(عدن الغد)متابعات:

مع تزايد الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، وتهديد سلامة الشحن البحري عالمياً، يتسابق التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وأصحاب السفن لتعزيز الأمن في شريان رئيسي للتجارة العالمية في الشرق الأوسط، لاسيما بعدما بدأت أكثر من 100 سفينة في التحول حول إفريقيا لتجنب هجمات الميليشيات الحوثية.

إذ يخطط تحالف "Prosperity Guardian"، وهي قوة عمل بحرية معززة في البحر الأحمر كشف عنها البنتاغون يوم الاثنين الماضي، لإنشاء ممر آمن للشحن التجاري، حسب ما أكد ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.

وتقضي الخطة الحالية بأن تقوم الولايات المتحدة والدول الحليفة بتوفير درع ضد الطائرات بدون طيار والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، بدلاً من مرافقة السفن التجارية في قوافل عبر مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، الذي تمر عبره 10% من التجارة البحرية.

فيما أوضح مسؤول أميركي أن هذه الخطة لا تزال في مراحلها الأولى ويمكن أن تتغير، وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشيل تايمز".

> عبر الطائرات؟!

أما المصدرون فيستكشفون خياراً آخر عبر "الشحن الجوي".

إذ قال جان كلاين لاستويس، الرئيس التنفيذي للعمليات للشحن الجوي لدى شركة الشحن الألمانية الرائدة هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس، إن الشركات تحاول الآن التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط للحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، والتي تتضمن طريقا بحريا وجويا مشتركا.

كما أضاف أن هيلمان شهدت زيادة في الطلب على الطريق الجوي والبحري المشترك للسلع الاستهلاكية مثل الملابس وكذلك الإلكترونيات والمواد التقنية. وقد يعني ذلك، على سبيل المثال، نقل البضائع أولا بحرا إلى ميناء في دبي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي، وفق ما أفادت وكالة رويترز، اليوم الخميس.

وأردف قائلا "هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا".

> التكلفة؟!

بدوره، ذكر بول براشير، وهو نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد آي.تي.إس لوجيستيكس أن "بعض الشركات قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا".

وفي هذا السايق، أوضح بريان بورك كبير المسؤولين التجاريين العالميين في شركة سيكو للوجستيات أن نقل البضائع عن طريق الجو تزيد تكلفته ما بين خمسة أمثال إلى 15 مثلا، مقارنة مع النقل البحري الذي لا تزال أسعار شحن الحاويات فيه منخفضة، وفقا للمعايير التاريخية.

لكن بورك، الذي تلقى بالفعل استفسارات من العملاء، أضاف أنه إذا تضاعف الوقت الذي يستغرقه توصيل البضائع إلى المستهلكين فإن المزيد من شركات الشحن ستتحول إلى النقل الجوي خاصة بالنسبة للسلع ذات القيمة العالية مثل الملابس الفاخرة والإلكترونيات باهظة الثمن.

> طريق تجارة رئيسي

من جهته، أكد قكوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درياد غلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، أن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

كما اعتبر أنه "في ظل تهديد ممتد ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا ارتفاعا كبيرا بسبب زيادة تكاليف التحويل حول إفريقيا وهو ما يمكن أن يضيف نحو 30 يوما إلى العبور اعتمادا على ميناء الوصول".

فيما قالت شركة تيل ويند شيبينج لاينز، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر ليدل الألمانية، والتي تنقل السلع غير الغذائية لصالح ليدل وكذلك البضائع لعملاء آخرين، إنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي.

وتعتمد شركات البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة وغيرها على هذا الطريق للحصول على سلع مثل الملاءات القطنية وفرش الأسنان الكهربائية من الهند والأحذية من الصين وسريلانكا وغيرها.

تأتي تلك الخيارات فيما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قبل يومين أن "السفن والطائرات من دول متعددة تنضم وستظل تنضم إلى الولايات المتحدة من أجل إجراء المراقبة البحرية واتخاذ الإجراءات الدفاعية حسب الاقتضاء لحماية السفن التجارية من التهديد الذي يشكله الحوثيون".

