في غزة لا رفاهية هناك لتركيب فلتر ينقي المياه المليئة بالشوائب والأمراض، بل لا وجود لكوب ماء عذب من الأساس، شريان الحياة توقف في غزة، ظمأ لم يحن انتهائه، إلا برحلة شاقة يقطعها الأهالي كل يوم، أملا في الفوز بكوب ماء نظيف بعد ساعات من الانتظار في طابور لا نهاية له، حتى وصل الأمر إلى الشرب من مياه البحر المالحة.

الحرب في قطاع غزة التي دخلت يومها الخامس والسبعين، غيرت ملامح الحياة في غزة تماما، و بات شرب الماء حٌلمًا للآلاف من سكان القطاع المحتل، بعد أن توقفت محطات المياه الرئيسية في غزة عن العمل إثر القصف المستمر، فضلا عن توقف محطات رفع المياه والمواتير إثر انقطاع الكهرباء بحسب رواية الفتاة الغزاوية آلاء أبو قاسم لـ«الوطن».

مياه البحر الوسيلة الوحيدة للشرب في غزة

منذ أسابيع طويلة باتت مياه البحر المالحة ملاذا للمئات بل الآلاف من سكان قطاع غزة للشرب، وذلك لندرة تواجد المياه العذبة في القطاع المحاصر منذ أكثر من شهرين متواصلين، حيث تعتمد غزة على مياه الآبار ، إلا أنها هي الأخرى أصبحت ملوثة بأثار القصف والمخلفات الصلبة التي تركتها الحرب في القطاع، فضلا عن خطورة ملوحتها على الجهاز الهضمي والكلى، وفي وقت سابق، أعلنت منظمة اليونيسيف أن أكثر من مليون طفل في غزة يعانون من أزمة نقص المياه.

نزلات معوية للأطفال

يعاني الأطفال من تقلصات في المعدة وقيء وإسهال بسبب ملوحة المياه التي يقفون ضمن طوابير طويلة للحصول عليها، وصل مخاوف من تفشي الأمراض لا سيّما في ظل قلة الخدمات الطبية.

في متابعة مستمرة للوضع الصحي في قطاع غزة، الدكتور صالح الهمص، مدير التمريض بمستشفى غزة الأوروبي لـ«الوطن»، أن القطاع دخل بالفعل في دائرة الوباء والأمراض المعدية سواء التنفسية أو المعوية، حيث انتشرت النزلات المعوية والإسهال والجفاف والسعال بين الأطفال، خاصة مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة دون وجود ملابس ثقيلة ولا مياه نظيفة ولا علاج ولا طعام: «اللي مماتش من القصف هيموت من الأنيميا والمرض والبرد»، حسب تعبيره.

تدمير الآبار الجوفية المصدر الرئيسي للمياه

بحسب بيانات رسمية من سلطة المياه الفلسطينية وهي مؤسسة حكومية، تعتمد غزة في توفير المياه على الآبار الجوفية كمصدر رئيسي يغطي نحو 97 في المئة من الاستهلاك السنوي للسكان، ولكن مع تصاعد حدة الحرب لم يعد هناك مياه مناسبة للاستخدام الآدمي أو المنزلي لسكان غزة بسبب عمليات القصف المستمرة وتدمير البنية التحتية في القطاع، وبالتالي لجأ الأهالي إلى شرب مياه البحر.

شهر كامل دون مياه نظيفة

«بقالهم شهر لا في مياه ولا في حياة من الأساس» بكلمات قليلة اختصرت الأم الغزاوية التي تقيم في مصر إيمان بعلوشة، الوضع الذي يعيشه أشقائها الثلاثة في غزة، حسب روايتهم لها كلما أتيحت لهم الفرصة للتواصل هاتفيا.

يذهب في الصباح الباكر أبناء شقيقها وبحوزتهم الأواني والزجاجات  البلاستيك الفارغة إلى شاطئ بحر غزة لملء الأواني من مياه البحر، بعد أن بات الحصول على مياه نظيفة رفاهية غير متوفرة في القطاع المحتل، وبحسب روايتها لـ«الوطن» يستخدمون مياه البحر لغسل الأواني والملابس والاستحمام وأيضا الشرب داخل المخيمات التي يقيمون بها رغم خطورتها على الكلى والجسد بشكل عام، «كل ما بتصل عليهم عم يحكولي عن الوضع هناك، مأساة مرعبة»، حسب وصفها.  

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين أهل غزة میاه البحر فی القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

في اليوم الـ360 للعدوان الإسرائيلي على غزة.. حصيلة الشهداء ترتفع إلى 41,615 شهيداً

الجديد برس|

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ360 على التوالي، حيث يركّز قصفه على المناطق السكنية في وسط وجنوبي القطاع، ما أسفر عن ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين، بما في ذلك استهداف المباني السكنية وخيم النازحين.

في تقرير إحصائي يومي أصدرته وزارة الصحة في غزة ظهر الاثنين، كشفت الوزارة عن استشهاد 20 شخصاً وإصابة 108 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء استهداف الاحتلال للعائلات في القطاع. وارتفعت حصيلة الشهداء المسجلة منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي إلى 41,615 شهيداً، بالإضافة إلى 96,359 إصابة.

أبرز الهجمات والضحايا: استهداف الاحتلال مجموعة مواطنين في محيط متنزه البلدية وسط غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص. قصف مدفعي طال حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة، وإطلاق قذائف دخانية في محيط شركة الكهرباء شمالي النصيرات. غارات جوية على شمال النصيرات أسفرت عن استشهاد 6 أفراد من عائلة مزهر، جراء قصف منزلهم. استشهاد فلسطيني وزوجته وطفليهما في دير البلح بعد قصف استهدف منزلهم. استهداف مدفعي لمخيم البريج وتواصل إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال. جنوبي القطاع، استمر القصف المدفعي على منطقة العمور شرقي خان يونس، واستشهد مواطن في منطقة الصليب رفح نتيجة القصف.

وتتواصل الهجمات الإسرائيلية، بينما يعاني سكان غزة من استمرار العدوان اليومي، وسط تزايد أعداد الشهداء والجرحى، وتصاعد الدعوات لوقف استهداف المدنيين في القطاع.

مقالات مشابهة

  • 8 مجازر بغزة خلال يوم والاحتلال يكثف القصف على النصيرات
  • حشيشي يعاين عملية إعادة تشغيل محطة تحلية مياه البحر بالحامة في العاصمة
  • إعادة تشغيل محطة تحلية مياه البحر الحامة في العاصمة
  • رئيس مياه شرب الإسكندرية: المياه آمنه ونعاني من كثافه الاستهلاك بسبب نزوح السودانين
  • المواصفات التي يجب معرفتها عند شراء مبرد المياه لتقليل استهلاك الكهرباء
  • «الزراعة»: بدء مشروع تحسين استخدام المياه وإدارة التربة في مطروح
  • في اليوم الـ360 للعدوان الإسرائيلي على غزة.. حصيلة الشهداء ترتفع إلى 41,615 شهيداً
  • إحالة معلمة بني سويف للمحكمة التأديبية التي رفضت خروج تلميذة الي دورة المياه
  • الأسوأ منذ 30 عاماً.. إسبانيا تواصل البحث عن 48 مهاجراً في مياه البحر
  • رئيس مياه البحر الأحمر يتابع سير العمل بمحطة اليسر بالغردقة