قال نيك تشايلدز، باحث أول في مجال القوات البحرية والأمن البحري، إنه مع ازدياد وتيرة الهجمات التي يشنها الحوثيون بالمسيرات والصواريخ المضادة للسفن، ازدادت أيضاً احتمالات نجاح بعضها، ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة محتملة، الأمر الذي أسفر عن نداءات متزايدة لبذل المزيد من الجهود لحماية طرق الشحن.

سيكون من الصعب التصدي للتهديد الذي تشكله الهجمات الحالية



أسفر التصاعد الأخير في الهجمات على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، والتي يشنها بشكل رئيسي الحوثيون في اليمن، على نحو مرتبط بالحرب بين حماس وإسرائيل، عن دق ناقوس الخطر في مجتمع الشحن الدولي، مع إعلان الكثير من كبار مشغلي السفن الآن عن ابتعادهم عن المنطقة.


وكلما طال أمد هذا الوضع، ازدادت التكلفة النهائية وتعطلت التجارة البحرية الدولية وأمن الطاقة. ويتزايد الضغط على الحكومات والقوات البحرية "لفعل شيء". تداعيات كبيرة

ووفق تحليل نيك تشايلدز بموقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، سيكون لهذا الضغط تداعيات على المنطقة وخارجها بشكل كبير. فالبحر الأحمر شريان بحري رئيسي، وباب المندب مضيق بالغ الأهمية للشحن البحري. وليست التهديدات التي يتعرض لها النقل البحري في المنطقة الممتدة من الخليج إلى القرن الأفريقي بالشيء الجديد على أي حال، لكنها ازدادت تعقيداً، وازدادت التحديات في مواجهتها، الأمر الذي يعقد مهمة التوصل إلى استجابة فعالة للتهديد الراهن.

 

We are seeing the intial steps towards a revitalized expansion of Monroe Doctrine

It will be interesting to see how this effects two concepts:

• International Drug Trade
• Human Trafficking Networks https://t.co/jYVYlQNMus

— ELInfoCypher (@TheInfoCypha) December 20, 2023


وفي الآونة الأخيرة، وفي أعقاب الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل، والرد العسكري الإسرائيلي عليها، أعلن الحوثيون عن استهدافهم السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى إسرائيل. وازدادت قوة الموجات الصدمية مع تزايد وتيرة الهجمات، وانخفاض مستوى التمييز بين مختلف السفن.

ائتلاف دولي بحري

وشهدت مياه الشرق الأوسط المائجة بالاضطرابات بعضاً من أرفع مستويات التعاون في الأمن البحري، على الرغم من النزاع الدائر في الكثير من المناطق، حيث يقوم ائتلاف يضم قرابة 40 بلداً في إطار القوات البحرية المشتركة المتمركزة في البحرين، وتقوده الولايات المتحدة بشكل رئيسي، بتطوير وتنفيذ عمليات أمنية في البحار الإقليمية، منذ عام 2002.

 

The West is Next
Giant shipping companies halted ALL journeys through the red sea due to the terror attacks by the Houtis.
This will impact every individual in Europe, causing shipment delays and escalating costs.
This marks just the start of the global implications stemming from… pic.twitter.com/qz42Fb7E7R

— Oren Caspi (@MDCaspi) December 16, 2023


لكن التعامل مع التهديدات النابعة من أطراف غير حكومية، كتنظيم القاعدة الإرهابي أو القراصنة المتمركزين في الصومال، في وقت كانت البحرية من دول عدة تواجه عدداً قليلاً نسبياً من الالتزامات الرئيسية الأخرى، وكان لديها عدد أكبر من السفن تحت تصرفها، شيء، والعمل في بيئة تشهد مزيداً من المنافسة الإقليمية بين الدول ووكلاء الدول كالحوثيين، وفي ظل الأعباء الثقيلة على البحريات الكبرى الآن، فهو شيء آخر تماماً، حسب الباحث.

الموازنة في التعامل وأوضح الباحث أن الحكومات الإقليمية وغيرها من الحكومات تعمل على الموازنة بين عوامل عديدة: المخاطرة بنظر شعوبها والجماهير الدولية إليها باعتبارها متورطة في المواجهة بين حماس وإسرائيل، وهي مواجهة قد تتصاعد، والرغبة في إعادة ترسيخ الردع في البحر لتجنب التصعيد في هذا المجال، وحقيقة أن روابط إيران بوكيلها الحوثي تظل غامضة، على الأقل فيما يتعلق بالهجمات الأخيرة. "حارس الرخاء" وكشفت واشنطن النقاب الآن عن عملية بحرية جديدة متعددة الجنسيات أُطلق عليها اسم "حارس الرخاء" للرد على هذه الهجمات، لكن تقسيم العمل ليس واضحاً على الإطلاق، وفق الباحث. ويبدو أنها إعادة تغليف وتعزيز طفيف لقوة المهام المشتركة 153 التابعة للقوات البحرية المشتركة، والتي ينصبّ تركيزها على الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأعضاء المعلنين أغلبهم أوروبيون، والبحرين هي المشارك الإقليمي الوحيد. ولدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا الآن سفن منتشرة في المنطقة، وشاركت ثلاث سفن الأولى بالفعل في أعمال دفاعية. والسؤالان الرئيسيان المتبقيان هما: مَن سيكون راغباً بموجب الإطار الجديد في نشر سفن مسموح لها بالتدخل (وتحت أي ظروف)؟ وهل سيكون هذا كافياً لردع الهجمات المستقبلية؟ وبشكل أعم، ستكون أدوار ومواقف البحريات الإقليمية وغيرها من البحريات المعنية، وخاصة الصين، عوامل مهمة في كيفية تطور الأحداث في البحر. تحديات مواجهة التهديدات يقول الباحث: "سيكون من الصعب التصدي للتهديد الذي تشكله الهجمات الحالية، حتى على أكثر الأساطيل تطوراً. فعندما كان القراصنة الصوماليون هم مصدر التهديد الرئيسي، أثبت مشغلو السفن أنفسهم أنهم قادرون على قمع هذا التهديد إلى حد كبير، ببساطة بوضع حراس مسلحين على متن سفنهم".
والآن فإن المسيرات المجهزة بالمتفجرات والصواريخ البالستية المضادة للسفن هي التي تشكل تهديداً لحركة الشحن والسفن. كما أظهر الحوثيون أيضاً تكتيكات أخرى جديدة، تعلموها على ما يبدو من الحرس الثوري الإيراني، ومن ضمنها الاستيلاء على سفينة تجارية باستخدام مروحية.
ولفت الباحث إلى إسقاط البحرية الأمريكية العديد من المسيرات والصواريخ الحوثية في المنطقة، مؤكداً ضرورة تعامل المخططين البحريين مع فكرة استخدام أعداد كبيرة من صواريخ الدفاع الجوي باهظة الثمن لمواجهة هذه التهديدات، والتي يشكل الكثير منها جزءاً طفيفا من هذه التكلفة، والمخاطرة بنفاد تلك الصواريخ أثناء وجودها في مركزها، وسيؤدي هذا على الأرجح، برأي الكاتب، إلى تحفيز الجهود الجارية بالفعل من جانب البحريات الكبرى لزيادة مخزونات صواريخ الدفاع الجوي، وإحياء طرق إعادة تزويد السفن الحربية بهذه الأسلحة أثناء وجودها في البحر.
وتركز البحرية الأمريكية بالفعل على هذه المسألة في سياق التهديد الذي يمكن أن تشكله ترسانة الصواريخ الصينية المضادة للسفن في أي صراع مستقبلي. ويعد تطوير أسلحة جديدة وأكثر كفاءة من حيث التكلفة للتعامل مع تهديد المسيرات مطلباً ملحاً للقوات البحرية بقدر ما هو كذلك بالنسبة للقوات البرية، وذلك كما يتضح في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وتواجه البحرية الأمريكية احتمال زيادة وجودها في المنطقة وحولها لفترة ، الأمر الذي من شأنه التأثير على الالتزامات الأخرى عالميّاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل البحر الأحمر فی المنطقة فی البحر

إقرأ أيضاً:

المملكة تستضيف مؤتمرًا دوليًا رائدًا لوضع خطة عمل شاملة للحفاظ على السلاحف البحرية

استضافت المملكة المؤتمر الدولي الأول للحفاظ على السلاحف البحرية في البحر الأحمر، الذي عُقد في مدينة جدة بمشاركة (93) خبيرًا وأكاديميًا ومتخصصًا في علوم البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي من (10) دول حول العالم، وذلك خلال الفترة (3 – 6 نوفمبر الجاري) تحت عنوان: (التوجه نحو المستقبل.. تعزيز حماية السلاحف البحرية في البحر الأحمر من خلال العلم والتعاون والابتكار).

9
ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه- والذي نظمته المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية “شمس”-، خطوة هامة نحو التعاون بين دول البحر الأحمر والخبراء الدوليين في مواجهة التحديات البيئية، حيث يجسد رغبة إقليمية وعالمية ملحة في تعزيز الاستدامة البيئية وتطوير إستراتيجيات فعالة لحماية السلاحف البحرية في البحر الأحمر، بما يتماشى مع الالتزامات البيئية الدولية والحفاظ على التراث الطبيعي للمملكة.
وامتد المؤتمر على مدار أربعة أيام مكثفة، حيث جرى استعراض أحدث البحوث ومناقشة قضايا هامة تخص وضع السلاحف البحرية في المنطقة، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها، وذلك عبر محاضرات رئيسية وعروض تقديمية ومجموعات عمل تفاعلية، حيث ألقى سبعة من أبرز المتحدثين الدوليين كلمات رئيسية، قدموا خلالها تجاربهم وخبراتهم البحثية حول حماية السلاحف البحرية ووضعوا توصيات تهدف إلى تعزيز استدامة هذا النوع الحيوي في بيئته الطبيعية.
9

مقالات مشابهة

  • غارات جوية أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين
  • منصة دولية تكشف عن مخاوف متزايدة مع استغلال الحوثيين لتدفقات الإيرادات الغنية في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • فاتورة ذخائر بحرية واشنطن في البحر الأحمر
  • مركز أوروبي يعلق على تجنب السفن الحربية الألمانية البحر الأحمر.. هل تنجرف القوة البحرية الغربية؟ (ترجمة خاصة)
  • "أسبيدس" تعلن انضمام مدمرة إيطالية إلى أسطولها في البحر الأحمر
  • المملكة تستضيف مؤتمرًا دوليًا رائدًا لوضع خطة عمل شاملة للحفاظ على السلاحف البحرية
  • مركز تحليل السياسات الأوروبية يعلق على تراجع القوة البحرية الغربية
  • الفنارات البحرية على جزر البحر الأحمر.. دليل ملاحي وتاريخ سياحي
  • تداول 13 ألف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • المهمة البحرية الأوروبية تعين قائدا جديدا لـ"أسبيدس" لحماية السفن بالبحر الأحمر