يذكر أن مبادرة التحالف العسكري لحماية الازدهار البحري جاءت في الوقت الذي بدأت فيه أعداد كبيرة من السفن بتغيير مسارها للقيام برحلة إضافية طولها 3200 ميل حول إفريقيا.

كما جاءت بعدما تعرضت نحو 15 سفينة على الأقل في المنطقة منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني، لهجمات حوثية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

"مركز معلومات بحري" يكشف نجاح عبور 6 سفن أمريكية وبريطانية عبر البحر الأحمر

كشف مركز المعلومات البحرية المشترك " gcaptain"، عن نجاح العديد من السفن التابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عبور البحر الأحمر منذ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي.

 

وقال المركز المتخصص بحركة السفن والملاحة الدولية في بيان أنه منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، نجحت ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة في عبور منطقة التهديد دون وقوع حوادث. ولم يحدد مركز المعلومات البحرية المشترك أسماء السفن أو أنواعها.

 

وذكر المركز أن عبور السفن بنجاح يكشف العودة التدريجية المحتملة للتجارة البحرية عبر المنطقة طالما ظل وقف إطلاق النار قائمًا.

 

وأفاد أن جماعة الحوثي لم تستهدف أي سفينة تجارية منذ 2 ديسمبر 2024، على الرغم من أن المخاطر في المنطقة لا تزال مرتفعة.

 

وقال إن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الحالي تستمر لمدة 42 يومًا، ومن المتوقع أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في الأسبوع الخامس.

 

وكان مركز تنسيق العمليات الإنسانية المتحالف مع الحوثيين أعلن عن توقف مؤقت للعمليات العسكرية ضد معظم السفن التجارية.

 

وتقول جماعة الحوثي إنها ستستمر في استهداف السفن المملوكة لإسرائيل أو التي ترفع علمها. حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من أن قواته تظل مستعدة للتدخل إذا استأنفت إسرائيل العمليات العسكرية في غزة.

 

ومنذ نوفمبر 2023، أسفرت حملة الحوثيين في البحر الأحمر عن أكثر من 100 هجوم على السفن، وغرق سفينتين، ومقتل أربعة بحارة، مما أجبر شركات الشحن على إعادة توجيه الخدمات حول رأس الرجاء الصالح.

 

وحسب مركز المعلومات البحرية المشترك فإنه في أعقاب تنفيذ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، تم إطلاق سراح 25 من أفراد طاقم سفينة نقل السيارات التابعة لإسرائيل جالاكسي ليدر، على الرغم من أن السفينة لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.

 

وسبق أن حذر خبراء الشحن من توقع العودة الفورية إلى العمليات الطبيعية عبر المنطقة، مما يشير إلى أن شركات الشحن قد تستغرق شهورًا لاستئناف طرق قناة السويس العادية على افتراض استمرار وقف إطلاق النار.

 

وأكد مركز المعلومات البحرية المشترك أن الوضع رغم التهدئة لا يزال معقدًا، مع احتمالية وجود نقاط اشتعال محتملة بما في ذلك أي خرق متصور لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل أو إجراءات عسكرية ضد الحوثيين من قبل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

 

وحث شركات الشحن حاليًا بإجراء تقييمات شاملة للمخاطر وتنفيذ تدابير أمنية مناسبة قبل محاولة عبور البحر الأحمر.

 

وقالت اللجنة المشتركة لمراقبة البحر الأحمر في آخر تحديث لها: "تقدر اللجنة المشتركة لمراقبة البحر الأحمر أنه مع تقدم اتفاق السلام وبقاء السفن والبنية الأساسية غير مستهدفة، من المتوقع تحسن الاستقرار؛ ومع ذلك، تظل المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن مرتفعة".


مقالات مشابهة

  • هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
  • تحركات أوروبية عسكرية جديدة لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر
  • “شركات الحاويات” ستخسر اذا ما استمرت التهدئة في البحر الأحمر ..!
  • "مركز معلومات بحري" يكشف نجاح عبور 6 سفن أمريكية وبريطانية عبر البحر الأحمر
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • اندلاع حريق في سفينة حاويات في البحر الأحمر
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر
  • مخاوف لدى شركات الشحن العالمية من عبور البحر الأحمر مجددا بسبب توقع انهيار اتفاق إنهاء الحرب على غزة