شمسان بوست:
2025-04-10@00:50:56 GMT

للإنسانيه هذه الرسالة!.

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

كتب / محمد الحفيظي

عزيزتيِ الإنسانيّه:أكثر من سبعين يومُ علي التواليِ وغزه تحتَ القصفِ؛ لذلكَ أن هذه الحرب ليست الاولى وربما لن تكونُ الأخيرةَ، في غزة العزه والصمود والمقاومه لا أثرَ لضحكاتِ الضغارِ في شوارعِها ولا أثرَ لضجيجِ التُجارِ صوتُ الطائراتَ سرقَ النومَ من أعينهم المُرهقةِ، شبحُ الموتِ يحملُ عصاهُ يتوكىُ عليها يبحثُ عن من يشاركهُ الطريقَ،هناك في المدينة المدمره الآن الكثيرمن الاطفال تحت الانقاض وركام المباني المهدمه بقصف الطائرات الصهيونيه والكثير منهم أصبحوا تحت الأرضِ وما تبقى من الناجيين منهم تحتَ بعضِ الدمار ولكن هل يُنجيِ بيتُ عنكبوتٍ من بطشِ عاصفةَ المجرم!.


يوم وراء يوم تتساقط الصواريخ و قذائفِ الاحتلال ويموتَ مئات الأشخاص ويأصابَ البقية يموت الطفلٌ الذي كانَ يبيعُ الخُبزَ لمساعدةِ أهلهِ في توفيرِ إحتياجاتِ المنزلِ، وماتَ صاحبُ البقالةِ البشوشُ الذي كانَ يبيع الحاجات ويهديِ سكان غزة إبتسامةً دونَ مقابلٍ، وتلكَ السيدةُ الطيبةُ التيِ كانت دائما ما تتفقدُ أحاولَ العائلات في إحدى الاحياء في غزة ماتت أيضاً، يتذكرون العجوزَ التيِ اخبرتهم ذات يوم أنها دعت أن يحرر الله فلسطين والقدس من جور الصهاينة المحتلين للأرض المقدسة لقد ماتت أيضاً يا أيها العالم الأعمى، لقدَ ماتو بصاروخ واحد وربما قذيفةٍ أرسلت لقتلِ الطيبينَ لا لقتلِ الإرهاب كما يدعي أولئك الأعداءِ، فالطفلُ لم يرهقَ ابويهِ طغياناً وكفرَ فلماذا قتلتمهُ!. هناك في غزة الجريحه تصابُ البقال الذي لم يكن يبيعُ الذخائرَ والقنابل داخلَ الحلوةِ فبايِ ذنبٍ ماتَ!. والسيدانِ الطيبتانِ هل الخروجُ للشراءِ البقالةِ أو البقاء في منزلها جريمةٌ عقابها القتلُ!.
همُ لهذه الإنسانية و بالنسبةِ لهذا العالم القبيح والمتؤاطي مجردُ خسائرِ حربٍ لكنهم في الحقيقةِ آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا، هو بالنسبةِ لهم مجردُ احياء وبيوت لكنها منازل فيها ذكريات واحلام.
عزيزيِ القارئ يكادُ الوجع ينفزُ من قلميِ ولا أملكُ سوا هذه الكلمات والحروف ورقةٍ لكني أودُ كتابة المزيدِ لكن أخافُ أن تكونَ الرسالةَ بحد ذاتها مؤلمه لذلكَ سأنتظرُ حتىَ يستجيب هذا العالم من أجل إيقاف القصفُ الهمجي والمتوحش بحق الإنسانيّه سأكتب هذهِ الكلماتِ فقطَ وأرجوُ أن لا تتوقف البشريه عن الدعاءِ لغزه وابنائها بالنصر ولكلِ من في فلسطين من المقاومة العظيمة .!

