يجب أن ترفع القوات المسلحة السودانية رأسها عاليا، نعم نعرف جيدا كل اللوم الذي نوجهه لها وهذا طبيعي، ونعرف كذلك أن هزائم قد حدثت، ونعلم كلنا أن الشعب يعاني معاناة رهيبة في كل شيء، لكن على القوات المسلحة السودانية أن ترفع رأسها عاليا فهي تقاتل حلف كبير من الأعداء، حلف متعدد ومتنوع الجوانب داخليا وخارجيا.

وهي تقف في وجه ظروف قاهرة لدولة اجتمعت عوامل كثيرة تقودها نحو الانهيار وذلك قبل الحرب بكثير، عوامل ثقافية ونفسية واقتصادية. فهذه ليست حرب بين دولتين بل هي حرب ضد دولتنا من داخلها، بمؤامرة يقف عليها ويمولها فاعلون خارجيون من محاور الشر. في ظرف كهذا فإن الحرب التي تحدث ضد الدولة وضد الشعب ستكون أخطر حرب مرت على السودان وأكبر مهدد لوجوده.

ما العمل؟
العدو يرفع السقف عاليا لحدود الاستعمار التام للسودان وتسليمه تسليم مفتاح كمان يقولون لقوى خارجية ووكلاء محليين من قوى الحرية والتغيير، تحميهم وتدافع عنهم آلة القتل والنهب. هذا السقف العالي يجب أن ينزل بأي ثمن، لاحظوا أننا نقول يجب أن ينزل لحدود بقاء الدولة وهي العبارة المفتاحية للحل.

لذا فإن استعادة المبادرة ورفع الرأس والروح المعنوية مهم حاليا ليس من باب التشجيع بل من باب محاولة قراءة موازين الصراع جيدا واتخاذ قرارات جريئة وحاسمة تحقق نتيجة بقاء الدولة. ما تحمله المليشيا إذا حققت كامل مشروعها هو الخراب التام والرعب وتدمير كل أثر بسيط للحياة الطبيعية المدنية، وهنا فإن واجب الناس كلهم أن يرفعوا رأسهم عاليا فقد وقفوا مع الحق ومع الموقف الوطني والتاريخي السليم. نعم هناك متغيرات كثيرة يجب أن تحدث في طبيعة الأهداف التي نستطيع تحقيقها لكنها تدور كلها حول ضرورة بقاء الدولة.

قد يقول أحدهم: ربما تبقى الدولة لكنها تحت الاستعمار وتحت رحمة المليشيا. وهذا قول وجيه يوصف سيناريو غير مرغوب فيه تجب مقاومته بكل القوة الممكنة، لذا فإن جوهر الصراع سيكون حول ضرورة استعادة روح المبادرة من جديد، عسكريا وسياسيا وشعبيا من أجل فرض بقاء الدولة بصيغة تبعدنا من الاستعمار التام والهزيمة التامة لمشروع المليشيا.

قد يتساءل أحدهم: هل تستطيع القوات المسلحة استعادة المبادرة من جديد عسكريا وسياسيا؟ نقول نعم تستطيع إذا ما توحدت وعملت بجد ووضعت هدف موضوعي يمكن تحقيقه بدراسة ميزان القوى ودراسة الوضع الداخلي لها، ووقتها يجب أن تتحرك بدون تردد تجاه النتيجة الموضوعية التي تحددها دراسة هذه الأمور، القائد الحقيقي يجب أن يفعل ذلك بلا تردد.

على الشعب السوداني الصابر أن يرفع رأسه ويصبر وبإذن الله تنجلي فصول هذه المرحلة العصيبة بخير، والأهم ألا ينسى أبدا أولئك الخونة والعملاء الذين يفرحون لمعاناته وقد تخلوا عنه في أصعب الأوقات.

هشام عثمان الشواني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة بقاء الدولة یجب أن

إقرأ أيضاً:

البرهان من البطانة : رسائل في بريد الجنجويد والعالم

قال انه لا وقف للحرب الا بهزيمة او استسلام المليشيا
البرهان من البطانة : رسائل في بريد الجنجويد والعالم
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
زيارةٌ مهمة قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس (الأحد) لمنطقة البطانة، متفقدًا جاهزية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمستنفرين.
ظهور الجنرال بالخطوط الأمامية بمعسكر (الغر) بمنطقة البطانة، ووقوفه على جاهزية قوات درع البطانة بقيادة القائد أبو عاقلة كيكل في دحر التمرد، حظيت باهتمام كبير لا سيما وأنها تأتي في ظل انتصارات وتقدم الجيش بكل محاور القتال.
الإسناد الشعبي
وأكد رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة استعداد الدولة بتجهيز كل القوات المشاركة في معركة الكرامة وتمكينها بالسلاح والمعدات اللازمة. وقال البرهان خلال مخاطبته الخطوط الأمامية للبطانة: لن نوقف الحرب حتى تهزم الميليشيا أو تستسلم، مشيرًا إلى أن معركة الكرامة مستمرة بفضل الإسناد الشعبي الذي تحظى به هذه المعركة الوطنية، لافتًا إلى مشاركة القوات المسلحة والقوات المشتركة وقوات درع الشمال ودرع السودان والمستنفرين في محاربة هذه الميليشيا الإرهابية.
وجدد البرهان تأكيداته بأنه لا تفاوض ولا هدنة مع المتمردين وأردف: الكل عازم على إنهاء التمرد واستئصاله للأبد، وحيا القائد العام للقوات المسلحة، القائد أبو عاقلة كيكل على رجوعه للحق وانخراطه مع القوات المسلحة في معركة الكرامة.
ونبه البرهان إلى أن العالم غير مهتم بما يجري في السودان، مشيرًا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها، بجانب استمرار إمداد الميليشيا بالسلاح.
رئيس مجلس السيادة أشاد بأهل البطانة وتضحياتهم وبسالتهم في الذود عن حياض الوطن، وأثنى كذلك على حكمة وحنكة الناظر أبوسن ودعمه للقوات المسلحة.
تجديد الثقة
ويرى خبراء عسكريون أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة لمنطقة البطانة جاءت في سياق تفقد القوات المرابطة هناك، وأضاف بأن اللافت في هذه الزيارة لقاء القائد العام بـ(أبو عاقلة كيكل) بصورة معلنة لأول مرة في أعقاب انسلاخه من الميليشيا المتمردة وانضمامه للصف الوطني والقتال إلى جانب القوات المسلحة، ولهذا اللقاء المعلن عدد من الدلالات من بينها مباركة القيادة ميدانيًا لهذا الانضمام بدون أي إجراءات (بيروقراطية) أو أي توجس، وتجديد للثقة في شخص القائد كيكل الذي اتخذ هذا الموقف الوطني في توقيت دقيق وحساس ومؤثر على سير المعركة مع الميليشيا.
وأشاروا إلى أن اللقاء يعد دفعة معنوية كبيرة لقوات درع السودان التي تنضوي تحتها كثير من مكونات مجتمع البطانة تحت راية كيكل، والإيذان بانضوائها للقتال تحت راية القوات المسلحة والقوات النظامية.
وشمل اللقاء استعراض كيكل لقواته والتحامها مع المستنفرين من أبناء البطانة أمام البرهان، وذلك مؤشر لجاهزية قوات درع السودان للانخراط في معارك باتت قريبة ومسرحها ولايتي الجزيرة والخرطوم، وتلك رسالة في بريد الميليشيا التي راهنت على ضعف القوات التي انسلخت مع كيكل.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العبدلي: مدينة الزاوية تعاني من تغول الميليشيات التي تدّعي الشرعية لكنها تهدر ثروات ليبيا
  • حكومة التغيير والبناء​ تدعو إلى إدانة الإجرام الإسرائيلي الصهيوني المدعوم أمريكيا وبريطانياً
  • والي الخرطوم يتفقد أسر شهداء الحافلة التي قصفتها المليشيا المتمردة وأثنى على صبر الاسر وثباتها
  • رد فوري وغير مسبوق.. صنعاء تهاجم تل ابيب بصواريخ فرط صوتية في ذات اللحظة التي كانت طائرات اسرائيلية تهاجم اليمن وتحدث دمار هائل
  • السيسي: لا أعرف الكذب ولم نأخذ أموالا من الدولة لبناء العاصمة الإدارية
  • بن زية: “فخور برفع الراية الوطنية عاليا”
  • الفرقة السادسة مشاة: المليشيا تستهدف الفاشر بمسيرات استراتيجية تعد الأولى من نوعها
  • قائد القوات البحرية يوجه برفع جاهزيتها القتالية لمواجهة المليشيا الحوثية
  • البرهان من البطانة : رسائل في بريد الجنجويد والعالم
  • الفرقة السادسة مشاة: ارتفاع قتلى مُسيّرة المليشيا التي استهدفت سوقا بالفاشر إلى ٤٠ قتيلاً و٢٥ جريحاً