سودانايل:
2024-07-06@12:27:02 GMT

لإبراء جراح السودان

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

كلام الناس
ضمن سلسلة القراءة من أجل التغيير إطلعت عاى كتاب المصالحة الوطنية : إبراء الجراح المؤلفه عطا الحسن البطحاني الذي ترجمه من الانجليزية للعربية شمس الدين ضو البيت مدير المشروع وراعي السلسلة.
طرح الكتاب الدراسة بعض الأسئلة حول المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وقدم إضاءات للتفاكر حولها لتأسيس صرح المصالحة وإبراء الجراح بعد ان استعرض بعض تجارب الدول في العالم.


تناول المؤلف المراحل التي تمر بها المجتمعات بعد فترات الحكم القمعية التي خلفت مجازر ومظالم فردية وجماعية وصنوف من أنماط الظلم والقهر.
أوضح عطا البطحاني انه عندما يلجأ المواطنون للناس وليس للجيوش فانهم يؤسسون لبناء حركة جماهيرية واسعة تسعي لإحداث التغيير المطلوب وسط الاسئلة المشروعة مثل كيف حدث هذا ولماذا حدث والإجابة عليها بطريقة إيجابية.
أكد ضرورة أن تأخذ قضية المساءلة مكانأ مركزياً في مرحلة الانتقال وقال إن العدالة التصالحية عملية يشارك فيها الضحيوالجاني وأن العدالة الانتقالية تستوجب معالجة كافة أشكال المظالم.
أكد المؤلف أهمية مكافحة ظاهرة الافلات من العقاب وتحقيق المساءلة القانونية عن كل النتهاكات التي حدثت واقامة مؤسسات خاصة لتحقيق المساءلة واستعادة الثقة فيها واستعادة احترام سيادة حكم القانون ووضع أسس لمعالجة أسباب الصراع والتهميش.
أكد المؤلف انه ليس هناك ننوذج خاص يمكن الإقتداء به ولابد من إستصحاب التجارب المحلية للمجتمعات في عملية ترميم العلاقات وإصلاح ما مزقته النزاعات والانتهاكات مع ضرورة الاعتذار وتحمل المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبوها والاقرار بها وعمل مواجهات ومحاكمات علنية للمتهمين عبر عملية المكاشفة والمساءلة والتعافي المجتمعي والنفسي.
هذا يستدعي في المقام الأول تكثيف جهود قوى الحرية والتغيير وكل القوى المدنية الديمقراطيةلوقف هذه الحرب العبثية المتمددة عبر تصعيد الحراك المدني الذي بدأ في الداخل والخارج لتفعيل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب ودفع العملية السياسية للانتقال للحكم المدني الديمقراطي الذي علية الاستفادة من كل هذه الإضاءات المهمة لإبراء حراح السودان.

 

