نيويورك تايمز: هكذا أصبح الأردن ملجأ أكبر جالية فلسطينية في العالم
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
في خضم الحرب الحالية على غزة، أعدت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا مصورا من مخيمات الفلسطينيين بالأردن قالت فيه إنهم في هذا البلد تأثروا بأجيال من الحرب والمنفى.
وقدرت في تقريرها -الذي اختارت له عنوان "الشتات الفلسطيني المترامي الأطراف يتطلع نحو غزة"- أن عدد فلسطينيي الشتات يتجاوز عددهم اليوم 6 ملايين شخص، وينتشرون في مختلف أرجاء العالم عبر تخوم لبنان وسوريا ومصر، ويمتد وجودهم ليشمل جيوبا بعيدة أخرى في الأميركيتين.
غير أن النسبة الأكبر من المغتربين الفلسطينيين توجد في الأردن، ووفقا للتحقيق فإن أكثر من 2.3 مليون منهم في المجمل مسجلون كلاجئين، أي أكبر بقليل من تعداد سكان قطاع غزة.
ومعظمهم يتمتع بالمواطنة الأردنية الكاملة، بل إن بعضهم -بمن فيهم الملكة رانيا العبد الله التي وُلدت لأبوين فلسطينيين في الكويت- نالوا حظا كبيرا من السلطة، إلا أن العديد منهم لا يزالون يقيمون في 10 من مخيمات اللاجئين الرسمية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو 3 مخيمات غير رسمية تُدار مع بعض المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن تاريخ هؤلاء اللاجئين عبارة عن حكايات عن المنافي والتطلعات الوطنية، وعن الحنين إلى الوطن، وهي صفحات من التاريخ تُكتب وتُعاد كتابتها مع كل موجة جديدة من الوافدين.
وإبان الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وما بعدها، التي شهدت تأسيس دولة إسرائيل، أُجبر 700 ألف عربي ونيف على ترك منازلهم، بعضهم تحت تهديد السلاح، وهو "الحدث الذي يُعرف في اللغة العربية باسم: "النكبة".
والتمس هؤلاء الذين أصبحوا "بلا دولة" -حسب تعبير الصحيفة الأميركية- اللجوء مؤقتا في معسكرات بدأت كخيام نُصبت بصفوف في الحقول الفارغة بقطاع غزة والضفة الغربية وخارجهما.
ومرت السنوات، وحلت محل الخيام مبانٍ شيدت من الألمونيوم، ثم الخرسانة، واكتظت الفراغات التي تفصل بينها بمحلات الملابس والمطاعم وأسواق السلع المستعملة ودكاكين الحلاقة، وحولت تلك المخيمات إلى مدن في حد ذاتها، طبقا للتحقيق الصحفي.
ثم اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، التي أسفرت عن احتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، اللتين كانتا تحت سيطرة الأردن ومصر على التوالي. ونزح الآلاف من الفلسطينيين شرقا.
مقابلات
يقول نيكولاس كيسي -الذي كتب هذا التحقيق ونشرته نيويورك تايمز- إنه سافر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني إلى تلك المخيمات بصحبة مصور فوتوغرافي، لإجراء مقابلات مع من يعيشون هناك وتصويرهم، وللتعرف أكثر على ما يعنيه لهم أن تكون فلسطينيا في هذه الحقبة الجديدة من الحرب والنزوح.
ومن بين من التقاهم شيخ جليل يدعى عيسى محمود أحمد عايش وله 14 ابنا و63 حفيدا، وكان له منزل في مخيم البقعة في الأردن. ووُلد عايش عام 1949 في مخيم للاجئين بالضفة الغربية، وعندما نشبت حرب 1967 فرت عائلته إلى مخيم البقعة.
يقول عايش إن "الحياة هناك كانت مقفرة. درست في المنزل حيث لا مدارس".
واليوم، صارت البقعة مدينة شرق أوسطية مترامية الأطراف، وتعد أكبر مخيم بالأردن، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 130 ألف نسمة. ورغم العقود التي قضاها هناك، فإن عايش يتردد في اعتبارها وطنه، ويؤكد "لن ننسى فلسطين".
