بلال الكايد.. أسير أضرب عن الطعام أكثر من 70 يوما
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
الأسير الفلسطيني بلال كايد، قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقل سنة 2002 إبان انتفاضة الأقصى، ووجهت له تهمة الانتماء لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة، والقيام بعمليات فدائية ضد الاحتلال.
أفرجت عنه سلطات الاحتلال في 12 ديسمبر/كانون الأول 2016 بعد أن خاض إضرابا طويلا عن الطعام، رفضا لتحويله إلى الاعتقال الإداري، بعد أن أمضى نحو 15 عاما في سجون إسرائيل.
ولد بلال الكايد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1981 بسوريا لعائلة فلسطينية تعود جذورها إلى قرية عصيرة -التابعة لمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية- تبنت العمل الوطني والنضال، إذ كان والده ضمن الرعيل الأول لرجال الثورة والمقاومة الفلسطينية.
بلال هو الشقيق الأصغر في العائلة، لديه 3 أشقاء وشقيقتان: محمد الأكبر مقيم في السعودية، وأحمد توفي قبل اعتقال بلال بأشهر، ومحمود حاصل على درجة الدكتوراه في تخصص التربية الرياضية ويعمل مدرسا، ثم نجوى، وسهى المقيمة في ألمانيا.
سنة 1983 انتقلت عائلته من سوريا للعيش في الأردن حتى سنة 1995 تاريخ عودته إلى أرض الوطن، وتحديدا قرية عصيرة مسقط رأس والديه.
الدراسة والتكوين
حال عودته إلى فلسطين سنة 1995 تابع دراسته في معهد قلنديا، الذي تخرج فيه سنة 1998 مختصا في تقنيات التكييف والتبريد.
الاعتقالالتحق بلال الكايد سنة 1999 بجهاز الشرطة الفلسطينية وأبدى تفانيا وإخلاصا في عمله جعله ينضم سنة 2001 إلى قوات حماية الشخصيات، وليكون أحد المسؤولين عن حماية الشهيد محمود أبو الهنود (1967-2001)، ومنها إلى كتائب أبو علي مصطفى التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
في 14 ديسمبر/كانون الأول 2001 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلته بقرية عصيرة الشمالية واعتقلته بتهمة المقاومة والقيام بعمليات ضد الاحتلال وهو في سن 19 عاما.
تعرض في بداية اعتقاله للتحقيق في مركزي تحقيق الجلمة والمسكوبية بأساليب قاسية استمرت قرابة 75 يوما، ثم حكم عليه بالسجن 14 عاما ونصف العام، وذلك بعد أن قدّمت ضده لائحة اتهام طويلة، خلاصتها أعمال وعمليات لمقاومة الاحتلال.
بعد 3 سنوات من اعتقاله سمح لوالدته بزيارته، وتوفي والده في 19 فبراير/شباط 2015، أي في السنة التي سبقت الإفراج عنه دون أن يسمح له بمصافحة والده أو حتى توديعه.
الأسير بلال كايد اعتقله الاحتلال وعمره 19 سنة (مواقع التواصل الاجتماعي) تجربة السجنمنحت تجربة السجن لبلال الكايد فرصة فريدة طبعت حياته وساهمت في تكوين شخصيته وبناء ذاته من الناحية الثقافية والتعليمية، حيث تمكن من إتقان 4 لغات إضافية هي العبرية والإنجليزية والفرنسية كتابة وقراءة، وفي سنوات اعتقاله الأخيرة بدأ تعلم اللغة الألمانية.
لم يقتصر تعليمه على ذاته، بل عمل على إعداد منهج تعليمي للغة الإنجليزية خاص بالأسرى.
واظب بلال الكايد على قراءة الكتب والدواوين الشعرية والروايات، خاصة تلك التي تناولت أهم التجارب العالمية التحررية، وتأثر بهذه العقيدة الشعبية وانطلق في الكتابة لينهي سنة 2007 مؤلفين، هما "الأيدولوجيات الفكرية في فلسطين"، و"أوجه التحرر"، لكن لم يتم نشرهما بعد.
استطاع الكايد أن يتجاوز كل التحديات والصعوبات التي فرضتها عليه إدارة مصلحة السجون، ومن بينها قرار حرمانه من التعليم الجامعي عقوبة له إثر خوضه مع زملائه الأسرى إضرابات مطلبية، كان آخرها إضراب عام 2012، الذي خاضته الحركة الأسيرة لمدة 23 يوما مطالبة بإنهاء سياسة العزل بحق 19 أسيرا.
تم قبوله في الجامعة العبرية ليدرس العلوم السياسية، لكنه منع من اجتياز الامتحان النهائي رغم تفوقه في جميع المواد.
