سواليف:
2024-07-05@22:36:55 GMT

أنتِ طالق / حنين البطوش

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

أنتِ طالق
حنين البطوش
أخصائية نفسية واستشارية أسرية تربوية

لا تزال كلماتُ أبي لي عندما تزوجت عالقة في ذهني: إن جئتني يومًا وقد تركتِ بيت زوجك بغير حق رددتُك إليه…
ومن الأهل من يفتقد إلى الحكمة عند التعاطي مع مشاكل أولادهم الزوجية،فكلامي هنا لكل أبّ… إن خطر لك أن تقول لابنتك إذا رأيتها متضايقة من زوجها:كيف يجرؤ على كسر خاطرك؟! تعالي معي إلى بيت أهلك! بيتك! ولن ترجعي إليه حتى يأتي ليعتذر ويطلب الرضى،فَتأَسَّ بأخلاق النبي ﷺ، حيث إنه مع محبته الشديدة لابنته فاطمة رضي الله عنها،وهي إحدى أفضل نساء العالمين،لم يعاتب عليًّا على تركه لها،إنما ذهب ومازحه وعَرَّضَ له بأن ينصرف إلى أهله،ولم يكن في هذا تنقيصٌ لقدره ولا لقدر ابنته.


فيا أيها الأهل،لا تدعوا الشيطان يلعب بكم،ولا تظنوا أن السعي للصلح ينقص من قدركم أو قدر ابنتكم،ولو كان زوجها هو المخطئ،وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
فلا ينبغي للمرأة أن تنسى عظيم حق الزوج عليها، ولا ينبغي للرجل أن ينسى حقوق المرأة التي عليه، وإذا تخاصما فليسعيا وأهلهما إلى الصلح .
تزايد عدد حالات الطلاق بين الأزواج بالمجتمعات العربية سواء طالت مدة الزواج أم لم تطل، وكثرة انتشاره أدى إلى العزوف عن الزّواج بسبب الخوف من الانفصال فيما بعد،ولا ننكر أنّ للطلاق تداعيات سيئة في أغلب الأحيان والتي تنعكس على نفسية الرجل والمرأة والأهل،وهو خسارة كبيرة للأولاد،خاصة مع الضغوط الناتجة عن التغيرات المصاحبة له،كالخوف من فقد أحد الوالدين والشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الوالدين الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال ويؤثر على نفسية الأولاد عاطفياً في كثير من الأحيان، عدا عن الصعوبات المادية التي قد تؤدي إلى العيش في مستوى مادي أقل مما اعتادوا عليه،وكل هذه التغيرات من الطبيعي أن تُحمِّل الأبناء ضغوطا حادة من مشاعر الغضب والتوتر والقلق والصدمة ومن مشاكل خارجية،مثل:اضطرابات السلوك،والانحراف،والسلوك الاندفاعي أكثر من أولاد لعائلات المتماسكة،وقد يواجه الأولاد أيضًا خلافات مع أقرانهم بعد طلاق والديهم،مما يؤدي إلى ضعف في تحصيلهم العلمي وصعوبة التركيز في الدراسة.
فما السبيل للحفاظ على العلاقة الزوجية وتجنب الوصول إلى الطلاق؟
لو وقفت المرأة عند قول النبي ﷺ: أعظم الناس حقًّا على المرأة زوجها،ووقف الرجل عند قول النبي:استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكن عَوانٍ،لَمَا وصل الأمر في كثير من الأحوال إلى الوقوع في الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.
ومن غير المستغرب أن يكون في الرجل ما لا تحبه المرأة، وكذلك العكس،لكن مجرد أن يكون في أحد الزوجين ما لا يحبه الآخر لا يعني أن الطلاق لا بد منه،كيف وقد قال رسول الله ﷺ :لا يَفرِك مؤمن مؤمنة، أي لا يقع منه بغض تامّ لها،إن كره منها خلقًا رضي منها آخر،فإن وجد الرجل في المرأة خلقًا يكرهه وجد فيها خلقًا مرضيًا غيره،فإن كرهتموهن فلا تفارقوهن لكراهة الأنفس وحدها، فإن النفس قد تميل عن ما فيه خيرها،فإن وجدت شيئًا من النفور من زوجتك فلا تتخذ قرارًا بطلاقها اعتمادًا على هذا وحده.
وعبارة (تمسك برجولتك) كثيرًا ما تستعمل في غير موضعها،فإن الرجولة ليست بالإفراط في الغضب،ولا بالتكبر،ولا بالتجبر،إنما الرجل الحكيم يدرك كيف يوازن بين إظهار القوة واللِين،وبين اتخاذ القرارات مع التواضع لأهله والتطاوع معهم،ولا تظن أنك إن كنت شديدًا بحيث تخاف زوجتك منك دلَّ هذا على قوتك ورجولتك،أو أنك إن لم تفجر غضبك دلَّ ذلك على ضعفك،فليس الشديد بالصُرَعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ،ومن الصفات المحمودة بالزوج أن يكون هيِّنًا ليِّنًا،فلا تظن أن مراعاة زوجتك وملاطفتها تقلب الموازين وتُنَقِّص منك،وقد قال بعضهم:ينبغي للرجل أن يكون بين أهله كالصبي -أي سهل المعاملة- فإذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلًا.
ويشهد مجتمعنا كثيرًا من الحالات التي يتردد فيها على لسان المرأة طلب الطلاق لأسباب تكون أحيانًا سخيفة. وهنا يجب التنبيه إلى أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها بلا سبب يبيح لها ذلك،فقد تظن المرأة أن إظهارها الاستغناء عن الرجل وقدرتها على إكمال طريقها دونه دليل على قوتها،فتتعمد أن تظهر لزوجها ما ينطبق عليه المثل القائل بعاميَّتنا عايز ومستغنيتظن أنها بذلك تحفظ نفسها من استغلال الزوج ضعفها،وليس الأمر كذلك،هذا الكلام ليس دعوة إلى انهيار المرأة وضياعها دون زوجها،بل الزوج نفسه لا يعجبه ذلك،فكوني حكيمة،فالزوج يحب المرأة التي يعتمد عليها في الشدة، بل هذه دعوة إلى أن تظهر الزوجة التقدير لزوجها،وأنها تحتاج إليه كما يحتاج إليها،وأنها سعيدة باختياره شريكها، وأنها متمسكة به لا تريد الاستغناء عنه،وتظهر شغفها أن يترقيا معًا جنبًا إلى جنب إلى العلى،فهذا الدفء من الزوجة يحفز الرجل لتحسين نفسه وتحسين معاملة هذه المرأة ليصيب توقعاتها ويحافظ على هذه المودة القائمة بينهما.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

