الجزيرة:
2025-01-31@06:04:00 GMT

هل تستعيد الصين معجزتها الاقتصادية في عام 2024؟

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

هل تستعيد الصين معجزتها الاقتصادية في عام 2024؟

أثار التعافي الاقتصادي المخيب للآمال في الصين خلال المرحلة اللاحقة لجائحة كوفيد-19 شكوكا كبيرة حول أسس النمو المذهل الذي حققته البلاد على مدى عقود، ووضع بكين أمام خيار صعب لعام 2024 وما بعده، فإما أن تتحمل عبء المزيد من الديون، أو تحقق نموا أقل.

وكانت التوقعات تشير إلى أنه بمجرد رفع الصين القيود الصارمة التي فرضتها لاحتواء انتشار فيروس كورونا سيعود المستهلكون إلى مراكز التسوق، ويتواصل تدفق الاستثمارات الأجنبية، ويزداد نشاط المصانع، وتستقر مزادات الأراضي ومبيعات المنازل.

لكن المتسوقين الصينيين بدؤوا في الادخار تحسبا لتكرار الأيام العصيبة، وسحبت شركات أجنبية أموالها، ويواجه المصنعون تراجعا في الطلب من الغرب، وشهدت الموارد المالية للحكومات المحلية تذبذبا، وتخلفت شركات للتطوير العقاري عن السداد.

وقدمت التوقعات التي تحطمت على صخرة الواقع مسوغا إلى حد ما لأولئك الذين دائما ما شككوا في نموذج النمو الصيني.

ويقول المتشككون إزاء الصين إن بكين أخفقت في تحويل الاقتصاد من تنمية يقودها قطاع البناء إلى نمو قائم على الاستهلاك قبل عقد من الزمن حينما كان يجب عليها فعل ذلك. ومنذ ذلك الحين، فاقت الديون الاقتصاد، ووصلت إلى حد أن الحكومات المحلية والشركات العقارية تكافح حاليا من أجل سداد خدمات الديون المستحقة عليها.

وتعهد صانعو السياسات هذا العام بتعزيز الاستهلاك وتقليل اعتماد الاقتصاد على قطاع العقارات. وتوجه بكين البنوك لتقديم مزيد من القروض للصناعات المتطورة بعيدا عن العقارات.

غير أن وضع خريطة طريق ملموسة طويلة الأجل لتسوية الديون وإعادة هيكلة الاقتصاد يظل أمرا بعيد المنال.

يقول المتشككون إزاء الصين إن بكين أخفقت في تحويل الاقتصاد من تنمية يقودها قطاع البناء إلى نمو قائم على الاستهلاك قبل عقد من الزمن حينما كان يجب عليها فعل ذلك. (وكالة الأناضول)

وأيا كانت الاختيارات التي ستتخذها الصين، سيكون لزاما عليها أن تأخذ في الاعتبار شيخوخة السكان وانكماش عددهم والبيئة الجيوسياسية الصعبة في ظل تزايد قلق الغرب من التعامل مع الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ما أهمية الأمر؟

من المرجح أن ينمو اقتصاد الصين في حدود الـ5% خلال 2023 متجاوزا سرعة نمو الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، تكمن تحت هذا العنوان حقيقة أن الصين تستثمر أكثر من 40% من إنتاجها، وهو ضعف ما تستثمره الولايات المتحدة، مما يشير إلى أن جزءا كبيرا منه غير منتج.

ويعني هذا أن العديد من الصينيين لا يشعرون بالنمو المحقق. وتجاوزت معدلات البطالة بين الشباب 21% في يونيو/حزيران الماضي، وهي آخر بيانات يتم نشرها قبل توقف الصين عن إصدارها بشكل أثار الجدل.

ويعمل خريجو الجامعات الذين درسوا من أجل الالتحاق بوظائف في الاقتصاد المتقدم حاليا في وظائف لا تتطلب مهارات كبيرة لتغطية نفقاتهم، في حين تُخفض أجور آخرين. ويشعر أصحاب المنازل بأنهم أكثر فقرا في اقتصاد توضع فيه 70% من ثروات الأسر في العقارات. وحتى في إحدى النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد وهي قطاع السيارات الكهربائية، سببت حرب الأسعار إزعاجا للموردين والعمال.

ويقول محللون إن التشاؤم على الصعيد الوطني قد يعرض الرئيس شي جين بينغ لمخاطر تتعلق بالاستقرار الاجتماعي. وسيكون هذا ملموسا على نطاق واسع، لأن معظم الصناعات العالمية تعتمد بصورة كبيرة على الموردين في الصين. وتعتمد أفريقيا وأميركا اللاتينية على شراء الصين لسلعهما الأساسية وتمويل التصنيع فيهما.

ماذا عن 2024؟

إن المشاكل التي تواجهها الصين لا تمنحها سوى القليل من الوقت قبل أن تضطر لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة. ويحرص صانعو السياسات على تغيير بنية الاقتصاد، لكن الإصلاح كان دائما أمرا صعبا في الصين.

يشعر أصحاب المنازل بأنهم أكثر فقرا في اقتصاد توضع فيه 70% من ثروات الأسر في العقارات. وحتى في إحدى النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد وهي قطاع السيارات الكهربائية، سببت حرب الأسعار إزعاجا للموردين والعمال. (رويترز)

وتتعثر بالفعل الجهود الرامية إلى تعزيز رفاه مئات الملايين من العمال المهاجرين الريفيين، الذين يمكنهم بحسب بعض التقديرات إضافة 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي إلى استهلاك الأسر إذا تمتعوا بنفس الخدمات العامة مثل سكان المناطق الحضرية، بسبب مخاوف بشأن الاستقرار الاجتماعي والتكاليف.

وتصطدم جهود الصين لحل مشكلات قطاع العقارات والديون بمخاوف مماثلة. من يدفع ثمن استثماراتهم السيئة؟ البنوك أم الشركات المملوكة للدولة أم الحكومة المركزية أم الشركات أم الأسر؟.

ويقول اقتصاديون إن أيا من هذه الخيارات قد يعني ضعف النمو في المستقبل. ومع ذلك، تبدو الصين في الوقت الراهن مترددة في اتخاذ خيارات من شأنها التضحية بالنمو من أجل تحقيق الإصلاح.

ويدعو مستشارو الحكومة إلى نمو مستهدف عند 5% للعام المقبل.

وفي حين أن هذه النسبة تتسق مع هدفه عام 2023، فإنها لن تحظى بالثناء نفسه على أساس سنوي إذا ما قورنت بالركود الناجم عن إجراءات الإغلاق في عام 2022.

وقد يدفع مثل هذا الهدف الصين نحو مزيد من الديون وهو نوع من التيسير المالي الذي أدى إلى قيام وكالة موديز بخفض نظرتها المستقبلية لتصنيف الصين الائتماني إلى سلبية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، مما دفع الأسهم الصينية إلى تسجيل أدنى مستوياتها في 5 سنوات.

وسيشي موضع إنفاق هذه الأموال بما إذا كانت بكين تغير نهجها، أو تضاعف نموذج النمو الذي يخشى الكثيرون أن يكون قد بلغ نهايته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الاقتصاد

إقرأ أيضاً:

بغداد تستعيد 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا

أعلن العراق عودة 148 عائلة من مواطنيها إلى البلاد من مخيم "الهول" في سوريا، حسبما أعلنته مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى، في وقت سابق.

وتؤكد بغداد مواصلة جهود إعادة مواطنيها من مخيمات شمال شرقي سوريا التي تضم عوائل مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وفاة 308 أطفال في مخيم الهول بشرق سوريا - موقع 24أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوفاة 308 أطفال منذ مطلع يناير(كانون الثاني) الماضي، وحتى أمس الأحد، في مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرق محافظة الحسكة السورية. تدقيق أمني

ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن مدير فرع مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى، خالد عبد الكريم، قوله إنه "تمت إعادة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري معظمهم من النساء والأطفال، السبت الماضي، وأن العودة تحققت بعد إتمام عملية التدقيق الأمني وثبوت عدم تورط العائدين بقضايا في العراق أو كونهم مطلوبون أمنياً".
وتابع أن "العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي في مخيم الجدعة جنوبي الموصل وسيطبق عليهم برنامج خاص بإعادة التأهيل قبل عودتهم لديارهم".

فرنسا تخصص مساعدة إنسانية لمخيم الهول - موقع 24أعلن وزير الخارجية الفرنسي اليوم الاثنين أن فرنسا ستخصص مليون يورو من المساعدة الانسانية لمخيمات النازحين في شمال شرق سوريا، وخصوصاً مخيم الهول الذي يضم آلاف النساء والأطفال الأجانب المرتبطين بتنظيم داعش. الدفعة العشرين وتعد هذه الدفعة العشرين منذ بدء التنسيق بين الحكومة العراقية والإدارة الذاتية الكردية لإخراج اللاجئين العراقيين في المخيم، والثانية من نوعها منذ مطلع العام الجاري.
ويضم مخيم "الهول" المكتظ بمحتجزي عائلات تنظيم "داعش" الإرهابي، عشرات الآلاف، بينهم عراقيون وسوريون وأجانب ينتمون إلى 45 دولة على الأقل، وتشكل النساء والأطفال غالبية سكان المخيم، بالإضافة إلى نحو ثلاثة آلاف رجل، معظمهم من العراقيين والسوريين، بينهم عوائل لمسلحي "داعش" وآخرون نازحون ولاجئون فروا من مناطق سيطرة التنظيم سابقاً.

مقالات مشابهة

  • مبيعات العقارات للأجانب في تركيا تراجع إلى أدنى مستوى خلال 7 سنوات
  • الاقتصاد السعودي ينمو بأسرع وتيرة في عامين
  • تقرير لمعلومات الوزراء حول الاقتصاد الإبداعي وأهميته في التنمية الاقتصادية
  • الاقتصاد السعودي ينمو بـ 4.4% في الربع الأخير من 2024
  • بلها: ليبيا مهددة بالانزلاق في الديون المحلية والخارجية
  • حبس وغرامة.. تفاصيل حكم المحكمة الاقتصادية ضد الفنانة منى فاروق| عاجل
  • منى فاروق تتقدم باستئناف على حكم حبسها 3 سنوات أمام المحكمة الاقتصادية
  • الحويج يدعو إلى تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين ليبيا وصربيا وتوقيع اتفاقيات جديدة
  • الصين باعت سيارات كهربائية في 2024 أكثر من أمريكا وأوروبا
  • بغداد تستعيد 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا