوات الدعم السريع مثل الخرطوم، وأن النازحين سيعيشون كابوس النزوح والخوف بحسب تعبيرهم.
وتساءل بعض المتابعين: هل يمكن لمليشيا مهما كانت مدعومة من الخارج ومن الداخل أن تنتصر على الجيش السوداني؟ وكتب أحد الأطباء السودانيين عبر حسابه على منصة إكس يحكي عن أوضاع المنظومة الصحية في البلاد بالقول: انهيار كامل للمنظومة الصحية بعد كارثة ود مدني التي كانت ملجأ للمرضى، وأضاف أن المليشيا تدمر المنشآت الصحية في كل المدن وتنهب الأجهزة الطبية وتقتل وتخطف الأطباء والكوادر الصحية.. منذ بداية الحرب وأكثر من 20 مركزا للقلب أغلقت أبوابها ونهبت ودمرت، واختتم تدوينته بعبارة "أنقذوا السودان".
#السودان_خارج_التغطية_الإعلامية انهيار كامل للمنظومة الصحية بعد كارثة ود مدني.كانت ملجأ للمرضي.المليشيا تدمر المنشات الصحية في كل المدن وتنهب الاجهزة الطبية وتقتل وتخطف الاطباء والكوادر الصحية.. منذ بداية الحرب اكثر من عشرين مركزا للقلب اغلقت ابوابها ونهبت ودمرت. انقذوا السودان
— Anas Albadawi Babiker (@anas_albadawi) December 21, 2023
كما تفاعل مشاهير مع الوسوم التي أطلقها السودانيون، وقال بعضهم إن كل إجرام الدنيا استجمع نفسه في السودان وأصبحت أملاك الناس هي الدمعة والحسرة ومواساة الموت بالموت، وطن ينزف بلا صوت وشعب يستغيث بلامعين.
وعلق آخرون بالقول إنه في ظل الأحداث المؤلمة التي يمر بها أهلنا في السودان، نشهد تعتيمًا إعلاميًا يحجب حقيقة ما يحدث هناك من إبادات عرقية وتغيير ديموغرافي كبير بتواطؤ دولي وإقليمي على ما يحدث داخل السودان، بحسب رأيهم. وتمنى البعض من جميع المؤثرين والشخصيات الرياضية والسياسية وكل إعلامي شريف التضامن مع الشعب السوداني في هذه اللحظات الصعبة ومساندتهم في توصيل صورة ما يحدث في البلاد ودعمهم لإنهاء الصراعات.
وأضافوا أن الشعب السوداني يعيش لحظات مأساوية، يصعب على العقل تخيلها واستيعابها، فالناس هناك يدفنون أحياء غرب السودان، ولم يقتصر على ذلك فقط فهناك تخريب وتهجير للأهالي من أماكنهم بعد اغتصاب النساء وسرقتهن، مشيرين إلى أن الوضع مأساوي جداً في السودان ولا يقل عن ما يحدث في فلسطين وسوريا وفق تعبيرهم.
كل إجرام الدنيا استجمع نفسه في #السودان وأصبحت أملاك الناس في هي الدمعة والحسرة ومواساة الموت بالموت ، وطن ينزف بلاصوت وشعب يستغيث بلامعين #انقذوا_السودان #السودان_خارج_التغطية_الإعلامية #KeepEyeOnSudan pic.twitter.com/FAPtmAh3w7
— سوار الذهب (@SwarAlDahab) December 19, 2023
"في ظل الأحداث المؤلمة التي يمر بها أهلنا الأشقاء في السودان، نشهد تعتيمًا إعلاميًا يحجب حقيقة ما يحدث هناك من إبادات عرقية وتغيير ديموغرافي كبير بتواطؤ دولي وإقليمي عن ما يحدث داخل السودان
نتمني من جميع المؤثرين والشخصيات الرياضية والسياسية وكل إعلامي شريف التضامن مع الشعب… pic.twitter.com/73kIkYzKjA
— خليل البلوشي (@khalilalbalush1) December 20, 2023
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان ما یحدث ود مدنی
إقرأ أيضاً:
هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"
الخرطوم - صمدت سارة في وجه المجاعة والحروب وسنوات النزوح في مخيم زمزم في إقليم دارفور بغرب السودان من دون أن تفكر بالفرار يوما، إلى أن أتى هجوم قوات الدعم السريع وحول ملجأها إلى "ساحات موت".
بدأت عمليات القصف وإطلاق النار الثلاثاء الماضي عندما هاجمت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ قرابة السنتين، مخيم النازحين هذا مضرمة النار في السوق الرئيسية، على ما أفاد شهود.
وتروي سارة لوكالة فرانس برس لدى وصولها إلى طويلة التي تبعد 60 كيلومتر غرب زمزم "كانت القنابل تقع في بعض البيوت والجثث كانت في الشارع. لم تكن ثمة وسيلة للبقاء".
وتضيف سارة التي كانت تدرُس الأدب قبل اندلاع الحرب في بلادها "في منتصف الليل قمنا مع الأولاد والجدات وبدأنا نمشي، والطريق كان طويلا".
والتقى صحافي في فرانس برس عائلات فرت في هذه المدينة الصغيرة التي يعاني سكانها الجوع، وتكاد لا تدخلها المساعدات الإنسانية ولا الصحافيون.
ومشت سارة وأفراد عائلتها على مدى ثلاثة أيام فيما الخوف يهيمن عليهم من الطائرات التي تحلق فوق رؤوسهم وعناصر قوات الدعم السريع الذين يلتقونهم.
