عندما بدأت الحرب في غزة في أوائل تشرين الأول، ساهمت أيضاً بوضع حد لفترة الهدوء النسبي التي استمرت 17 عاماً عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مما أثار مخاوف من جبهة ثانية تغرق المنطقة في صراع أوسع نطاقاً.   وبحسب موقع "National Public Radio" الأميركي، "في عام 2006، أدى مقتل واختطاف جنود إسرائيليين على يد حزب الله إلى إشعال حرب استمرت 34 يوماً أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 لبناني و165 إسرائيلياً، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية في لبنان.

وكانت الهجمات في السنوات التالية متفرقة لدرجة أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على طول الحدود اعتقدت أن الخطوة التالية يمكن أن تكون وقفًا دائمًا لإطلاق النار. ومن ثم جاء هجوم حماس في السابع من تشرين الأول".   وتابع الموقع، "بعد اندلاع حرب غزة، رد حزب الله بمهاجمة أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل. ويصر حزب الله على أنه لم يكن على علم مسبق بهجوم حماس في السابع من تشرين الأول. ولم تتوسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين إلى أبعد من المناطق الحدودية. من جانبه، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحويل جنوب لبنان وبيروت "إلى غزة" إذا أعلن حزب الله حربا شاملة على إسرائيل. وقامت القوات الإسرائيلية في غزة بتسوية مجمعات سكنية بأكملها بالأرض، وقصفت المستشفيات، وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية. ويقول المحللون إن حزب الله وإسرائيل، إلى جانب إيران، يرغبون في تجنب حرب شاملة".   وبحسب الموقع، "باستثناء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا في الشهر الماضي، شن حزب الله وإسرائيل هجمات متعددة يوميًا عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول. ويقول أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أو اليونيفيل، إن القتال "كان بشكل عام محلياً للغاية. وهذا يظهر أيضاً بطريقة ما أنه لا توجد شهية حقيقية لصراع أوسع نطاقاً في هذه المنطقة". ويصف تيننتي الهجمات المتزايدة في وقت سابق من هذا الشهر بأنها جزء من نمط من التصعيد المتقطع وليس إشارة إلى تكثيف الصراع الحدودي بأكمله. ومع ذلك، يقول هو والعديد من المحللين، إن الأمر قد يستغرق حادثة واحدة فقط لتصعيد الصراع عن غير قصد".   وتابع الموقع، "يعتبر محللون أمنيون حزب الله من أكثر الجماعات شبه العسكرية المدججة بالسلاح في العالم. وقال الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، أن حزبه يمتلك صواريخ يمكنها الوصول إلى كل أنحاء إسرائيل وتستخدم بشكل متزايد أنظمة التوجيه الدقيقة للاستهداف. وتعتبر إيران المورد الرئيسي للأسلحة للجماعة. ويقول راز تسيمت، من معهد موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، إن "المواجهة واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل" هي ثمن باهظ للغاية لا يمكن لإيران أن تدفعه. وأضاف: "الأمر لا يستحق العناء، على الأقل في الوقت الحالي"."   وأضاف الموقع، "تقول راندا سليم، زميلة في معهد الشرق الأوسط المقيمة في بيروت: "القواعد التي اتبعها حزب الله حتى الآن... هي التصرف كرد فعل على التصعيد الإسرائيلي، بدلاً من الانخراط في التصعيد من تلقاء نفسه". وأضافت: "إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يجرون لبنان إلى حرب شاملة الآن"، مشيرة إلى الأزمة المالية العميقة في لبنان والشلل السياسي". وبحسب سليم، يبدو أن أولوية إيران هي تجنب حرب أوسع نطاقاً لا تعرض للخطر الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام مع المملكة العربية السعودية. وتابعت سليم: "أعتقد أن هناك نوعًا من الوضع الراهن الذي أنشأوه الآن، خاصة في علاقتهم مع المملكة. إنهم يشعرون أن أي تصعيد سيقلب ذلك رأسًا على عقب"." المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وإسرائیل

إقرأ أيضاً:

تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان

واشنطن: «الشرق الأوسط» نقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء اليوم (الجمعة)، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.

وذكرت الوكالة عن المصادر أن التواصل تم مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية بشأن المقترح. وأضافت الوكالة أن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الأميركي، وقال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنه لا علم لديهم بأي تواصل في هذا الصدد.

ووافق الزعماء العرب في وقت سابق من هذا الشهر، على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع، على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط». وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع خلال الأشهر السبعة عشرة الماضية عن مقتل عشرات الآلاف.

واقترح ترمب سيطرة أميركية على قطاع غزة من أجل إعادة إعماره، بعد أن اقترح في وقت سابق إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم خارجه. وفاقمت خطة ترمب المخاوف الراسخة بالفعل لدى الفلسطينيين من تهجيرهم بشكل دائم من ديارهم، كما قوبلت برفض دولي واسع النطاق.

خطة ترحيل الفلسطينيين... كيف رد السودان والصومال وأرض الصومال؟
3 دول أفريقية وجهات مقترحة... وإغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية

بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن «لا أحد سيقوم بترحيل الفلسطينيين» من غزة، انتشرت تقارير حول تواصل الولايات المتحدة مع مسؤولين في كل من السودان والصومال وأرض الصومال بغرض إعادة توطين فلسطينيين بعد انتهاء الحرب الحالية في القطاع. وجاءت هذه التقارير بعد أيام من إعلان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أن بلاده تعمل على تحديد دول لاستقبال الفلسطينيين الذين ستشملهم «الهجرة الطوعية».

وأشارت التقارير إلى أن الاتصالات لتوطين الفلسطينيين بدأت خلال فبراير (شباط) الماضي واختارت الولايات المتحدة وإسرائيل التواصل مع السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية. وفور انتشار تلك التقارير قال مسؤولون من السودان إنهم تلقوا هذه الاتصالات وردوا بالرفض، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال لوكالة «أسوشييتد برس» إنهم ليس لديهم علم بأي اتصالات. ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية التعليق.

من جانبها، أصدرت حركة «حماس» بياناً شددت فيه على أن الشعب الفلسطيني سيظل ثابتاً على أرضه رافضاً التخلي عنها.

إغراءات وحوافز
ووفقاً لتقارير صحافية، تشير الخطط الأميركية إلى تقديم إدارة ترمب مجموعة من الحوافز المالية والدبلوماسية والأمنية لتلك الدول بحيث تحصل على مساعدات أميركية كبيرة مقابل الموافقة على استقبال الفلسطينيين.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولَين سودانيين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن إدارة ترمب بدأت الاتصالات مع الحكومة السودانية بشأن قبول الفلسطينيين حتى قبل أن يتم تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال أحد المسؤولين إن الجانب الأميركي عرض تقديم مساعدات عسكرية لمساعدة الجيش السوداني في معاركه ضد «قوات الدعم السريع» وتقديم مساعدات في خطط إعادة الإعمار وحوافز أخرى.

وقال مسؤول كبير في الحكومة السودانية لـ«رويترز» إن السودان لم يتلقَّ مثل هذا المقترح وإنه غير مقبول بالنسبة له. ولم يرد وزير الإعلام في الصومال على اتصالات هاتفية من «رويترز» للتعليق. أمّا وزير خارجية أرض الصومال فقال، الجمعة، إن المنطقة لم تتلقَّ أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وقال وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ظاهر أدان لوكالة «رويترز»: «لم أتلقَّ أي مقترح بهذا الشأن، ولا محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين». وتنعم أرض الصومال بسلامٍ نسبي منذ إعلان استقلالها عن الصومال في 1991، لكنها لم تنل الاعتراف من أي دولة. وعبرت حكومتها عن أملها في أن يدعم ترمب قضيتها، بحسب «رويترز».

وأثارت الأنباء عن الاتصالات الأميركية مخاوف من تصميم واشنطن وتل أبيب على المضي قدماً في الخطة التي أعلنها ترمب في الرابع من فبراير الماضي، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، بترحيل الفلسطينيين إلى خارج القطاع لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار. واقترح ترمب في ذلك الوقت ترحيل ما يزيد على مليوني فلسطيني إلى كل من مصر والأردن. ورفضت الدولتان هذا الاقتراح.

وفي مواجهة هذا الرفض، بدا أن ترمب يخفف من حدة موقفه، إذ قال الشهر الماضي لشبكة «فوكس نيوز»: «خطتي هي الأفضل وأعتقد أنها الخطة الناجحة لكنني لا أفرضها وسأكتفي بالانتظار والتوصية بها».  

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف: مواقع بين لبنان وإسرائيل غير مطروحة للتفاوض
  • هذا ما طلبه ترامب بشأن لبنان.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشف
  • تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان
  • عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان
  • آخر ما قيلَ عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. تفاصيل يجب معرفتها
  • مقترح أميركي “محدث” لتمديد الهدنة في غزة
  • لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟.. ناصر عبد التواب يٌجيب
  • ترامب: وفد أميركي توجه إلى موسكو
  • هذه خطة حزب الله للعودة.. تقريرٌ أميركي يكشفها
  • هل دقت ساعة تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل؟