الخليج الجديد:
2024-09-19@03:14:54 GMT

مكارثية جديدة لدعم الاحتلال!

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

مكارثية جديدة لدعم الاحتلال!

مكارثية جديدة لدعم الاحتلال!

لوبى إسرائيل استعد بملايين الدولارات لينفقها فى انتخابات 2024 لهزيمة تيار اليسار التقدمى بالكونغرس، وأغلبية أعضائه، بالمناسبة، من النساء غير البيض!

قوى اليمين الأمريكى تسعى لإسكات أصوات تفضح الاحتلال أو تدعم الفلسطينيين وتصفية حساباتها مع اليسار التقدمى، لا الليبراليين.

بات اليسار، بما فى ذلك اليسار اليهودى، هو الأكثر دعمًا لحقوق الفلسطينيين.

وقوى اليمين تسعى أيضًا لتصفية حساباتها مع الأكاديميا التى تعتبرها معقلًا لليسار.

المكارثية الجديدة بالكونجرس تقوم دعمًا للاحتلال الإسرائيلى! وهى مكارثية لأن المصطلح يطلق على كل اتهامات، تُساق دون دليل، لإسكات المعارضين وقمع آرائهم.

تحول حقيقى بالرأى العام الأمريكى بعد أن شهد بالصوت والصورة جرائم الاحتلال ضد المدنيين فى غزة، مصدر قلق عميق لأنصار إسرائيل وأغلبيتهم على يمين السياسة الأمريكية.

* * *

بينما أشاهد جلسة استماع مجلس النواب الأمريكى التى أُعدّت لقصف الحرية الأكاديمية بالجامعات الأمريكية، تذكرت كل ما قرأت عن فترة المكارثية البغيضة فى الخمسينيات.

وقتها وفى أوج الحرب الباردة، أعلن السيناتور جوزيف مكارثى أنه يملك قائمة تضم أسماء «لشيوعيين» يحتلون مواقع عدة «يخونون البلاد ويمثلون خطرًا على أمنها القومى».

وقام من خلال لجنة ترأسها بالمجلس بحملة كانت نتيجتها اضطهاد المئات وطردهم من مناصبهم بوزارتى الخارجية والدفاع والجامعات، وملاحقة فنانين وأدباء.

أما المكارثية الجديدة بالكونجرس فتقوم هذه المرة، دعمًا للاحتلال الإسرائيلى! وهى مكارثية لأن المصطلح صار، اليوم، يطلق على كل اتهامات، تُساق دون دليل، لإسكات المعارضين وقمع آرائهم.

فالتحول الحقيقى فى الرأى العام الأمريكى بعد أن صار يشهد، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بالصوت والصورة جرائم الاحتلال ضد المدنيين فى غزة، صار مصدر قلق عميق لدى أنصار إسرائيل، وهم من صارت أغلبيتهم على يمين الساحة الأمريكية.

ومن هنا، غدت قوى اليمين الأمريكى بفصائله المختلفة تسعى لإسكات الأصوات التى تفضح الاحتلال أو تدعم الفلسطينيين. لكن تلك القوى اليمينية تسعى أيضًا لتصفية حساباتها مع اليسار التقدمى، لا الليبراليين، إذ بات اليسار، بما فى ذلك اليسار اليهودى، هو الأكثر دعمًا لحقوق الفلسطينيين. وقوى اليمين تسعى أيضًا لتصفية حساباتها مع الأكاديميا التى تعتبرها معقلًا لليسار.

لذلك وجد اليمين فرصته الذهبية، فاستخدم، بكل انتهازية، حكاية «معاداة السامية»، رغم أنه متهم بها بالمناسبة! ففى اجتماع للجنة التعليم بالمجلس التى استدعت ثلاثة من رؤساء الجامعات الأمريكية، هارفارد وبنسلفانيا وإم آى تى، قامت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك، المعروفة بمواقف شديدة التطرف، باستخدام تعبيرات تمثل جهلًا متعمدًا بهدف توجيه اتهامات للرؤساء الثلاثة لا أساس لها ولا دليل عليها.

