الاحتلال يأمر بالإخلاء الفوري لـ 20% من خان يونس ويعترف بمقتل وإصابة جنود
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس عن مقتل ضابطين وجندي وإصابة 5 جنود آخرين -بينهم ضابط من سلاح المدرعات- بجراح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة، في حين تجددت الاشتباكات في جباليا وسط تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع وانقطاع الاتصالات لليوم الثاني على التوالي.
ولم يضف الجيش الإسرائيلي تفاصيل أخرى عن ظروف المعارك التي أدت لمقتل وإصابة جنوده.
وارتفع بذلك عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ انطلاق "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 469 قتيلا، بينهم 143 منذ بداية العملية البرية في القطاع المحاصر.
من جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال أنه يمكن لسكان البلدات -الواقعة على بعد 4 كيلومترات من الحدود مع قطاع غزة- العودة إلى منازلهم.
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قال أمس إن مقاتلي القسام تمكنوا خلال الساعات الـ72 الماضية من تدمير 41 آلية عسكرية كليا أو جزئيا، وقتل 25 جنديا إسرائيليا في القطاع، إضافة لإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين بجروح متفاوتة.
وأشار المتحدث باسم القسام إلى أن مقاتلي الكتائب استهدفوا القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقذائف والعبوات، والاشتباك معها من المسافة صفر، كما استهدفوا فرق الإنقاذ، إضافة إلى تفخيخ نفقين ومنزل وتفجيرها في جنود الاحتلال، وقنص أحد الجنود.
تجدد الاشتباكات والقصف
وأكد مراسل الجزيرة تجدد الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محيط موقع الإدارة التابعة لكتائب القسام شرق جباليا شمال القطاع، مضيفا أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت جباليا.
وأضاف المراسل أن الجنود الإسرائيليين يواصلون محاصرة -منذ أمس- مبنى تابع لمنظمة الهلال الأحمر في جباليا بداخله مسعفون وجرحى.
وكان الهلال الأحمر أكد أمس أن حصار مركز الإسعاف التابع له بجباليا يأتي وسط تواصل القصف المدفعي في محيط المركز وسماع انفجارات، بينما يعتلي قناصة الاحتلال أسطح المباني المحيطة، مما يهدد سلامة 127 شخصا من المسعفين والمتطوعين وعائلاتهم من النازحين.
كما قال مراسل الجزيرة إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات على عدة مواقع وسط قطاع غزة وعلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، مما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين.
وأعلنت أمس وزارة الصحة في غزة أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي بلغت ما يزيد على 20 ألف شهيد، بينهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، بينما بلغ عدد المصابين أكثر من 52 ألفا و600 جريح.
إخلاء خان يونسمن جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي أمر بـ "الإخلاء الفوري" لمنطقة تغطي حوالي 20% من مساحة مدينة خان يونس التي لجأ إليها العديد من الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال القطاع ووسطه مع استمرار الحرب على غزة.
وأوضح مكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء ليس واضحا، وقد أتى أمر الإخلاء الجديد بعد إعلان جيش الاحتلال الاثنين الماضي تكثيف عملياته في خان يونس.
ويحدد الجيش الإسرائيلي مناطق الإخلاء على خريطة نشرها على موقعه الإلكتروني، وقد أعرب المكتب الأممي عن أسفه لأن قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات تتقوض بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات والانقطاع التام للكهرباء أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی خان یونس
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30