«حياة كريمة» فتحت طاقة القدر لـ«أمينة» بعد وفاة زوجها: «قدرت أعيش أنا وولادي»

داخل قرية ميت المخلص، بمركز زفتى في محافظة الغربية، تبدلت أحوال السيدة أمينة الجاويش، صاحبة الـ44 عاما، التي تركها زوجها بعدما أنهك المرض جسده، ليتركها ويترك معها 4 أولاد في مختلف الأعمار، دون قرش واحد يستر حاجتها ومتطلباتها، أو حتى «صنعة» تستفيد من ربحها، لتجد نفسها أمام اختبار صعب أصبحت فيه رب الأسرة، الأم والأب معًا، تقدم بها العمر ولم يكن في وسعها حتى تعلم حرفة تعوِّل عليها، قبل أن تظهر مبادرات حياة كريمة، التي كانت مثل «القشة» التي تعلقت عليها السيدة الأربعينية، بعدما جاء وفد من المبادرة الرئاسية تهدف لتحسين وضع النساء الاقتصادي والاجتماعي بالدعم المادي والتدريب والتوجيه من خلال التدريب على الأنشطة والمهارات الحياتية والتدريب العملي على حرفة الخياطة، حتى تدر كل منهما دخلا يساعدها. 

76 سيدة أقدمن لتعلم حرفة الخياطة في 4 مشاغل لمدة 30 يوما، عام 2022 كانت بينهما «أمينة الجاويش» التي التزمت في التدريب على مهارات التنمية البشرية وريادة الأعمال والتدريب العملي على الخياطة ويتم التدريب بالتعاون مع جمعية أبناء فرسيس بزفتى.

عامان تغير فيهما حياة السيدة الأربعينية، عام ظلت فيه تحت التعليم والتدريب العملي بمقابل مادي، وآخر أصبحت فيه هي قائدة ورئيسة للحرفة داخل قريتها، وفقًا لما ذكرته اليوم، لـ«الوطن» وهي تسرد وتسترجع ما أحدثته «حياة كريمة» في حياتها: «من سنتين جوزي مات وقتها الدنيا اسودت في عيني، كان تعبان وكل الفلوس راحت على العلاج، راح وسابلي 4 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة مكنتش عارفة أعمل إيه وأنا مش في إيدي أي صانعة».

مبادرة «حياة كريمة» كانت بمثابة طاقة القدر لـ«أمينة» إذ قررت الانضمام إليها لتعلم حرفة الحياكة: «دربونا واتعلمت أخيط وأفصَّل، ولما بقيت أعرف أشتغل قررت ابدأ مشروعي، ووقتها دعمهم موقفش، لأ أدوني ماكينة ببلاش، وماكينة تانية بالتقسيط وبدأت من سنة». 

تغيرت حياة السيدة الأربعينة، فأصبحت واحدة من أشهر سيدات الحياكة بقريتها، وفقًا لحديثها: «حولت أوضة عندي لورش، وكل الناس بتجيلي، بعرف أصلح وأفصل، وبعمل ملايات وأطقم سرير، ودايمًا متاحة للشغل ما عدا وقت النوم، لأنه في بيتي، وده كله بفضل اللي اتعلمته». 

تدين السيدة الأربعينية بكل ما حققته لـ«حياة كريمة» التي ساهمت في استمرار قيادتها لمنزلها، بشكل كريم.  

مقالات مشابهة

  • صور عقد قران نور الشربيني تخطف الأنظار.. من هو زوجها عمرو الحلو؟
  • «منى» تطلب الطلاق بعد 3 أشهر من الزواج لسبب غريب.. السفر كلمة السر
  • «حياة كريمة» فتحت طاقة القدر لـ«أمينة» بعد وفاة زوجها: «قدرت أعيش أنا وولادي»
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه.. الإفتاء توضح
  • كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..
  • مناقشة “الطلاق العاطفي” في استراليا
  • «التأمينات» تكشف حالة وحيدة يسقط فيها معاش الزوج عن الأرملة
  • الخيانة والعناد.. تقرير يرصد أسباب الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج بالعالم العربي
  • سيدة تطلب الطلاق وتتهم زوجها بالاستيلاء على 220 جرام ذهب
  • زوجة تطلب الطلاق وتتهم زوجها بالاستيلاء على 220 جرام ذهب