برئاسة الخشت|جامعة القاهرة تستضيف محاضرة لرئيس رابطة العالم الإسلامي لتوسيع آفاق التعاون
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
استضافت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، المحاضرة التذكارية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة.
كان ذلك بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والسفير أسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية بمصر، والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وكوكبة من رؤساء الجامعات المصرية، ونواب رئيس جامعة القاهرة، وعمداء الكليات، ولفيف من رؤساء التحرير منهم عصام كامل وأحمد أيوب، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وفي مستهل اللقاء، قال الدكتور محمد الخشت، إن تواجد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، داخل قبة جامعة القاهرة له الكثير والعديد من المعاني والدلالات، والتي تستلزم التوقف لتوضيحها وتتمثل في توسيع آفاق التعاون بين جامعة القاهرة والهيئات العالمية الكُبري من الشرق والغرب ليس فقط في المجالات البحثية والأكاديمية والعلوم الطبيعية والرياضية، بل أيضًا في مجال الفكر الإنساني وتجديد الخطاب الديني، مؤكدًا أن هذا اللقاء يعكس طبيعة العلاقات فوق الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية لكونها علاقات لا تتضمن الملفات السياسية والاقتصادية وحدها بل هي علاقات تعود إلي وحدة الأصل والدم المشترك، فجدة النبي مصرية وهي هاجر عليها السلام وسيدنا إسماعيل جد النبي محمد نصف مصري لأن أمه مصريه، بالإضافة إلي أن كثيرا من القبائل في صعيد مصر من أصل عربي وتعود أصولها إلي شبه الجزيرة العربية ويرجع نسب الكثير منها للنبي عليه الصلاة والسلام وللصحابة الكرام.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن التعاون بين جامعة القاهرة والهيئات العالمية الكبرى يعكس ما وصلت اليه الجامعة عالميًا في مجال تجديد الخطاب الديني وتأسيس خطاب ديني جديد وظهور تيار إصلاحي عالمي، مشيرًا إلى الدور الكبير للدكتور محمد بن عبد الكريم في تطوير الفكر الاسلامي والقانوني، والإصلاحات المتعددة التي قام بها داخل النظام القضائي السعودي، لافتًا إلى أنه عند تولي الشيخ محمد بن عبد الكريم وزارة العدل قام بتمكين تقنين الشريعة الاسلامية وإصدار أول رخصه محاماة للمرأة السعودية.
كما قدم الدكتور محمد الخشت، باسم مجلس جامعة القاهرة التهنئة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة توليه فترة رئاسية جديدة.
وفي مستهل كلمته، أشاد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، بالدكتور محمد عثمان الخشت بوصفه قائدًا للمنظومة الأكاديمية داخل جامعة تاريخية قفزت مجددًا برؤيته الطموحة وبدعم من القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقدمًا التهنئة للشعب المصري لتولي السيد الرئيس فترة رئاسية جديدة بعد فوزه المستحق في الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى القفزات الكُبري والتقدم غير المسبوق الذي حققته جامعة القاهرة داخل مختلف التصنيفات العالمية المرموقة بقيادة الدكتور محمد الخشت الفيلسوف والمفكر الإسلامي والأكاديمي المرموق.
وأكد رئيس رابطة العالم الإسلامي ، وجود إرث كبير من الأفكار والسجالات العميقة وصلت إلى صدامات وصراعات ومحاكمات وحروب على مدار أعوام مضت شرقًا وغربًا وكانت أكثر فظاعة في الغرب بشهادة التاريخ مثل حرب الـ 30عامًا التي مزقت أوروبا وغيرت خريطتها والتي كانت شرارتها الأولي حربا دينية ثم تحولت بعد ذلك إلي حرب ذات مصالح سياسية، إلى جانب الحرب العالمية الأولي والثانية وما ترتب عليها من آثار جسيمه.
وأوضح الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، أن السبب الرئيس في الصراعات الفكرية هو الانغلاق والضيق في الرأي الآخر، بالإضافة إلى تضارب المصالح واستهداف الشخصيات الفكرية لأهداف خاصة، مؤكدًا أن الوعي الحضاري يترجم صحيح الدين والفكر من خلال الحوارات التي تُجنب الأفراد من الوقوع في فخ الاستفزاز الديني، وتدني مستوي الوعي في إدارة الجدالات الدينية الفكرية.
وأضاف رئيس رابطة العالم الإسلامي، أن الإنسان ليس معصوما من الخطأ ولا يمتلك الحقيقة المُطلقة، وأن الله سبحانه وتعالي أمر الناس بالإعراض عن الجاهلين، مشيرًا إلى أن مستجدات الفكر الإنساني تتصف بالاستمرار في الحراك والتغيربشكل يومي وهو ما يتطلب التعامل مع هذا التغيير المستمر من خلال إعمال العقل المفكر الذي من شأنه أن يتعامل بشكل سليم مع تلك المستجدات.
وأكد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، أن الدين كامل لا زيادة عليه، ويتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة، وهو متجدد على الدوام وصالح ومصلح لكل زمان ومكان وأن الاجتهادات الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والنيات والأشخاص وذلك باتفاق فقهاء الإسلام، والتجديد في الدين يكون من خلال الاجتهاد في فهم الشرع لتحقيق مصالح الناس وليس تجديد الدين نفسه، وأن الاجتهاد ليس قاصرًا علي أحد دون الآخر أو مكان دون الآخر بل هو واجب شرعي ويجب علي الجميع أن يجتهدوا، لافتًا إلى ضرورة إحياء علوم الدين وتبصير المسلمين بحقيقة الدين والعمل به في ظل غفلة الناس وما احدثه الجهلة من منكر القول، وداعيًا إلي عدم تصدير فتاوي في غير مكانها، ومشددًا أن العصمة تكون فقط لكتاب الله وسنه رسوله.
وتطرق رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، إلى مفهوم العولمة وانفتاح العالم على بعضه وما يشهده من تنوع واختلاف ومحاولات التأثير على البعض من أجل تمرير أجندات فكرية وثقافية لصالح قوي خارجية معينة، مشيرًا إلى تعدد المفاهيم والأعراف والثقافات والحضارات واللغات في الغرب، واختلاف الفكر الفلسفي داخل الدول الأوروبية وهو ما يدل على اختلاف طرق التفكير، ومؤكدًا أن العلمانية تعني أن الدين لا يُسير الحياة العامة في الدول العلمانية، ولا يتدخل في شأن الحياة.
وقال الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، إنه لابد من احترام حق الآخر وعدم المساس بالهويات الدينية لكونها تُمثل خصوصية لأن كل إنسان بداخله فطرة سليمة يجب إخراجها من خلال الحوار وكسب الآخرين والدعوة إلي حب الجميع دون استثناء.
وعقب الدكتور محمد الخشت، على محاضرة الدكتور محمد بن عبد الكريم، قائلا إنها محاضرة كاشفة وشاملة وتطرقت لكافة النقاط المركزية في خريطة الفكر العالمي، وليست مجرد محاضرة للرصد والتحليل بل لتكريس وتعزيز تيار وسطي عقلاني انفتاحي على العالم وهو تيار يدعو لحب الخير للجميع، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى هو رب للناس أجمعين سواء العالم أو الجاهل والطالح أو الفاسد.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن الالتقاء المصري السعودي ليس التقاء تاريخيا فقط بل هو التقاء في مستجدات الفكر على الساحات العالمية والإسلامية وتجديد الخطاب الديني في مساحات مشتركة، وتوجه الأفكار نحو الانفتاح والتعددية ومواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا ضرورة إعمال العقل واحترام التراث القديم والعمل علي صنع تراث جديد دون تكرار، وتعددية الصواب والبعد عن الحقيقة المطلقة والصواب الواحد.
وأكد الدكتور محمد الخشت، ضرورة التمييز بين ما هو مقدس وما هو بشري، والتمييز بين الإسلام والمسلمين فالإسلام ثابت وهو القرآن والسنة النبوية الثابتة الصحيحة بيقين، وقال: " إننا على مستوي العالم لسنا بحاجة إلى أن نكون متفقين حتى نعيش في سلام، لأن الله خلق الناس أنواعا وأشكالا، وعلى الجميع أن يتقبل فكرة التنوع والإختلاف"، مضيفًا أن مشروع الجامعة لتجديد الخطاب الديني يعني أن الجامعة ليست رائدة في العلوم الطبيعية فقط بل أصبحت منبرًا للعقل الوسطي والعقلانية يلتقي تحت قبتها العلماء والشخصيات البارزة.
ومن جانبه، قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن المحاضرة الثقافية الدينية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، بمثابة خريطة طريق استطاع أن يصحح من خلالها مسارا نرجوه جميعًا في أدبيات الفقه والتفكير، موضحًا أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح الخلق أجمعين ودفع المفاسد عنهم من خلال الجهد العلمي الطويل لفقهاء النص الشرعي.
وأكد الدكتور شوقي علام، الحاجة لوجود عقول رشيدة تدرك النص وما وراء النص وأهداف ما وراء النص في إطار منضبط وفق قواعد وأصول، باعتبار أن العقل المنضبط الواعي والمستنير يستطيع أن يواجه قضايا الناس ويراعي في ذلك الأبعاد والسياقات المختلفة، مشيرًا إلى أن الفقه السابق هو فقه رشيد واستطاع العلماء بعقليتهم الفريدة أن يقوموا بحل مشكلات عديدة تناسب عقودهم وأزمانهم، موجهًا الشكر للدكتور محمد الخشت لإتاحة الفرصة له للمشاركة في هذا الحوار الهام.
وأشار الدكتور سعد الدين الهلالي، إلى استماعه خلال فترة شبابه لخطاب ديني يكرس كراهية الآخر، ويكرس أفكارا بعينها وهي أن الله هو رب لنا وخاص بنا فقط، وأننا ناجون وغيرنا هالك، مؤكدا أن الدين الإسلامي يقوم ببناء كل إنسان ليكون فقيه نفسه، وأنه لابد من التحاور وقت الاختلاف، مؤكدًا أن وظيفة أهل العلم الديني هو التذكير وليس السيطرة علي البشرية من خلال الدين، لأن الدين لله.
وفي ختام المحاضرة قام الدكتور الخشت بمنح الشيخ العيسى درع الجامعة الذهبي، كما قام الشيخ العيسى بمنح الدكتور الخشت درع رابطة العالم الإسلامي ودرع رابطة الجامعات الإسلامية.
جامعة القاهرة15 جامعة القاهرة16 جامعة القاهرة14 جامعة القاهرة13 جامعة القاهرة12 جامعة القاهرة11 جامعة القاهرة10 جامعة القاهرة9 جامعة القاهرة8 جامعة القاهرة7 جامعة القاهرة6 جامعة القاهرة5 جامعة القاهرة4 جامعة القاهرة3 جامعة القاهرة2 جامعة القاهرة1 جامعة القاهرةالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور شوقي علام رئیس رابطة الجامعات الإسلامیة رئیس رابطة العالم الإسلامی الدکتور محمد الخشت جامعة القاهرة الخطاب الدینی مشیر ا إلى مؤکد ا أن أن الدین من خلال أن الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدورة 56 لمعرض الكتاب| القاهرة تستضيف العالم.. هل أزمات الشرق الأوسط ستكون على طاولة النقاش؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تبدأ الاستعدادات النهائية لإطلاق الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، مع اقتراب شهر يناير، أحد أكبر الفعاليات الثقافية في العالم العربي، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية سنويًا ليجمع تحت سقف واحد نخبة من المفكرين والكتاب ودور النشر من مختلف أنحاء العالم.
والمعرض ليس مجرد سوق للكتاب أو مساحة ثقافية؛ بل تحول إلى ملتقى حضاري يعكس القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تشغل العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
هذا العام، يأتي المعرض في توقيت دقيق ومليء بالأحداث المتسارعة؛ حيث تشهد المنطقة تغيرات جذرية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية؛ ما يجعل من المعرض فرصة حقيقية لطرح هذه القضايا للنقاش واستعراض الرؤى المستقبلية.
القضية الفلسطينية.. أزمة غزة مستمرةتعد القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا للنقاشات الفكرية والسياسية على مدار الأعوام؛ ولا يختلف الوضع هذا العام. تأتي الدورة الجديدة للمعرض بينما لا تزال حرب غزة مشتعلة منذ أكتوبر الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
الأحداث الأخيرة في غزة أعادت تسليط الضوء على قضية الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة في حق الفلسطينيين، والتي أصبحت قضية عالمية تحظى باهتمام واسع. من المتوقع أن تتصدر أزمة غزة طاولات النقاش في المعرض، حيث يسعى المفكرون من مختلف الجنسيات لتقديم رؤى حول كيفية دعم القضية الفلسطينية وإيجاد حلول جذرية للأزمة الإنسانية المستمرة.
إلى جانب القضية الفلسطينية، يشهد الشرق الأوسط تطورات دراماتيكية أخرى، أبرزها ما يحدث في سوريا فالانسحاب المفاجئ للجيش السوري، ودخول المعارضة المسلحة إلى دمشق دون مقاومة تُذكر، شكل زلزالًا سياسيًا في المنطقة وسقوط نظام بشار الأسد أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل سوريا، وكيف ستتعامل القوى الإقليمية والدولية مع هذا المشهد الجديد.
المراقبون يرون أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة تمامًا، حيث تُعاد صياغة التوازنات الإقليمية. لكن المشهد لا يخلو من التعقيد، خاصة مع احتلال إسرائيل للجولان وسط هذا الفراغ السياسي فهل تنجح سوريا في الخروج من أزمتها الحالية؟ وكيف يمكن للدول العربية حماية أمن واستقرار المنطقة؟ هذه الأسئلة ستكون في صدارة الموضوعات المطروحة للنقاش في جلسات المعرض.
