في إطار جهود اتحاد مجالس البحث العلمي العربية واتحاد الجامعات العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، تم الإعلان عن جائزين في مجال الأمن الغذائي تشمل المبادرات الوطنية الرائدة في مجال الأمن الغذائي، المشاريع الناشئة، وتقدم للمسابقة نحو 185 مشروع من عشر دول عربية وتقدم من مصر نحو 40% (74 مشروع) من عدد المشاريع المقدمة.

 


وفي محور المبادرات الوطنية الرائدة في مجال الأمن الغذائي والممولة من اتحاد الجامعات العربية حصل برنامج "احمي قمحك "نظام تفاعلي للتنبؤ بالصدأ الأصفر ودودة الحشد الخريفية" بجائزة المركز الثاني، للفريق البحثي المكون من كلا من: - أ.د. عطوه أحمد عطوه (معهد بحوث وقاية النباتات ومدير مكتب إدارة وتسويق التكنولوجيا)، أ.د. عاطف شاهين "والذي تسلم الجائزة نيابة عن الفريق"، ود. رضا عمارة (معهد بحوث أمراض النبات)، ود. نيفين جلال، ود. عبد الرحمن السيد (من النظم الخبيرة بمركز التغيرات المناخية). ويعد تطبيق احمي قمحك من التطبيقات الفاعلة في الارشاد الزراعي الرقمي والذي تم بناؤه كنتيجة لقيام الفريق البحثي بتنفيذ برنامج بحثي تطبيقي عن "نظام تفاعلي للتنبؤ بالصدأ الأصفر، ودودة الحشد الخريفية" والربط بين ظهور المرض والسياسة الصنفية لمحصول القمح وفق التغيرات المناخية والتي تم ربطها بالعوامل المناخية التي تساعد علي ظهور الصدأ الأصفر، وتم تطوير التطبيق عن طريق مكتب إدارة وتسويق التكنولوجيا ليكون برنامج تفاعلي "باسم احمي قمحك"، يقدم كل المعلومات الزراعية عن محصول القمح من التنبؤ بظهور الصدأ الأصفر وطرق المكافحة وكذلك طرق السيطرة علي دودة الحشد الخريفية إلى جانب برنامج متكامل لمكافحة جميع أنواع الأصداء في القمح وكذلك مكافحة الحشائش، ولقد تم استخدام البرنامج بنجاح خلال موسم زراعة القمح الماضي 2022/2023 بنجاح مع المزارعين في جميع انحاء الجمهورية من خلال الارشاد الرقمي للحملة القومية للقمح، وسوف يتم التوسع في استخدامه هذا الموسم ليقدم الخدمة لأكبر عدد من المزارعين. 


بينما في محور المشاريع الناشئة، فاز المشروع القومي لتطوير الأرز الهجين والأرز السوبر تحت ظروف ندرة المياه والتغيرات المناخية، للباحثين أ.د. حمدي الموافي والدكتور رزق علي عبدالله من معهد المحاصيل الحقلية.   


ويأتي حصاد مركز البحوث الزراعية لــ 50% من الجوائز التي قدمها تحالف اتحاد مجالس البحث العلمي العربية واتحاد الجامعات العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، علي هامش إجتماعات الدورة العادية الخامسة والأربعون لمجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية والمقام خلال الفترة من 20 – 21 ديسمبر بقاعة المركز القومي للبحوث بالقاهرة، وتتويجًا لتوجيهات معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، والأستاذ الدكتور محمد سليمان بتبني البحوث التطبيقية الهادفة للربح والتي تعمل علي خدمة المزارعين وتعظم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه وكذلك القيمة المضافة للمنتجات الزراعية بصورة مستدامة نحو تحقيق التحول الرقمي في الزراعة، وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

أين حراك الجامعات العربية؟

 

 

