الفلسطيني في السينما الصهيونية الجديدة: هل أثر تغير الصورة؟ (2)
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
في عام 1949 نشر الروائي الإسرائيلي "يزهار سيلمنسكي" روايته "خربة خزعة" والتي تتحدث عن قرية عربية مُتخيلة بنفس اسم الرواية الذي لا يعني شيئًا في اللغة العربية غير أنه سجع اللغة كما رآه الروائي الإسرائيلي، وتتحدث عن تلك القرية التي قام الجنود الإسرائيليين بطردهم وتفضح الرواية بشكل لا واعي لا أخلاقية الجندي الإسرائيلي وتعطي اعترافًا شرعيًا للفلسطيني بأنه كان موجودا، وبعد ثلاثة عقود بالتمام، اعترفت السينما هي الأخرى بأن الفلسطيني كان هنا من خلال فيلم المُخرج الإسرائيلي "رام ليفي" المُقتبس عن الرواية، وهو الفيلم الذي فتح أبوابًا جديدة لتناول الفلسطيني في السينما الصهيونية خاصة بعد اجتياح بيروت 1982 والمظاهرات التي شهدتها البلاد اعتراضًا على الغزو وأنتجت جيلًا جديدًا من المثقفين والأكاديميين هو ما يُعرف بالتيار "ما بعد الصهيوني" والذي كان لنتاجه آثارًا كذلك في السينما.
لم يكن عرض "خربة خزعة" للمرة الأولى سهلًا، فقد صدر قرار بمنعه وظل ممنوعًا حتى قضت المحكمة بإعادة عرضه، ولكن "مناحم بيجين" رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك قرر أن يتجاوز قرار المحكمة بأن يلغي قسم الدراما بالتليفزيون الإسرائيلي خشية أن تُعرض أفلامًا مثل تلك مرة أخرى.
وفي العام 1984 قدم المخرج أوري باباش فيلمه الهام "وراء القضبان" وكان الفيلم جامعًا لتيارين رئيسيين بدا في التأثير على صناعة السينما في إسرائيل، أولهما ما عرفناه بتيار ما بعد الصهيونية والثاني هو تيار "الحساسية الجديدة" والذي كان ينصب بالتركيز على وضع اليهود الشرقيين "المزراحيين" داخل المجتمع الإسرائيلي، ويعرض الفيلم قصة سجين سياسي فلسطيني يزامل سجين جنائي إسرائيلي شرقي، ومن خلال علاقتهما في السجن يبحثان عن فرصة للتعايش ومن خلالها تُمرر السردية الفلسطينية وشرعيتها.
وبينما كان يتنامى التيار السينمائي الجديد، تنامى أيضًا تيارًا آخر موازيًا اهتم ببطولات الجندي الإسرائيلي على غرار التيار الهوليودي لأفلام الحروب الأمريكية، لذلك لم يكن لتيار "ما بعد الصهيونية" تأثيرًا كبيرًا ولكن كان له تأثير ولو محدود.
اقرأ أيضا: صورة "الفلسطيني العربي" في السردية المؤسسة للسينما الصهيونية (1)
الأدوار الجديدة
لقد أعُطيت صورًا جديدة للفلسطيني، وكُسر "التابو" في السينما الإسرائيلية إلى درجة أن فيلم "خط النار" والذي أنتُج عام 1989 كان يناقش قصة الحب المستحيل بين جورج خوري الفلسطيني وميريام سيدمان اليهودية بل وانبرى الفيلم لمحُاكمة ماضي إسرائيل وتأسيسها الإرهابي من خلال شخصية شقيق مريم الذي كان عضوًا في الهاجانا الإسرائيلية والذي يتعرض بالكثير من المضايقات لجورج الفلسطيني كثير العاطفة والمروءة، وبالإضافة للهاجانا ألقى الفيلم الضوء أيضًا على عصابات "شتيرن" المتُطرفة التي كانت تستهدف البريطانيين والعرب على حد سواء، وأجرء ما جاء به الفيلم أنه جعل مقتل "ميريام" ونهايتها المأساوية على أيدي أحد أفراد شتيرن الذي علم بقصة حبها للعربي، فظهر الفلسطيني هنا عاشقًا رومانسيًا غير متعطشًا للدماء، وبالعكس من تلك الصفات ظهر اليهودي الإسرائيلي.
السينما التسجيلية
إلا أن تأثير ذلك التيار ما بعد الصهيوني ظهر بشكل جلي في مجال الإنتاج الوثائقي والذي يتكامل مع إعادة البحث التاريخي الأكاديمي في تأسيس دولة إسرائيل والذي أخرج مؤرخين من أمثال "بيني موريس" و"آفي شلايم" و"شلومو ساند" و"إيلا شوحط" و"إيلان بابيه" وغيرهم، وتكاملًا معهم ورسالتهم، ظهر مخرجين في الحقل التوثيقي من أمثال "يال سيفان" والذي قرر من الأساس أن يُغادر إسرائيل لكونها دولة عنصرية، وقدم سيفان العديد من الأفلام التي تنتصر للفلسطيني على حساب السردية الإسرائيلية مثل "عبيد الذاكرة" الذي قدم نقدًا لاذعًا لاستهلاك ذكرى الهولوكوست واستغلاله في إبادة الفلسطينيين، وفيلمًا عن "يافا" سماه "ميكانيكية البرتقال" متتبعًا فيه السرقة الكبرى التي قام بها الإحتلال في حق البرتقال اليافاوي وفلاحيه، وقد توج سيفان مسيرته كصانع سينما مستقل بأن كان أول من تعاون مع مخرج فلسطيني هو "ميشيل خليفة" وقدما سويًا فيلم "الطريق 181" الذي اهتم بتفنيد قرار التقسيم 1947 وظلمه للفلسطينيين، وقد لاقى هذا الفيلم هجومًا كبيرًا ومنعًا في الولايات المتحدة وفرنسا واُتهم صناعه بأنهم معادون للسامية.
وكان واحدًا من الأفلام الأهم إسهامًا في الحقل التوثيقي هو فيلم المخرج "آلون شفارز" وهو أكثر الأفلام التي شُوهدت من طرف العرب أنفسهم وهو فيلم "طنطورة" الذي أُنتج عام 2022 واشتهر بعد أحداث السابع من أكتوبر والذي يعرض مذبحة قرية الطنطورة من خلال شهادة قدامى الجنود الإسرائيليين ذاتهم ووحشيتهم في التعامل مع الأهالي والغدر بهم. ولكواليس صناعة هذا الفيلم ومناقشة تلك القضية حكاية أخرى عن محاولة الحكومة الإسرائيلية لقمع الأصوات المُستقلة عن سرديتها رغم إدعائها أنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
إلى جانب ذلك التيار، ظهر تيار آخر يستشعر الذنب ولكنه يأبى أن يُقر به، أطلق عليه المؤرخ إيلان بابيه "صهيونية مخففة" وكان أبرز إنتاجات هذا التيار هو فيلم المخرج "آري فولمان" والذي يعد أشهر وأنجح الأفلام الإسرائيلية على الإطلاق "فالس مع بشير" عام 2008 الذي يحاول تبرئة وتبييض الجيش الإسرائيلي من مذبحة "صبرا وشاتيلا" الشنيعة من خلال سرد مخرج الفيلم ذاته لقصته التي عايشها كجندي أيامها في حرب لبنان.
هل من أثر؟
العرض السينمائي الروائي أو الوثائقي للجرائم الصهيونية أو الإشكاليات التي تحويها فكرة الدولة الإسرائيلية لم يخلف سوى أثر اجتماعي محدود، ولعل السبب في ذلك كما يراه المؤرخ ما بعد الصهيوني "إيلان بابيه" راجع لكون صانعي الأفلام أنفسهم بخلفياتهم السوسيو-اقتصادية من الأشكيناز، إذا أنه وبصرف النظر عما وصلت إليه تلك الحركة الجديدة من صناعة الأفلام كان العنصر الغالب عليها أشكينازي أوروبي أبيض، فأتت معظم الأفلام التي تتخذ موقفًا ما بعد صهيوني أو من "الصهيونية المخففة" لتصف علاقة العرب واليهود في إسرائيل من منظور مترفي الطبقة العليا في تل أبيب.
من وجهة نظر يسارية، يرى المؤرخ الإسرائيلي ما بعد الصهيوني "إيلان بابيه" أن بعض الأفلام في تصويرها للإسرائيلي كمحتل ومستعمر وللفلسطيني كضحية تحمل دلالة على أنها كانت تثير قدرًا من الاهتمام كافيًا لخلق حالة من التعاطف أو الفضول على أقل تقدير، حيث كان عرضها يستمر أسابيع في إسرائيل، وقد نال ذلك النوع من الأفلام الناقدة رواجًا في مرحلة معينة، وهو رواج ناجم عن الاندماج الحاصل بين نسخة متطرفة من اقتصاديات الحر وبروز حالة من التعددية الثقافية في المجتمع الإسرائيلي، كما أن استمرار التحول إلى الرأسمالية في الاقتصاد الإسرائيلي كان من شأنه أن يدفع نحو المزيد من التحرك النقدي للسوق الثقافية المحلية وإدراك أنه ليس مجرد مظهر لأجندة أيديولوجية، وبالفعل كانت السينما الإسرائيلية في تيارها ما بعد الصهيوني منتج اقتصادي في انفتاحه على مناقشة العديد من القضايا الحساسة أهمها العلاقة بالفلسطيني وهو ما حقق للسينما الإسرائيلية رواجها في الغرب الآن والاعتراف بها كسينما حقيقية تستطيع أفلامها أن تصل إلى منصات المهرجانات الأوروبية ومنصات الأوسكار طبعًا.
