RT Arabic:
2024-06-27@12:04:34 GMT

على أوكرانيا أن تتعلم درس فنلندا مع ستالين

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

على أوكرانيا أن تتعلم درس فنلندا مع ستالين

تناول موقع Responsible Statecraft "فن الحكم المسؤول" فنلندا مثالا لما يجب أن تعيد أوكرانيا فيه النظر إلى تسوية الصراع.

وجاء في المقال الذي كتبه أناتول ليفاناليكس ليتل، ونشر اليوم الخميس 21 ديسمبر:

كان على هلسنكي أن تضحي بالأرض من أجل الحكم الذاتي، إلا أن كبرياءها وازدهارها ارتفعا إلى عنان السماء.

إقرأ المزيد ماتفيتشوك يوضح سبب تفوق روسيا على الغرب في إنتاج الأسلحة

مع تراجع الدعم الشعبي لأوكرانيا مع مرور الوقت وتحول تركيز النخب السياسية في واشنطن تركيزها أكثر نحو الصراع في غزة، هناك حاجة ماسة إلى نهاية اللعبة بالنسبة لأوكرانيا.

وبحسب ما ورد، فقد تطرق المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى مسألة مفاوضات السلام المحتملة مع نظرائهم الأوكرانيين. وهنا يطرح السؤال التالي: كيف يمكن أن تبدو معاهدة السلام بين كييف وموسكو؟ يبرز هنا أحد الأمثلة التاريخية من بين أمثلة كثيرة كنموذج محتمل لكيفية انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

اندلعت "حرب الشتاء" أو الحرب السوفيتية الفنلندية في الفترة من نوفمبر 1939 وحتى مارس 1940 (وجددها الفنلنديون كحلفاء لألمانيا بين يونيو 1941 وسبتمبر 1944)، وقد أثيرت بعض المقارنات مع الصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، لا سيما أن فنلندا رفضت إنذارا نهائيا للتنازل عن جزء كبير من أراضيها والتوقيع السوفيتي على اتفاق مولوتوف-ريبينتروب عام 1939، وغزو الجيش الأحمر بقيادة جوزيف ستالين فنلندا لتنصيب حكومة فنلندية شيوعية عميلة، والقضاء على الوجود العدائي المحتمل بالقرب من ثاني أكبر مدينة في الاتحاد السوفيتي والميناء الوحيد على بحر البلطيق في لينينغراد.

وعلى غرار المرحلة الأولى من "الغزو" الروسي لأوكرانيا، توقع المسؤولون السوفييت أن تسقط هلسنكي في أيدي القوات السوفيتية في أقل من ثلاثة أيام. ومع ذلك، وعلى الرغم من تفوق السوفيت من حيث العدد على الجنود الفنلنديين بنسبة 3 إلى 1، نجحت هلسنكي في صد الجيش الأحمر لأكثر من 3 أشهر، ما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة للغاية بالقوات الغازية.

وعلى الرغم من هزيمة فنلندا في نهاية المطاف وإجبارها على التنازل عن حوالي 11% من أراضيها، إلا أن الفنلنديين حققوا انتصارا معنويا. ومن المعتقد على نطاق واسع أن عزيمة وشجاعة المقاومة الفنلندية أقنعت ستالين بأن دمج فنلندا في الاتحاد السوفيتي أو تحويلها إلى دولة عميلة شيوعية مثل بولندا سيكون مشكلة أكثر مما يستحق. وقد ساهم هذا أيضا في اتفاق ستالين النهائي على توقيع معاهدة سلام مع فنلندا في عام 1944 مقابل مساحة صغيرة من الأراضي الإضافية والتزام هلسنكي بالحياد. وهكذا أصبحت فنلندا الجزء الوحيد من الإمبراطورية الروسية السابقة الذي لم يتم إعادة دمجه في الاتحاد السوفيتي في عهد لينين وستالين.

إقرأ المزيد وبدأ انهيار الولايات المتحدة الأمريكية

بعد ذلك، نفذت فنلندا مبدأ باسيكيفي-كيكونين، الذي كان يهدف إلى الحفاظ على بقاء فنلندا كدولة مستقلة من خلال الحفاظ على موقف محايد في السياسة الخارجية، في حين أصبحت القومية الفنلندية قوة دافعة أيديولوجية وسياسية مركزية في المجتمع الفنلندي، والتزم الاتحاد السوفيتي بشروط المعاهدة مع فنلندا، وخلال الحرب الباردة، تطورت فنلندا لتصبح ديمقراطية غربية مزدهرة وناجحة بشكل ملحوظ. وعلى هذا الأساس، وبعد انتهاء الحرب الباردة، تمكنت فنلندا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 1995، ومن ثم إلى "الناتو" عام 2023.

وفي حين اعتبر مصطلح "الفنلندية" بمثابة إشارة تحقيرية للتسوية، إن لم يكن استرضاء بين السياسيين الغربيين خلال الحرب الباردة، فقد تبين أن التسوية كانت انتصارا دبلوماسية، حيث تتمتع فنلندا منذ فترة طويلة بواحد من أعلى نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، حيث سجلت 100% على مؤشر الديمقراطية التابع لمؤسسة "فريدوم هاوس" (حصلت الولايات المتحدة على 83%)، وكان الفنلنديون لفترة طويلة يصنفون على أنهم أسعد شعب في العالم. كما ضمنت معاهدة الدولة النمساوية لعام 1955، والتي ضمنت حياد النمسا، والتي انسحبت بموجبها القوات السوفيتية وقوات "الناتو" من البلاد، تطور النمسا كديمقراطية غربية ناجحة ومزدهرة.

