قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إنّ الاهتمام برفع كفاءة الكوادر البشرية المتميزة ركيزة أساسية في الجمهورية الجديدة القائمة على العلم والعمل، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تقدم ملحوظ يعتمد على الرقمنة والأساليب التكنولوجية الحديثة، ما يتطلب استثمار وتطوير الموارد البشرية بالجهاز الإداري للدولة وتنمية المهارات والقدرات، على نحو يسهم في تأهيل صف ثان متميز من شباب العاملين قادر على المشاركة الفعالة في القيادة وإدارة الأزمات وإيجاد حلول عملية ومبتكرة، واتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه معظم اقتصادات العالم وتتطلب التعامل المرن بشأنها.

وأضاف الوزير، خلال حفل تكريم وتسليم شهادات الرخصة الدولية لقيادة الأعمال «IBDL» للمتدربين الذين اجتازوا المرحلة المتقدمة من التدريب بمبادرة «تواصل»، وعددهم 59 موظفًا، بحضور منال السمدوني خبير اقتصادي أول بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والدكتور عبد العزيز هاشم مستشار وزير المالية للتطوير المؤسسي، ورؤساء المصالح والقطاعات المختلفة بالوزارة، أنّنا نسعى لإنشاء منظومة عمل متكاملة ومتطورة تخضع للتطوير المستمر وفقًا لأفضل أساليب الإدارة العالمية المتقدمة، خاصة في ظل اعتماد الهيكل الجديد للوزارة، وما يتطلبه من وجود كفاءات مدربة تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة وإنجاز المستهدفات على أكمل وجه.

وأكد معيط: «حريصون على تعزيز جسور التواصل الفكري بين ذوى الخبرة الذين أمضوا سنوات عمل طويلة بالوزارة، والطاقات الشابة الواعدة والمؤهلة للإبداع والابتكار والتميز؛ على نحو يحقق التكامل المنشود بين مختلف القطاعات».

أوضح الوزير، أنّه انطلاقًا من إيماننا بالتطوير المستمر لمنظومات العمل والعنصر البشرى، لا ندخر جهدًا في تقديم كل المبادرات والبرامج التدريبية المتخصصة التي من شأنها تحديث أنماط العمل الحكومي، والارتقاء بمستوى الأداء، وبناء القدرات الفردية والمؤسسية؛ بما ينعكس في تهيئة بيئة محفزة للتميز الوظيفي، ويسهم في جودة الخدمات العامة؛ وتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية للدولة، موجّهًا الشكر للقائمين على تنفيذ المبادرة وشركاء النجاح الداعمين لها.

وشدد الوزير، على أهمية استفادة قيادات الوزارة بمختلف مصالحها وقطاعاتها، من هذه الكفاءات التي تم تأهيلها بشكل مميز، على نحو يسهم في تحقيق مستهدفات الوزارة وتنفيذ خطتها الاستراتيجية.

وقال أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، المشرف على المبادرة، إنّنا مؤمنون بأنّ الاستثمار في البشر يحقق أعلى عائد، لذلك نحرص على تدريب وتأهيل الصف الثاني بوزارة المالية، لافتًا إلى أنّ نجاح المبادرة ارتكز على تنوع القطاعات التي ينتمي إليها المتدربون، بما يسهم في ضمان الأداء باحترافية، وإيجاد آلية للقيادة والمتابعة ونقل الأفكار ذاتيًا بمهارة عالية، وهو ما يبشر بإدارات مؤسسية فاعلة من خلال وجود قيادات ممتازة، تحب العمل، وتسعى للإبداع.

وأضاف أنّ المبادرة تأتي في إطار تفعيل وتطوير القدرات البشرية لتشارك فى تحقيق رؤية مصر 2030 بشكل أشمل، حيث تعد مبادرة «تواصل» منصة وخطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة الابتكار والتفاني في العمل لدى أصحاب المواهب والكفاءات بالوزارة، لافتًا إلى أنّها ترتكز على تعميق مفهوم العمل الجماعي بتنظيم جلسات نقاشية تتناول أهم القضايا والتحديات التى تواجه الاقتصاد المصري داخليًا وخارجيًا للوصول إلى أفكار ومقترحات بناءة يتم اختيار الأنسب منها للتطبيق العملي على أرض الواقع، مشيرًا إلى أنّنا نتطلع لاستمرار تنفيذ مراحل أخرى من المبادرة، لتأهيل أكبر قدر ممكن على الأداء بكفاءة وفاعلية.