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

السوجرة قرية من وحي الخيال

قررنا أن نقضي يومنا بطريقة مختلفة، فاخترنا أن يكون الإفطار في مكان لا يشبه غيره، "قرية السوجرة"، تجربة تشعرك وكأنك على وشك الدخول إلى فصل من كتاب قديم، تحمله أوراقه عبق التاريخ، وتروي سطوره حكايات من زمن بعيد، وصلنا إلى القرية التي تقع بين جبلين، تمامًا كأنها مخبأة بعناية في حضن الطبيعة، وكأن الجبال تحرسها من عبث الزمن، السكون كان سيد المكان، لا صوت سوى همسات الريح التي تمر بخفة بين البيوت الحجرية، وكأنها تهمس لنا بقصص من عاشوا هنا قبل عشرات السنين، قرية السوجرة ليست كبقية القرى؛ فهي تعود بأصولها إلى أكثر من 500 عام، عاش فيها جدّان شقيقان، وأسّسا معًا نواة لحياة بسيطة جمعت حولها ست عائلات فقط، ورغم قلة عدد السكان، إلا أن الترابط والانسجام كانا واضحين في كل ركن، في كل حجر من جدران البيوت، وفي كل شجرة زُرعت بيدٍ محبة، ما أثار دهشتنا أن الحكومة لم تُجبر الأهالي على إخلاء القرية كما يحدث في بعض المناطق النائية، بل احترمت ارتباطهم بالمكان، وجلبت إليهم الخدمات الأساسية، حتى في الحالات الطارئة، لم يكن مستحيلًا الوصول إليهم، فكانت طائرات "الهليكوبتر" تُرسل عند الحاجة، وكأن السماء نفسها كانت مفتوحة لهم عند الضرورة.

تخيّل أن تعيش في قرية منعزلة عن العالم، وتضطر أن تمشي لأيام فقط لتصل إلى السوق الأقرب! هذا ما كان يفعله أهل السوجرة، كانوا يحملون معهم ما زرعته أيديهم من ثمار، ويتوجهون إلى سوق نزوى، في رحلة تستغرق ثلاثة أيام كاملة، يومًا ونصف اليوم ذهابًا، ويومًا ونصف اليوم عودة، يبيعون ثمارهم هناك، ويشترون ما يحتاجونه من طعام وبهارات وأساسيات حياتهم البسيطة، تخيّل كل تلك المسافة، كل ذاك الجهد، فقط لتأمين لقمة العيش، لكنه كان جزءًا من نمط حياة لا يعرف التذمر، بل تحكمه القناعة والرضا، أوقاتهم كانت تسير على إيقاع الطبيعة والعبادة، يصحون مع أذان الفجر، ويبدؤون يومهم مع شروق الشمس، ويخلدون إلى النوم بعد صلاة العشاء، حين يغمر الظلام القرية ويعود السكون ليحتضنها من جديد، لا ضوضاء، لا أضواء اصطناعية، فقط سكون يعلّق الزمن بين الجبلين.

البيوت هناك تُشبه القصص، صغيرة، حجرية، لكنها تحوي دفئًا لا يمكن أن تراه، بل تشعر به، ربما لأن كل جدار فيها شهد ضحكة، وكل زاوية فيها تحمل ذكرى، وكل ممر بين بيوتها ضم خطوات لأجيال مضت، السوجرة ليست مجرد قرية، بل فصل محفوظ من كتاب الهوية العُمانية، هي نموذج لحياة اتسمت بالبساطة، لكنها مشبعة بالقيمة، حياة لا تعرف الإسراف، ولا تلهث خلف التكنولوجيا، بل تسير على إيقاع الشمس والظل، الماء والتربة، الدعاء والكد، وأثناء جلوسنا هناك، وتناول الإفطار وسط هذا الهدوء الساحر، أحسسنا أننا لسنا مجرد زائرين، بل ضيوف على قصة أزلية، قصة لا تزال تُروى رغم أن معظم شخوصها قد غادروها وانتقلوا إلى مساحة مجاورة.

