موقع النيلين:
2024-09-19@11:21:40 GMT

عثمان أبوزيد: حرب بلا إعلام (1 من 5)

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT


طلب مني بعض الزملاء أن أحدثهم في جلسة عبر الفيديو عن إعلام الحرب وما ينبغي أن يكون. والمقصود حرب الخرطوم بالتحديد والنظر في تناول الإعلام لها.

وأول ما فعلته لتحضير الحديث أن تواصلت مع أربعة من ذوي الدربة والخبرة بهذا المجال، أحدهم ضابط عظيم في الجيش الوطني وله إسهام كبير في الإعلام الحربي، والآخر صديق عمل أستاذًا للإعلام سنوات في الجامعات الأمريكية وما يزال، والثالث دبلوماسي كبير لم يشأ أن يرد على رسالتي، والرابع مفكر ووزير سابق للإعلام.

لقد تهيبت هذه المهمة في الواقع، لأن تناول موضوع الحرب بعيدًا عن ساحة المعركة، ينطوي على مخاطرة. ولمعد هذه الأسطر خبرة سابقة في أثناء معركة الأمطار الغزيرة أوائل عام 1997 في اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة العليا للاستنفار، وكان بحكم اطلاعه على سير المعركة من الداخل، يجد الكثير من المفارقة بين ما يراه في الواقع وبين ما يقرأ ويسمع ويشاهد في وسائل الإعلام.

إن المطلع من الداخل على خفايا الأحداث أثناء الحرب؛ يظهر له ما ينشر ويقال في وسائل الإعلام وكأنه الفقاقيع التي تطفو على وجه الماء.

فيما يلي أقدم ملخصًا لما دار في جلستنا في محاولة التحليل لإعلام حرب الخرطوم، ومن ثم تقديم بعض المقترحات والتوصيات.

بدأت الحرب في 15 أبريل، وتعطلت كل وسائل الإعلام القومية؛ ومنها هيئة الإذاعة والتليفزيون التي كانت تحت حراسة قوات الدعم السريع. ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا لم تطبع صحيفة ورقية واحدة، وهذه أطول فترة في تاريخ الصحافة السودانية تتوقف فيها طباعة وتوزيع الصحف.
في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة كان واضحًا وجود تنافس بين إعلام القوات المسلحة وإعلام الدعم السريع، وكما يُقال في الجيش فإن وجود سلاح خارج السيطرة ولو كان قطع سلاح صغيرة

يشكل خطرًا على الأمن القومي، كذلك وجود إعلام خارج السيطرة مهدد للأمن القومي.
ظهرت قوات الدعم السريع باستعداد إعلامي أفضل، ضمن رفع الاستعداد لديها. وهي قد تمكنت من إقامة منظومة متطورة للاتصالات، وعقدت دورات تدريبية في الداخل والخارج لعدد من ضباطها بما في ذلك التدريب على الاتصالات العسكرية الميدانية.
في المقابل كانت إدارة الحرب النفسية والتوجيه المعنوي في القوات المسلحة قد جرى حلهما، وأحيل إلى التقاعد كافة ضباطها.

وقد استُعيض عن غياب التوجيه المعنوي في الجيش بنشاط مكثف قام به المستشار الإعلامي لقائد الجيش، الذي تصدى للعمل المعنوي (الإعلامي والسياسي)، وتولى بعض المهام الإعلامية الأخرى رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، وسرعان ما استبعد الاثنان من مواقعهما في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة.

نجح إعلام الدعم السريع في خلق بلبلة عامة وتضليل، ولكنه أخفق في تشكيل رأي عام مؤيد. والسبب هو افتقاده سلامة الخط السياسي ووضوح الهدف، وهذا عامل جوهري في سلامة الأداء الإعلامي.

ثمة قاعدة مهمة عند وضع أي استراتيجية إعلامية أن تُبنى على نموذج فكري (برادايم) سليم وعلى خط سياسي مستقيم يعكس قضية حرب عادلة مع وضوح الأهداف. عندئذ يتعاظم تأثير الإعلام، ويتناقص التأثير المعنوي المضاد لإعلام العدو.

أقوى تعليق على الخط السياسي للدعم السريع ما قاله الألماني باتريك هاينيش في تغريدة له على منصة تويتر يوم 11 نوفمبر 2023م قائلا: “خلف الأبواب المغلقة، يناقش الكثيرون بالفعل سؤال: ماذا لو فازت ميليشيا الدعم السريع في هذه الحرب؟

إنهم مدمِّرون وليسوا إداريين. يقول الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي: من الصعب أن نتخيلهم يديرون دولة”.

