شبكة اخبار العراق:
2024-11-25@05:39:25 GMT

الفائزون والخاسرون في انتخاباتنا

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

الفائزون والخاسرون في انتخاباتنا

آخر تحديث: 21 دجنبر 2023 - 10:47 صبقلم: سمير داود حنوش هواية تُمارس بين الحين والآخر أو لعبة يمارسها الجميع ليوهم بها الجميع، إنها ممارسة حرة ديمقراطية ومِراس من المفترض أن يكون فيه رابح وخاسر، لكن في تجربتنا يريد الجميع أن يكونوا في مرتبة الغلبة حتى ولو ضحّوا بأبنائهم وقبائلهم التي تؤويهم. يوم من أيامنا المعتادة التي نُصبح فيها كما أمسينا يسمى عرساً انتخابياً، يتم الإعداد له قبيل موعده لتذكير الناخبين بتلك الوجوه التي أشبعتهم جوعاً وفقراً وملأت قلوبهم حسرات، ومناسبة تُصرف فيها أموال وفيرة من السُحت المنهوب، أي من خيرات الشعب يطعمون الشعب، تكفي لإيواء المشردين وإطعام الجائعين وتشغيل العاطلين وكسوة اليتامى الضائعين.

يوم بالنسبة إليهم مقدس لأنه يخبرهم بأحجامهم ومقدار الكعكة التي سيحصلون عليها. حكاية من حكايات العراق الجديد، وثوب ألبسته لنا ديمقراطية أميركا التي جلبتها للعراقيين تتكرر، لا يُعرف إن كان هذا اليوم الانتخابي هو الأب الشرعي للديمقراطية أم الابن البار لها، تماماً مثل حيرتنا إن كانت البيضة من الدجاجة أم العكس. نذهب في هذا اليوم لانتخاب وجوه مكررة لا تعرف الملل من الكذب والخداع، نسجل اعترافاً بالفشل وسطوة المال والسلطة معلنين أننا أدينا ولاء الانتخاب بعد أن تم توثيق انتخابنا بتدنيس أصابعنا بذلك الحبر البنفسجي، معلنين بدء دورة حياة جديدة من اللاتغيير، ولا أدري لماذا يكون هذا اللون دون غيره من الألوان خاتمة لانتخاباتنا الذي من المفترض أن يكون لون الوضوح والبصيرة والعمل المتعقل، لكن الأحداث التي تخبرنا بها قادمات الأيام لا تنمّ عن وضوح ولا تعمل بالبصيرة ولا تتخذ عقلانية في العمل. في الأيام التي تسبق الانتخابات يُصدّعون رؤوسنا بمناكفاتهم وصراخهم وعويلهم في التسابق لخدمة الفقراء والمساكين وكأنها فرصة تتاح لهم لكفكفة دموع الشعب وإزاحة همومه، وربما مناسبة ليتعانق فيها الفقير مع السلطة في صلح مؤقت. تملأ صُورُهم شوارعنا لتشوّه معالمها وتزيدها خراباً وفوضى، ولكن للحقيقة نقول إن دعاياتهم الانتخابية تتحول بعد انتهاء اليوم الانتخابي إلى سكراب (مواد مستهلكة) يعتاش عليها العاطلون والفقراء ويا لها من فائدة كبيرة لهم، يجعلوننا نتمنى لو كانت كل أيامنا انتخابات. أصبحت لعبة جميلة يتسلى بها لاعبون لا يُجيدون صنع شروطها وقوانينها، حكاية تتكرر بلاعبين وأبطال مكررين لا يهمّهم من اللعبة سوى تبادل الأدوار ليس إلا.أما نحن البؤساء فما علينا سوى الضحك في قرارة أنفسنا فهي مجرد لعبة فحسب.في المحصلة سيجلس الجميع إلى المائدة المستديرة كما يحلو لهم أن يسمّوها ليتفاوضوا أو يقتسموا الغنائم، لا فرق بين فائز وخاسر وكأن شيئاً لم يكن، وذلك “العُرس الانتخابي” لم يكن سوى مناسبة لتبادل التهاني والابتسامات أمام شاشات التلفاز والمراهنات السياسية يلعبها من يعتقد أنه يجيد الرهان والمغامرة، ونبقى نحن “الغلابة” أولئك المساكين الذين لا نملّ من تكرار سؤال يراودنا وهو: إذا كنتم كذلك فلماذا تفتعلون مثل هكذا مناسبات انتخابية؟ وإذا كنتم منذ البداية متفقين على أن تتفقوا فلماذا هذا التخالف والاختلاف؟ ربما لأنكم لا تجيدون فعل شيء سوى الضحك على عقولنا الساذجة والمتعبة منكم.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