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

معلوم تاريخيا: أن جوزيف غوبلز وزير الدعاية في زمن ألمانيا الهتلرية هو الذي أدخل الإعلام كعامل جوهري في المعارك العسكرية في الحرب العالمية الثانية، و لم يتخلف الإعلام في كل الحروب التي كانت قد خاضتها المانيا في ظل النازية و خاصة في دول أوروبا.. كان الإعلام يستخدم الحرب النفسية ضد شعوب الدول التي كان يراد أحتلالها و السيطرة عليها، و من تلك الفترة أصبح الإعلام يلعب دورا أساسيا في المعارك العسكرية، بهدف تحطيم المعنويات وسط مقاتلي العدو و أيضا شعوبهم، و الغريب في الحرب الدائرة في السودان أن إعلام الميليشيا الذي جندت له العديد من الإعلاميين و الصحافيين السودانيين و غيرهم من الدول الأخرى، و جعلت لهم مراكز عديدة في عدد من دول شرق أفريقيا، و أيضا في بعض الدول العربية و الغربية، و هؤلاء دورهم الأساسي أن يخلقوا حالة من الإحباط النفسي و المعنوي وسط الجماهير، لكي يشككوا في قيادة الجيش، و يقولون ليست قدر التحدي، أو أن لها أجندة أخرى غير أجندة المواطنين التي تتركز على إخراج الميليشيا من منازلهم و إعادة ممتلكاتهم، و الهدف من ذلك هو ضرب اسفين بين الجيش و الشعب، في اعتقاد أن فك ارتباط هذه العلاقة سوف تدفع قيادة الجيش من خلال الضغط الخارجي أن تستجيب لدعوات "لا للحرب" و الهدف عمل تسوية بين المتقاتلين للعودة لفترة ما قبل الحرب" الاتفاق الإطاري"..
و أن تصريحات القائد العام للجيش الذي أكد فيها لن يكون للميليشيا موطيء قدم في البلاد. و تصريحات مساعد القائد التي وضع فيها أربعة شروط للميليشيا تؤكد أن الجيش لن يساوم في قضية القضاء على الميليشيا.. و يجب النظر للقضية بموضوعية بعيدا عن المزايدات السياسية، و التي تحاول أن تصور فيها بعض من قوى اليسار و التابعين لهم، أن الإسلاميين مسيطرين على القرار في الجيش، هي فرية سياسية تهدف منها أحزاب قحت المركزي و بعض قبائل اليسار الذين فقدوا قدرتهم على التعاطي مع الفكر السياسي، و أصبحوا مجرد أدوات فاقدة الأهلية، و قدرتهم أصبحت فقط على صناعة شعارات التحريض، و حتى التحليل السياسي للأحداث قد فشلوا فيه، و أوكلوا ذلك لعدد من مثقفي المقاولات بالقطعة.. أن هدف هؤلاء من ربط الإسلاميين بالجيش لزرع الخوف في حكام دول الخليج و أيضا في صناع القرار في الغرب و أمريكا.. واصبح الرهان الوحيد لهذه القيادات و التابعين لها هو البحث عن رافعة لهم من دول الخارج تمكنهم من الوصول للسلطة دون الدعوة إلي الانتخابات.. و أيضا غياب الإعلام في معركة الكرامة يؤكد ليس هناك أي نفوذ للإسلاميين على الجيش، و إذا كان بالفعل لهم نفوذ لم يكن هناك شكوى لغياب الإعلام. و يعلم كل السودانيين كيف كان يدير الإسلاميون الآلة الإعلامية زمن الإنقاذ في حربهم مع الحركة الشعبية، أسسوا إعلاما موازيا لإعلام الدولة و أنتجوا به المادة الإعلامية التي تغطي العمليات الحربية مع الحركة الشعبية، و إذا كان الإسلاميون هم يديرون الآلة الحربية كانوا سيطروا على الساحة إعلاميا، و الكل يعرف ذلك..
استطاع إعلام الميليشيا أن يكون مؤثرا في مجريات الحرب، و خاصة في الحرب النفسية وسط الناس، من خلال تصوير أن قوات الميليشيا هي التي تبادر في العمليات العسكرية، و هي التي تختار أين تكون أماكنها، و تحاول أن تصور بأن قيادة الجيش ضعيفة و لا تستطيع مجاراة الميليشيا، بهدف خلق حالة من الإحباط و الذعر وسط الشعب، بالقول أن الجيش غير قادر على حماية القرى و المدن و المدنيين، رغم أن الميليشيا تعلم تماما؛ أنها فقدت القدرة على المبادرة، و كل محاولاتها هو إظهار أنها ماتزال مؤثرة و لها قوة ضاربة تساعدها على الحركة، و هي بذلك تقدم طلبا للمجتمع الدولي أن يضغط على قيادة الجيش في السودان لكي يذهبوا إلي مائدة التفاوض، و ليس للميليشيا خيار غير " تسوية سياسية" تعيدها مرة أخرى و اتباعها من القوى السياسية إلي أجندة "الإتفاق الإطاري" و هي أجندة قد تجاوزتها الأحداث، و تجاوزت حتى الذين كانوا فاعلين فيها، أن الاحتفاظ بتماسك اللحمة بين الشعب و الجيش وحده سوف يحبط كل المؤامرات التي تحاك ضد السودان..
كان المتوقع من القيادات التي على رأس الجيش و السلطة، و جميعهم قد درسوا دراسات إستراتيجية و يعلمون أهمية الإعلام في المعركة العسكرية، أن يلتفتوا إلي دور الإعلام في المعركة، و يؤسس لعمل أعلامي مدروس قادر للتصدى لإعلام الميليشيا ، و التي أصبحت تركز على العمل الإعلامي بهدف ضرب العلاقة بين الشعب و الجيش.. و في نفس الوقت زراعة الإحباط في المجتمع. و هناك العديد من الطابور الخامس و الجهلاء داخل السودان و خارجه يرفعون البوسترات الداعمة للميليشيا على الوسائط الإعلامية لتخويف المواطنين، و في نفس الوقت إدخال الياس في قلوبهم.. و أن الميليشيا قد استطاعت أن تستقطب العديد من هؤلاء الذين يعملون على مدار 24 ساعة، لخلق حالة الاحباط وسط الناس. و كان على الجيش أن يلتفت لذلك، باعتبار أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في المعركة، و كان عليهم أن يفتحوا الباب لمراسلين حربين من السودانيين للعمل من أجل طمأنة الناس من خلال ضخ المعلومات الصحيحة باستمرار، و مساعدة القنوات التي كانت تعمل في البلاد مثل النيل الأزرق و سودانية 24 و البلد و الشروق للتصدي لهذه الحملة الإعلامية، و أيضا دعم الصحف.. أن الحرب الدائرة الآن، ليست معركة سياسية فقط، بل هي معركة وجود و يلعب الشعب و الجيش الدور الأساسي في حسمها لصالح الوطن و الموطنيين. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • العمال يعودون لحكم بريطانيا ويتعهدون بتجسيد التغيير بعد فوزهم في الأنتخابات التشريعية
  • ديباي.. «المؤلف الناجح»!
  • السودان: رسائل إلى المجتمعين في القاهرة
  • الكتابة في زمن الحرب (28):  التغيير الفعال
  • جراح تجميل في هوليوود يكشف عن عمليات تجميل أجراها بايدن وترامب
  • سام: محاولة اختطاف فتاة على يد مقربين من قيادي في الانتقالي جريمة تستوجب المساءلة
  • مصر ماذا تريد !!
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • مهرجان المسرح المصري يكرم المؤلف أحمد الإبياري