وقال أحمد عبد الرازق، الوكيل الدائم لوزارة المالية، إنّ الهيكل الجديد للوزارة يحث على التطوير الذاتي المستمر واكتساب مهارات جديدة، بما يجعله فرصة جيدة لخلق كوادر مميزة مؤهلة لتكون محل القيادات الحالية خلال السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أنّ الوزارة لها طابع مؤسسي والعاملين بها في شتى المصالح والقطاعات والوحدات قادرون على التحاور والتفاوض مع كل المؤسسات والجهات المحلية والعالمية، ولديهم من القدرات والخبرات والكفاءات العالية ما يمكنهم من إيجاد حلول فعالة للتعامل مع الأزمات والتحديات العالمية الراهنة.

وأشاد خالد خلاف الرئيس التنفيذي لمجموعة IBDL للتعلم وممثل جامعة ولاية ميزوري الأمريكية، بالجهود التي بذلتها وزارة المالية في تنظيم وتنفيذ الخطة التدريبية للمبادرة، لافتًا إلى أنّ المرحلة الأولى من المبادرة جعلت لدى الوزارة 465 موهبة مدربة على مهارات القيادة والتطوير المؤسسي، و18 مدربًا معتمدًا دوليًا، وأسهمت في تشكيل بنك أفكار يضم 93 فكرة تطوير بحثية، وفي المرحلة الثانية، تم اختيار المتدربين لبرنامج قيادي متقدم، أدى إلى وجود 59 موهبة مدربة بالوزارة وبنك مشروعات تطوير مؤسسي يتضمن 4 مشروعات مقترحة للإدارة العليا.

وأوضح جميل عزت، استشاري المالية العامة لمشروع إصلاح واستقرار الاقتصاد الكلي، أنّنا نجحنا على مدار الثلاث سنوات الماضية في رفع الكفاءات الاستراتيجية لقادة المستقبل المشاركين في مبادرة «تواصل» بما يتسق مع رؤية «مصر 2030»؛ على نحو يمكنهم من تحليل وحل المشكلات وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، والمشاركة بفعالية في عملية صنع القرار، لافتًا إلى أن المبادرة استجابت لحاجة وزارة المالية لتطوير مهارات قادة المستقبل.

وأضاف جمال حسين رئيس الإدارة المركزية للبحوث المالية والتنمية الإدارية، المدير التنفيذى لمبادرة «تواصل»، أنّ المبادرة منذ انطلاقها تستند إلى مقومات الاستدامة بالاعتماد على العناصر المتميزة من المدربين العاملين بالوزارة من خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والحاصلين على برنامج بناء وتأهيل القيادات الشابة بالجهاز الإداري للدولة، والحاصلين على الماجستير والدكتوراه والموظفين المتميزين؛ للاستفادة من المكتسبات المعرفية والتراكمية لديهم، التي يتم ترجمتها في صورة دراسات وبحوث يتم إعدادها للاستعانة بها في تطوير منظومة العمل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المالية وزارة المالية تنمية القدرات البشرية على نحو

إقرأ أيضاً:

‏«العملات المشفرة» و«الضبطية القضائية».. ‏محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف

نظمت وزارة الأوقاف بالتعاون مع معهد البحوث الجنائية والتدريب التابع لمكتب النائب العام سلسلة من المحاضرات المتخصصة، ضمن برنامج «المعايشة المهنية» الموجه لمفتشي الوزارة، بهدف تعزيز كفاءاتهم المهنية وتطوير معارفهم في مختلف المجالات.

وتناولت المحاضرات قضايا متنوعة تجمع بين الجوانب الإدارية والقانونية والاقتصادية، التي تؤثر بشكل مباشر على أداء المفتشين ودورهم في تحقيق رسالة الوزارة.

وتناول الدكتور طارق الحصري، الخبير المتخصص في الإدارة والتنظيم، موضوع «الإطار المؤسسي للدولة ووزارة الأوقاف»، مستعرضا أهمية البناء المؤسسي للدولة باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الاستقرار الإداري والاقتصادي.

وأكد الحصري، أن وزارة الأوقاف بوصفها جزءًا من الإطار المؤسسي للدولة تنهض بدورٍ محوريٍّ في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف، ما يؤكد رؤية الدولة الشاملة لتعزيز الوعي الديني والتنموي.

محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف

وأوضح الخبير المتخصص في الإدارة والتنظيم أن العمل المؤسسي داخل الوزارة يتطلب تكامل الأدوار بين الإدارات المختلفة، وتطوير نظم الحوكمة بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والشفافية، وشدد على أن الاستثمار في العنصر البشري من خلال التدريب المستمر وبرامج التأهيل يمثل العامل الأهم في تحقيق أهداف الوزارة وضمان قدرتها على مواكبة التحديات.

وألقى المستشار أحمد سعفان، رئيس النيابة بإدارة التفتيش القضائي، محاضرة بعنوان: «العملات المشفرة»، إذ سلط الضوء على هذه الظاهرة التي باتت تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وأوضح أن العملات المشفرة تصدر من قبل مبرمجين محترفين دون أي ضمانات أو تراخيص قانونية، ما يجعلها محفوفة بالمخاطر.

محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف

وأكد أن إصدار العملات هو مسئولية الدول فقط، وليس الأفراد أو الجماعات، لضمان استقرار الاقتصاد وحماية الأمن العام، مبينا أن التعامل بالعملات المشفرة بوضعها الحالي يشهد تقلبات حادة في قيمتها، وغياب أي ضمان قانوني لها، ما يهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي للدول.

من جانب آخر، تناول المستشار أحمد عبد الخالق، رئيس النيابة بإدارة التفتيش القضائي، في محاضرته: «التعريف بالضبطية القضائية سلطات وواجبات مأمور الضبط القضائي بصفة عامة.. ولمفتشي وزارة الأوقاف بصفة خاصة»، وأكد أن القانون يمنح مأمور الضبط القضائي صلاحيات واسعة، لكن استخدامها يتطلب الالتزام التام بالقوانين والأنظمة، مع مراعاة احترام حقوق الأفراد، وأشار إلى أن مفتشي وزارة الأوقاف يتمتعون بسلطات ضبطية خاصة تتطلب منهم إلمامًا كافيًا بالجوانب القانونية والإدارية لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والالتزام في أداء عملهم.

محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف

وأشاد المشاركون في البرنامج بمستوى المحاضرات وأهميتها في تطوير الأداء المهني، وتعزيز فهمهم لمهامهم في ضوء التطورات الحديثة، كما أكدت وزارة الأوقاف أن تنظيم مثل هذه البرامج يأتي ضمن استراتيجيتها لرفع كفاءة كوادرها وتطوير أدائهم بما يحقق أهداف الوزارة في خدمة المجتمع ونشر القيم الإيجابية وتعزيز سيادة القانون.

كما حل ضيف شرف على البرنامج التدريبي المستشار تركي راشد المهندي، مدير معهد الدراسات الجنائية بقطر، حيث أعرب عن تقديره العميق للدور الهام الذي تقوم به وزارة الأوقاف والنيابة العامة في تعزيز الفكر الوسطي ونشر قيم التسامح والاعتدال، إلى جانب إرساء مبادئ العدالة وسيادة القانون.

وأكد خلال كلمته أن التعاون المثمر بين مؤسسات الدولة المصرية يُعد ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان استقرار المجتمع، وأشاد بجهود وزارة الأوقاف في بناء الكوادر الدينية وتأهيلها لمواجهة التحديات الفكرية، وبحرص النيابة العامة على تطوير القدرات القانونية والإدارية للمفتشين بما يحقق تكامل الأدوار بين المؤسسات.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: تضافر جهود جميع المؤسسات الدينية في مصر لنشر صحيح الفكر الإسلامي

التفكك الأسرى يدمر المجتمع.. «الأوقاف» تصدر العدد الأول من مجلة وقاية

«الأوقاف» تطلق عشر قوافل دعوية للواعظات بالمديريات

مقالات مشابهة

  • مصر والسعودية تتفقان على سرعة بدء مبادرة تحسين كفاءة استهلاك الطاقة
  • مباحثات مصرية سعودية لإطلاق تعاون استراتيجي في مجال كفاءة استهلاك الطاقة
  • تعاون مصري سعودي للاستفادة من خبرات المملكة في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة
  • إنشاء 37 مركزًا جامعيًا للتطوير المهني وتدشين سبع منصات.. إنجازات التعليم العالي في بناء منظومة التدريب والتأهيل
  • سياحة أبوظبي تطلق مبادرة «مرفأ أبوظبي الذهبي» التي تتيح لمالكي اليخوت الفاخرة الحصول على الإقامة الذهبية
  • دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تطلق مبادرة «مرفأ أبوظبي الذهبي» التي تتيح لمالكي اليخوت الفاخرة الحصول على الإقامة الذهبية
  • مبادرة مناخية إقليمية لتعزيز دور الشباب في مواجهة التغيرات البيئية
  • محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف
  • العمل تبحث مع التنظيم والإدارة سَدّ العجز الوظيفي بالوزارة ومديرياتها
  • ‏«العملات المشفرة» و«الضبطية القضائية».. ‏محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف