تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم): البيان الختامي لاجتماعات المكتب التنفيذي 17-20 ديسمبر
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
عقد المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" اجتماعاً مهماً بالعاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 17-20 ديسمبر 2023 ناقش خلاله التطورات في ساحة الوطن مع دخول الحرب شهرها التاسع واتساع رقعتها وتمددها من الخرطوم لولايات دارفور وكردفان، وأخيراً لولاية الجزيرة وتخوم ولايات أخرى، مما يضاعف معاناة شعبنا وينشر مزيداً من الموت والتدمير والتشريد والانتهاكات، وأكد الاجتماع أنه لا بديل لإنهاء هذه الكارثة وانتشال وطننا من شفا حفرة الحرب الأهلية والفوضى الشاملة والتقسيم إلا بوقف القتال فوراً وبدون تأخير واعتماد خيار الحل السياسي التفاوضي، وشدد الاجتماع بأنه لا حلول عسكرية مشروعة للأزمة السودانية وأكد أن طرفي النزاع يتحملان مسؤولية الانتهاكات التي نتجت عن هذه الحرب والتي نؤكد ادانتنا لها بأقوى أشكال الإدانة.
حيا المجتمعون ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، ومحطاتها البارزة التي شهدت جولات من المقاومة الجماهيرية - ضد نظام "الإنقاذ" - حوّل فيها السودانيون معاناتهم إلى غضبٍ نبيل وثورةٍ على واقع الاستبداد الغاشم، مستهدين بالسّطْع الدامي المتدفق من شرايين الشهداء، حتى حسموا المعركة لصالح إرادتهم الموحدة بعد ثلاثين عاماً لم تتوقف خلالها جولات المقاومة الباسلة إلّا لتبدأ مرةً أخرى بحثاً، بدأب النمل، عن وطنٍ جديد ترفرف فوقه رايات الحرية والسلام والعدالة.
لكنّ قوى النظام المدحور الآثمة واصلت تربصها بآمال شعبنا وحقه في الحرية والحياة الكريمة، وظلت تضع العراقيل في مسيرة الانتقال حتى تمكنت من تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر فعاد السودانيون للشوارع والنشيد، مؤكدين ألّا قوة على وجه الأرض تحول بينهم وبين تحقيق حلمهم بالوطن الجديد .. ومع رفض شعبنا للانقلاب وإصراره على استرداد مسار التحول المدني الديمقراطي، لم تتورع قوى النظام المباد من إشعال حرب 15 أبريل انطلاقاً من سقفهم الأخلاقي الخفيض الذي لا يقيم وزناً لدماء السودانيين وتدمير ممكنات وطنهم ووضعه على شفير الانهيار الكامل والتقسيم، ظناً منهم أن إشعال الحرب سينهي مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة ويحقق أحلاهم في العودة للسلطة، متناسين أن ثورة ديسمبر هي الراية والغاية، وأن شعبنا لن يسمح بإسقاط تلك الراية حتى يبلغ الغاية وهي اللحظة التي يكتمل فيها خلاص الوطن من ميراثه حكمهم البغيض ويصبح وطناً يسع جميع أهله ويحيطهم بشروط الوجود الكريم بلا تمييز ولا تهميش.
انخرط المكتب التنفيذي لـ "تقدم" في نقاشات عميقة نتجت عنها مخرجات تستجيب للوضع السياسي في البلاد، كما ناقش ترتيبات عقد المؤتمر التأسيسي وخلص إلى الآتي:
أولاً: الوضع السياسي الراهن وجهود وقف الحرب:
1- الشروع الفوري في الاتصال بقيادة القوات المسلحة والدعم السريع والجلوس معهما لضمان اتخاذ حزمة من الترتيبات العاجلة لحماية المدنيين وحثهم للانصياع لصوت العقل والوفاء بتعهداتهم المعلنة بعدم التعرض للمدنيين في أماكن سيطرتهما، وتوفير ممرات امنة، وايصال المساعدات بشكل عاجل، والعودة العاجلة للتفاوض عبر منبر جدة والاستجابة لمقترح قادة دول الإيقاد بعقد لقاء مباشر بين القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع من أجل الوقف غير المشروط لإطلاق النار لمعالجة الكارثة الإنسانية وابتدار المسار السياسي السلمي لمخاطبة قضايا الأزمة بعقل وطني جماعي يفضي للتوافق على مشروع وطني يخاصم الاستبداد ويطوي صفحة الحروب.
2- التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي لدعم جهود الاستجابة للكارثة الإنسانية ومعالجتها ودعم جهود الحل السلمي التفاوضي، وفي هذا السياق فإننا في تقدم ندعو لعقد جلسات عاجلة لمجلس السلم والامن الافريقي ومجلس الامن لمتابعة التطورات السياسية في البلاد، وتوفير آليات لحماية المدنوايصال المعونات العاجلة من قبل المؤسسات الدولية بما يشمل: انشاء معسكرات للنزوح الداخلي بحماية دولية ووضع آليات فعالة قيد الاستعداد لحماية المدنيين وفتح الممرات الانسانية بإشراف دولي.
3- رحب الاجتماع بتشكيل مجلس حقوق الانسان لجنة برئاسة محمد شاندي للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات التي وقعت منذ اندلاع الحرب.
ثانياً: عقد المؤتمر التأسيسي:
1- أكمل الاجتماع إعداد خطة العمل لعقد المؤتمر التأسيسي الجامع للقوى الديموقراطية المدنية - استناداً على تقارير وخطط اللجان المختلفة - ورفعها للمجلس القيادي الذي أجازها في اجتماع إسفيري بعد ظهر اليوم، حيث تقرر عقد المؤتمر التأسيسي خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير القادم.
2- تقرر تشكيل لجنة تحضيرية تتولى مهام التنسيق والتنفيذ للأنشطة التي ستقود للمؤتمر التأسيسي، بما فيها مهمة البناء في ولايات السودان المختلفة وفي المهاجر، لتنظيم أوسع جبهة مدنية ديمقراطية من السودانيين والسودانيات المتطلعين لإنهاء الحرب وتحقيق غايات ثورة ديسمبر المجيدة.
هذا وفي خاتمة الاجتماع تقدم المكتب التنفيذي بالشكر لدولة كينيا، قيادة ً وحكومةً وشعباً، على استضافتها للاجتماع ومواقفها الداعمة لوقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
الأربعاء 20 ديسمبر 2023
#تقدم
#لا_للحرب
#السودان_الوطن_الواحد
#السودانيون_يستحقون_السلام
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المکتب التنفیذی ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
يا شعبنا المعلم: أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
بالأمس وجدت نفسي في الشارع اردد دون وعي: الفيك محرية أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
يا لعبقرية شعارات اختصرت المسيرة الاجرامية الفاسدة في كلمتين!
ثورة تليق بهذا الشعب العظيم الذي فجّر خلال حوالي نصف قرن ثلاث ثورات، شهدت على عظمته وعبقريته وحبه للحرية وكراهيته للظلم والاستبداد.
النظام الكيزاني الذي عرف بالإنقاذ وهو لم ينقذ سوى حزبه ومنسوبيه تاركا الوطن تتقاذفه اعاصير الفتن والحروب التي أوجد ورعى أسبابها. النظام الكيزاني الذي استمر حتى الساعة بعد ان قام بتغيير جلده عدة مرات، ليختبئ أحيانا خلف ظهر اللجنة الأمنية، او من خلف ظهر حكومة الأمر الواقع بعد انقلاب 2021. ورغم قسوة الأنظمة العسكرية بصفة عامة الا ان النظام الكيزاني كان يمثل ذروة سنام إجرام تلك الأنظمة، نظام نشأ من اكذوبة اذهب الى القصر رئيسا واذهب الى السجن حبيسا، ثم تناسلت الأكاذيب حتى غطت وجه النظام الفاسد كله.
قاموا بتفكيك كل شيء، أملا في (إعادة صياغة الانسان السوداني)، أملا في تدجينه وطمس هويته وحبه للحرية ورفضه للاستبداد والاستعباد، أملا في شغله بهمومه الشخصية وابعاده عن الهم العام والانشغال بقضية وطنه وأبناء وطنه.
فحرموه من كل حقوقه، من حقه في تعليم أبنائه وعلاجهم، الامر الذي كانت تكفله الدولة قبل نظامهم رغم مواردها المحدودة. وصادروا حريته ودمروا كل مؤسسات الدولة التي تقدم له الخدمات الضرورية. وكان لديهم دائما ذريعة جاهزة: (دول الاستكبار تستهدفنا! الحصار، لأننا نتبنى نهج الإسلام تحاربنا الدول الكبرى!) والدين كان مجرد ستار يرفعونه ويخبئون من خلفه اجرامهم وسرقاتهم ونهبهم لموارد الوطن وتفريطهم في ترابه، وغمطهم لحقوق اهله.
تحول النظام الى مجموعة أجهزة أمنية خرجت من رحم التنظيم، بدلا من ان تشيع تلك الأجهزة الأمان، تحولت الى عصابات جريمة منظمة تتاجر في كل شيء يُحرّمه القانون، وتمارس كل أنواع الانتهاكات من تعذيب واغتصاب وقتل خارج نطاق القانون، وتمددت سلطاتها حتى ابتلعت الدولة كلها.
تطاول ليل ظلمهم حتى يئس الناس من إمكانية التغيير، وركن البعض الى مهادنة النظام الذي سعى للاستفادة من ارث كل الأنظمة القمعية ليبقى في السلطة الى الأبد، وصدقوا اكذوبتهم ان نظامهم هو دولة إسلامية يستحيل سقوطها! لكن الأجيال الجديدة استطاعت ان تصنع التغيير وتفجر الثورة التي زلزلت الكيان المنخور بالفساد.
حين شعرت أجهزة النظام الأمنية أنّ النهاية تقترب بدأت في الاستعداد لوراثة الثورة، بزرع بعض عناصرها، في خطتهم للإنحناء امام عاصفة الغضب الشعبي، بل ومحاولة استغلال الثورة للتخلص من بعض رموز النظام الذين يعوقون تنظيف وجه التنظيم الاجرامي لدى المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية.
ارتكبت قوى الحرية والتغيير الخطأ القاتل حين فاوضت العسكر وقبلت بوجودهم بعد جريمة فض الاعتصام التي خطط لها النظام القديم ونفذها بأجهزته الأمنية وميليشياته انتقاما من الثوار الذين مرغوا بكرامته (ان كانت لديه كرامة) الأرض.
سمح ذلك للثورة المضادة بالعمل من خلف ظهر اللجنة الأمنية لإعاقة كل جهود اصلاح الاقتصاد، ورفع الأنقاض التي تعوق استعادة الدولة للمسار الطبيعي.
وحين تبدى إصرار الحكومة المدنية على فتح ملفات فساد واجرام العهد البائد، كان الانقلاب وحين فشل الانقلاب كانت الحرب التي يدفع ثمن تكلفتها الباهظة المواطن من دمه وماله ومستقبل اطفاله.
انها الكارثة التي حلّت بهذه البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود ولا تزال تداعياتها تثقل كاهل هذا الوطن وتهدد بمزيد من التشظي.
لكن ديسمبر تبقى في قلوب شعبنا، نورا تضئ للأجيال طريق الحرية والكرامة، ترياقا ضد مؤامرات التنظيم الكيزاني الاجرامي، وراية تخفق في وجوه الطغاة الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ.
أحمد الملك
ortoot@gmail.com