الإمارات للشحن الجوي تعزز خطط نموها الاستراتيجية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
دبي- الوطن
تختتم “الإمارات للشحن الجوي”، ذراع الشحن التابعة لطيران الإمارات عاماً من النمو والاستثمار في عملياتها الحالية والمستقبلية. وحققت الشركة قفزات كبيرة نحو خطط النمو الاستراتيجية طويلة المدى لمضاعفة قدراتها في العقد المقبل، وتعزيز مكانتها الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية الجوية العالمية، وذلك انطلاقاً من ثقتها بالدور الأساسي للشحن الجوي في التجارة العالمية.
وقال نبيل سلطان، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة لشحن الجوي: “كان 2023 عاماً محورياً للإمارات للشحن الجوي. وعلى الرغم من التقلبات المستمرة في الشحن الجوي، فإن الاتجاهات على المدى الطويل تشير إلى أن الصناعة تنمو بمعدلات تتراوح بين 3% و5% أساس سنوي. إلا أن الإمارات للشحن الجوي تواصل تفوقها على معدلات نمو السوق، حيث نقلت أكثر من مليون و183 ألف طن في المدة من يناير إلى منتصف ديسمبر، بنمو قوي نسبته 7% مقارنة بالعام الماضي. وفيما يتعلق بالمستقبل، فإننا في وضع جيد يتيح لنا مواصلة توسيع نطاق العمليات في عام 2024، ومواصلة نمونا الاستراتيجي لضمان قيادة الصناعة وتوفير حلول سريعة وموثوقة ومرنة وفعالة”.
تغطية عالمية
تماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية D33، تواصل الإمارات للشحن الجوي العمل لتعزيز مكانة دبي كأكبر مركز لوجستي في العالم، وتوسيع أسطولها وشبكتها لتقديم خدمات أفضل للعملاء العالميين. وقد استأجرت الإمارات للشحن الجوي في الربع الأول، طائرتي بوينج 747-400F، ما وفّر لها طاقة شحن إضافية وقدرة على الاستجابة الفورية للطلب المرتفع من العملاء. وانضمت هاتان الطائرتان إلى أسطول الشركة المكون من 11 طائرة شحن من طراز بوينج 777F و251 طائرة ركاب.
وهناك مزيد من التوسعات، حيث سينضم إلى الأسطول خلال عام 2024 أربع طائرات جديدة من طراز بوينج 777-200F وطائرة خامسة من الطراز ذاته في عام 2025. ويتضمن دفتر سجل طلبيات طيران الإمارات 310 طائرات ركاب عريضة البدن، سيتواصل تسلّمها وتوفير طاقة شحن جديدة حتى عام 2035.
وبالإضافة إلى شبكة خطوطها العالمية، وسعت الإمارات للشحن الجوي نطاق وصولها إلى كندا وأميركا الشمالية من خلال تعاون استراتيجي مع “إير كندا للشحن”. ويمكن للعملاء الآن الحجز على رحلات الناقلة الكندية عبر e-SkyCargo، ما يوسع نطاق وصول الإمارات للشحن الجوي إلى أكثر من 60 مدينة في كندا وأكثر من 150 مدينة حول العالم.
منتجات متطورة باستمرار
عززت الإمارات للشحن الجوي في شهر مايو (أيار) محفظة منتجاتها متعددة القطاعات، مع إطلاق منتجين جديدين مخصصين ضمن قطاع علوم الحياة والرعاية الصحية، وذلك للتعامل مع تحديات النقل المحددة في مجال الرعاية الصحية. ويعد “الإمارات فايتال Emirates Vital منتجاً متخصصاً مصمماً لنقل التجارب السريرية والعلاجات الخلوية والجينية والعينات البشرية، بينما يتيح منتج “الإمارات للأجهزة الطبية Emirates Medical Devises” نقل كل شيء، بدءاً من أجهزة تنظيم ضربات القلب إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. ونقلت الإمارات للشحن الجوي نحو 1000 طن من البضائع شديدة الحساسية باستخدام هذين المنتجين فقط منذ إطلاقهما حتى اليوم.
ووسعت “الإمارات للشحن الجوي” نطاق منتج “إيميريتس ديليفرز” ليغطي الكويت، ويقدم خدمة توصيل المشتريات عبر الإنترنت من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى أبواب العملاء. وتستعد الشركة لتوسيع الخدمة خلال عام 2024 عبر المنطقة التي كانت تعاني في السابق من نقص الخدمات فيما يتعلق بتوصيل شحنات التجارة الإلكترونية، حيث تقدم حلول توصيل سريعة وموثوقة وفعالة ومجدية من حيث التكلفة.
