الجزيرة:
2025-04-25@04:32:32 GMT

هل تستعيد الصين معجزتها الاقتصادية في عام 2024؟

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

هل تستعيد الصين معجزتها الاقتصادية في عام 2024؟

أثار التعافي الاقتصادي المخيب للآمال في الصين خلال المرحلة اللاحقة لجائحة كوفيد-19 شكوكا كبيرة حول أسس النمو المذهل الذي حققته البلاد على مدى عقود، ووضع بكين أمام خيار صعب لعام 2024 وما بعده، فإما أن تتحمل عبء المزيد من الديون، أو تحقق نموا أقل.

وكانت التوقعات تشير إلى أنه بمجرد رفع الصين القيود الصارمة التي فرضتها لاحتواء انتشار فيروس كورونا سيعود المستهلكون إلى مراكز التسوق، ويتواصل تدفق الاستثمارات الأجنبية، ويزداد نشاط المصانع، وتستقر مزادات الأراضي ومبيعات المنازل.

لكن المتسوقين الصينيين بدؤوا في الادخار تحسبا لتكرار الأيام العصيبة، وسحبت شركات أجنبية أموالها، ويواجه المصنعون تراجعا في الطلب من الغرب، وشهدت الموارد المالية للحكومات المحلية تذبذبا، وتخلفت شركات للتطوير العقاري عن السداد.

وقدمت التوقعات التي تحطمت على صخرة الواقع مسوغا إلى حد ما لأولئك الذين دائما ما شككوا في نموذج النمو الصيني.

ويقول المتشككون إزاء الصين إن بكين أخفقت في تحويل الاقتصاد من تنمية يقودها قطاع البناء إلى نمو قائم على الاستهلاك قبل عقد من الزمن حينما كان يجب عليها فعل ذلك. ومنذ ذلك الحين، فاقت الديون الاقتصاد، ووصلت إلى حد أن الحكومات المحلية والشركات العقارية تكافح حاليا من أجل سداد خدمات الديون المستحقة عليها.

وتعهد صانعو السياسات هذا العام بتعزيز الاستهلاك وتقليل اعتماد الاقتصاد على قطاع العقارات. وتوجه بكين البنوك لتقديم مزيد من القروض للصناعات المتطورة بعيدا عن العقارات.

غير أن وضع خريطة طريق ملموسة طويلة الأجل لتسوية الديون وإعادة هيكلة الاقتصاد يظل أمرا بعيد المنال.

يقول المتشككون إزاء الصين إن بكين أخفقت في تحويل الاقتصاد من تنمية يقودها قطاع البناء إلى نمو قائم على الاستهلاك قبل عقد من الزمن حينما كان يجب عليها فعل ذلك. (وكالة الأناضول)

وأيا كانت الاختيارات التي ستتخذها الصين، سيكون لزاما عليها أن تأخذ في الاعتبار شيخوخة السكان وانكماش عددهم والبيئة الجيوسياسية الصعبة في ظل تزايد قلق الغرب من التعامل مع الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ما أهمية الأمر؟

من المرجح أن ينمو اقتصاد الصين في حدود الـ5% خلال 2023 متجاوزا سرعة نمو الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، تكمن تحت هذا العنوان حقيقة أن الصين تستثمر أكثر من 40% من إنتاجها، وهو ضعف ما تستثمره الولايات المتحدة، مما يشير إلى أن جزءا كبيرا منه غير منتج.

ويعني هذا أن العديد من الصينيين لا يشعرون بالنمو المحقق. وتجاوزت معدلات البطالة بين الشباب 21% في يونيو/حزيران الماضي، وهي آخر بيانات يتم نشرها قبل توقف الصين عن إصدارها بشكل أثار الجدل.

ويعمل خريجو الجامعات الذين درسوا من أجل الالتحاق بوظائف في الاقتصاد المتقدم حاليا في وظائف لا تتطلب مهارات كبيرة لتغطية نفقاتهم، في حين تُخفض أجور آخرين. ويشعر أصحاب المنازل بأنهم أكثر فقرا في اقتصاد توضع فيه 70% من ثروات الأسر في العقارات. وحتى في إحدى النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد وهي قطاع السيارات الكهربائية، سببت حرب الأسعار إزعاجا للموردين والعمال.