ظلت الجامعات لوقت طويل تمثّل صمّام الأمان للمجتمعات التي شهدت تقلّبات فكرية وسياسية، إذ جعل الشباب المتطلع نحو المجد، الجامح نحو الحرية، الباحث عن مستقبل أفضل، من تلك المؤسسات التعليمية رافداً نحو الحرية وصناعة التغيير؛ فدور تلك المؤسسات لم يكن يقتصر على التعليم فقط، بل ينحو في اتجاه صناعة الوعي لكل أفراد المجتمع وتعزيز الانتماء إلى القضايا المحلية والقومية وربما العالمية، فالجامعات تشكّل الحاضنة الفكرية والثقافية التي تصقل مهارات الشبان اليافعين وقدراتهم، وتؤسس لوجودهم في المشهد السياسي.
ولعلّ الشواهد كثيرة مما يمكن الإشارة إليه، ففي فرنسا كان حراك جامعة السوربون عام 1968 أحد أهم الحراكات في أوروبا احتجاجاً على القيود الأكاديمية والممارسات السلطوية في التعليم، سرعان ما توسع ليشمل احتجاجات عالمية أدت إلى تغيير كبير في السياسات الداخلية وهيكلة النظام الفرنسي، وكذلك حراك الطلبة في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ضد حرب فيتنام، وكيف أُجبرت الحكومة على إعادة النظر في سياستها العسكرية تجاه فيتنام، فانسحب الجيش الأمريكي من هناك عام 1975.
والشواهد كثيرة كربيع براغ عام 1968 في تشيكوسلوفاكيا وانتفاضة سويتو في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري الأبرتايد، وحراك ميدان تيانانمن في الصين عام 1989 الذي قاده طلبة الجامعات مطالبين بالحرية وبعض الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وقد انتهى ذلك الحراك بقمع عسكري دموي، لكنه ترك أثراً كبيراً على السياسة الصينية والعلاقات الدولية، امتداداً نحو الثورة الطلابية في تشيلي عام 2013 وصولاً إلى احتجاجات هونغ كونغ وغيرها من الحراكات المتواصلة التي غيّرت المعادلات الدولية.
وأمام هذا كله، يتبادر إلى ذهن المواطن الفلسطيني، الذي يتعرض للإبادة كل لحظة، في بث مباشر أمام وسائل الإعلام الجديد والتقليدي: أين دور الجامعات العربية تجاه ما يجري؟ أين طلبة مصر والأردن وسوريا وتونس والجزائر؟ أين مجالس الطلبة؟ في الوقت الذي خرجت فيه الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي من دون توقف، بل وخرج الطلبة ليتظاهروا في الميادين العامة وأمام محطات الباصات والقطارات وغيرها، رغم تعرض كثير منهم للمضايقات وربما الاعتقال أو الطرد من تلك البلدان، أين الشباب الذين يمكن لهم أن يقودوا الأمة نحو التطور وصناعة التغيير؟ ألهذه الدرجة تمّ كيّ الوعي أو تدجينه بما تريده السلطات الشمولية الحاكمة؟ ألا يوجد من يهبّ ليشعل الفتيل الذي سيغيّر معادلة المنطقة برمّتها؟
لقد كانت الجامعات العربية سابقاً أدوات تغيير حقيقي، يحسب لها الجميع ألف حساب، فقد كان الطلبة دوماً في الطليعة لمجابهة الاستعمار أو الاحتلال، فقد شاركوا في ثورة عام 1919 لرفض الوصايا البريطانية بقيادة سعد زغلول، وما زالت الدراما والسينما المصرية تسلطان الضوء على تلك المظاهرات التي تحمل الشعارات وتهتف ضد الاستعمار، ثم إن تلك الثورات لم تتوقف، فهي التي خرجت لتحارب في فلسطين، ثم حملت السلاح إبان العدوان الثلاثي عام 1956، وهي التي خرجت من جامعات طهران إبان ثورة الإمام الخميني ضد الشاه وقطيع المتحالفين مع أمريكا، وما زالت مستعدة أن تحمل السلاح اليوم لتحارب الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمدد يميناً ويساراً تحت عين الأنظمة الحاكمة، لكن الشرارة ما زالت منطفئة.
إن واقع المنطقة يدعو إلى الرثاء، لأن الكيانات الصغيرة باتت المتحكم الأول بالدول العميقة، نظراً لما تملكه من المال والنفط، إذ بدأت تلك الكيانات بتعزيز نفوذها من خلال استقطاب المبدعين والفنانين ثم رصد الجوائز وإصدار المجلات والجرائد التي تدفع بسخاء للنخب ثم مطالبتهم بالعمل والكتابة وفق سياسة الرتابة والالتزام بعدم الخوض في القضايا السياسية كي لا يقدح بالاستعمار الرأسمالي أو الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة حثيثة لكيّ الوعيّ العربي المنشغل بتفاصيل الحياة اليومية واللهو بقضايا عادية جداً، تأخذ حيّزاً كبيراً من وقته وتفكيره، كي لا يلتفت إلى عمق كل المشكلات العربية وأساسها، المتمثلة بـ”إسرائيل”.
وأمام مشهد الدم النازف في قطاع غزة، وأمام محاولات التهجير المستمرة، ما تزال النخب نائمة والجامعات تفكر بعقلية الطالب العادي، الباحث عن التخرج ثم الحصول على وظيفة أو زواج أو سفر، ما تزال الأحلام بسيطة تنمّ عن ضيق أفق جاء كنتيجة طبيعية لقمع غير مسبوق في وعي الشباب، فأين ثورة الشباب؟ أين الحماس والقوة التي يجب أن تحسب لها الأنظمة ألف حساب؟ أين الخروج من قاعات الدراسة والهتاف بصوت واحد ضد أمريكا و”إسرائيل”، مع الأسف، يبدو أن النظم الحاكمة قد نجحت في توظيف طواقم أكاديمية تنتمي إلى سلطة القمع، ووضعت مناهج دراسية خارج إطار التاريخ العربي وقدرته على الانتصار لدم الأخ والقبيلة.
لذلك، فإن الأمة بحاجة إلى ثورة جديدة، ثورة يقودها الطلاب على المناهج الدراسية، وعلى الطواقم الأكاديمية، ثورة على الأنظمة المتخاذلة، وعلى العالم الذي يبرر الإبادة بحق شعب فلسطين، وحتى ذلك الحين، سيظل العربي مجرد أداة ضعيفة لا يحسب لها العالم أي حساب.
كاتب فلسطيني .

مقالات مشابهة

  • عصام عمر يحصد جائزة أفضل ممثل في مهرجان هوليوود للفيلم العربي
  • أين حراك الجامعات العربية؟
  • "الزراعة" تناقش دور البحث العلمي والابتكار في تطوير القطاع الزراعي
  • الدقهلية .. افتتاح المؤتمر العلمي لكلية العلوم جامعة المنصورة
  • البحوث الزراعية يبحث تدشين محطة بحثية في الفرافرة بالوادي الجديد
  • منتخب جامعة طنطا للملاكمة يحصد المركز الثاني على مستوى الجامعات المصرية
  • رئيس “كاكست”: المملكة تبني اقتصاد المعرفة وتحوّل البحث العلمي إلى قوة استثمارية
  • البحوث الزراعية تتابع مشروعات إنتاج تقاوي البطاطس بالوادي الجديد
  • الزراعة تستعرض حصاد مركز البحوث خلال أسبوع
  • بأمر الوزير.. البحوث الزراعية تناقش آليات تحسين السلالات الحيوانية