يسعى المصدرون بجد لإيجاد سبل لتوصيل السلع الاستهلاكية الرئيسية للمشترين بما في ذلك عن طريق الجو، إذ تسببت سلسلة من الهجمات في البحر الأحمر في تفاقم مشاكل سلاسل توريد الشحن البحري في أماكن أخرى.
وكثفت الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجماتهما على السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني لإظهار الدعم لحركة حماس مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة.


توترات البحر الأحمر تثير مخاوف الشركات المصرية المصدرة وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، ودفعت تكاليف شحن الحاويات إلى الارتفاع بشكل حاد، وتسعى الشركات إلى نقل بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وقال جان كلاين لاستويس، الرئيس التنفيذي للعمليات للشحن الجوي لدى شركة الشحن الألمانية هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس، إن الشركات تحاول الآن التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط للحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، والتي تتضمن طريقا بحريا وجويا مشتركا.
وأضاف أن ذلك يعني نقل البضائع أولا بحرا إلى ميناء في دبي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي.
وقال كلاين لاستويس لوكالة رويترز «هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا».
تجار التجزئة وأضاف أن العديد من تجار التجزئة، وخاصة في صناعة الأزياء، قد غيروا في السابق خططهم الخاصة بالاستيراد، وتحولوا إلى الشحن البحري باعتباره وسيلة النقل السائدة.
وتابع أن هيلمان شهدت زيادة في الطلب على الطريق الجوي والبحري المشترك للسلع الاستهلاكية مثل الملابس وكذلك الإلكترونيات والمواد التقنية.
وأردف قائلا «نظرا للوضع الحالي، فمن المحتمل أن تكون العديد من الشحنات عالقة في حاويات في البحر الأحمر أو تأخرت بسبب عمليات التحويل حول رأس الرجاء الصالح. ومن المرجح أن يؤثر هذا التأخير على عمليات البيع بالتجزئة في أوروبا والأميركتين لأنه الأمر حدث فجأة».
وقالت شركة تيلويند شيبينج لاينز، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر ليدل الألمانية منخفضة الأسعار، والتي تنقل السلع غير الغذائية لشركة ليدل بالإضافة إلى البضائع لزبائن من أطراف ثالثة، إنها تقوم بشحن البضائع حول رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي.
وقالت «هدفنا هو أن نبقى قريبين من جدولنا الزمني قدر الإمكان».
الشحن الجوي بديلا وقال بول براشير، وهو نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد آي.تي.إس لوجيستيكس إن بعض الشركات قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا.
وارتفعت أسعار شحن الحاويات على خطوط الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا 14% منذ الإعلان عن عمليات التحويل الأسبوع الماضي، وفقا لتحليل من منصة الشحن العالمية «فرايتوس».
وقال جيب كلولو، الشريك في مجموعة صناعة النقل التابعة لشركة المحاماة ريد سميث «هذا لا يتطلب وقتا ونفقات إضافية فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم التأثير البيئي من خلال زيادة استهلاك الوقود».
وأضاف كلولو أن توقيت هذه القضايا الأمنية يزيد من الصعوبات التي يواجهها المشغلون حيث توجد بالفعل اضطرابات عبر قناة بنما بسبب الجفاف.
الأثر الاقتصادي قال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درياد جلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، إن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال «في ظل تهديد ممتد ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا ارتفاعا كبيرا بسبب زيادة تكاليف التحويل حول أفريقيا وهو ما يمكن أن يضيف نحو 30 يوما إلى العبور اعتمادا على ميناء الوصول».
وقالت وكالة ستاندرد اند بورز غلوبال في تقرير لها إنه إذا كانت هناك اضطرابات ممتدة، فإن قطاع السلع الاستهلاكية سيواجه التأثير الأكبر.
ولا تزال شركات الشحن تجهل بكثير من الأمور المتعلقة بالتحالف البحري الدولي الجديد الذي تعمل الولايات المتحدة على تشكيله لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال مصدر في صناعة الأزياء الإسبانية لوكالة رويترز إن خطوط الشحن تخبر العملاء أن الكثير من الأشياء تتوقف على قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة وما إذا كان بإمكانها منع المزيد من الهجمات وجعل الطريق آمنا مرة أخرى.
وقال المصدر الصناعي إن من المهم أن تتمكن الشركات الأوروبية من استخدام قناة السويس مرة أخرى لضمان إمدادات الملابس من آسيا.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی البحر الأحمر الشحن الجوی

إقرأ أيضاً:

الدنمارك تتراجع عن نشر فرقاطة لها في البحر الأحمر

يمانيون../
أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، تراجعها عن نشر الفرقاطة “إيفر هويتفيلدت” المستهدفة في مارس الماضي في البحر الأحمر ضمن قوة بحرية تابعة للناتو.

وقال وزير الدفاع الدنماركي بعد الإعلان عن التراجع عن نشر الفرقاطة “إيفر هويتفيلدت، إن” المشاكل التي واجهت طاقم الفرقاطة “إيفر هويتفيلدت” خلال مهمتها في البحر الأحمر لا تزال دون حل”.

وأشار إلى أنه “عندما نقرر إرسال جنود دنماركيين من الضروري أن نوفر لهم أفضل الظروف للنجاح ولن نرسل فرقاطة قتالية في المقام الأول”.

وتأتي التطورات، مع فشل تحالفين أمريكي وأوروبي في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • الدنمارك تتراجع عن نشر فرقاطة لها في البحر الأحمر
  • الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر تتسبب في إفلاس ميناء “إسرائيلي”
  • ضربات أميركية تدمر طائرتين وزورق مسيّر للحوثيين في البحر الأحمر
  • بسبب أحداث البحر الأحمر.. بيبكو تطلب شحنات عيد الميلاد مبكرا
  • الصليب الأحمر يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في السودان بسبب تأخر المساعدات
  • شراكة إستراتيجية بين “طيران الرياض” و “خطوط دلتا الجوية” لربط المملكة بأمريكا الشمالية وتعزيز خيارات السفر المتميزة
  • تقرير: العمليات المشتركة بين اليمن والعراق تُربك الشحن في البحر الأبيض المتوسط
  • هجمات الحوثي تربك عمليات الشحن البحري وتفاقم أزمة الملاحة
  • تقرير أممي: العمليات اليمنية العراقية المشتركة أثرت بشكل كبير على حركة الشحن في البحر الأبيض المتوسط
  • سحب سفينة الشحن “فيربينا” بعد استهدافها من قبل “الحوثيين”