موقع النيلين:
2025-03-17@13:49:14 GMT

عثمان أبوزيد: حرب بلا إعلام (1 من 5)

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT


طلب مني بعض الزملاء أن أحدثهم في جلسة عبر الفيديو عن إعلام الحرب وما ينبغي أن يكون. والمقصود حرب الخرطوم بالتحديد والنظر في تناول الإعلام لها.

وأول ما فعلته لتحضير الحديث أن تواصلت مع أربعة من ذوي الدربة والخبرة بهذا المجال، أحدهم ضابط عظيم في الجيش الوطني وله إسهام كبير في الإعلام الحربي، والآخر صديق عمل أستاذًا للإعلام سنوات في الجامعات الأمريكية وما يزال، والثالث دبلوماسي كبير لم يشأ أن يرد على رسالتي، والرابع مفكر ووزير سابق للإعلام.

لقد تهيبت هذه المهمة في الواقع، لأن تناول موضوع الحرب بعيدًا عن ساحة المعركة، ينطوي على مخاطرة. ولمعد هذه الأسطر خبرة سابقة في أثناء معركة الأمطار الغزيرة أوائل عام 1997 في اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة العليا للاستنفار، وكان بحكم اطلاعه على سير المعركة من الداخل، يجد الكثير من المفارقة بين ما يراه في الواقع وبين ما يقرأ ويسمع ويشاهد في وسائل الإعلام.

إن المطلع من الداخل على خفايا الأحداث أثناء الحرب؛ يظهر له ما ينشر ويقال في وسائل الإعلام وكأنه الفقاقيع التي تطفو على وجه الماء.

فيما يلي أقدم ملخصًا لما دار في جلستنا في محاولة التحليل لإعلام حرب الخرطوم، ومن ثم تقديم بعض المقترحات والتوصيات.

بدأت الحرب في 15 أبريل، وتعطلت كل وسائل الإعلام القومية؛ ومنها هيئة الإذاعة والتليفزيون التي كانت تحت حراسة قوات الدعم السريع. ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا لم تطبع صحيفة ورقية واحدة، وهذه أطول فترة في تاريخ الصحافة السودانية تتوقف فيها طباعة وتوزيع الصحف.
في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة كان واضحًا وجود تنافس بين إعلام القوات المسلحة وإعلام الدعم السريع، وكما يُقال في الجيش فإن وجود سلاح خارج السيطرة ولو كان قطع سلاح صغيرة

يشكل خطرًا على الأمن القومي، كذلك وجود إعلام خارج السيطرة مهدد للأمن القومي.
ظهرت قوات الدعم السريع باستعداد إعلامي أفضل، ضمن رفع الاستعداد لديها. وهي قد تمكنت من إقامة منظومة متطورة للاتصالات، وعقدت دورات تدريبية في الداخل والخارج لعدد من ضباطها بما في ذلك التدريب على الاتصالات العسكرية الميدانية.
في المقابل كانت إدارة الحرب النفسية والتوجيه المعنوي في القوات المسلحة قد جرى حلهما، وأحيل إلى التقاعد كافة ضباطها.

وقد استُعيض عن غياب التوجيه المعنوي في الجيش بنشاط مكثف قام به المستشار الإعلامي لقائد الجيش، الذي تصدى للعمل المعنوي (الإعلامي والسياسي)، وتولى بعض المهام الإعلامية الأخرى رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، وسرعان ما استبعد الاثنان من مواقعهما في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة.

نجح إعلام الدعم السريع في خلق بلبلة عامة وتضليل، ولكنه أخفق في تشكيل رأي عام مؤيد. والسبب هو افتقاده سلامة الخط السياسي ووضوح الهدف، وهذا عامل جوهري في سلامة الأداء الإعلامي.

ثمة قاعدة مهمة عند وضع أي استراتيجية إعلامية أن تُبنى على نموذج فكري (برادايم) سليم وعلى خط سياسي مستقيم يعكس قضية حرب عادلة مع وضوح الأهداف. عندئذ يتعاظم تأثير الإعلام، ويتناقص التأثير المعنوي المضاد لإعلام العدو.

أقوى تعليق على الخط السياسي للدعم السريع ما قاله الألماني باتريك هاينيش في تغريدة له على منصة تويتر يوم 11 نوفمبر 2023م قائلا: “خلف الأبواب المغلقة، يناقش الكثيرون بالفعل سؤال: ماذا لو فازت ميليشيا الدعم السريع في هذه الحرب؟

إنهم مدمِّرون وليسوا إداريين. يقول الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي: من الصعب أن نتخيلهم يديرون دولة”.

أما الجيش فكان خطه السياسي في هذه المعركة صحيحًا وعادلا، وإن عانى الوضع بشكل عام من فراغ سياسي بسبب أربع سنوات من الاضطراب السياسي، ولذلك جاءت هذه الأزمة مركبة من مخاطر وتحديات تمثل تهديدًا عميقًا لكيان الوطن ووجوده.
(نواصل)

كتب ـ عثمان أبوزيد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش يرد على إدعاء الدعم السريع امتلاك منظومة دفاع جوي حديثة في نيالا

متابعات ــ تاق برس  أكد الجيش السوداني في تعميم صادر من الفرقة السادسة بالفاشر أن سلاح الجو ، نفذ يوم أمس غارات جوية نوعية إستهدفت مطار نيالا ، وعدة مواقع إستراتيجية للدعم السريع وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

واضافت الفرقة أن تلك الضربات  شكلت صدمة كبيرة داخل صفوف الدعم السريع ، حيث إندلعت خلافات حادة بين قياداتهم. وأضأفت الفرقة ، أن هذه العمليات قد أثبتت زيف ، ومزاعم العدو بامتلاكه منظومات دفاع جوي قادرة على تحييد طيراننا الحربي، ونوه إلى أن سماء نيالا تحت السيطرة الكاملة لسلاح الجو السوداني، الذي يواصل ضرباته المركزة بدقة عالية، وتوعد الجيش بأن ذراعه الطويلة ولن يترك للدعم السريع أي مساحة آمنة. وكشف الجيش عن كمين محكم نصبه  أمس “الجمعة”  بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر مما أدى إلى مقتل 30 عنصرا بالدعم السريع في وقت كانوا يستعدون لمهاجمة دفاعات الجيش بالفاشر ، بجانب تدمير اربع سيارات ” لاندكروزر ” للدعم السريع. الجيش السودانيالدعم السريعمنظومة دفاع جوي

مقالات مشابهة

  • غرفة طوارئ البراري: مقتل 18 مدنياً في أحياء «بري» برصاص الدعم السريع
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
  • السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع
  • تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
  • الجيش يرد على إدعاء الدعم السريع امتلاك منظومة دفاع جوي حديثة في نيالا
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • عثمان ميرغني يوضح كيف طور الجيش السوداني قدراته للتصدي للدعم السريع
  • الجيش يحرر منطقة حدودية جديدة من قبضة الدعم السريع