ولكن المسألة أن "صورة الفلسطيني" بحد ذاتها تحررت من أن تكون أسيرة السردية الإسرائيلية وتأرجحها سلبًا وإيجابًا، فلقد استطاع نخبة من رواد السينما الفلسطينية الحديثة الوصول بسرديتهم وقصتهم أيضًا إلى المهرجانات السينمائية العالمية من أمثال "ميشيل خليفة" و"إيليا سليمان" ومن بعدهم من الجيل الحديث، وإن كانت أفلامهم لا تعطي حلًا راديكاليًا للقضية في أغلبها وهذا ما يجعل خطابها عالميّ ورائج لدى الغرب، إلا أنها على أقل التقدير تعطي للفلسطيني فرصة الحديث عن ذاته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما بعد الصهیونی فی السینما من خلال
إقرأ أيضاً:
الخطة الصهيونية المُعلنة لإبادة غزة أمام القضاء الدولي
د. عبدالله الأشعل **
الإرهاب الأمريكي جعل الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تتردد في مواصلة المعركة القانونية ومحاربة الإفلات من العقاب الذي قررته واشنطن ونفذته إسرائيل؛ حيث إن واشنطن شريك كامل لإسرائيل في أعمال الإبادة، وتمد إسرائيل بالسلاح الفعَّال في إبادة الشعب الفلسطيني، وتُغطِّي جرائم إسرائيل دبلوماسيًا وتشجعها على ارتكاب الجرائم، كما تمد إسرائيل بالمال، والأهم من ذلك أنها تُلجِم المنظمات الدولية الإنسانية ومُنظمات حقوق الإنسان، وقد فرض الكونجرس عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها تحدت إسرائيل وأمريكا وأصدرت أوامر الاعتقال لرئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق المُقال.
والطريف أن محكمة العدل الدولية لا تزال تبحث عن أدلة تثبت أن إسرائيل تتعمد الإبادة. ولعلم المحكمة أن الخطة الأمريكية التي تنفذها إسرائيل تحت حراسة أمريكا وتدخلها المباشر تتكون من خمسة عناصر.
وتقضي خطة الإبادة الإجرامية إلى ارتكاب الجرائم الآتية:
1- العودة إلى الإبادة انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
2- تشديد الحصار على القطاع واستخدام التجويع سلاحًا للإبادة.
3- القضاء على المقاومة ونزع سلاحها ومغادرة غزة لتأمين جرائم إسرائيل.
4- تكثيف الهجمات الجوية على المخيمات وسط خرائب غزة في الإغلاق والحصار؛ وذلك انتقاما من سكان غزة على تحديهم ترامب ورفض التهجير القسري.
ترامب يرى أن من يخاف من الإبادة المباشرة عليه أن يرحل إلى خارج غزة وإفراغ فلسطين من أهلها، بحيث يمكن للصهاينة أن يحلوا محلهم تحت ستار "لحين إعمار غزة". ويرى ترامب أن نزوح الأهالي في هذه الحالة هو فرار من الموت، وهي هجرة وليس تهجيرًا، علمًا بأنَّ إجبار السكان على النزوح هو تهجير قسري.
صحيحٌ أن التهجير القسري معناه تجميع السكان رغمًا عنهم وشحنهم إلى الخارج دون عودة، وإرغام للسكان عن طريق الإبادة ودفعهم إلى الفرار من الموت. ويرى ترامب أنها هجرة طوعية وهذا وَهْمٌ كبير. وهكذا قررت واشنطن أن فلسطين ملك كلها للصوص الصهاينة يتقدمهم ترامب. ويريد ترامب تأمين إسرائيل في فلسطين فلا تؤرقها مقاومة أو سيف القانون الدولي وسط بيئة عربية وإسلامية ساكنة، مع إفلات إسرائيل وأمريكا من العقاب وإهدار هيبة القانون الدولي. وأخيرًا الجريمة المُركَّبة وهي القضاء على المقاومة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه: الحق في مقاومة الاحتلال والإبادة والطرد من الوطن، وحق العودة، إضافة إلى الحقوق السياسية، وأهمها احترام سيادة الدولة الفلسطينية والانسحاب من أراضيها.
فكيف تعلن أمريكا وإسرائيل علناً خطة الإبادة بقصد التهجير ولم يتحرك أحد في الوسط العربي والإسلامي والدولي، وماذا ينتظرون بعد حصد الإبادة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى اغتيال قيادات المقاومة وترديد الأكاذيب الصهيونية وهي أن إسرائيل تقوم بالإبادة لأن المقاومة تهدف إلى القضاء على إسرائيل، لكن الحقيقة أن الإبادة انتقام من أهل غزة عقابًا لهم على تمسكهم بالأرض وعدم تحميل المقاومة مأساتهم. وأهم الأكاذيب أن حركة حماس هي التي جلبت الانتقام الصهيوني بهجومها يوم 7 أكتوبر 2023، كما لو كان إسرائيل قبلها حملًا وديعًا ولم تتحد الأمم المتحدة وتنسحب من أراضي الدولة الفلسطينية؛ بل وأخذ المقاومة معها خلال الهجوم رهائن من المدنيين والعسكريين أسرى.
وردًا على كذبة إسرائيل الكبرى أن هجمة حماس على إسرائيل 7 أكتوبر 2023 هي عدوان على إسرائيل استوجب انتقام إسرائيل من العرق الفلسطيني بسبب عملية المقاومة. وقد تطاول نتنياهو على المحكمة العالمية التي قررت أن إسرائيل دولة محتلة بأن فلسطين كلها ملك لإسرائيل وأن القانون الإسرائيلي يحظر إقامة دولة فلسطينية في فلسطين، لأنَّ إسرائيل تستحوذ على كل فلسطين.
ولم يقل لنا نتنياهو منذ متى فلسطين ملكاً لإسرائيل وليس دولة محتلة، هل بعد السابع من أكتوبر 2023 فقط؟
وسبق للمحكمة أن قررت أن علاقة إسرائيل بفلسطين أنها سلطة احتلال، وقررت ذلك في الرأي الاستشاري في قضية الجدار العازل عام 2004، ومن قبله، قرار مجلس الأمن 242/ 1967.
وفي الملاحظات الآتية نردُ على الفرية الصهيونية حول السابع من أكتوبر:
أولًا: أن إسرائيل منذ القرن التاسع عشر حتى قبل قيام إسرائيل كانت تجسيدا للمشروع الصهيوني وخدعت العالم كله.
ويقضى المشروع الصهيوني بالانفراد بفلسطين كلها ولذلك رفضت إسرائيل قرار تقسيم فلسطين وعندما رفضه العرب اتهمتهم بأنهم لا يريدون السلام. والسلام عند إسرائيل يعنى الاستسلام لمخططها وإفراغ فلسطين من أهلها، فضلًا عن التمسح باليهودية واسرائيل في الواقع سكانها هم أنصار المشروع الصهيوني فليسوا مدنيين. والحق أن مقاومة الفلسطينيين بدأت منذ وصول الهجرات الأولى للمستعمرين الصهاينة، حتى نجحت المؤامرة وقامت إسرائيل كراس حربة لتنفيذ المشروع،
ثانيًا: أن سلوك إسرائيل منذ قيامها هو الإرهاب والمذابح وطرد السكان أصحاب الأرض. ولم تتوقف المذابح والابعاد وحصار غزة يومًا ولذلك فإن عملية أكتوبر كشفت إسرائيل وبدا سلوكها الإجرامي بعدها صريحًا.
ثالثًا: أن المقاومة مشروعة مادام الاحتلال مستمرًا؛ فالاحتلال عدوان دائم خاصة أن المشروع الصهيوني يقضى بإبادة أهل فلسطين ثم جلب صهاينة العالم تحت ستار حق العودة المزعوم. وقد فشلت كل محاولات المجتمع الدولي والقضاء الدولي في ردع إسرائيل ومكنتها واشنطن من إهدار هيبة القانون الدولي والتباهي بجرائمها.
رابعًا: يُباح للمقاومة استخدام أي سلاح كما يُباح لها أخذ الرهائن قدر المُستطاع بموجب اتفاقية نيويورك 1979 خاصة المادة 12، كما إن أخذ الرهائن مشروع وله دافع أخلاقي وهو إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن والإعدام، علمًا بأن القضاء الإسرائيلي ليس له سلطة محاكمتهم أو تطبيق القانون الإسرائيلي عليهم. وقد قارنتُ في مقال سابق بين السلوك الحضاري للمقاومة والسلوك البربري لإسرائيل في السجون الصهيونية.
وهذا الواقع الصحيح يفهمه العالم لأول مرة ويمثل مسمارًا في نعش إسرائيل التي أُصيبت بحالة من الهياج الناجم عن استشعار الخطر بالنهاية للظاهرة الإسرائيلية؛ فسلوك إسرائيل الهمجي هو تنفيذ للمشروع الصهيوني ولا علاقة له بهجوم حماس، لكن هذا الهجوم كشف الجيش الذي لا يُهزم وعوار الأجهزة الأمنية التي تدَّعي الكمال.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر