تقرير: حماس تواجه غضباً مكتوماً داخل غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
عندما وصلت أخبار هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل من قبل مسلحي حماس إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، خرج الكثيرون إلى الشوارع للاحتفال، ووزعوا الحلويات، وهتفوا للمقاتلين أثناء عرضهم للرهائن في القطاع المحاصر.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه منذ ذلك الحين، بدأت الانتقادات الهادئة تنتشر ضد حركة حماس، حيث يلوم سكان غزة المسلحين على استفزازهم لغضب إسرائيل وعجزهم عن حماية السكان من حرب مدمرة وأزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن ما يقرب من 20 ألف شخص قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، ويقولون إن غالبية القتلى في غزة هم من النساء والأطفال.
Quiet criticism has begun spreading within Gaza against Hamas, with residents blaming the militant group for having provoked Israel’s wrath and failing to shield residents from a humanitarian crisis https://t.co/d2fvEsNTqr https://t.co/d2fvEsNTqr
— The Wall Street Journal (@WSJ) December 21, 2023 مسؤولية مشتركةتلوم الغالبية العظمى من الفلسطينيين إسرائيل على الموت والدمار والتشريد الذي سببته الحرب. ومع ذلك فإن العديد من سكان غزة يقولون إن حماس مسؤولة أيضاً عن المعاناة، وبدات هذه الأصوات تتعالى مؤخراً.
ووجدت دراسة أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (مركز أبحاث مقره رام الله) أن 20% من سكان غزة الذين شملهم الاستطلاع ألقى باللوم على حماس في معاناتهم في الحرب. كما وجد الاستطلاع، الذي تم الانتهاء منه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) أن الدعم لحماس، التي حكمت القطاع بقبضة حديدية لسنوات، ارتفع بشكل طفيف منذ 7 أكتوبر (تشرين الثاني)، حيث اختارها 42% من المستطلعين على الأحزاب الفلسطينية الأخرى.
على النقيض تماماً في الضفة الغربية، التي تعتبر بعيدة عن القتال في غزة، تضاعف الدعم لحماس أكثر من 3 أضعاف بين سبتمبر (أيلول) وأوائل ديسمبر(كانون الأول)، عندما قال 44% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يدعمون الحركة، وفقاً للاستطلاع، وقال مدير المركز البحثي وأستاذ العلوم السياسية في رام الله خليل الشقاقي: "هناك المزيد من التساؤلات حول قرار الذهاب إلى الحرب"، حيث بدأت في غزة، التي عادة ما تمنح حماس دعماً أكبر، تظهر انتقادات لحماس أكثر من الضفة الغربية.
شعبية مطلقةوحظيت حماس بشعبية مطلقة بين سكان غزة، وتعززت في أعقاب التوغلات في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يرى العديد من الفلسطينيين أن الهجمات رد سوء المعاملة من قبل إسرائيل. كما وجد الاستطلاع أن معظم المشاركين لم يكونوا على علم بحجم عمليات القتل وغيرها من أعمال العنف، التي ارتكبها نشطاء حماس خلال الهجمات.
وأدى الهجوم الذي قادته حماس، والذي شمل هجمات إرهابية على مهرجان موسيقي ومجتمعات زراعية، إلى مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة في اليوم الأول، كان الناس سعداء. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة: "عندما بدأت إسرائيل في قصف غزة وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين، بدأت الأمور تتغير.. هناك الكثير من الانتقادات بين الفلسطينيين بأن هجوم 7 أكتوبر الذي أسفر عن مقتل مدنيين إسرائيليين ونساء وأطفال كان "خطأً استراتيجياً" دفع إسرائيل إلى الحرب الحالية".
Gaza Is Falling Into ‘Absolute Chaos,’ Aid Groups Say - WSJ https://t.co/wSZgPfHyvH
— Nadim Koteich (@NadimKoteich) November 28, 2023 معاناة إنسانيةويكافح السكان في جميع أنحاء غزة للعثور على الغذاء والمياه النظيفة، مع نظام رعاية صحية متفكك في القطاع، وغير قادر على التعامل مع تدفق المرضى والجرحى.
وبينّت الصحيفة، أن حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، وصلت إلى السلطة في غزة من خلال الانتخابات التي أجريت في عام 2006. ومنذ ذلك الحين فرضت "حكماً استبدادياً" على القطاع، واصطدمت مع حركة فتح الأكثر اعتدالًا (التي تدير أجزاء من الضفة الغربية)، وخسرت الكثير من شعبيتها. وتقوم حماس بشكل عام بقمع المعارضة العامة في وقت السلم، ومن غير المرجح أن تتأثر بالرأي العام في وقت الحرب.
ويقول السكان المحليون إن الحركة غالباً ما تتعرض لانتقادات شديدة في السر. والآن، بدأت تظهر بعض علامات السخط العامة بشكل علني. وعلى الرغم من الاستياء المتزايد من حماس، فمن غير المرجح أن يتحدى سكان غزة الجماعة علناً، بينما تستمر الحرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق
لعقود طويلة، كان أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد السوفيتي هو فصل الولايات المتحدة عن أوروبا، وهو ما كان يُعرف بمصطلح "فك الارتباط". كان هذا التفكيك سيؤدي إلى كسر التحالف الغربي الذي منع الدبابات السوفيتية من اجتياح سهول بروسيا.
لكن الآن، وفي غضون أسابيع، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموسكو الهدية التي فشلت في الحصول عليها خلال الحرب الباردة وبعدها، كما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير جديد.عصر جديد تشعر أوروبا بالخذلان والصدمة. الولايات المتحدة، التي قامت فكرتها الأساسية على الحرية ودورها التاريخي في الدفاع عن الديمقراطية ضد الطغيان، أدارت ظهرها لحلفائها، وبدلاً من ذلك احتضنت مستبداً قاسياً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. باتت القارة الأوروبية في حالة من الذهول، تائهة وسط شعور بالتخلي عنها، وقلقة إزاء المهمة الهائلة التي تنتظرها في إعادة التسلح، ومندهشة من التحول المفاجئ في الأيديولوجية الأمريكية.
Ukraine and its European allies have little choice but to give Donald Trump the benefit of the doubt. At the same time they have to hedge against the prospect that America will stop underwriting European security or, worse, become a hostile power https://t.co/6ooV8952CA
— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 قالت فاليري هاير، رئيسة مجموعة "تجديد أوروبا" في البرلمان الأوروبي للصحيفة: "كانت الولايات المتحدة الركيزة التي استند إليها السلام، لكنها غيرت تحالفها. ترامب يردد دعاية بوتين. لقد دخلنا عصراً جديداً".انهيار الغرب؟ وتشير الصحيفة إلى فكرة أن التأثير العاطفي على أوروبا عميق جدا. فمنذ أن خرجت القارة من دمار الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى أصبحت مزدهرة وموحدة، كانت أمريكا عنصراً أساسياً في ذلك المسار. وكانت كلمات الرئيس جون كينيدي في عام 1963، "أنا برليني"، بمثابة رسالة دعم لبرلين الغربية كرمز للصمود في وجه الاستبداد.
كما أن تحدي الرئيس رونالد ريغان عام 1987 عند بوابة براندنبورغ - "السيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار!" - شكل لحظة فارقة.
A Europe in Emotional Shock Grapples With a New Era - The New York Times https://t.co/8FjZmZ29Eb
— Warren Kinsella (@kinsellawarren) March 8, 2025 لكن اليوم، بات معنى "الغرب" ذاته غامضاً. على الرغم من التوترات الدورية بين أوروبا وأمريكا، كان يُنظر إلى "الغرب" على أنه كيان استراتيجي واحد متماسك، موحداً بقيم الديمقراطية الليبرالية.الآن، أصبح هناك أوروبا، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة، لكن لم يعد هناك "الغرب" كما كان. هذه الفجوة قد تملأها الصراعات العنيفة بين القوى الكبرى. أوروبا.. واقع جديد وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن ترامب اندفاعياً في قراراته، إلا أنه يظل مخلصاً لنزعته القومية ولتوجهاته السلطوية. وبينما يواصل فرض الرسوم الجمركية المتقلبة، يبدو واضحاً أن رؤيته للتحالفات الدولية قد تغيرت تماماً.
في مواجهة هذا الواقع، تجد أوروبا نفسها مضطرة لإعادة تقييم موقعها الاستراتيجي. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع أن القارة تواجه "تغيرات لا رجعة فيها" في علاقتها مع أمريكا.
ودعا إلى تمويل مشترك ضخم لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بسرعة، معلناً عن اجتماع لرؤساء أركان أوروبا، ومؤكداً أن "السلام لا يعني استسلام أوكرانيا". حتى أنه اقترح توسيع المظلة النووية الفرنسية لحماية الحلفاء الأوروبيين.
As Donald Trump threatens to leave Europe on its own, Britain and France seem to have put at least some of their rivalry behind them. A British official calls the degree of co-operation “unprecedented” https://t.co/3iYdd6Zypk
— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 مفترق الطرقأما التأثير الأكثر حدة لهذا التحول الأمريكي فقد ظهر في ألمانيا، التي كانت جمهورية ما بعد الحرب فيها في الأساس نتاجاً أمريكياً. لم ينسَ الألمان كيف كان الجنود الأمريكيون أول من قدم المساعدة لبلدهم المدمر بعد الحرب.
عندما أعلن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، أن "أولويته المطلقة" ستكون تعزيز استقلالية أوروبا عن الولايات المتحدة، بدا وكأنه يعلن نهاية حقبة كاملة.
أشار ميرتس إلى أن إدارة ترامب "غير مكترثة بمصير أوروبا"، مما دفع برلين إلى دراسة إمكانية الانضمام إلى المظلة النووية الفرنسية واللجوء إلى الاقتراض المالي لتمويل التوسع العسكري.
هذا الإعلان، إلى جانب تسريع التعاون العسكري الفرنسي-الألماني وتزايد انخراط بريطانيا، قد يضع أوروبا على طريق التخلص من سمعتها كـ"عملاق اقتصادي وقزم استراتيجي"، لكن هذا التحول لن يحدث بين عشية وضحاها، بحسب الصحيفة.
Fund managers have said that Trump’s Make America Great Again agenda has instead unleashed a Make Europe Great Again trade that is reordering global financial markets https://t.co/GnC78PcwRV pic.twitter.com/KsnWY6XBpt
— Financial Times (@FT) March 6, 2025 اختبار البقاءلم يعد ترامب مجرد استثناء في السياسة الأمريكية، بل أصبح تجسيداً لعصر جديد من الاستبداد الصاعد، حيث يُنظر إلى المؤسسات والتحالفات التي بنت النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية على أنها عوائق أمام إعادة رسم مناطق النفوذ.
في هذه المرحلة، تواجه أوروبا معضلة وجودية: هل ستظل رهينة لقرارات أمريكية متقلبة، أم ستبني قوتها المستقلة؟
كما قالت الباحثة السياسية نيكول باتشاران: "الخطر الأكبر ليس فقط في أن ترامب تخلى عن الديمقراطيات الليبرالية، بل في أن أوروبا قد تتجاهل هذا الواقع. السؤال الوحيد الذي ينبغي طرحه الآن هو: ما الذي نمتلكه كقوة عسكرية، وكيف يمكننا توحيدها وتعزيزها على وجه السرعة؟".