فهى، مثلًا، استخدمت كلمة «انتفاضة» لتتهم الجامعات ليس فقط «بمهادنة العداء للسامية» وإنما بأنها لا تمانع من ارتكاب جرائم «إبادة جماعية»! فهى قالت إن الانتفاضة حين يستخدمها شباب الجامعات الثلاث معناها «ارتكاب إبادة جماعية لليهود فى إسرائيل وحول العالم»!

والمؤسف حقًا أن أيًا من رؤساء الجامعات الثلاثة لم يصحح معنى «الانتفاضة»، قبل أن تدخل السجلات الرسمية للكونجرس، إما جهلًا بمعنى الكلمة العربية أو ارتباكًا لشراسة الهجوم، وكلاهما ليس مبررًا من رؤساء جامعات القمة.

وقد أدت جلسة الاستماع، المكارثية بامتياز، لاستقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا، بينما لم تخل محاكم التفتيش تلك من عنصرية بغيضة. فأول رئيسة من السود لجامعة هارفارد، كلودين جيى، كانت الأكثر تعرضًا للانتقادات الفجة، داخل اللجنة بل وخارجها، إذ زعم أنصار إسرائيل زورًا أنها اختيرت لمنصبها لأسباب لا علاقة لها بكفاءتها وإنما للوفاء بشروط «التعددية العرقية»!

وقد تعرض الطلاب بالجامعات الأمريكية كافة لحملات إرهاب وصلت لحد تسيير عربات تحمل صورهم وأسماءهم تطوف جامعاتهم ومواقع عملهم لاغتيالهم معنويًا وكدعوة لاستهدافهم.

وما جرى بجلسة استماع لجنة التعليم لم يكن وحده ما جرى بمجلس النواب. فقد وافق المجلس بأغلبية الجمهوريين، والديمقراطيين «الليبراليين»، بالمناسبة، على قرار يعتبر «معاداة الصهيونية ومعاداة السامية» شيئًا واحدًا، بل وقدم جمهوريون وديمقراطيون مشروع قانون آخر يهدف شكليًا لإنشاء لجنة «لدراسة معاداة السامية» بأمريكا، بينما تفضح حيثيات المشروع الهدف الحقيقى، أى إسكات معارضى الاحتلال الإسرائيلى.

أما لوبى إسرائيل فقد استعد بملايين الدولارات لينفقها فى انتخابات 2024 من أجل هزيمة تيار اليسار التقدمى بالكونغرس، وأغلبية أعضائه، بالمناسبة، من النساء غير البيض!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الاحتلال إسرائيل انتفاضة إبادة جماعية لوبي إسرائيل معاداة السامية معاداة الصهيونية الحرية الأكاديمية الجامعات الأمريكية حساباتها مع

إقرأ أيضاً:

تبون يؤدّي اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لولاية جديدة

أدى رئيس الجزائر عبد المجيد تبون اليمين الدستورية بحضور ممثلي الهيئات العليا في الدولة بعد انتخابه لولاية رئاسية جديدة.

وصل الرئيس تبون في وقت سابق من اليوم الثلاثاء إلى قصر الأمم في الجزائر العاصمة بحضور كبار المسؤولين في الدولة وممثلي الهيئات العليا في الدولة.

وأعلنت المحكة الدستورية الجزائرية السبت الماضي فوز تبون بالأغلبية المطلقة بنسبة 84.30% من الأصوات.

مقالات مشابهة

  • سعدي الزهراني يحتفل بزواج إبنه نايف
  • سياسيون: مبادرة بداية تسعى لبناء مجتمع قوي ومتماسك
  • وزير الخارجية يستقبل نظيره الأمريكى ويطلقان جولة جديدة من الحوار الاستراتيجى
  • أستاذ علاقات دولية: زيارة بلينكن للقاهرة تعكس أهمية الدور المصري في المنطقة
  • اليوم الـ138.. إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية وتبدأ مرحلة برية جديدة باسم معسكرات المركز
  • طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا
  • رويترز: أميركا تسعى لشراء 6 ملايين برميل نفط لدعم الاحتياطي
  • محافظ الدقهلية: «بداية» تسعى لإعداد أجيال جديدة تترسخ لديهم قيم الانتماء للوطن
  • مدبولي: «بداية جديدة لبناء الإنسان» تسعى لتغيير واقع ومستقبل المواطن والدولة
  • تبون يؤدّي اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لولاية جديدة