تعزيز الاستراتيجية الرقمية
ساعدت الإمارات للشحن الجوي، طوال عام 2023، في تشكيل المشهد الرقمي لعمليات الشحن. فبالإضافة إلى منصتها للحجز عبر الإنترنت على e-SkyCargo، أصبحت سعة الناقلة متاحة الآن في اثنين من أكبر الأسواق الرقمية، CargoAi وWebCargo، ولديها خطط لتوسيع بصمتها الرقمية في أوائل عام 2024. و في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصبحت الإمارات للشحن الجوي متاحة على محرك الحجز الداخلي لشركةKuehne+Nagel التي تُعدّ واحدة من شركات الخدمات اللوجستية الرائدة في العالم، ما يوفر للعملاء وصولاً مباشراً إلى منتجاتها وخدماتها الرائدة في السوق وشبكتها العالمية الواسعة. ويُعدّ هذا الإنجاز المرة الأولى التي توفر فيها الناقلة خدماتها عبر بوابة مملوكة لوكلاء شحن، وهي استراتيجية من شأنها الارتقاء بخدمة العملاء ذات المستوى العالمي التي تقدمها.
حملة جديدة
انعكاساً لمساهمتها الواسعة في التجارة العالمية، أطلقت “الإمارات للشحن الجوي” حملة جديدة توضح كيف يعمل العالم معها بشكل أفضل. وأحدث شعار “العالم يعمل بتميّز دائم مع الإمارات للشحن الجوي”، تغييراً جذرياً في الإعلانات التقليدية لصناعة الشحن، ولقي صدىً ملموساً لدى الأفراد والشركات في جميع أنحاء العالم.
جهود إنسانية
انطلاقاً من التزامها بإحداث تأثيرات إيجابية على المجتمعات التي تخدمها حول العالم، فإن “الإمارات للشحن الجوي” ليست غريبة على المهام الإنسانية. ففي أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت سورية وتركيا في فبراير (شباط) 2023، أنشأت الناقلة سريعاً، بالتعاون مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية IHC، جسراً جوياً إلى اسطنبول. وخصصت طاقة شحن على رحلتها اليومية إلى اسطنبول، لضمان تدفق مستمر لإمدادات الطوارئ إلى المنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض.
عمليات مسؤولة
تواصل “الإمارات للشحن الجوي” التركيز على المبادرات المستدامة والبيئية الهادفة التي تؤدي إلى إحداث تأثير، سواء في عملياتها الخاصة أو عبر الصناعة. وسوف تواصل هذا النهج خلال عام 2024 وما بعده، حيث تشمل هذه المبادرات برامج على الأرض تضمن إعادة تدوير 75% من جميع الأغلفة البلاستيكية للشحنات في مرافق الشركة بدبي، وتحسين طريقة تحميل الطائرات.
وفي أغسطس (آب) 2023، حصلت مجموعة الإمارات على شهادتي المرحلة الأولى من التقييم البيئي للاتحاد الدولي للنقل الجوي IEnvA ووحدة التجارة غير المشروعة في الحياة البرية من IEnvA، وهو إنجاز ساهمت فيه الإمارات للشحن الجوي بشكل كبير. وباعتبارها رائدة عالمياً في جهود منع الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، فإن هذه الشهادة تشكل اعترافاً بالتزام الناقلة باتخاذ الإجراءات اللازمة.
ولا تبدي “الإمارات للشحن الجوي” أي علامات على التباطؤ والاكتفاء بما أنجزته في عام 2023. وتجسيداً لثقتها في مستقبل الخدمات اللوجستية الجوية، ولتقديم أفضل مستويات الخدمة لعملائها، وضعت الناقلة خطط نمو طموحة، تتضمن الاستثمار في القدرات الرقمية، وإضافة 20 وجهة جديدة إلى شبكتها، ومضاعفة قدرتها الحالية على مستوى العالم خلال العقد المقبل.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإمارات للشحن الجوی عام 2024
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. وطن «القوة الناعمة»
أحمد مراد، أحمد عاطف، شعبان بلال (القاهرة)
يعكس حلول دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، الحضور الفاعل والمكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، ما جعلها تتمتع بأعلى مستويات الثقة العالمية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأشاد خبراء في العلوم السياسية والشؤون الدولية بالدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية الإماراتية إقليمياً ودولياً، وذلك عبر سلسلة من المبادرات الفاعلة والمواقف السياسية المشرفة التي رسخت دور الإمارات الرائد، وهو ما جعلها تأتي في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، ما يعزز من دورها العالمي المتنامي.
وأوضح الخبراء الذين تحدثوا لـ «الاتحاد» أن الإمارات نجحت في إقامة العديد من الشركات المثمرة والعلاقات الدولية المتنوعة مع مختلف دول العالم، ما جسد دورها الريادي في تعزيز العلاقات الدولية، وفتح قنوات الحوار، وتغليب الحلول السلمية والدبلوماسية للنزاعات الإقليمية والدولية.