عودة ترامب.. سياسة جديدة أم صراع ممتد؟في الجانب الآخر من العالم، تشهد الولايات المتحدة تحولات سياسية كبرى مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة.
التصريحات الأولى لترامب عقب سقوط النظام السوري أثارت جدلا واسعا، حيث دعا إلى بدء مفاوضات جديدة لوقف الصراعات، لكنه في الوقت نفسه هدد بتحويل الشرق الأوسط إلى "جحيم" في حال لم يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
ترامب، المعروف بأسلوبه التصادمي وسياسته المثيرة للجدل، يضع الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والاقتصادية كيف سيتعامل المفكرون مع عودة ترامب إلى المسرح العالمي؟ وهل يمكن أن تقدم الجلسات النقاشية في المعرض رؤى مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات؟
سد النهضة أزمة وجودية لمصر والسودانفيما يتعلق بالشأن الإقليمي، يظل ملف سد النهضة في صدارة القضايا الملحة فالسد الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل أثار مخاوف كبيرة في مصر والسودان بشأن حصص المياه، وأصبح يمثل تهديدا مباشرًا للأمن المائي في المنطقة خاصة بعد الإعلان عن اكتمال تشغيله رسميا وفي الوقت نفسه نرى انقطاعا كاملا للتيار الكهربائي في إثيوبيا والكشف عن أن التوربينات في السد متوقفة.
معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام سيكون فرصة لمناقشة الأبعاد المختلفة لهذه الأزمة، بدءا من الجانب الفني والاقتصادي، وصولًا إلى الأبعاد السياسية والاستراتيجية. إلى جانب محاولات رئيس الوزراء الاثيوبي ابي أحمد إفشال علاقتها بدول الجوار الأفريقية وخططه الماكرة لكبح النفوذ المصري في افريقيا خاصة بعد الاتفاق الذي تم بين اثيوبيا والصومال وإريتريا الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ربما يكون هذا الاتفاق له تأثير مباشر على مصالح مصر في افريقيا خاصة في ملف سد النهضة و العلاقات مع دول الجوار فهل في تلك الدورة يطرح الدباء والمثقفون من خلال التقاء الثقافات المتعددة في المعرض حلولا جذرية وواقعية لكل ما يدور حولنا إلى جانب أيضا الاقتراح والدراسة التي نشرها العالم الدكتور عصام حجي لحل أزمة سد النهضة بما لا يتعارض مع مصالح مصر والسودان ولا حتى اثيوبيا مع الأخذ في الاعتبار التنسيق بين الدول الثلاث
السؤال هل يستطيع معرض الكتاب أن يطرح تلك الأزمات على طاولة النقاش وإيجاد حل مناسب وفعال لها؟
الذكاء الاصطناعي ثورة العصر
بعيدا عن السياسة، يركز معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام على محور ثقافي وتقني حديث، وهو الذكاء الاصطناعي هذه التقنية التي بدأت تغزو جميع جوانب الحياة لم تعد مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبحت واقعا يؤثر في حياتنا اليومية.
في مجال النشر، بدأ الذكاء الاصطناعي في كتابة الكتب والروايات، وهو ما أثار تساؤلات حول مستقبل الإبداع البشري هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المؤلفين؟ وكيف يمكن الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية في ظل هذه التغيرات؟ هذه الأسئلة ستكون محور نقاشات مستفيضة في المعرض، خاصة مع مشاركة خبراء في مجال التقنية والثقافة من مختلف أنحاء العالم.
التحضيرات للحدث الثقافي الأهمتعمل الهيئة العامة للكتاب على وضع جدول حافل للمعرض يشمل ندوات وجلسات نقاشية وورش عمل وعروض ثقافية وفنية فالدورة الحالية تستهدف جذب جمهور أوسع، خاصة من الشباب، من خلال طرح قضايا حديثة تمس حياتهم ومستقبلهم.
معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو منصة تعكس نبض العالم، حيث تُطرح القضايا الكبرى للنقاش من قبل نخبة من المثقفين والمفكرين في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم العربي، يظل المعرض فرصة فريدة لطرح رؤى جديدة وصياغة حلول مبتكرة تُسهم في مواجهة أزمات الحاضر وبناء مستقبل أفضل، فهل يكون معرض هذا العام بوابة نحو تغيير إيجابي أم مجرد انعكاس للأزمات المتراكمة؟