وقد تتعلم كييف من المثال الفنلندي أن التنازل عن بعض الأراضي، على الرغم من كونه مؤلما للغاية، يظل يستحق العناء إذا نجح الجزء الأكبر من البلاد في تأمين استقلاله وقدرته على تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية. ونأمل أن تكون قوة القومية الأوكرانية والمقاومة القوية والموحدة من جانب الأوكرانيين "للغزو" الروسي قد أقنعت بوتين أيضا، كما أقنعت المقاومة الفنلندية ستالين، بأن هدفه المتمثل في تحويل أوكرانيا بأكملها إلى دولة عميلة لروسيا أمر مستحيل.

ويشكل هذا بالفعل نصرا عظيما لأوكرانيا، ليس فقط فيما يتعلق بأهداف روسيا الأولية، بل أيضا بتاريخ الأعوام الثلاثمائة الماضية التي هيمنت روسيا خلالها على أوكرانيا.

لا تزال حكومة أوكرانيا حاليا ثابتة في أهدافها القصوى المتمثلة في استعادة جميع أراضيها المعترف بها دوليا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014. ومع ذلك، يشير الواقع العسكري إلى أن هذا الهدف من غير المرجح أن يتحقق وأن التوصل إلى اتفاق وربما يكون تجميد خطوط المعركة الحالية هو أفضل ما يمكن أن تأمله كييف، على الأقل في الوقت الحاضر.

إقرأ المزيد وبدأ انهيار الولايات المتحدة الأمريكية

ومن ناحية أخرى، فإذا استمرت الحرب، يمكن أن تتسبب المزايا الهائلة التي تتمتع بها روسيا من حيث القوى البشرية والصناعة وإنتاج الأسلحة إلى خسائر أوكرانية أكبر بكثير، تماما كما كان من المحتمل أن تعاني فنلندا من كارثة كاملة إذا استمرت في القتال بعد الحرب في مارس 1940 أو سبتمبر 1944.

ويمكن لواشنطن أن تقوم بدورها من خلال عدم تشجيع أهداف الحرب غير الواقعية، وبالتالي تعريض أوكرانيا لكارثة مستقبلية.

لقد فازت أوكرانيا بالفعل في جوانب رئيسية. فليس لدى فلاديمير بوتين أي أمل في إخضاع أوكرانيا بأكملها كدولة تابعة في المستقبل المنظور، وتقترب كييف من الغرب ويمكن دمجها في الاتحاد الأوروبي في المستقبل. علاوة على ذلك، عززت تصرفات موسكو في الواقع القومية الأوكرانية.

وكما هو الحال مع فنلندا، تمثل هذه الوحدة الوطنية أفضل أمل لاستقلال أوكرانيا.

المصدر: Responsible Statecraft

 

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: لأوكرانيا واشنطن الصراع في غزة الحرب الروسية الأوكرانية أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية الاتحاد السوفیتی فی الاتحاد

إقرأ أيضاً:

في أول اتصال بينهما.. وزيرا دفاع روسيا وأميركا يبحثان الحرب بأوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وزيرَي الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف والأميركي لويد أوستن أجريا مكالمة هاتفية بحثت الأوضاع والحرب في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع الروسي أكد لنظيره الأميركي مخاطر التصعيد على خلفية تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأميركي.

وهذه أول مكالمة هاتفية بين الرجلين منذ تعيين بيلوسوف وزيرا للدفاع يوم 12 مايو/أيار الماضي.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر إن أوستن "شدد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في سياق الحرب التي تخوضها روسيا على أوكرانيا".

وبنظر موسكو، فإن واشنطن أصبحت طرفا في النزاع الدائر في أوكرانيا من خلال سماحها لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد مناطق روسية وشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها في 2014.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هدد -الاثنين الماضي- الولايات المتحدة بـ"عواقب"، بينما استدعت الدبلوماسية الروسية السفيرة الأميركية في موسكو لين تريسي لتحذيرها من أن "مثل هذه التصرفات من جانب واشنطن (…)، التي تسمح بضربات داخل الأراضي الروسية، لن تمر من دون عقاب".

بدوره، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم أسلحة مماثلة لأعداء دول غربية حتى يتمكنوا من مهاجمة مصالح هذه الدول في مناطق أخرى من العالم.

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي عالمي: عقوبات الغرب على روسيا غير كافية لوقف الحرب مع أوكرانيا
  • نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول
  • في أول اتصال بينهما.. وزيرا دفاع روسيا وأميركا يبحثان الحرب بأوكرانيا
  • يوم تاريخي.. انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين كبيرين
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس بسبب جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا
  • ما قصة إقرار الاتحاد الأوروبي استخدام أرباح أصول روسيا المجمدة لدعم أوكرانيا
  • الخارجية الروسية: الحزمة الـ 14 من عقوبات الاتحاد الأوروبي غير شرعية
  • روسيا: واشنطن برمجت ووجهت الصواريخ المستخدمة في الهجمات على شبه جزيرة القرم
  • الاتحاد الأوربي يقر حزمة العقوبات الـ14 ضد روسيا