كان أكثر ما لفت انتباهنا في قرية السوجرة هو الانسجام العجيب بين الإنسان والمكان، كل شيء هناك يشعرك وكأن الطبيعة والناس اتفقوا على نوع من التعايش السلمي، لا اعتداء فيه ولا صخب، الأشجار تنمو بهدوء، والمياه تنساب في مجاريها القديمة، والبيوت لا تحاول أن تتجاوز حدود الأرض، بل تتماهى معها، بلون الحجر نفسه وروحه، بينما كنا نتجول في أزقة القرية، مررنا بآثار الدروب الترابية، ربما لأطفال عاشوا هنا قبل عشرات السنين، وربما لحمار يحمل على ظهره الحطب، أو لامرأة كانت عائدة من الحقول، كل شيء له ذاكرة، وله حكاية، حتى الجدران المتصدعة لم تكن مجرد حجارة متهالكة، بل صفحات صامتة من تاريخ عائلات عاشت، وفرحت، وبكت هنا.

سمعنا من أصحاب المكان الذين بقوا في المنطقة والذين كانوا يشرفون على النزل، أن الحياة في السوجرة لم تكن سهلة، لكنها كانت كريمة، كانوا يزرعون ما يأكلون، ويقتسمون ما يجنونه، فلا جوع يستفرد ببيت، ولا حاجة تُترك دون سند، القوة لم تكن في كثرة المال أو البنيان، بل في الترابط، في شعور كل فرد بأن القرية بأكملها تقف خلفه إن احتاج، حدثنا أحد المشرفين القائمين على النزل عن الشتاء هناك، حيث يلبس الضباب القرية بأكملها رداءً من الغموض، ويغلق الجبلان على قريتهما الصغيرة كما لو كانا يحميانها من العالم الخارجي، وفي الصيف، تتزين الحقول بالخضرة.

ما يجعل السوجرة مميزة ليس فقط قدمها أو مكانها، بل استمرارها، قرى كثيرة هُجرت، وبيوت كثيرة تُركت، لكن السوجرة لا تزال تحتفظ ببعض من نبضها، لا تزال تنبض بالقصة، وبالذكرى، وبالأمل، حيث قام أحفاد أولئك الأجداد بإعادة الحياة لها من جديد عبر ترميم المنازل القديمة وتحويلها إلى نُزل تراثية عن طريق شركاتهم العائلية التي تبنّت هذا الدور، لكونهم أحرص الناس على تراثهم، رحلتنا هذه لم تكن مجرد نزهة، بل كانت دعوة للتأمل، وتذكيرًا بأن البساطة ليست نقصًا، بل جمال من نوع مختلف، وفي زمن تتسارع فيه الحياة، وتتشابك فيه الشاشات والتطبيقات، هناك مكان ما بين جبلين، لا يزال يحتفظ بإيقاع الزمن الجميل، وغادرنا السوجرة، لكن بقيت أرواحنا هناك، تسرح بين جدرانها العتيقة، وتتنفس من سكونها الطاهر، وكأن القرية اختارت أن تُقيم فينا، لا أن نُقيم فيها، والذي لا شك فيه أنها الزيارة الأولى، ولكنها حتمًا ليست الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلق الرسوم المتبادلة ويستثني دولة واحدة
  • البنك المركزي الصيني يبيع الدولار ويشتري اليوان... بكين لن تسمح بانخفاض قيمة عملتها
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • الماتشا: المشروب الأخضر الذي يجتاح العالم ... ما السر وراء شعبيته؟
  • السوجرة قرية من وحي الخيال
  • كاتب يهودي: ترامب يبيع اليهود كذبة خطيرة ولا يحميهم من معاداة السامية
  • الأشغال تعدل مواقيت رحلات "طرامواي" الدار البيضاء
  • رضا شحاته: راتب زيزو سيخلق أزمة كبيرة في الأهلي
  • رضا شحاتة: راتب زيزو سيخلق أزمة رواتب في الأهلي
  • بولت يتجاهل ميسي ويختار رونالدو في قائمة أعظم 3 لاعبين