فلسطيني آخر اسمه سعدي محمود أحمد الكراملة (80 عاما) من قرية دير أبان بالقرب من القدس عام 1948. كان جده -كما يتذكر- مختار القرية. وقد جاءت عائلته نهاية المطاف إلى مأدبا، وهو مخيم غير رسمي، حيث تم تعيينه مختاراً لمجتمعه.
أما فاطمة علي عبد الرحمن عطية فقد نزحت وعائلتها عام 1967 من حلحول بالضفة الغربية إلى العاصمة الأردنية، حيث لجؤوا في البداية إلى أحد المساجد واستقروا في النهاية في مخيم مأدبا.
وهناك خضر حسين سليم المساعيد الذي ما يزال يتذكر حياته عندما كان صبيا في مزرعة عائلته بالضفة الغربية، حيث كان يزرع البرتقال والعنب، محاطا بالأصدقاء وأفراد العائلة الذين يزورونهم من حيفا ويافا والخليل. وبعد حرب 1967، هرب هو وعائلته إلى مخيم البقعة.
كان المساعيد ناشطا سياسيا حتى في سنه المتأخرة، حيث يستقل أحيانا الحافلات إلى عمان للانضمام إلى المظاهرات المطالبة بحق العودة إلى الضفة الغربية.
ويقول "المخيم بالنسبة لي مكان إقامة مؤقت للطوارئ". ويتساءل "هل من العدل أن يكون شخص مثلي، في السبعين من عمره، بلا مأوى؟".
ومن بين من التقاهم كيسي وأورد قصته في تحقيقه، عبد الكريم سليمان الآصفي (77 عاما) من مواليد قرية بساط الفلق الصغيرة بالضفة. وفي أعقاب عام 1948، أُجبر على النزوح إلى قرية أخرى بالضفة ثم إلى ثالثة.
وقد انتقل بعد حرب 1967 إلى مخيم السخنة للاجئين في محافظة الزرقاء بالأردن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
الشوبكي: جماعة الإخوان اعتبرت نفسها أكبر من المملكة الأردنية
قال محسن الشوبكى، خبير أمنى أردنى، أنه كان مسغربا من تأخر الحكومة الأردنية لحظر جماعة الإخوان المسلمين بالمملكة الهاشمية.
وأوضح محسن الشوبكى، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “مساء دى ام سى”، المذاع عبر قناة “دى ام سى” أن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة اختزلت قضية غزة فى حركة حماس فقط.
وأوضح الخبير الأمنى الأردنى،أنه ضبطت خلايا إخوانية نشطة فى الأردن منذ عام 2021،معقبا:" أن الاخوان يعتبرون انفسهم خارج المسائلة".
وأكد الخبير الأمنى الأرنى، أن جماعة الأخوان المسلمين اعتبرت نفسها أكبر من المملكة الهاشمية الإردنية، ورفضت التقدم بطلب للحصول على ترخيص.
الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردنوكان كشف رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن، المهندس موسى المعايطة، عن تطورات مهمة تتعلق بعلاقة محتملة بين أعضاء في مجلس النواب وجماعة الإخوان المسلمين "المنحلة"، مشيراً إلى أن أي علاقة مثبتة ستخضع لإجراءات قانونية صارمة وفقاً لأحكام القانون الأردني.
وأكد المعايطة، خلال تصريحات إذاعية، أنه في حال صدور قرار قضائي بحل حزب جبهة العمل الإسلامي، فإن الحزب سيفقد جميع مقاعده في مجلس النواب، وسيتم إعادة توزيع تلك المقاعد على بقية الأحزاب، استناداً إلى قانون الانتخاب المعمول به.
وأشار إلى أن التحقيقات الجارية تهدف إلى التحقق من مدى علم الحزب أو أعضائه بأنشطة مرتبطة بالمتهمين، مشدداً على أن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة بالفصل في مصير المتهمين.