سيف على رقاب الجميع

إنه الرحيل. ومعه تتبخر الأشياء، ويرتد كل إنسان إلى المنتهى. لا يبقى هناك ما يسمى بالسلطة والنفوذ. وهنا يتذكر ما حل بالآخرين. أين ذهب "هتلر" نموذج الحاكم المنتشي بالسلطة؟ لقد تبخر كل شىء، ضاع مع الريح، لم يصمد.لم يكن أحد ليتصور أن تحل به هذه النهاية فى يوم من الأيام. رحل ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه. مع الرحيل تختلف الأوضاع. يصبح المرء بلا رفيق، ولا يوجد من بات بذكره أو حتى يورد اسمه أو يستدعى سيرته. الكل لا يريد أن يتذكر من بات شبحا، جسدا ميتا مليئا بالثقوب، جثة عفنة لا حول لها ولا قوة. بات صاحبها عبئا على الطريق والرفيق، لا أحد يذكره. حتى إذا جاءت سيرته لفظها الكثيرون، وآثروا الانقياد وراء مواضيع أخرى. لا أحد يريد أن يتذكر من كان يملأ الحياة صخبا وضجيجا إرهابا وعنفا.

انتهى كل شىء. لا حول ولا قوة إلا بالله. راحت الدنيا وحلت الآخرة التى لا يراها أحد ما دام على قيد الحياة. من يحيا لا يرى إلا الحياة والقوة والاستقواء والسطوة و الهيمنة والنفوذ والتجبر. هذه هى فنون الحياة والبقاء، فليس له علاقة بالآخرة. فهذا الشخص مأفون عنيد لئيم رهيب فج غليظ وحش كاسر طغى وتجبر، وغيب عن نفسه عمدا أن الحياة قصيرة ولا ضمان لها، وأنها تنتهى فى لحظة دون تنبيه خلافا لعقيدة صاحبنا الذى كان يرى أنها باقية له إلى الأبد، ولهذا ومع هذا الشعور ينسى أن هناك رحيلا حتميا فى يوم من الأيام. قد يكون اليوم أو غدا أو فيما بعد ولكنه آتٍ على أى حال.

عندما يُذكر الرحيل يشعر المرء بالحزن. إنها لوعة الرحيل وتعاسة الفراق. لا يريد المرء أن يبدو حزينا. ولكن هذه هى الحياة أو هكذا تكون، فهى تبدأ وتنتهى فجأة دون أن تخبرنا بوثيقة حول موعد الرحيل، فهو أمر صعب على كل منا رغم أنه حق علينا جميعا. ورغم ذلك دائما ما نربط بينه وبين عنصر المفاجأة. نعلم أن الرحيل قادم، ولكن ما أن يأتى حتى نشعر بغصة وكأنه كان مفاجئا لنا. إنه الرحيل الصعب على الجميع التعامل معه، لا سيما عندما يرحل من نحب ومن كان يمسح دموعنا ويرفق بنا ويأخذ بيدنا لكى نرى معه وبرفقته جادة الطريق.

إنه الفراق بيننا وبين الأحبة وبيننا وبين هذه الدنيا التى كنا نعيش فى كنفها ونستنشق نسائمها. ولكنها الحياة وهكذا تكون. نشعر بالحلم الجميل ولكن لا يلبث أن يتبدد ويتحول إلى كابوس قاتل أمام البعض ممن لا يملكون أمامه إلا الاستسلام، فهذا هو القدر الذى يباغت الجميع بما لم يتوقعوه.

ما أصعب رحيل الأحباب وذوى القربى. وهنا تكون اللوعة مرة ومعها تتبدد الآمال وتطمر الفرحة ويغيب الشعور بالسعادة والحياة. إنه القدر الذى يتعين على الجميع الاستسلام له حيث لا يملكون أمامه سبيلا للهروب. وهذه هى الحياة. نقطة بداية ومولد حلم حتى نصل إلى النهاية التي يحكمها ويتحكم فيها الرحيل. يرحل الأحباب ونأسى لرحيلهم، ولكن ورغم هذا الفراق والرحيل الذى سيحل بالجميع يتعين علينا أن نبحث عن حلم جديد.نعم.. يجب أن ننظر إلى الحياة بروح جديدة كلها أمل. يجب أن نتجاوز مرحلة الأحزان، وأن نتجاوب مع حياة جديدة، والزمن كفيل بأن يخفف عن الإنسان همومه وأوجاعه سواء أكان يعانى فراقا بسبب الحب أو يضاجعه الأسى لفقد عزيز لديه. وهنا ينبغي على الإنسان الإفاقة، وأن يحاول النسيان ويندمج مع الأصدقاء، وأن يؤمن بأن الحياة يجب أن تكمل مسيرتها وأن تأتى بالجديد.

مقالات مشابهة

  • سيف على رقاب الجميع
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • سر المرة الوحيدة التي بكى فيها سمير غانم على الشاشة.. ما القصة؟
  • فلسفتنا الرياضية .. أحادية الدعم الانتخابي !
  • "الأسيوطي" يكشف تفاصيل المؤتمر الانتخابي الأول لقائمة هاني أبو ريدة
  • الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر
  • الشعب الجمهوري: مواجهة الشائعات مسئولية وطنية يتحملها الجميع
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