وتقول الشابة البالغة 22 عاما التي فضلت استخدام اسم مستعار خشية من أي انتقام "ثمة ناس قبلنا تعرضّوا للنهب وثمة ناس تعرّضوا للضرب، وتوفي شاب".
ومخيم زمزم وهو الأكبر في دارفور ويضم نصف مليون إلى مليون شخص بحسب المصادر الإنسانية المختلفة، كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في آب/أغسطس الماضي.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
لكن الأسبوع الماضي اضطر سكان مخيم زمزم الذي أقيم في العام 2004، إلى مغادرته.
- "دماء" و"جثث" -
منذ أيار/مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من دون أن تنجح في السيطرة على هذه المدينة الواقعة شمال زمزم.
وقد كثفت هجماتها على المدينة والبلدات المجاورة في الأسابيع الأخيرة ما اضطر آلاف العائلات إلى الفرار بحسب الأمم المتحدة.
وأظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية عاينتها وكالة فرانس برس الخميس أبنية وقد سويت بالأرض عند المدخل الشرقي للمخيم.
وقالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في بيان "إنها مجزرة جديدة تُضاف إلى تاريخ المعاناة الطويل للنازحين، حيث تحولت شوارع المعسكر إلى ساحات موت، وامتلأت بالدماء والأشلاء، فيما عاش الأطفال والنساء ساعات من الرعب والجوع والخذلان".
وأضاف البيان "النيران تلتهم البيوت، والصرخات تختلط بأزيز الرصاص، بينما يسقط العشرات بين قتيل وجريح".
واستمر الهجوم ما لا يقل عن ثلاثة أيام على ما أفاد شهود وكالة فرانس برس ما أسفر عن سقوط 19 قتيلا على الأقل على ما قال الأحد حاكم دارفور مني مناوي الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش قوات الدعم السريع.
وأعلنت الأمم المتحدة أن عاملين في المجال الإنساني على الأقل قتلا أيضا.
ويعتبر المستشفى الميداني الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود" الوحيد القادر على استقبال المصابين، لكن لا يمكنه توفير العلاج المناسب في غياب قسم للجراحة.
ويقول آدم عيسى الذي اضطر إلى مغادرة منزله بعدما اندلعت فيه النيران "بعض الناس تركناهم مصابين على الأرض".
وفرت العائلات مع ما تمكنت من حمله من معلقات لكن عند وصولها إلى طويلة لم يبق معها شيء.
وتروي مقبولة محمد لفرانس برس "عند خمسة حواجز، قام (عناصر الدعم السريع) بتثبيتنا وتفتيشنا، وقالوا إننا مؤيدون للجيش وأن رجالنا من العسكر".
تضيف السيدة البالغة 37 عاما وسبق لها أن نزحت مرات عدة "أخذونا هواتفنا والأموال ولم يبقوا لنا شيئا، أخذوا حتى بطانياتنا".
وتقول محمد التي فرّت من قرية شقرة، إن عناصر الدعم السريع حذّروا الناس من أنهم حتى "اذا ذهبتهم الى زمزم، اذا ذهبتهم الى الفاشر، سنلاحقككم".
- "تواطؤ" -
وفي بيان أصدرته الخميس، أكدت قوات الدعم السريع أنها نفّذت عمليات سريعة "لتحرير "النازحين" في زمزم، معللة ذلك بأن المخيم تحول "قاعدة عسكرية" لمجموعات مسلحة موالية للجيش.
وشددت قوات الدعم التي تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور، بأنها لم تستهدف المدنيين على الإطلاق.
وبحسب الأمم المتحدة، كثفت قوات الدعم في الأسابيع الماضية هجماتها ضد هذه المدينة والقرى المحاذية لها، ما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار.
وفي أيلول/سبتمبر، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا منذ بداية الحرب في السودان، بينما تصل بعض التقديرات الى 150 ألف قتيل، بحسب ما أفاد المبعوث الأميركي توم بيرييلو في تصريحات سابقة.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن تصاعد أعمال العنف في زمزم والفاشر "يهدد مئات الآلاف من الأطفال".
وفي بيان أرسل الى فرانس برس، حذّرت "الإدارة العليا لمعسكر زمزم للنازحين"، وهي مجموعة مدنية تتولى إدارة المخيم، من أن قوات الدعم السريع تسعى الى "تصفية النازحين واستئصال وجودهم بالكامل".
وحذّرت من أن "ما يحدث الآن في دارفور ليس مجرد نزاع، بل إبادة جماعية موثقة تستوجب تحركا دوليا فوريا، وإلا فإن التاريخ سيحفظ هذا التواطؤ الدولي القبيح كوصمة عار في جبين العالم الحر".
من جهتها، شددت منظمة العفو الدولية على الحاجة الطارئة الى "ضغط دولي فعلي" على طرفي الحرب في السودان، خصوصا لجهة توسيع حظر الأسلحة ليشمل كامل السودان وليس فقط دارفور.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
أدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
وتعهد "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور، وهو جماعة مسلحة مستقلة عن الجيش وقوات الدعم السريع، حماية المدنيين في طويلة.
لكن ذلك ليس كافيا بالنسبة الى سارة التي تفتقد المأوى والغذاء والمال.
وتقول "تمكنا من الفرار بما كان علينا. بعدما وصلنا الى طويلة، ليست لدينا منازل ولا خدمات ولا قدرة لدينا بأن نمشي الى المستشفى. الجو برد وليس لدينا ما نغطي أنفسنا به".
Your browser does not support the video tag.