تعزيز السلام
وأكد الباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، التزام الإمارات بمبادئها الثابتة في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم، وبالأخص منطقة الشرق الأوسط، وذلك عبر آليات الدبلوماسية الناضجة والالتزام بمسؤولية تحقيق الأمن الدولي.
وتحرص الإمارات على توظيف شبكة علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بالعديد من دول العالم والمنظمات الدولية لدعم الأمن والسلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم، عبر العديد من الآليات والقنوات الدبلوماسية، وبرامج التنمية المستدامة، وذلك من منطلق إيمانها بأن تحقيق التنمية المستدامة في مختلف دول العالم يعزز الأمن والسلام العالمي.
وذكر عمران، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن القفزات المتتالية التي تحققها دولة الإمارات في مؤشر القوة الناعمة العالمي، تعكس تنامي وأهمية دورها العالمي، ويكفي الإشارة إلى أن التقرير العالمي للقوة الناعمة شمل 193 دولة، وشارك فيه أكثر من 173 ألف شخص، وهو ما يؤكد الثقة العالمية التي تحظى بها الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال: «إن الإمارات تعمل كوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية، مستفيدة من شبكة علاقاتها القوية مع مختلف الأطراف، وهو ما يظهر في دعمها المتواصل لجهود المصالحة في السودان وليبيا، وسعيها لتعزيز الاستقرار في اليمن عبر دعم الحل السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة، وكذلك جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا».
وسجلت دولة الإمارات حضوراً إنسانياً وسياسياً فاعلاً ونشطاً في سبيل حل الأزمة الأوكرانية، لا سيما مع تفاقم تداعياتها الإنسانية، وتواصلت حملات وقوافل المساعدات الإنسانية التي سيَّرتها الإمارات إلى أوكرانيا، وهو ما ساهم في التخفيف من تأثيرات وتداعيات الأزمة التي تُعد واحدة من كبرى الأزمات العالمية خلال الـ50 عاماً الماضية.
وجاءت حملات وقوافل المساعدات الإنسانية الإماراتية، بالتوازي مع المساعي السياسية والمبادرات الدبلوماسية التي تبنتها دولة الإمارات لحل الأزمة سلمياً، وهو ما تجسد في نجاح الوساطة الإماراتية بشأن تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت الإمارات في إبرام العديد من الوساطات لتبادل الأسرى بين البلدين نتج عنها تحرير مئات الأسرى.
وخلال الكثير من المناسبات والمحافل الدولية، حرصت الإمارات على دعم الجهود الدولية والأممية لإيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، عبر آليات الدبلوماسية والحوار والتفاوض.
واعتبر الباحث في العلوم السياسية أن الإمارات نموذج يحتذى به في تعزيز السلام والتعاون الدولي عبر جهودها المستمرة في نشر مبادئ التسامح والتعايش، من خلال استحداث وزارة للتسامح والتعايش، واعتمادها البرنامج الوطني للتسامح، وإقامة شراكات دولية داعمة للأمن والاستقرار والسلام في مختلف أنحاء العالم، بالتوازي مع جهود متواصلة لمنع العنف ومكافحة الإرهاب والجريمة.
مكانة مرموقة
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، فأوضح أن مجيء الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، يعكس مكانتها العالمية المرموقة، وذلك بناء على دورها المحوري إقليمياً وعالمياً.
وقال ميخائيل لـ «الاتحاد» إن دولة الإمارات تتبنى مبادرات سياسية وآليات دبلوماسية عديدة من أجل حل الصراعات الدولية والإقليمية بشكل سلمي، ما يعكس دبلوماسية حكيمة تهدف إلى تعزيز السلام عبر آليات سياسية سلمية، بعيداً عن النزاعات المسلحة التي يترتب عليها تداعيات كارثية تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وذكر أن الدبلوماسية الإماراتية تبنت خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات الناجحة والمواقف المشرفة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بهدف تعزيز السلام والتعاون الدولي.
وأضاف ميخائيل أن الإمارات تتبنى تحركات متواصلة ومساعي حثيثة لدعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي من بوابة التنمية المستدامة عبر تقديم العديد من المبادرات التنموية والمساعدات الإنسانية إلى مختلف دول العالم، وبالأخص الدول الفقيرة والنامية، وبالتالي كان من الطبيعي أن تأتي الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بشراكة راسخة وفاعلة مع مختلف منظمات ومؤسسات العمل الدولي، وتأتي في مقدمتها منظمة الأمم المتحدة والوكالات والبرامج التابعة لها، وهو ما يشكل إحدى الركائز الأساسية التي تستند إليها نجاحات السياسة الخارجية للإمارات.