ويقول محللون إن التشاؤم على الصعيد الوطني قد يعرض الرئيس شي جين بينغ لمخاطر تتعلق بالاستقرار الاجتماعي. وسيكون هذا ملموسا على نطاق واسع، لأن معظم الصناعات العالمية تعتمد بصورة كبيرة على الموردين في الصين. وتعتمد أفريقيا وأميركا اللاتينية على شراء الصين لسلعهما الأساسية وتمويل التصنيع فيهما.

ماذا عن 2024؟

إن المشاكل التي تواجهها الصين لا تمنحها سوى القليل من الوقت قبل أن تضطر لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة. ويحرص صانعو السياسات على تغيير بنية الاقتصاد، لكن الإصلاح كان دائما أمرا صعبا في الصين.

يشعر أصحاب المنازل بأنهم أكثر فقرا في اقتصاد توضع فيه 70% من ثروات الأسر في العقارات. وحتى في إحدى النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد وهي قطاع السيارات الكهربائية، سببت حرب الأسعار إزعاجا للموردين والعمال. (رويترز)

وتتعثر بالفعل الجهود الرامية إلى تعزيز رفاه مئات الملايين من العمال المهاجرين الريفيين، الذين يمكنهم بحسب بعض التقديرات إضافة 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي إلى استهلاك الأسر إذا تمتعوا بنفس الخدمات العامة مثل سكان المناطق الحضرية، بسبب مخاوف بشأن الاستقرار الاجتماعي والتكاليف.

وتصطدم جهود الصين لحل مشكلات قطاع العقارات والديون بمخاوف مماثلة. من يدفع ثمن استثماراتهم السيئة؟ البنوك أم الشركات المملوكة للدولة أم الحكومة المركزية أم الشركات أم الأسر؟.

ويقول اقتصاديون إن أيا من هذه الخيارات قد يعني ضعف النمو في المستقبل. ومع ذلك، تبدو الصين في الوقت الراهن مترددة في اتخاذ خيارات من شأنها التضحية بالنمو من أجل تحقيق الإصلاح.

ويدعو مستشارو الحكومة إلى نمو مستهدف عند 5% للعام المقبل.

وفي حين أن هذه النسبة تتسق مع هدفه عام 2023، فإنها لن تحظى بالثناء نفسه على أساس سنوي إذا ما قورنت بالركود الناجم عن إجراءات الإغلاق في عام 2022.

وقد يدفع مثل هذا الهدف الصين نحو مزيد من الديون وهو نوع من التيسير المالي الذي أدى إلى قيام وكالة موديز بخفض نظرتها المستقبلية لتصنيف الصين الائتماني إلى سلبية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، مما دفع الأسهم الصينية إلى تسجيل أدنى مستوياتها في 5 سنوات.

وسيشي موضع إنفاق هذه الأموال بما إذا كانت بكين تغير نهجها، أو تضاعف نموذج النمو الذي يخشى الكثيرون أن يكون قد بلغ نهايته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الاقتصاد

إقرأ أيضاً:

صحيفة: إنجاز اتفاقات تجارية سريعة عامل حاسم لإثبات جدوى سياسة ترامب الاقتصادية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتبرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن إنجاز اتفاقات تجارية جديدة بات عاملا حاسما لإثبات جدوى السياسة الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل تصاعد الضغوط لاحتواء الاضطرابات في الأسواق وإعادة الاقتصاد الأمريكي إلى مسار أكثر استقرارا.
وذكرت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أن ترامب يواجه ضغوطا متزايدة لإبرام اتفاقات تجارية في أسرع وقت ممكن، في خطوة من شأنها تهدئة الأسواق وإثبات أن سياسته القائمة على فرض رسوم جمركية شاملة وذات ثقل تؤتي ثمارها. 
وأضافت أنه مع استمرار المخاوف من ركود اقتصادي وارتفاع التضخم، شهدت الأسواق مجددا أمس تراجعا حادا، ما يعزز القناعة بأن الرسوم الجمركية تمثل عاملا رئيسيا وراء هذا الاضطراب، ليس فقط في وول ستريت، بل على امتداد الاقتصاد الأمريكي. 
وفي الوقت نفسه، تتخذ الصين موقفا أكثر تشددا، مع تهديدات جديدة بالانتقام من الدول التي تتعاون مع ترامب لتقليص أو إلغاء الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، وهو ما يزيد من احتمالات تحول الحرب التجارية بين بكين وواشنطن إلى ما يشبه حربا باردة شاملة. 
في المقابل، تستطيع الولايات المتحدة تحسين موقفها بدرجة كبيرة أمام الصين من خلال إبرام اتفاقات تجارية مع دول أخرى، خاصة إذا أسفرت عن قواعد أكثر عدلا لصادراتها. 
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إعلان الهند والولايات المتحدة أمس عن "تقدم كبير" نحو اتفاق تجاري ثنائي ليبعث على التفاؤل، قائلة إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلنا عن وضع "خريطة طريق لمزيد من المحادثات بشأن الأولويات الاقتصادية المشتركة"، في مسعى للتوصل إلى اتفاق يعزز خلق الوظائف وتحسين رفاهية المواطنين في كلا البلدين، ويعمل على "تنمية التجارة الثنائية". 
وأفادت بأن ترامب شخصيا انخرط الأسبوع الماضي في محادثات تجارية مع اليابان، وهو تطور إيجابي آخر. 
وخلال فاعلية "دحرجة بيض عيد الفصح" في البيت الأبيض، أعرب الرئيس الأمريكي عن ثقته بإمكانية التوصل إلى عدة اتفاقات تجارية، في تصريحات تبدو أكثر من مجرد استعراض، خاصة في ظل تلقي بلاده مقترحات من 15 دولة، إلى جانب طلبات من أكثر من 75 دولة للدخول في مفاوضات. 
وأفادت "نيويورك بوست" بأنه مع ذلك، يبقى التوقيع الفعلي على اتفاق أو أكثر هو العامل الأكثر طمأنة للرأي العام. وكلما حدث ذلك بسرعة، كانت الفوائد أكبر. 
ورأت أنه مع تسارع وتيرة هذه الديناميكية، ستسارع الدول الأخرى إلى الدخول في السباق، في مسعى لعدم التخلف عن الركب. أما وول ستريت، فستستقبل ذلك بارتياح، وسينخفض مستوى القلق لدى قطاع الأعمال. 
وتتوقع الصحيفة الأمريكية أن تكون النتائج ممتازة، ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأسره، نظرا لما قد يجلبه إنهاء التصعيد التجاري من فوائد مرتبطة بالتجارة الحرة والعادلة، وانحسار حالة عدم اليقين. 
واستدركت قائلة إن استمرار هذا الاضطراب لفترة أطول سيؤدي إلى أضرار أعمق، موضحة أن الكثير في المرحلة الراهنة يتوقف على نتائج الاتفاقات التجارية، ما يجعل من الضروري أن يتحرك ترامب بسرعة ويحقق نجاحا ملموسا، فذلك هو السبيل الأمثل لإثبات صحة رهانه، ووضع الاقتصاد الأمريكي مجددا على مسار أكثر استقرارا.
 

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الرقم القومي للعقار يدعم الصناعة الوطنية ويحفز الاقتصاد
  • خبير: اقتصاد المملكة محصن من تداعيات الحرب الاقتصادية … فيديو
  • لجنة الشؤون الاقتصادية بـ الشيوخ تقر الحساب الختامي للمجلس للسنة المالية 2023-2024
  • وزير المالية: متمسكون بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية لضمان تنافسية الاقتصاد المصري
  • "دراسة المؤشرات الاقتصادية المؤثرة على الاستثمار الزراعي" ورشة عمل بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي
  • بكين: الصين وإيران تبحثان تعميق التعاون الثنائي خلال لقاء رفيع المستوى
  • وزير الاستثمار يبحث مع سفير الصين سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • «كجوك» يلتقي مع عدد من نظرائه بمجموعة العشرين وممثلى كبرى المؤسسات الاقتصادية
  • صحيفة: إنجاز اتفاقات تجارية سريعة عامل حاسم لإثبات جدوى سياسة ترامب الاقتصادية