السجن الانفرادي والاعتقال الإداري
في السادس من سبتمبر/أيلول 2015، وقبل 9 أشهر من إطلاق سراحه، أصدرت إدارة السجن قرارا بعزله انفراديا، مدعية أنه يشكل خطرا أمنيا، وبناء على هذا القرار تم نقله إلى سجن عسقلان.
واحتجاجا على هذا القرار خاض بلال إضرابا مفتوحا عن الطعام لعدة أيام، ولكنه أوقفه بناء على التماس وجّه له من الحركة الأسيرة، التي كانت في ذلك الوقت تخوض خطوات ضد سياسة العزل والتضييقات التي تمارسها مصلحة السجون على الأسرى الفلسطينيين.
تعليق الإضراب عن الطعام لم يثن إدارة سجن الاحتلال عن سياسة التنكيل بالأسرى، إذ عمدت إلى نقله بين أقسام العزل في سجني عسقلان وريمون في ظروف تفتقر للحد الأدنى من احترام الكرامة البشرية، كما قامت بتجديد الأمر 6 أشهر أخرى انتهت في سبتمبر/أيلول من العام 2016، أي 3 أشهر بعد الموعد الذي كان محددا للإفراج عنه.
في 13 يونيو/حزيران 2016 نقل بلال الكايد من العزل في سجن ريمون إلى سجن عوفر، وفوجئ بإصدار المحكمة العسكرية أمر اعتقال إداري بحقه لمدة 6 أشهر، بدلا من الإفراج عنه، وعلى إثر هذا الإجراء أعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام في 15 يونيو/حزيران 2016 احتجاجا على تحويله للاعتقال الإداري.
ومع ذلك ثبت القاضي العسكري رون دلومي الحكم في الخامس من يوليو/تموز 2016 بحجة أن الكايد كان خلال فترة سجنه من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إذ كان المتحدث باسمها في سجن مجيدو.
وأضاف القاضي أن سبب الاعتقال الإداري هو نشاطاته التي كان لها تأثيرها في السجن وفي مسقط رأسه، وأن المواد السرية الموجهة ضد كايد هي مواد أمنية جديدة تظهر "خطورة مستقبليّة متوقعة".
خاض كايد إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر أكثر من 70 يوما رفضا لهذا التمديد، وأودع خلال هذه الفترة مستشفى برزلاي في عسقلان نظرا للتدهور الحاد لحالته الصحية، إلى أن قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بالاكتفاء بمدة تجديد الاعتقال الإداري 6 أشهر، التي انتهت بالإفراج عنه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2016.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاعتقال الإداری عن الطعام
إقرأ أيضاً:
5 مجازر مروعة في قطاع غزة ترفع حصيلة شهداء العدوان إلى أكثر من 44 ألفا
أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، إلى 44 ألفا و56 شهيدا، وذلك على وقع تصاعد وحشية الاحتلال وارتفاع وتيرة المجازر بحق الفلسطينيين.
وقالت الوزارة الفلسطينية، في بيان، إن حصيلة ضحايا العدوان ارتفعت إلى 44 ألفا و56 شهيدا، والجرحى إلى 104 ألفا و268 مصابا بجروح مختلفة.
وأضافت أن جيش الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 71 شهيدا و176 مصابا بجروح مختلفة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
بالإضافة إلى أعداد الشهداء والجرحى، تسببت العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي في فقدان أكثر من 10 آلاف شخص. هذا إلى جانب دمار شامل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال وكبار السن، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
يأتي ذلك على وقع تصاعد وحشية الاجتياح الإسرائيلي لشمال قطاع غزة بما في ذلك مخيم جباليا وبيت لاهيا، الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية للشهر الثاني على التوالي.
وفي وقت سابق الخميس، شن الاحتلال الإسرائيلية قصفا مدفعيا على بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وآخر في قصف مماثل شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين.
كما ألقت طائرة إسرائيلية مسيرة من نوع "كواد كابتر" ألقت عدة قنابل في ساحة مستشفى العودة بمنطقة تل الزعتر في بلدة بيت لاهيا، وفقا لما ذكرته إدارة المستشفى.
وفي مدينة غزة، الواقعة شمال القطاع، أفاد مصدر طبي باستشهاد فلسطيني نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في حي الشعف شرق المدينة، وفقا لوكالة الأناضول.
وأشار شهود عيان لى أن غارة إسرائيلية أخرى استهدفت شارع السكة في الجهة الشرقية من حي الزيتون، جنوب شرق غزة، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات.
والأربعاء، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة في بيت لاهيا حيث دمر مربعا سكنيا كاملا قرب مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، ما أسفر عن استشهاد 66 فلسطينيا على الأقل وإصابة 100 آخرين بجروح مختلفة.