ومنذ أن انضمت الإمارات إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1971، جمعتها شراكة قوية ومثمرة بالمنظمة الدولية استمرت على مدى أكثر من نصف قرن، وقد حرص الجانبان على ترسيخ آليات التعاون المشترك، لا سيما في مجالات تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والالتزام بتحقيق عالم أفضل للبشرية.
وتأتي المبادرات التنموية والبرامج الإنسانية في مقدمة مجالات الشراكة والتعاون بين الجانبين، وهو ما جعل الأمم المتحدة تعتبر الإمارات شريكاً إقليمياً وعالمياً مهماً يتبنى مبادرات نشطة لتعزيز السلام والاستقرار، والاستجابة للأزمات الناشئة، ودعم العمليات الإنسانية الإنقاذية والتنموية في جميع أنحاء العالم.
تأثير ونفوذ
بدوره، أوضح مدير مركز بروكسل للدراسات، رمضان أبوجزر، أن الإمارات استحقت بجدارة تقدمها في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، ومن المؤكد أنها تستحق مراتب متقدمة عالمياً في التأثير السياسي والدبلوماسي، حيث تجاوز دورها الرائد دور العديد من الدول الكبرى في هذا المجال، وأصبحت نموذجاً يُحتذى به في بناء العلاقات الدولية وتعزيز الاستقرار العالمي.
وقال أبو جزر لـ «الاتحاد»: إن «الإمارات نجحت في إدارة المؤتمرات الدولية واحتضان الأطراف المتنازعة من أجل تسوية النزاعات والصراعات سلمياً، وقد حققت إنجازاً استثنائياً باستضافة أعظم دورات مؤتمر المناخ بالشراكة مع الأمم المتحدة، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي وزعماء العالم في دورها الرائد والمحوري».
وأضاف أن للدبلوماسية الإماراتية دوراً بارزاً في حل الأزمات العالمية، وهو ما ساهم في تعزيز حضورها الفاعل على الساحة العالمية، كما تمتد المبادرات الإماراتية إلى دعم الشعوب المنكوبة في أفريقيا وآسيا، مما يعزز مكانتها كقوة داعمة للسلام والاستقرار، وبالتالي تستحق أن تأتي في مراكز متقدمة في مؤشر القوة الناعمة العالمي.
وذكر أبوجزر أن الإمارات تُعد وطن التسامح والتعايش المشترك، حيث تحتضن جنسيات عديدة، وتتمتع بسمعة دولية متميزة، وهو ما انعكس في إدراجها ضمن الدول المعفاة من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، كدليل على ثقة المجتمع الدولي في سياساتها، مشدداً على أن الإمارات مؤهلة لتكون في صدارة الدول الأكثر تأثيراً في الدبلوماسية العالمية بفضل نهجها القائم على الحياد الإيجابي والمساهمات الإنسانية والتنموية.
وتواصل الإمارات دورها الريادي في مجالات العمل الإنساني الدولي، ما جعلها «قاطرة إنسانية» تجوب العالم لتقديم المساعدات الإنسانية إلى مختلف الشعوب، سواء الشعوب التي تواجه الأزمات السياسية والنزاعات العسكرية أو الشعوب التي تعرضت للكوارث الطبيعية.
شبكة علاقات
من جانبه، أوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور سعيد عكاشة، أن دولة الإمارات قامت بدور بارز في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية، سواءً على المستوى الإنساني أو الدبلوماسي، مشيراً إلى أن نهجها يستند إلى مفهوم القوة الناعمة، حيث لا تعتمد فقط على الاقتصاد والاستثمار، بل تمارس دوراً نشطاً في حل النزاعات بوسائل دبلوماسية تهدف إلى التهدئة، ومنع توسع الصراعات.
وذكر عكاشة لـ «الاتحاد» أن النشاط الدبلوماسي الإماراتي مكنها من بناء شبكة واسعة من العلاقات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، مشيداً بدور الإمارات الإيجابي في دعم الدول الفقيرة، والمساهمة في تقليل الضحايا المدنيين خلال النزاعات، وتقديم مساعدات إنسانية كبيرة، ما يجعلها فاعلاً رئيسياً في الساحة الدولية.
وتشكل المبادرات والمساعدات التنموية التي تقدمها الإمارات لدعم الدول الفقيرة والنامية إحدى الركائز الرئيسية لسياسة الدولة الخارجية التي تحرص على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015، ما يتجسد بشكل واضح في تعدد المبادرات والمشروعات التي تطرحها الإمارات لمساعدة شعوب العالم للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.
وتعمل دولة الإمارات على تعزيز وتكثيف العمل الجماعي الإقليمي والدولي لمعالجة تحديات الاستدامة، وتعزيز دور الاستدامة في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها غالبية شعوب العالم، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والدوائي، عبر بناء شراكات إقليمية ودولية فاعلة ومؤثرة تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.