أما الجيش فكان خطه السياسي في هذه المعركة صحيحًا وعادلا، وإن عانى الوضع بشكل عام من فراغ سياسي بسبب أربع سنوات من الاضطراب السياسي، ولذلك جاءت هذه الأزمة مركبة من مخاطر وتحديات تمثل تهديدًا عميقًا لكيان الوطن ووجوده.
(نواصل)

كتب ـ عثمان أبوزيد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»

استهل تحالف مدني سوداني جديد، نشاطه السياسي بالدعوة «لتضافر الجهود المدنية كافة لإنهاء الحرب وبناء السلام، وإلى تأسيس جيش مهني وقومي واحد، وإرساء قواعد عدالة انتقالية ومحاسبة على الجرائم التي ارتكبت بحق البلاد، بما في ذلك تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رأس النظام السابق ومساعديه المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

وقال الأمين العام لـ«تحالف القوى المدنية المتحدة» (قمم) إبراهيم موسى زريبة، في مؤتمر صحافي عقد في كمبالا الأوغندية الاثنين، إن «تحالف (قمم) الذي تكون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر الماضي، يضم 68 تنظيماً سياسياً وحركات مقاومة شبابية ورموزاً في المجتمع المدني، إضافة لحركات مسلحة موقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية».



واتهم زريبة مباشرة حزب «المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، بإشعال شرارة الحرب بمهاجمة قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية»، وقال: «هذا ما حدث وكلنا شهود عليه».

وراج في وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للإسلاميين وأنصار استمرار الحرب، أن التحالف الجديد «قمم»، يمثل الواجهة السياسية لقوات «الدعم السريع»، وهو الأمر الذي نفاه زريبة بشدة بقوله: «هذا ليس سوى تنميط جهوي، بحسبان أن كل من ينتمي لجهة سياسية معينة يتهم بأنه (دعم سريع)»، وتابع: «(الدعم السريع) جهة عسكرية فرضت عليها الحرب، ونحن شهود، أما (قمم) فهو تحالف مدني بأجندة وبرامج معلنة».

وتستند تلك الاتهامات إلى أن رئيس التحالف هارون مديخير، كان يشغل منصب رئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس الاستشاري لقائد قوات «الدعم السريع»، وأمينه العام إبراهيم موسى زريبة كان يشغل منصب كبير المفاوضين في مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، التي أفضت لتوقيع «اتفاق جوبا لسلام السودان»، بيد أن زريبة قطع بأن التحالف «لا يمثل جهة؛ بل هو تحالف مدني قومي تشارك فيه تنظيمات وقوى سياسية من كل ولايات البلاد».

ووفقاً لزريبة، فإن التحالف «يدعو لوقف الحرب ووضع مرتكزات بناء الدولة، وتحديد فترة انتقالية تفضي لتحول مدني ديمقراطي، وتأسيس الدولة على أسس جديدة، وتأسيس جيش واحد مهني قومي ينأى عن السياسة والانحيازات الجهوية والعرقية، ويعكس تنوع أهل السودان وثقافاتهم».

ووجه زريبة مناشدة لطرفي الحرب؛ الجيش وقوات «الدعم السريع» للتجاوب مع دعوات الأسرة الدولية للتفاوض ووقف نزيف الدم والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار يحمي المدنيين ويسهل وصول العون الإنساني إليهم، بما يفضي لمباحثات سياسية لا تستثني سوى «حزب المؤتمر الوطني» وواجهاته.

ودعا لتخفيف معاناة المواطنين في أماكن سيطرة كل طرف، وعدم استخدام الغذاء سلاحاً، ومعاملة الأسرى وفقاً للمواثيق والعهود الدولية المعنية، وقال: «نناشد الطرفين إطلاق سراح جميع الأسرى».

وأشاد زريبة بـ«الاستجابة المتكررة» لقيادة قوات «الدعم السريع» لكل الدعوات المقدمة من الأسرة الدولية من أجل السلام، وفي الوقت ذاته، أدان «الاستهداف الانتقائي للمجتمعات الآمنة من قبل الطيران العسكري»، بقوله: «يقتل الأبرياء والأنعام وتدمر المستشفيات ومحطات الكهرباء وموارد المياه ومساكن المواطنين بشكل انتقائي، ينم عن استهداف عنصري جهوي، غير مسبوق في تاريخ السودان». وتابع: «ندين بشدة كل الانتهاكات ضد المدنيين العزل، وندعو لمعالجة أمراض العنصرية وخطاب الكراهية».

الشرق الأوسط:  

مقالات مشابهة

  • قائد الدعم السريع: الحرب ليست خيارنا ومستعدون لوقف إطلاق النار
  • إعلام إسرائيلي: الجيش نقل الفرقة 98 من قطاع #غزة إلى القيادة الشمالية استعدادا لاحتمالية توسعة الحرب ضد #حزب_الله في جنوب #لبنان
  • الرئيس الأمريكي يدعو الجيش و الدعم السريع للعودة للتفاوض و يهدد بالمحاسبة
  • محمد أبوزيد كروم: كيف نوقف الحرب الأمريكية الإماراتية على السودان!!
  • جبريل إبراهيم: الجيش قوة شرعية له الحق في الحصول على السلاح من أي مكان
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • 15 وسيلة إعلام ألمانية تطالب مصر والاحتلال بالسماح لها بدخول قطاع غزة
  • ما هو موقفي من قوات الدعم السريع؟
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع